|
باطن القرآن فعليّاً هو الظاهر....و ظاهره فعليّاً ليس بظاهر !!!
صلاح الحريري
(Salah Alhariri)
الحوار المتمدن-العدد: 5645 - 2017 / 9 / 20 - 13:45
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
بسم الله باطن القرآن فعليًّا هو الظاهر....و ظاهره فعليًّا ليس بظاهر !!! تكلمنا في المقالين السابقين ( هل ظاهر القرآن.....ظاهر ؟!!!) و ( ماذا يُدعى ظاهر القرآن ؟!) عن ظاهر القرآن . و بَيَّنَّا أن التعجل في فهم القرآن سيدخلنا في متاهة ، هي متاهة الجهل . فَ الفسق منه ممدوح ومنه مذموم ، و الكفر منه ممدوح ومنه مذموم ، و الإيمان له معانٍ قريبة و أخرى بعيدة ، حتى أخطر القضايا التي كنا نظن أنها محسومة و أنها فارقة في الديانة المحمدية ، مثل قضية التثليث ، توجد آيات في القرآن توهم مبدئياً بأنه لا تثليث ، لكن وجدْنا آيات أخرى واضحة لأولي الألباب تدل صراحةً على و جود ثالوث إلهي ، كَ آخر آية في سورة هود ، و كَ آخر آية في سورة النمل ، و كالآية الثانية من سورة الأحزاب . كيف نوفق بين الثالوث الذي يفسر الكثرة الصفاتية في عالم الخلْق ، و بين الوحدانية التي هي فطرتنا ؟!! إذاً ، حتى المفاهيم المتجذرة في الديانة المحمدية ، وجدنا ما ينقضها صراحةً في القرآن ، في آيات واضحات صريحات بيِّنات .
إذا تعاملنا مع القرآن بطريقة جدلية ، بدون خلفيات مسبقة ، و بغض النظر عن الخلل المنطقي اللغوي النفسي الموجود عند بعض العرب ، فإننا سنكتشف بمنتهى البساطة أن ما يدعونه ظاهر القرآن ، واضح الدلالة ، البيِّن ، سنكتشف أنه ليس بظاهر ، و إنما هو شوربة ، و إنما هو بطيخ.
لا بد للكتب المقدسة أن تكون مطابقة للحقيقة ، و مطابقة للواقع .
كثير من المبادئ التي لا يقرها السنيّون ومن شابههم ، هي موجودة بطريقة ظاهرة ، واضحة ، بيِّنة ، لا تحتاج إلى تأويل ، أو انتقال من معنى قريب إلى بعيد بِقَرينة . و كثير من المبادئ التي يقرها السنيون ومن شابههم إنما هي أضغاث أحلام . فمثلاً مبدأ إعادة التجسد ، هو واقع و حقيقة ، بتأمل بسيط يمكن إستنتاجه ، فنقول مثلاً ، جدلاً ،هل تقدر أن تكون أبدياً ؟! ، هل تقدر أن تعيش لمالا نهاية ؟ ، ألا يُحتمل أن تصاب بالملل بعد أن تجرب كل شئ ، بعد أن تذوق كل أطايب العيش ، أليس سيأتي وقت تصاب فيه بالملل ؟ و قد ألمح أحد الفلاسفة المعاصرين إلى هذه المعضلة ، معضلة الملل Boredom Problem ،كذلك استنتاج أن لكل واحد منا جوهر سرمدي ، لا يجوز عليه الموت ، لا يمكنه أن يفقد الحياة ،و لا يمكن إفقاده الحياة ، هو ما نطلق عليه الروح ، الجوهر ، يمكن الوصول إلى استنتاجه بمنتهى البساطة . كل ما هنالك أن مفهوم إعادة التجسد ، تم عرضه في الأديان و المذاهب المختلفة بطريقة مشوهة ، و هذا التشويه مُتَعَمَّد و مقصود ، لأن البشرية إلى الآن ما تزال في طور ال Involution ، من الآيات التي تدل صراحة و بوضوح على أننا كانت لنا حياة ، بل حيوات سابقة ، كتلك التي نحياها الآن ، هي آية 7 من سورة هود ، قوله تعالى ".....ولئن قلت إنكم مبعوثون من بعد الموت ليقولن الذين كفروا إن هذا إلا سحر مبين " هود-7- لم يقل.....ولئن قلت إنكم تبعثون من بعد الموت . ولم يقل....ولئن قلتَ إنكم ستبعثون من بعد الموت . واضح جداً في الآية أنه يقصد الآن ، نحن الآن ، في وقتنا الحاضر ، مبعوثون من بعد الموت . يبدو أنك ما تزال مصراً على فهمك الخاطئ لهذه الآية . إذاً ، ماذا تقول في الآية الصريحة الواضحة البينة في الدلالة على إعادة التجسد ، التي في آخر سورة الكهف : "إن الذين آمنوا و عملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلاً . خالدين فيها لا يبغون عنها حِوَلاً " خالدين = ساكنين كانت ، في الماضي ، لهم جنات الفردوس نزلا . كما قلنا بأنه تم تشويه هذا المفهوم ، مفهوم إعادة التجسد ، ولعل أقرب فهم لهذا المبدأ إلى الصواب هو الفهم الدرزي (الأرواح إنسانية فقط ومنها أرواح مذكرة و أخرى مؤنثة ، و عدد الأرواح ثابت و لا تخلو الروح من قميص جسدي ) ،التقمص عند الدروز .
و هكذا مفاهيم و مبادئ وجودية صحيحة بنسبة 100% ، يقرها القرآن صراحة في آيات واضحات بيِّنات ، كمبدأ وحدة الوجود Pan-en-theism ومبدأ الفداء و الخلاص الكوني و مبدأ الثالوث كحتمية لتفسير الكثرة الصفاتية في عالم الخَلْق . آيات واضحات صريحات شديدة الوضوح تدل على هذه المبادئ و غيرها ، ماذا تقولون في " ما في السماوات و ما في الأرض جميعاً منه " الجاثية-13-وحدة الوجود ، و ماذا تقولون في "كَفَّر عنهم سيئاتهم " ، ألا تعني ( تَحَمَّل عنهم الفداء ) أي فداهم ، و ماذا تقولون في " و اتبع ما يوحى إليك من ربك إن الله كان بما تعملون خبيراً" الثالوث ، آيات بيِّنات إذا حدقتم فيها أكثر فلن يسعكم إلا أن تقولوا ( إنما سُكِّرَت أبصارنا بل نحن قوم مسحورون ) .
مبدأ الآفاتار (آمن الرسول بما أُنزل إليه من ربه و المؤمنون كلٌ آمن بالله) آخر البقرة ، الله أُنزِلَ إلى الرسول والمؤمنين من رب الرسول . مبدأ وجود أكثر من نسخة من الروح الواحدة (وجود أرواح كثيرة ، كل روح يوجد منها نسخ كثيرة) قول الحق في آخر ص " لأملأن جهنم منكَ " أيْ من نسختك .
بينما على الجانب الآخر أقر السنيون و من شابههم مبادئ فاسدة ، بناءً على نصوص قرآنية يظنونها واضحة ، بينة ، بينما هي متشابهة ، تحتاج إلى إحكام . فمثلاً التعدد ، آية التعدد في سورة النساء من أشبه آيات القرآن ، تحتاج إلى تأني و تمهل في تأملها حتى نضبط المعنى و الدلالة . (فانكحوا ما طاب ) لماذا لم يقل ( من طِبْنَ ) ، أليس قد قال في آية أخرى ( فإن طِبْنَ ) ، إذاً آية التعدد من أشبه آيات القرآن .
أرجو ألا أكون قد أطلت ، و شكراً .
#صلاح_الحريري (هاشتاغ)
Salah_Alhariri#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل ظاهر القرآن......ظاهر؟!!!!
-
اللاوعي و السفسطة
المزيد.....
-
مواقفه من الإسلام تثير الجدل.. من هو مسؤول مكافحة الإرهاب بإ
...
-
الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض
...
-
الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض
...
-
من هم المسيحيون الذين يؤيدون ترامب -المخلص-؟
-
المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرتا اعتقال نتنياهو وجال
...
-
الأميرة المسلمة الهندية -المتمردة- التي اصطادت النمور وقادت
...
-
تأسست قبل 250 عاماً.. -حباد- اليهودية من النشأة حتى مقتل حاخ
...
-
استقبل تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024 بجودة عالية
-
82 قتيلاً خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
-
82 قتيلا خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|