أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - غسان موسى - السوريون القوميون ..........طوبى لكم















المزيد.....

السوريون القوميون ..........طوبى لكم


غسان موسى

الحوار المتمدن-العدد: 1462 - 2006 / 2 / 15 - 06:59
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


لا أدري لما تضايقت كثيرا حين سماعي كلام السيد جوزيف سويد وزير الدولة السوري الجديد اليوم على قناة الحرة الفضائية .هل لأن كلام السيد سويد وضعني أمام مشهد من مشاهد السقوط التي باتت مألوفة في الحياة السياسية السورية ؟. أم إن كلام السيد سويد أعاد إلى ذاكرتي ما كان يردده رفقائنا من الحزب الشيوعي السوري في سبعينيات القرن الماضي وما رددوه في فترة الثمانينيات والتسعينيات ومازالوا يرددوه, بالحد الأدنى بعضهم. حين كنا نحاورهم أو نسألهم : لما دخلتم الجبهة ؟ كانوا يجيبون دوما :لأننا نريد تحقيق الاشتراكية وتحرير الأرض السورية المحتلة وتحرير كامل الأراضي العربية المحتلة عام سبعة وستون,وتحقيق الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني .
كنا نقول لهم: الاشتركية لم تتحقق وليس بهذا الشكل يمكن أن تحقق . إن ما تحقق هو شكل من أشكال رأسمالية الدولة . إن ما تحقق مجموعة مزارع خاصة لمجموعة من البيروقراطيين يستطيعون بها ومن خلالها إذلال الناس ومراكمة الثروات لاأكثر و لا أقل.وهذه المؤسسات التي بنيت أصلا بعرق وشقاء السوريين، تشكل في كثير من الأحيان مصدر شقاء وتعاسة لهؤلاء المواطنون . نتيجة الإستغلال المشوه لهذه المؤسسات وتحديدا استغلالها سياسيا ، ودون أدنى مستوى من المراقبة الشعبية لهذه المؤسسات . وحتى أصبحت هذه المؤسسات مصدر من مصادر التسول للشعب السوري ، فكل لقمة منحة ، وكل راتب عطية، وكل حق مكسب وهدية . وانتم أيها الرفاق شركاء في كل ما يجري ، وأنتم تشاركون بتغطية كل هذه الأعمال سياسيا .
وحين كنا نسألهم : لما أنتم ما زلتم في الجبهة؟ بالرغم من إقراركم (كقواعد بالحد الأدنى ) بالفساد والسرقة والنهب واستغلال وتحقير البشر ؟؟
يجيبون: نريد أن نحمي مكتسبات الجماهير وأن نساهم في تحرير الأرض المحتلة.
كنا دوما نقول لهم: إن حماية مكتسبات الجماهير ل تكون إلا بالوقوف إلى جانبهم وليس إلى جانب من يكون هو نفسه سببا في المشكلة وإن حماية مكتسبات البشر تكون عبر مقدرتهم ومقدرتكم في كل لحظة على كشف كل أعمال السرقة والنهب والفساد وعبر إيجاد الأليات الضرورية لمحاسبة المفسدين. لا بالوقوف إلى جانب من يتربعون على كراسي هذه المؤسسات، وتغطيتهم سياسيا، واستعمال كل القيمة الأخلاقية التي من المفترض أن تتمتعوا بها كشيوعيين بوقوفكم علنيا إلى جانب من يقومون بإبتزاز الناس بهذه المؤسسات، ويعتبرونها مزرعة من مزارعهم الخاصة جدا. .. وإن من تغطونهم على أساس مهمة نبيلة ولا نشك مطلقا بصدق ونبل نواياكم ولكن هؤلاء لايرون في كل هذه الشعارات إلا تغطية لما يقومون به من أعمال.
واليوم وبعد مرور أكثر من أربع وثلاثين عاما على تأسيس الجبهة لم يستطع رفقائنا من تحقيق الإشتراكية كما كانوا يتمنون ولم يستطيعوا حماية مكتسبات الناس، ولم تتحرر الأرض ولم يبقى من ميثاق التأسيس شيئا يذكر وبعد أربع وثلاثون عاما يدخل الحزب السوري القومي الإجتماعي إلى هذه الجبهة قانونيا بالحد الأدنى على الميثاق القديم، أي على مهمة تحقيق الإشتراكية، وعلى مهمة تحقيق الوحدة العربية، وعلى أساس أن حزب البعث هو قائد للدولة والمجتمع.
واليوم فقط يتحفنا السيد جوزيف سويد المحامي ووزير الدولة المعين البارحة فقط بمرافعة من عيار ثقيل . إليكم جوهر ما قاله السيد سويد، معللا سبب مشاركته وحزبه في الحكومة وفي السلطة:
1. إفساح المجال لكافة القوى الخيرة والبناءة من المشاركة في بناء المجتمع.
2. تحرير الأرض .
3. تحقيق الديمقراطية وفق ظروفنا وأوضاعنا .
4. إن هذه السلطة تقوم بدور النهضة السورية وبالتالي لا بد من مشاركتها.
5. الدفاع عن الوطن ضد المخاطر التي تتهدده .
6. تعميم الخير لأن الخير العام يصون وحدة المجتمع.
هذا بالعموم جوهر مرافعة السيد المحامي جوزيف سويد اليوم على قناة الحرة . ولا أدري لما قفز إلى ذهني
كلام رفاقنا في الحزب الشيوعي السوري في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي . ولا أدري لما أوردت ما كان يدورمن نقاش مع رفقائنا من الحزب المذكور ، وهم اليوم باتوا ثلاثة أو أربع أحزاب وغير المجاريح.
أقول للأستاذ سويد : مبروك عليك والسيد المحايري دخولكم التاريخ من بابه الواسع اليوم . فسيسجل لكم التاريخ البدء بتهديم ذلك الصرح الوطني العريق الحزب السوري القومي الإجتماعي الذي ظل محتفظا بنضارته وشموخه وبياضه. لأنه ولأكثر من خمسين عاما لم يتلوث بالسلطة وخاصة عندما تكون وسائل وآليات هذه السلطة غير مقبولة من الناس ، ولا زالت تعتمد على تخويف الناس وقمعهم وقمع حركتهم وتحركهم أو حتى إجتماعهم في أدنى المستويات. أما في ردي على ما رافعت به وما يرافع آخرون غيرك من الأحزاب التابعة والمشاركة في هذه السلطة أقول وبإختصار:
- الديموقراطية كتمظهر: هي تداول السلطة وبإرادة الشعب الحرَة. وهذه قضية لا تفترق بين بلد وآخر وشعب وآخر .
- والديموقراطية كمنهج قائمة على الفصل بين السلطات – العلمانية – حرية التفكير والتعبير – والمساواة- والتعددية السياسية ..... وبقية حقوق الإنسان – والاقتصاد الحرنسبيا الذي يكون مضبوطا من قبل الدولة والمجتمع لتأمين حياة كريمة ولائقة للمواطنين عبر آليات وضوابط متعددة ومختلفة من أهمها:منع الإحتكار – مكافحة الفساد ومحاسبة المفسدين ....
-ها أنت أيها المحقق للديموقراطية ترشح وتفيض منك هذه الديموقراطية . فلقد عينت من نفسك منذ البداية قاضيا وبدأت تصدر الأحكام وربما حكمك لا يقبل الطعن ولا النقض. فأنت موكل بتعيين القوى الخيرة والبناءة في المجتمع وقررت مسبقا آليات مشاركتها في الحياة العامة بتمثلك والمشاركة من خلال هذه السلطة . ولما لا فأنت قد تكون ملاكا أو وليا من أولياء الله الصالحين المكشوفة بصيرتهم، ترى أن هذه القوى السياسية التي وصلت بنا و بالبلد إلى ما وصل إليه هي قوى الخير والبناء.
-ولما لا تكون كذلك ؟ فها هو خير هذه القوى في بلد غني مثل سوريا يعم على الجميع . فبناء منزل صغير أصبح بالنسبة للغالبية العظمى من السوريين حلم كبير يصعب تحقيقه وأصبح اقتناء كيس اسمنت تعويذة ضرورية في كل بيت سوري وبضعف سعره عالميا. ولن نتكلم كثيرا عن زيادة نسبة الضرائب وارتفاع الأسعار لكل شيء تقريبا . حتى جاوزت نسبة ارتفاعها ال50% في العام الأخير فقط. ولن نتحدث طويلا عن نسبة السوريين الذين باتوا يعيشون تحت خط الفقر بنسبة جاوزت ال 50%فهم ليسوا بمهمين .
- ولما لا تكون نهضة سورية معتمدة على إرث نيف وأربعين عاما من تغييب الحريات العامة وحرمان القوى السياسية من حق الوجود عبر قمعها ووضع كادراتها في أقبية النعمة والرحمة للتعبد نساكا ومتقربين من وحدانية السلطات التي لا تخطيء ولا تزل.
- ولما لا تكون نهضة سورية الآن على يد السيد سويد وهو مشترك لتوه في سلطة ما زالت ترفع حالة الطوارىء ومحاكمها غير الشرعية وغير القانونية في وجه كل من لا يعجبها أو من ترى أن وقته قد حان . أو لترعب به من حوله من أبناء المجتمع ، منذ نيف وأربعين عاما .
- ولما لا تكون نهضة سورية ومجتمعنا يغص بتزاحمات حركة أحزابه ومؤسساته المدنية من نقابات وجمعيات ومؤسسات مجتمعية مختلفة . فهي لم تصبح حتى الآن ملك سياسة السلطة وأحد أدواتها.
- ولما لا تكون نهضة سورية وأنت نفسك يا سيد سويد موجود تحت قيادة أبدية للدولة والمجتمع لحزب البعث العربي الاشتراكي .
ها.ما لا تكون نهضة وأنت نفسك يا سيد سويد نفسك كوزير وكمواطن بداية و كمرافع تعتبر مواطن من الدرجة الثانية بل الثالثة دستوريا..... ها .... ها...هل أنا من يقول لك ذلك وأنت مرافع وأنت خير المرافعين.
- و لما لا تكون نهضة وعند معظم شعوب العالم أربع سلطات مستقلة بعضها عن بعض إلى درجة كبيرة. –تشريعية – وتنفيذية –وقضائية – و اعلامية.ونحن لدينا سلطة واحدة وحيدة فقط وعلى وحدة السلطات تقوم النهضة .
- ولما لا يكون تحرير للأرض و قواتنا الشعبية توقع الخسائر يوميا بالعدو الإسرائيلي.
- ولما لا يكون تحرير وعساكرنا ومجندينا بطونهم مليئة، ورواتبهم تكفيهم لا يحتاجون التسول حتى من أهاليهم، ولا يدفعون مقابل الإجازات لبعض الضباط، ولا يتسابق الضباط على عدد المجندين (المفيشين) من قبل كل واحد منهم. وللمناسبة المفيشين يجب أن تكون مفهوما من المفاهيم التي انتجتها النهضة السورية ما رأيك في ذلك يا سيد .
- طوبى لك أيها القادم من أعماق التاريخ. ولكن أرجو أن تكون حاملا في رأسك وفي قلبك ووجدانك الإثم الكنعاني. الذي أعطى لهذه الأرض ما أعطى وأعطى للعالم ما أعطى من تفاعل وثقافة وحضارة وقيما عالية.
- طوبى لك أيها المبارك الداعية إلى النهضة السورية من خلال هذا الشكل من السلطات.
- أخيرا أتمنى لك وللسيد المحا يري يا رسولا النهضة التوفيق في مهمتكم النبيلة من كل قلبي. فالمتحد الاجتماعي السوري لم يتحقق من خلال مشاركة حرَة كريمة لأناس أحرار بواجبات وحقوق متساوية. بل تحقق هذا المتحد الاجتماعي السوري في زمن كنعان كما يتم الآن في بلداننا.
أتمنى أخيرا أن لا يصيبكم ما أصاب جيجات خيي ميلاد ............



#غسان_موسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- .......وأخيرا...الدانمارك هي السبب والضحية
- إلى الداعين إلى الفعل الخارجي
- ابن العم رياض الترك .... نصيحة ببلاش
- عفواً ... -إعلان دمشق


المزيد.....




- قيل له إن جسمه -غير مناسب- لبعض الأدوار.. هذا ما يرويه تيموث ...
- أمريكا تعلن تفاصيل إحباط هجوم -حوثي- بالمسيرات والصواريخ على ...
- فوز ترامب يمنح -تيك توك- طوق النجاة في الولايات المتحدة
- حدث في دولة إفريقية.. ائتلاف الحكومة يحصد -صفر مقاعد- في الا ...
- جنازة جماعية في لبنان لتشييع 8 مسعفين ومدنيين بعد غارة جوية ...
- المزيد من القتلى في المواجهة المفتوحة بين إسرائيل وحزب الله ...
- سيناتور أمريكي: جيشنا الآن لا يستطيع هزيمة أحد
- رسميا.. ترامب يعين النائب والتز مستشارا للأمن القومي
- محلفون أمريكيون يمنحون ثلاثة ناجين من سجن أبو غريب بالعراق ت ...
- ألمانيا.. توجه حكومي لحظر استخدام غاز الضحك بعد انتشاره الوا ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - غسان موسى - السوريون القوميون ..........طوبى لكم