لاوند ميركو
الحوار المتمدن-العدد: 5642 - 2017 / 9 / 17 - 07:38
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
في قراءة لقرار القيادة السياسية في كردستان العراق إجراء استفتاء شعبي في الخامس والعشرين من الشهر الجاري وفي ظل ردود الأفعال الإقليمية والدولية من هذه العملية وقراءة العديد من التصريحات التي صدرت عن السيد البارزاني أو الرافضين الإقليميين والدوليين لإجراء الإستفتاء والذي أتوقع شخصيا تأجيله حسب حقيبة المبعوث الأمريكي للسيد البارزاني نجد أن أربيل قد وضعت نفسها في موقف لاتحسد عليه رغم أن كلامي هذا قد لايعجب الكثيرين ولكن مع الأسف هناك واقع من الغباء القفز من فوقه خاصة وأن التوازنات الدولية في الشرق الأوسط لم تنضج بالشكل الذي يسمح بقيام كيان كردي منفصل بالمنطقة في ظل الأزمة التي لم تنتهي بعد في كل من العراق وسوريا بشكل خاص وأعتقد أن السيد البرزاني كان متسرعا في تصريحاته خاصة تلك التي يؤكد فيها عن إجراء الإستفتاء في موعده وليحصل مايحصل ..هنا نتوقف قليلا كيف يمكن أن نسير بحلم شعب ومستقبله إلى مصير مجهول مايعني ضعف دراسة هكذا قرار فالسيد البرزاني نفسه لايملك أي فكرة عن مستقبل هذا الكيان الكردي فإلى أين تسير بنا قيادة الإقليم في التاريخ القريب شكلت طالبان أمارتها في أفغانستان واعترفت بها ثلاث دول فقط حتى أحداث سبتمبر أيلول في أمريكا وفي ظل التهديدات العسكرية من العبادي وتركيا في حال أصر الإقليم على الإستفتاء الذي لايملك أي فرصة للإعتراف به ماعدا اسرائيل الغير مرحب بها إقليميا وهي باعترافها إنما تنشد لإيجاد كيان آخر في المتطقة منبوذ من الجميع للتخفيف من مشاكلها مع جيرانها العرب وأقصد اسرائيل .
ثم إن مسألة التراجع عن الإستفتاء أو تأجيله سيخسر فيه البرزاني كل الشعب الكردي خاصة بعد التجييش الذي حدث في الشارع الكردستاني ما يعني أن القيادة السياسية في الإقليم أفلست بكافة الأحوال وكلنا يعلم أن مسألة الإعتراف بالكيانات الوليدة يكون من خلال مؤسسات تقود هذه المجتمعات ونعلم بأن مؤسسات الإقليم معطلة منذ عامين والكل يعلم أن جولة البرزاني الخارجية لحشد التأييد للإستفتاء لم تكلل بالنجاح فلماذا هذا الإنتحار بالإصرار على هذا القرار .
على قيادة الإقليم أن تعتذر للشعب الكردي وتعتزل الحياة السياسية لأنها أثبتت بشكل قاطع فشلها في قيادة المرحلة على الأقل لتحفظ ماء وجهها في صفحات التاريخ.
أرجو أن أكون مخطئا في قراءة المرحلة ولكن لايبنى المستقبل بالأماني والأحلام.
#لاوند_ميركو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟