جهاد نصره
الحوار المتمدن-العدد: 1461 - 2006 / 2 / 14 - 11:26
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لم يعد خافياً على أحد من المارة، حقائق النخبوية، وأمراضها العصية، وأبواقها الغبية..! وحدهم أبناء النخبة داعسون في الفلاة وكلما أبدى أحدٌ رأياً نقدياً مخلصاً حول اطروحات ومسلكيات النخبة الحراكية، صنِّف على الفور في خانة السلطة، أو أجهزتها، و في أحسن الأحوال جرى النظر إليه على أنه من أهل الانتظارية السلبية.!
حين يظل الحراك السياسي مقتصراً على النخبة بفعل جملة الظروف الموضوعية السائدة وفي مقدمها سيطرة السلطة وتشددها وتسللها إلى نويات وخلايا هذا الحراك في كل مكان ، فإن هذا يعني بقاء المعارضة السياسية افتراضية إلى حدٍ كبير الأمر الذي يترتب عليه بروز شتى الأمراض والعاهات.. وبما أن الحراك بالأساس محدود، ومنعزل، وينوس في دائرة مغلقة هي نفسها نخبوية بامتياز، فمن الطبيعي أن تكثر التباينات، وتتفاوت المستويات، و تزدهر المهاترات..! وفي مثل هذه الأجواء الحراكية السقيمة لا يمكن انتظار ثقة الناس الذين سينصرفون أكثر فأكثر عن التفاعل مع الفعاليات السياسية بكل تلاوينها، وسينكفئون إلى ولائاتهم الآمنة وهذا ما حصل في حقيقة الأمر.! ومن هذا المنظار ستبدو الآثار السلبية لهذا الحراك واضحةً من غير أن يتوقف عندها غالبية النخبويين بل هم يمتعضون من الملاحقة النقدية الذي يعمل عليها بعض المراقبين بدل تفهم أهمية وضرورة مثل هذه الملاحقة النقدية الخالية من الأغراض.
في السياسة، لن تكون للخيال والأحلام فائدة حقيقية فمع استمرار البنية المجتمعية في استقرارها السكوني، ستظل النخبة الحراكية أسيرة التهيؤات، والتوقعات، والتكهنات، كما كانت عليه خلال السنوات الخمس المنصرمة.. وفي بعض الحالات، سيظل بعض النخبويون أسرى لمراهنات غير عقلانية وتحالفات فجائعية.! وهذا يعني بكل بساطة أن المشهد النخبوي فكرياً وسياسياً سيظل قاصراً ومرهوناً بتغير حقيقي في الظرف الموضوعي.؟ ومما لا شك فيه أن مثل هذا التغير لا يمكن أن يحصل مع الأسف الشديد إلا كنتاج لحظة سياسية للعامل الإقليمي فيها وكذا للدولي: الدور الأساسي و الحاسم.!
#جهاد_نصره (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟