|
الخيانة القانونية قد تكون مقبولة .. ولكن فلسفتها.. مستحيلة -الجزء الأول
خالد عيسى طه
الحوار المتمدن-العدد: 1461 - 2006 / 2 / 14 - 10:57
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
دردشة على فنجان قهوة الافتراء السياسي .. قد يسامح .. والكذب في تطبيقه قد يكون مقبولاً .. على اعتبار أن السياسة مصلحة .. لا صداقة فيها ولا عداوة .. ما هي الا مواقف تؤدي الى مكسب الحزب أو الشخص أو الطائفة .. ويعتقد الناس البعيدون عن السياسة بان السياسيين والحزبيين أناس شرفاء ، يعملون من اجل الوطن ويسهرون على راحته ، وينظر الناس لهم نظرة احترام وتبجيل غير مدركين انهم يضحكون على أنفسهم، لأنهم أمام مجموعة من الناس يهمها مصالحها ومراكزها مثلها مثل أي شركة تجارية تريد أن تحتكر السوق وحدها. كل حزب مهما كان حبه للوطن يهمه موقعه في خارطة الوطن وفيما بعد في الحكم وهو لذلك يمارس كل أنواع الزيف والخداع، تحت مسمى التكتيكات، من اجل بيع شعاراته للناس لكي يلتفوا حوله لتحقيق مكاسب حزبية ضيقة. كما أن كل حزب مستعد أن يتحالف مع أي حزب يحقق له المزيد من المقاعد وليس المزيد من خدمة الناس . كما يحدث الآن على الساحة العراقية وترى الناس والسياسيين يتقافزون بين أحضان الأحزاب يريدون منها جبهة تمكنهم من الحصول على القرار الذي يسعون إليه ، ومثال ذلك التحالف بين قائمة الائتلاف والقائمة الكردية بحزبيها الوطني الديمقراطي والاتحاد الوطني الكردستاني ، نجد أنهم بين مدّ وجزر ، في مدّ مرتفع الأمواج يوم ينحني الائتلاف لمطالب الكرد وخاصة القضية الملتهبة ، قضية ضم مدينة كركوك الى اقليم كردستان ، وتفعيل المادة 58 من الدستور التي هي نقطة بداية لتكريد هذه المدينة التي لم يثبت من هم الأكثرية ومن هم الأقلية باحصاء موثق يدحض إحصاء 1957 الذي هو أقرب للواقع . وكل سياسي مستعد لإقامة الولائم والتوسط لهذا وذاك عند فلان وفلان ليكون على قائمة المنتفعين في أول فرصة تلوح في الأفق. ان هناك فرقاً كبيراً بين تعاطي القاضي لتطبيق القانون وقدرته على فهم الواقعة.. والعمل على قياس وتفصيل العقوبة حسب التفهم والدراية والضمير ، وبين السياسي الذي يحاول أن يجد تفسيراً لعمله الذي لا ينطبق مع مصلحة الوطن "العراق". فالقاضي له قانون يرجع اليه ، وفيه حدود لما يصلح للمتهم وما يقبل من أدلة أو يرفضها ، ولكن الهاجس هو هاجس عدالة المفروض أن تكون في ضمير القاضي مفترضة ، أما في رجل السياسة وخاصة الذين يحترفونها مع ضعف في الولاء للوطن ، نجدهم متذبذبين بين هاجس الوطن ومصلحته والحزب ومكاسبه. العراق الآن في غليان من كل الجوانب وكافة زوايا ومفردات الحياة اليومية .. وما هذا الغليان الا نتيجة عاملين .. عامل وجود الاحتلال .. وعامل تصرفات السلطة وابتعادها عما يجب عمله لتحقيق طموحات الشعب وأمانيه .. وتحقيق السلم والديمقراطية والحياة المرجوة..! ذات العز والكرامة . أما عامل الاحتلال وافرازاته الواقعة على الساحة ، يتضح لأي مدقق فيها أن خطوات الاحتلال منذ وطء قدم أول جندي على أرض الوطن إلى تاريخ هذا المقال (6 يناير 2006) لم تتسم الا بجر المغانم للمحتل وابطال كل قانون يحقق العدالة واضعاف القضاء ، وبذر الفتنة والطائفية والعنصرية بين الشعب ، هذه هي أهداف المحتل تترجم في مفردات التعامل مع العراقيين ، هذه الحالة برأيي هي كالبالون بدأ يتوسع يوماً بعد يوم ، واذا كان البالون يتوسع بالهواء الذي يضخ فيه ، فإن منطاد الاحتلال يتوسع ببشاعة ووحشية التعامل اليومي وفي مسيرة دامية احتوت على ضرب ضريح الامام علي ابن أبي طالب وتدمير مدينة الصدر ، مع استعمال الممنوعات الدولية في ضرب الفلوجة ، واذا اضطرد في التوسع فالنتيجة الحتمية هو الانفجار ، واذا حصل الانفجار فسيحصل ما لا يحمد عقباه . تذكرنا أيضاً هذه الحالة بالثورة الفرنسية ، إذ أنها أعلنت حقوق الانسان والمواطن وشعاراتها الحرية والاخاء والمساواة فانها لم تلبث أن أهدرت هذه الحقوق والشعارات بما ارتكبته من جرائم ومذابح وموجات ارهاب اجتاحت العراق بكامله منذ أول يو أعلن سقوط النظام السابق حتى أن بعض المؤرخين البريطانيين مثل (ألفريد كوبان) كان يصف هذه الشعارات (حقوق الانسان والمواطن) بانها مجرد اسطورة ، ونضيف نحن .. نعم إنها كانت جرعة مورفين للعراقيين حتى يستكينوا ويقبلوا بالذل أملاً بالخلاص من ديكتاتورية شمولية هدّت وقوّضت العدالة وما فيها ، وكذلك في الثورة الفرنسية كانوا يقترفون المذابح مثل الأمريكان الآن باسم الحرية وحقوق الانسان وأضافت قوات الاحتلال الديمقراطية وجعل العراق بؤرة اشعاع ومنار خلاص للدول المجاورة ها.. ها.. ها !! أما عامل تصرفات السلطة فبرأيي أن السلطة منذ أن تواجدت وحتى اليوم لم تبدأ بداية تتسم بالحكمة والخبرة ، اذ بدأ الاحتلال باملاء فراغات الوزارات بأناس تدربوا في البنتاغون ، منهم أكاديميين ومنهم فعلاً أصحاب خبرة وأكثريتهم يملكون صدق الهدف في هذا التعاون والحرص على خدمة العراق ومصالحه خلال التدريب وأمل ممارسة المهام الوزارية ، إلا أن الذي حدث أن الأمريكان وضعوا المسؤول الأول بيد أمريكي شاب ، وبقى العراقي ذو الثقل السياسي والعلمي والاداري مستشاراً لا يستطيع أن يقرر شيء ، وهذا يذكرنا بقول الشاعر الوطني الكبير السيد باقر الشبيبي يوم أنشد في مجلس النواب العراقي أيام الملكية مخاطباً رئيس الوزراء نوري السعيد: المستشار قد شرب الطلا فعلام يا هذا الوزير تعربد برأيي الصريح .. ان من يغالي في ركوب أمواج الانتهازية وعدم الولاء للشعب والوطن .. ويندفع في خدمة المحتل من خلال تحقيق أغراضه الشخصية أو الطائفية الفئوية .! ليس بالذكاء الذي يبقيه بعيداً عن رفض الشعب وازدراءاتهم ، بل سرعان ما ينكشف هذا الشخص الطائفي أو العنصري ويلاقي الرفض من الكثرة الكاثرة من الفئة المتوعة مذهباً وعقيدةً .. الصامتة .. نعم صامتة ولكنها مؤثرة في المجموع .. وهي التي الآن تقاوم الاضرار بالوطن بوسائلها الخاصة.. وسيعلم الذين ظلموا وتاجروا بمصالح العراق .. أي مصير ينتظرهم ، إذ ليس هناك احتلال دائم ولا ظلم مستمر .. ولا دكتاتورية باقية بل البقاء للشعب .. والبقاء للعدالة .. والبقاء للمساواة بين الكل أمام القانون . حيّا الله العراق وشعبه وأخزى من يتعاطى الخيانة ويفلسفها بغباء..! نعم يعمل ذلك بكل بساطة وفي وضح النهار..! غير معتبر لما ينتظره من مصير اذا أجبرت المقاومة الوطنية جند الاحتلال على الرحيل .. سيذهبون معه .. وقد يتخلصون من عقوبة الوطن لأنهم يحتمون بالجيوش ولكن التاريخ سيلاحقهم وسيصب لعناته عليهم أينما حلّوا . انتظرونا في القسم الثاني من المقال
#خالد_عيسى_طه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
وعْيُنا.. درعُنا الوطني
-
الفساد الاداري في ظل المحاصصة
-
المحامي العراقي بين زمنين
-
الدستور الجديد : بين القبول والرفض
-
الديمقراطية تحت المحك
-
النفط العراقي والسياسة
-
أيرحم الارهابيون اطفالنا في العيد
-
أيرحم الارهابيون اطفالنا في العيد !
-
ما يدين صدام حسين عند محاكمته
-
حكومة الجعفري بين الوعود والنتائج
-
دور المرجعية الدينية في الانتخابات - ضمن التقسيمات العراقية
...
-
بين الولاء الطائفي الامريكي وبين تشريع وطني الدستور يتأرجح
-
صياغة دستور ... لا يتضمن الديمقراطية،بل حسن التطبيق هو الاهم
-
من المستفيد من تفجير عاصمة بلد الضباب؟
-
الكل تحت مظلة ..عراقية..
-
تأملات في الحياة السياسية العراقية
-
من يكتب الدستور
-
اذا وضعنا ساستنا في الميزا ن
-
وزير الدفاع العراقي يلغي الحرس الوطني ما المعنى من ذلك وماهي
...
-
الموت يراقص حرية الرأي والمصير
المزيد.....
-
-لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د
...
-
كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
-
بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه
...
-
هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
-
أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال
...
-
السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا
...
-
-يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على
...
-
نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
-
مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
-
نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|