|
كيف نستقبل العام الجديد
رياض محمد سعيد
(Riyadh M. S.)
الحوار المتمدن-العدد: 5645 - 2017 / 9 / 20 - 22:11
المحور:
المجتمع المدني
كيف نستقبل العام الجديد لا تستطيع الاجابة على هذا السؤال الا اذا عرفت من هو السائل . او الأصح عن اي عام جديد نتكلم . فهناك العام الميلادي و العام الهجري ، ولسنا بصدد الحديث في مجال الديانات السماوية لكن لنصف ما يمكن التعامل به للافراد مع الموروثات الدينية ازاء متطلبات ومفردات الحياة المدنية المتداخلة و الملاصقة للمعتقدات الدينية في تفصيلات الحياة الاجتماعية بشكل يصعب فصلهما عن بعض . لو تكلمنا عن العام الهجري فهو عام يستبشر به المصلون في سنة جديدة مضافة للاعوام التي خلت وسيكون لنا فيها 355 يوم جديد نستبشر بكل يوم فيه خير و بركة ، كما ان العام الهجري يعتبر رمز من الرموز التي تعبر عن خلاص نبي الله ونجاته من جور و ضلم الكفار و بهذا الخلاص منح الله الاسلام و المسلمين فرصة البقاء والاستمرار والانتشار وهو ما منح الدعوة الاسلامية القوة وساعد على انتشارها في الارض ، افلا يستحق ذلك الاحتفال؟ ، وتقترن فرحتنا في العام الجديد بالشهر الذي نستهل به العام الهجري و هو شهر محرم الذي كان يحضى بقدسية خاصة أكثر مما نحن عليه في عصرنا الحاضر ، إذ كان يحرم فيه الغزو والحرب و القتال الامر الذي يهدف الى دعم وتشجيع الروح الانسانية والمحبة والمودة بين الناس في اول شهور العام الهجري (محرم) حيث يبتدأ الناس عامهم الجديد بأعلاء راية السلم والامان بكل التزام و احترام ، فيعم الامن و تزدهر اسواق التجارة والأدب والشعر والفروسية واواصر المودة الاجتماعية بين القبائل والقوميات و الشعوب . لكن العرب المسلمين لم يتركو هذا الشهر بفضائله الكبيرة لينعم بها المسلمين بل سجلو في ايامه العشر الاولى اعظم جريمة عرفها التاريخ الاسلامي في قتل ريحانة نبي الله في غل وحقد و بغضاء وكراهية ضلت منذ مئات السنين عالقة في الاذهان يندب فيها المسلمين حظهم بحلول كل عام هجري جديد حيث تستحضر الاعلام السوداء ومعالم الحزن والبكاء على هذه الجريمة النكراء ويعاد المشهد في ايامه الغبراء ويصفه الرواة والشعراء في قصائد تحيي بشاعة الحدث وقساوة المسلمين على انفسهم وعلى حفيد النبي وآل بيته الطيبين . فتغيرت معالم الفرح بالعام الجديد الى معالم الندم والحزن الشديد وتغيرت الالوان من الاحتفال الى السواد ومعها تعلو الاصوات داعية العباد الى البكاء و النحيب على الشهيد حفيد الحبيب . اما العام الميلادي الجديد فهو ايضا يقترن بالفرح بميلاد 365 يوم جديد سيستقبله الناس بالتفاؤل و التخطيط بهمة للشروع بالحياة بأمل جديد واجتياز الهفوات ونسيان الاحقاد بالمسامحة والاعتذار عن الاخطاء و نبذ المشاكل للبدء بسنة جديدة يسعى فيها الجميع الى العمل على تحقيق الرفاهية والسعادة للأفراد الذين نعيش معهم وحولهم من العائلة و الاقرباء و الاصدقاء وحتى الغرباء ، كما ان الاحتفال يكون كتعبير للشكر و العرفان للخالق العظيم الذي منحنا الحياة و النعم والخيرات ومنحنا القدرة و العقل و هدانا الى الطريق السوي لنحيا جميعا في هذا العالم بسعادة و ود وامان بغض النظر عن اختلاف الاديان و والمعتقدات و القوميات و الافكار و اللغات . وعلى هذا فالامر مقرون بالمكان و الزمان الذي يتواجد فيه الفرد ، فأذا صادف وجوده مع او في بيئة عيد رأس السنة الميلادية وكان المكان ملائم للاحتفال فالحرية الشخصية تمنح ذوي القناعة الحضارية بما منحنا الخالق من عقل و فهم و تدبير ان نشارك من معنا الفرح لأن الغاية اسعاد الجميع و التمني للاخرين تحقيق امانيهم وان نحب لهم ما نحب لأنفسنا وان يحتفل الجميع بفرح واعلان شعائر الفرح البشري للفرد ولعائلته و اصدقاءه واقرباءه و ذويه باي نوع او طريقة يختارها وبما يرسم الابتسامه والسعادة و التفاؤل والأمل على وجوه من حوله و من معه بشرط ان لا يؤثر على الاخرين و يزعجهم . اما من انعم الله عليه بان يكون مسلما وفي مكان وزمان يحتفل فيه مع المسلمين بالعام الجديد ، فله ان لا يعلي معالم الفرح بالمطلق الكشوف و المعلن وانما عليه ان يحسب الحساب انه في شهر محرم الذي قداسته تغلب على كونه الشهر الاول في العام الهجري وانه الشهر الذي في العشرة ايام الاولى منه استشهد سيد شباب الجنة و سيد الرجال وحفيد رسول الاسلام و المسلمين . وعليه فليكتفي المسلمين باعلان شعائر العبادة والخشوع مسومة بالندم و الدموع على الحدث المروع عبر الاجيال ، فيقضيها الناس بالصلاة و العبادة والمديح و قراءة القرءان و الدعاء و الشكر لله على نعمه . وفي كلا الحالين فأن الاعياد و الاحتفالات ومشاركة الناس افراحهم ليست الا زخم مضاف للفرد من اجل مواجهة مصاعب الحياة بثقة وتفاؤل و جد ومساعدة الاخرين و اسنادهم عند الحاجة وبالمقابل الحصول على دعم ومساعدة الاخرين وهي ترجمة للروح الانسانية بابسط صورها.
#رياض_محمد_سعيد (هاشتاغ)
Riyadh_M._S.#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
من قصص بغداد 1001
-
شعب يعضّ و لا يتّعظ
-
واقع و ليس يأس
-
العرب و الحضارة
-
التغيير بين السيرة والسلوك
-
يطلب من الحافي نعال
-
الموصل .. من يقطف ثمار الانتصار
-
صباح يوم عراقي
-
ما بين الواقع والمستقبل المجهول
-
ثقافة الناخبين
-
انعكاسات خطيرة
-
هل فكرت يوما في ماذا لو
-
الشماتة و التشفي
-
في الأزمة العراقية
-
كيف كنا .. وكيف اصبحنا
-
توقيت زيارة الوزير الجبير
-
تطورات قد تنقلب كوارث
-
جل ما يفعلون ... يتسائلون
-
ليلة الموت في بغداد
-
ترامب .. والداخل الامريكي
المزيد.....
-
-قيصر الحدود- الأمريكي يتحدث عما سيفعله ترامب مع عائلات المه
...
-
عاجل | أسوشيتد برس: منظمة عالمية سحبت تقريرا يحذر من المجاعة
...
-
وزيرالخارجية اليمني:ندعو الأمم المتحدة وكل المنظمات لتجريم م
...
-
قطف مطار صنعاء استخفاف إسرائيلي بالأمم المتحدة
-
الاحتلال يُمعن في ارتكاب جريمة إبادة جماعية بزيادة وتيرة تدم
...
-
مراسل RT: ممثل الأمين العام للأمم المتحدة والمنسق المقيم توا
...
-
في جريمة هي الأكبر ضد الصحفيين في قطاع غزة خلال حرب الإبادة
...
-
من لبنان وتركيا والأردن.. ضوابط لعودة اللاجئين السوريين إلى
...
-
اعتقال قاضي المحاكم الميدانية في سجن صيدنايا بسوريا
-
اعتقال -سفاح صيدنايا- في طرطوس وحراك دبلوماسي سوري مع دول ال
...
المزيد.....
-
أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال
...
/ موافق محمد
-
بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ
/ علي أسعد وطفة
-
مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية
/ علي أسعد وطفة
-
العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد
/ علي أسعد وطفة
-
الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن
...
/ حمه الهمامي
-
تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار
/ زهير الخويلدي
-
منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس
...
/ رامي نصرالله
-
من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط
/ زهير الخويلدي
المزيد.....
|