أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كامل السعدون - بابا محمد الذي هبط عبر المدخنة














المزيد.....


بابا محمد الذي هبط عبر المدخنة


كامل السعدون

الحوار المتمدن-العدد: 1461 - 2006 / 2 / 14 - 11:26
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


وصلني من صديق أديب أريب ، مقطع من برنامج إسلامي في قناة من قناني ( عفوا ) قنوات الردح والدجل العربي الإسلامي ال( المسخ ) المريض ، ويسألني الصديق رأيي في السخف الذي رأه وأراد إمتاعي أو ربما إغاظتي وإشعال فتيل حنقي الكامن تحت رماد القلب .
الطريف في البرنامج ، صوت فتى صغير أشك في أنه يتجاوز العاشرة يسأل رجل الدين الثقيل الجرم ( كما كل القصابين في العالم ، قصابوا اللحم البشري الحرام ، وقصابوا اللحم الحيواني الحلال ) .
يسأله :
مولانا ماذا تقول في بابا نوئيل الذي يأتي في عيد الميلاد ليعطينا الهدايا ، هل يحق أن نأخذ هذه الهدايا أم لا ..؟
ويجيب الشيخ : ومن هذا البابا نوئيل يا ولدي ؟
نحن نعرف بابا محمد ...
بابا محمد يمكن أن يعطينا الهدايا ، ومن يد بابا محمد يمكن أن نتقبلها شاكرين مستبشرين .
يذهل المذيع لهذا القول الذي لم يبدعه لسان عربي من قبل .
أما الشيخ ذاته فينتشي ويتهلل وينتفخ كما الديك الواقف على تل قمامة .
وذاته ... ذاته كما الديك في تلك اللحظة ، لكنه يقف على تل قمامة تاريخية قريشية وصلت إلى مرحلة الإختناق والتعفن التام وأوشك العالم أن يطمرها إلى الأبد .
يتهلل وجهه بشرا لهذا الإكتشاف الرائع الجديد الذي لم يرد على لسان رجل دين منذ أيام لصوص الإسلام الكبار وطغاته الأول عمر وأبا بكر وعثمان ، وشيخهم الذي علمهم السحر ، ذاك الذي ذبح من العرب واليهود والنصارى الآلاف ، بما فيهم النساء والولدان والشيوخ .
لم يرد هذا الكشف الجميل الملهم العظيم منذ ما قبل سقيفة بنو ساعدة والفتنة الكبرى التي ذبحت العرب حتى يوم الله هذا ومهدت لإنتهاك هذه الأمة وأختراقها من الفرس والترك والالبان والشركس وعبيد الحبشة و...و..الخ .
بابا محمد يحمل الهدايا لنا ويهبط عبر المدخنة ( وهل لدينا نحن العرب مداخن أم إننا نتجرع سمومنا وسموم الجيران وسموم الحكومات الفاسدة الجائرة ليل نهار لنموت باكرا في الخمسين والستين وقلة يعبرون منا ضفة السبعين ) .
حاولت أن أتخيل المشهد ... حاولت أن أرتدي عقل هذا الطفل وأتخيل ما يمكن أن يتخيله في تلك اللحظة..!
حاولت ولكني فشلت لأن خنجر بابا محمد وخز عيني ، وحافر جواده داس على آخر ضلع لم يكسره طغاة العرب بعد .
كان يسوع يغسل بيديه أرجل العاهرات ويطهرهن من الخطايا ، وكان يمسح على العيون فيشتعل فيها الضوء من جديد بقدرة العلي الجميل العادل النبيل ... الأب والحبيب والرب الحقيقي ... !
لا ... ليس رب قريش من أعني ... بل الآخر الحقيقي الأوحد الأجمل .... !
وما كان يسوع يحمل سيفا ، وحتى لحظة أعتقاله من قبل الحرس الروماني وحاول أحد الأتباع أن يخرج خنجرا ، هب به الجميل يسوع قائلا :
- ما يؤخذ بالسيف ، بالسيف يُسترد ، ( بمعنى لا أريد أن اعيش برهة أخرى على دم غيري ) .
- وما كان يسوع يركب فرسا ، بل بغلة أو ربما حمار ... !
فمن يمكن أن يظن أن بمقدور صبي عربي مسلم في العاشرة ، وهو من يُحقن منذ نعومة أظفاره بالكراهية والعنصرية والإشمئزاز والرفض للآخر ، يمكن أن يتخيل بابا محمد هابطا من المدخنة ، وعلى ظهره كيسا كبيرا ملونا فيه حلوى وأشرطة ملونة ودمى وأغاني ....؟
لا أظنه يستطيع أن يتخيل هذا وهو الذي قرأ في كتب المدرسة في الصفوف الإبتدائية الأولى ، كيف أن محمد وأتباعه أفتوا بحرمة اللعب والمرح وحب الحياة ، وقالوا للصغار قبل الكبار ، تعلموا كيف تتهيأوا باكرا للموت ـ لأن الحياة مجرد معبر لا أكثر أما لعزّ إذلال الأخرين وإستلابهم قيمهم وكراماتهم وعقائدهم وبالتالي نشر الرأي الواحد والفكر الواحد ونمط العيش الواحد الكئيب المرعب الممل ، أو..... الموت العاجل ومن ثم الإنتقال إلى الجنة ، حيث الأطفال فيها عصافير ملونة لا أكثر ، وحيث الرجال فيها ينكحون ليل نهار بأعضاء لا تهمد ولا تلين ... !
وحسبنا الله ونعم الوكيل في ما فعله إبن آمنة بالخلق .
_____________________________________________________________________
وللحديث صلة

أوسلو في ال13من شباط 2006



#كامل_السعدون (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القائمة العراقية ...البديل الوطني العراقي الوحيد
- الترياق في الحبو عند حوافر البراق
- هل سننتج دكتاتور آخر في يده مسبحة وعلى الرأس عمامة ؟
- تلك القبور التي لا زالت تحكمنا
- عودا حميدا يا أحمد الجلبي
- من وحي رسالة صديقي المتفائل
- إلى فينوس فائق .. مرحى.. ولكن لا تتعجلي
- لنكف عن مصمصة أصابع الأجداد الراحلون
- أحتفالية عرس الشهداء – شعر ونثر ورجاء
- حزمة إستراتيجية مخابراتية أمريكية واحدة
- هل كانت أمريكا غبية كما يتوهمون ؟
- اللجاجة في تفاصيل الديباجة
- الفاشوش في دستور قراقوش
- ليس هؤلاء بصالحين للسباق يا جلبي يا رائع
- لماذا الإصرار على عروبة العراق ؟
- إنتظروا علاوي العائد في القريب
- أهلنا عرب الجنوب …أدفنوا ماضيكم وأنهضوا
- الخطاب الصحفي الكردي القاسي على عرب العراق
- !..أضاعوه وأي عِراق أضاعوا
- عن الإسلام والعلمانية – رد متواضع على مقالة الأستاذ صائب خلي ...


المزيد.....




- شاهد.. الزعيم الروحي للدروز يتهم الإدارة السورية بالتطرف
- قوات الاحتلال تقتحم مناطق بالضفة وتمنع الاعتكاف بالمسجد الأق ...
- بالصلاة والدعاء.. الفلبينيون الكاثوليك يحيون أربعاء الرماد ...
- 100 ألف مصلٍ يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى
- مأدبة إفطار بالمسجد الجامع في موسكو
- إدانات لترامب بعد وصفه سيناتورا يهوديا بأنه فلسطيني
- الهدمي: الاحتلال الإسرائيلي يصعّد التهويد بالمسجد الأقصى في ...
- تزامنا مع عيد المساخر.. عشرات المستعمرون يقتحمون المسجد الأق ...
- المسيحيون في سوريا ـ خوف أكبر من الأمل عقب ما حدث للعلويين
- حماس تشيد بعملية سلفيت بالضفة الغربية


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كامل السعدون - بابا محمد الذي هبط عبر المدخنة