|
الثقب الاسود السوري
عصام وجدي
الحوار المتمدن-العدد: 1461 - 2006 / 2 / 14 - 10:33
المحور:
حقوق الانسان
هذا المقال مهدى الى الدكتور عارف دليلة والكاتب عادل محفوض وكل معتقلي الرأي يحكى انه في مدينة القرداحة وفي عام 2500 حدثت ظاهرة غريبة حيث لاحظ اهل المدينة ان احياء من المدينة تزول بالتدريج مع سكانها ومصانعها ومزارعها وكل مافيها من بشر وحيوان والات.. تنخسف وتبتلع ولا يعود لها اثر ، كانها لم تكن يوما، فاصبح الاوتوستراد الشرقي يحاذي الجامعة الغربية، والحديقة الشمالية تداخلت مع المدرسة القبلية. فاجتمع العلماء من ارجاء الوطن السوري وجامعاته من الرقة وقامشلو ودرعا والجولان ومن المغتربات الارضية والفضائية فلم يصلوا الى حل فلا اثر لحدث زلزالي او جيولوجي او غيره الى ان تدخل احد العلماء الحكماء وقال لهم عليكم ان تضعوا في مكان الخسف عدة أطنان من التراب، وفعلا هذا ما كان وانتهى الخسف . فانهالت وكالات الانباء على الحكيم تطلب تفسيرا للحدث النادر،فقال لهم الحكيم اذا عرفتم السبب بطل تعجبكم فانا لم اخترع معجزة ولكني قارئ جيد للتاريخ واعرف انه منذ خمسة قرون حكم سورية رئيس من بلدتنا و اورث الحكم لابنه من بعده ويحكى انهما كانا من اشد اهل الارض طمعا وجشعا وقد جمعا حولهما لفيف من الفاسدين والمنافقين والطامعين واللصوص ،ويقال انهما دفنا هنا، وانا توقعت ان يكون التراب الذي يحوي رفاتهما قد انكشف لسبب ما عن حجاج او محجر عين احدهما فعاد البلع والشفط حتى كدنا نهلك. والباقي معروف لكم فاقتراحي وضع التراب النقي كان ترجمة للقول المعروف لا يملأ عينيه الا التراب، وهكذا نجونا ونجت مدينتنا وبلدنا وكوكبنا من ان يتحول الى ثقب اسود كانت هذه الحادثة في عام 2500 اما في عام 2006 فيحق لنا نحن السوريين ان نتسآل كم يكفي الانسان ليعيش حياة الاحلام فالبعض يكفيه مليون ليرة وآخر ربما مئة مليون، وقد يتطرف احدهم ويقول مليار ولكن هناك حد بالنهاية، اما حافظ الاسد لم يكفه حد جمع حوالي خمسة عشر مليار دولار وليس ليرة في وقت كان يطلب فيه من الشعب سياسة التقشف وشد الحزام،نصب نفسه ملكا للبترول السوري يتصرف به لحسابه الخاص ويضع الناتج القومي السوري باسم ابنه باسل في مصارف سويسرا لان السياسة لعبة قذرة واحد ادواتها المال مال الشعب الذي كان يصطف بالطوابير لشراء علبة سمنة او محارم او حفنة سكر، وبنفس الوقت لم يكفي الديكتاتور البترول السوري فكان يشحذ ويمد يده الى دول الخليج وليبيا من اجل معركة لم يشتر لها يوما سلاحا و لم يطلق بها يوما طلقة بندقية وكما ان العنزة لاتلد جملا وفرخ البط عوام فالديكتاتورالصغير لا يشبع فكيف يستطيع ان يسرق الناس وجيوبهم فارغة، يزيد الرواتب خمسة بالمئة ويرفع الاسعار 20 بالمئة والفرق له وللعصابة فالمقصد ان يصبح الشعب السوري على الحديدة ،خف انتاج النفط 10 بالمئة ولكن اسعار النفط العالمية ارتفعت 300 بالمئةو الشعب المسكين لانفط له ولا حصة ولا فرح بل على العكس ابكوه برفع اسعار البنزين يملك جميل الاسد خمسة مليارات دولار كيف؟ لماذا؟؟ ولمن؟؟؟ ومات شحيحا بخيلا مورثا المصيبة لاولاده والفضيحة للسلطة تجاوز رصيد محمد ورامي مخلوف رقم الثمانية مليار دولار ولم يزل بنفس الشراهة ؟الى متى ؟الم تكتفوا؟الا يوجد لنهمكم؟لكن الحقيقة لن يملأ اعينكم الا التراب اذا كانت الامم تنجب كل قرن عظيم فان حافظ الاسد عظيم هذه الامة وعظيم هذا القرن يا الله حلك حلك خل حافظ محلك بشار الاسد هو عبد الناصر القرن الحادي والعشرين وكما انهم لايشبعون المال فانهم لا يشبعون المدح والنفخ فحتى الله اراد حافظ ان ينقلب عليه بحركة تصحيحية،وها هو الديكتاتور الصغير يرشو جوقة الكذابين ليملأ قربة نرجسيته عندما توفي الملك فهد والامير جابر راينا كيف انهما حملا في نعشين بسيطين ودفنا مع عامة الناس في قبور متواضعة جدا،اما امبراطور الجمهورية فلقد بنوا له تاج محل في القرداحة بعد ان شيعوه من قصور الحمراء الاشتراكيةالتي اذهلت الرئيس الاميريكي كلنتون ومن بعده وزيرة الخارجية اولبرايت عندما مشيا في رحابها، فقد رايناهما يحملقان بعجب وتعجب، هذا في وقت يموت فيه الكثير من المرضى السوريين بانتظار دورهم لعملية قلب ولان العين لا تشبع فان الاذن لا تتحمل سماع راي اخر وحتى لو كان في لبنان ،فكانت الضريبة كبيرة ودفع الحريري ثمن موقفه وحلمه في حرية لبنان،اما في سورية فيدفع كل الشعب الثمن فأذن السلطة تعودت على نغمة النفخ والمديح، لذا برمج الشعب السوري حسب أذنها ومن اجل ذلك حلت الاحزاب واستبدلت باشباح والغيت الصحافة والغيت المنتديات وانشا الديكتاتور الكبير حوالي عشرين جهاز مخابراتي امني بحوالي مليون عنصر يراقبون بعضهم وخلجات الشعب و احلامه وفشة خلقه،جاهزون لسحق اي صوت يغرد خارج جوقة غربان السلطة، وها هو الصغير يتلهف لبلع حرية الشعب لهفته لماله،فخنق ربيع دمشق وما زال يسجن احد اهم رموزه الدكتور عارف دليلة وسجن متصفحي الانترنت ،وها هو يضيف جريمة اخرى لجرائمه بسجنه للكاتب عادل محفوض ولاحظوا بجرم كتابة مقال على صفحات الحوار المتمدن،بينما يترك المئات تحرق السفارات؟؟؟ ان الجشع لا يستح ولا يخجل ولاترف له عين ولا يخفق بداخله نبض وليس به رحمة او شفقة ولا يعرف حدود او قانون الا قانون الثقب الاسود الذي يريد ان يبتلع كل شيء،فماذا تغيرون وتخبصون ،ومن ننادي و نترجى ، انهم يريدون ان يعروننا من كل ما نملك ،ولكن حذار سيبقى لنا الكثير من التراب الذي سنملا به عيونكم جيدا
#عصام_وجدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ما بين انشقاق خدام و سقوط الديكتاتورية
-
فقه الارهاب وبزنس العمليات الانتحارية
-
هولوكوست جديدة يبشر بها الازهر
المزيد.....
-
تقبع بسجن إيفين.. اعتقال الصحفية الإيطالية سيسيليا سالا في إ
...
-
قوات الاحتلال تقتحم مدينة طولكرم شمالي الضفة وتشن حملة اعتقا
...
-
الأمم المتحدة عن مطار صنعاء بعد استهدافه من إسرائيل: مرفق مد
...
-
الأمم المتحدة تنفي مزاعم الإحتلال بوجود أهداف عسكرية داخل مط
...
-
إجراءات إسرائيلية لربط المستوطنات في بيت لحم بمدينة القدس: ع
...
-
اعتقال مجرم -سيء السمعة- متهم بـ-جرائم كبيرة- ضد السوريين
-
أسامة حمدان: نتنياهو يخشى شهادات الأسرى عن جرائمه ويريد قتله
...
-
محللون: الاحتلال يمارس التطهير العرقي باستهداف مستشفيات غزة
...
-
مسؤول فرنسي يصف التهديدات باعتقال زورابيشفيلي بأنها -غير مقب
...
-
مبادرة ليبية لإيواء النازحين في قطاع غزة
المزيد.....
-
مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي
/ عبد الحسين شعبان
-
حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة
/ زهير الخويلدي
-
المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا
...
/ يسار محمد سلمان حسن
-
الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نطاق الشامل لحقوق الانسان
/ أشرف المجدول
-
تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية
/ نزيهة التركى
-
الكمائن الرمادية
/ مركز اريج لحقوق الانسان
-
على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
المزيد.....
|