اسماعيل جاسم
الحوار المتمدن-العدد: 5644 - 2017 / 9 / 19 - 04:07
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
هوَسُ الاستفتاء ومخاطر الاصطراع العربي الكردي / إسماعيل جاسم
مع كل يوم تتصاعد التهديدات ويتلاشى دور العقل في إحكام قبضته وتضيق فسحة التطلع إلى ممكنات إيقاف العد التنازلي بوصفه احد مظاهر الانغلاق على دائرة الحوار ، بلوغ الارتقاء إلى إيجاد حلول تتناسب أطراف النزاع الذي يعتبر " المشغل " الرئيس لصناعة الوعي المستقطب للخنادق الملتهبة وهو استقطاب نتاج التيارات المتخندقة خلف سواتر منظومات متخلفة لم تثبت ارجحيتها وأحقيتها على مدى أربعة عشر عاما يؤسفنا نحن الذين لا نؤمن بصراع واحتراب كلا الطرفين اللذان يقودان الشعبين الى مالا تحمد عقباه . فقد دفعنا دماءنا ومستقبلنا وأجيالنا فاتورة القتل المذهبي والطائفي والتهجير والنزوح والسبي فهي سلسلة مكملة للأخرى من القمع والإقصاء. فالزعيم الكردي القومي " مسعود البارزاني " يعتبر " مشغل " إعلام التمترس والتخندق ليكون بطلاً قومياً للأمة الكردية جمعاء وليخلط الأوراق باعتبار ولايته قد انتهت وعليه التخلي عن رئاسة الإقليم وإجراء انتخابات جديدة وعودة الشرعية لبرلمان الإقليم.
إما الإخوة العرب خاصة الشيعة منهم فهم ماضون إلى تقويض الاستفتاء وإفشاله في محاولة للهروب من لعنة فسادهم ولتحريك جماهيرهم ودغدغت مشاعرهم للانتقام من الكرد بدعوى إنهم غاصبون لكركوك ولسهل نينوى ومطالبتهم برفض حدود الدولة الكردية المستقبلية وهي حركة دراماتيكية تشبه الحركات السابقة ، فقد جاءت فرصتهم المؤاتية لرفع التهم بأنهم وفي زمنهم نُكبت البلاد وازدادت الحروب وارتفعت وتيرة العنف الطائفي وتم تسليم الموصل وحدثت مجزرة سبايكر وسيطرت داعش على ثلث مساحة العراق وفي زمنهم فشلوا في صد قوات البيشمركه وتمددها في الاستحواذ على مدينة الذهب الأسود ، في زمن حكمهم فقدت الحكومة سيطرتها على مناطق جنوبية في سرقة النفط الجنوبي من قبل أحزاب السلطة وتهريبه .
أرادوا في حركتهم هذه كبح جماح التطرف الكردي المطالب بالاستقلال في وقت هم من كتب الدستور ، هم ومنظوماتهم الدينية والمذهبية قد وضعوا الحواجز والكوابح لكل صوت مدني يدعو الى الحرية والممارسة الديمقراطية .
الأزمة بين السلطة المركزية والإقليم لا يمكن حلها بالتعنت وفقدان الحوار البناء الذي يغلب عليه المسؤولية والحرص على أرواح المواطنين وسلمهم الأهلي ..
#اسماعيل_جاسم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟