هل يتم زرع اسرائيل ثانية في شمال العراق ...؟

حامد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 5642 - 2017 / 9 / 17 - 00:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

هل يتم زرع اسرائيل ثانية في شمال العراق ...؟

1- ان الرجل يعيش ازمة نفسية عميقة تمتد الى جذور نشأته .. حيث ولد في جمهورية مهاباد وفي نفس السنة التي انهارت بها دولة مهاباد الكردية التي اقامها القاضي محمد عام 1946 في ايران .
2- الرجل ولادته ايران وليس العراق . فهو حتما يعيش ..ازمة انتماء للعراق وازمة احساس بأنه لا ينتمي لهذه الارض وبالتالي فلا كوابح عقلية ونفسية تمنعه من المغامرة بتدمير هذا البلد الغريب عنه .. ولن يعينه على تجاوز هذا التفكير الا ان يفترض انه ابن كردستان الكبرى التي تمتد الى كل هذه البقاع .
3- هو يلوح دوما بالحرب .. ويعرض شعبه لكل انواع الدمار ويتجه بهم لمصير مجهول .تسكنه احلام الطغاة متاثرا بعقدة العظمة .. التي كان يراها في صدام حسين ويغبطه عليها .
4- كما يبدو امام هذا الاصرار انه حصل على وعد بوقوف اسرائيل بكل ما تملك من قوة عسكريا وسياسيا واقتصاديا واعلاميا بدعمه الى ما لا نهاية . لانه سيحقق لها تواجدا استراتيجيا يهدد اكبر دولتين اقليميتين تركيا وايران وبالتالي هذا يشكل تطورا استراتيجيا مهما في المنطقة ويجعل من اسرائيل راس براس مع هاتين الدولتين لتتغير موازيين القوى في الاقليم وليتم الاستغناء عن دولا كانت ذات اهمية يوما ما كمصر او السعودية او العراق والى الابد .
5- انا لا افضل الاستهانة بما يعد للعراق في الدوائر الصهيونية .. لكن طالما ان موقف بغداد لم يرتقي الى مستوى التهديدات التي يشكلها انفصال كردستان على العراق لنا ان نتوقع حجم الضغوط التي تمارس ضد بغداد وهي ضغوط امريكية بالدرجة الاولى .. لاضعاف رد الفعل العراقي وتأجيل معركة تحرير الحويجة والذهاب الى عكاشات وعانة وراوة هي من نتائج هذا الضغط .. لكن هناك ضغط تمارسه طهران حسب ما اتوقع سينفجر في لحظة حاسمة قادمة مع مدى ما يصل اليه مسعود من تجاوزه للخطوط الحمراء التي وضعتها تركيا وايران في لقاء رئيسي اركان الدولتين في لقائمها في تركيا .
6- اذا حدث الاصطدام بين قوات البيش مركة والعشائر العراقية العربية والتركمانية في كركوك فستكون الشرارة التي ستؤدي الى نشوب حريق اكبر بكثير مما توقعه مسعود وزبانيته من الكرد المتهودين الساخطين على العراق .
7- اما الغزل الذي يوجه للسنة العرب من قبل مسعود واعلامه الساذج لتطمينهم والوعود بدعمهم لإقامة دولة سنية في غرب العراق .. فهو خطاب يعبر عن عقلية المنافق والمتملق والمستخف بعقول الاخرين .. ففي اللحظة التي يتهم بها شيعة السلطة وهم حلفائه الاستراتيجين باقامة دولة طائفية في بغداد .. كل الدلائل تشير الى تعاونه واحتضانه للدواعش الذين هجروا .. سنة العراق ودمروا مدنهم وقراهم وقتلوا وسبوا من طالته اياديهم .. وضم مدنا ومساحات واسعة من ارضهم واستولى عليها بالتامر والتنسيق مع الدواعش .. وهو من فتح ابواب اربيل لاستقبال السنة الهاربين ليخضعهم الى سلطته وابتزازه ومصادرة ارادتهم . ليتحسس رؤوسهم كولي نعمتهم .
8- كركوك هي بؤرة الصراع وهي الفتيل الذي سيفجر العراق من شماله الى جنوبه ولن يكون هناك أي تفاهم مع مسعود الذي تصور انه اخضعها لسيطرته النهائية ما لم تعود الى سلطة المركز .. ؟
9- يتوهم كثيرا مسعود البرزاني والمحيطين به من الكرد المتهودين والذي يحلمون بتصدير نفط كركوك مباشرة الى اسرائيل دون الحاجة الى المرور عبر تركيا او سوريا . والغريب ان هناك في بغداد من يعمل على توفير هذا الطلب لإسرائيل .

10- اخشى ما اخشاه ان تدخل تركيا وتس------------تثمر قواتها المتواجدة في بعشيقة لتحتل اراضي عراقية كبيرة لتعزل كرد سوريا عن كرد العراق لتحقق لتركيا هدفا كبيرا كانت تطمح لتحقيقه منذ زمن وتتدخل في ملف الموصل لتجد ايران نفسها مضطرة لمواجهة مفتوحة مع الكرد .. لتدخل امريكا واسرائيل على خط الدفاع عن الامة الكردية المضطهدة في مواجهة مفتوحة مع ايران .

11- وسط هذا الجنون فان مسعود البرزاني لاخر لحظة سيبحث عن البديل ليبدو امام الشعب الكردي ذالك القائد التاريخي الصلب والذي يحقق ما حققه كاوة الحداد .. وينتظر من امريكا ان تفرض على بغداد تنازلات مهينة ...طالما حكومة بغداد ضعيفة ومسلوبة الارادة واحزاب السلطة الاسلامية لا تنظر للحدود على انها مقدسة ..؟ فالمهم هو وجودهم بالسلطة والامتيازات التي حصلوا عليها .

12- على تركيا وطهران والعراق وسوريا ان ترفض رفضا قاطعا وجود قيادة في كردستان العراق مثل قيادة مسعود البرزاني .. كونه يشكل خطرا على استقرار الاقليم .

الاعلامي المستقل
ح . ز
16/9/2017

#حامد_الزبيدي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات