أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - طارق الحارس - ماذا يريد أهل العراق من محاكمة صدام ؟














المزيد.....

ماذا يريد أهل العراق من محاكمة صدام ؟


طارق الحارس

الحوار المتمدن-العدد: 1461 - 2006 / 2 / 14 - 10:29
المحور: حقوق الانسان
    


يقول صديقي : هل تحتاج الجرائم البشعة التي ارتكبها صدام حسين لمحاكمة تثبت ادانته ومن ثم تقرر اعدامه ؟ بالنسبة لنا كمواطنين عاديين لا نشعر أن الأمر يستوجب محاكمة لأن الجرائم التي ارتكبها هذا المجرم وأعوانه قد ملأت بيوتنا فما من بيت عراقي الا وفيه جرح كبير . ربما يختلف الأمر من بيت لآخر ومن مدينة لأخرى ، لكن في الأحوال كلها فان الخراب والدمار الذي تسببه صدام قد عم جميع بيوت العراقيين من جنوبه الى كردستانه مرورا بوسطه وغربه أيضا .
كعراقيين لم نكن نتأمل من محاكمة صدام غير أن نراه في قفص الاتهام ذليلا ، مهانا .. نراه جالسا في قفص الاتهام فتلك قضية لم نكن نتجرأ بوضعها ضمن أحلامنا .. وأن نرى أحدا ينهره ويطلب منه السكوت أو الوقوف أوالجلوس فذلك كان أبعد من خيالنا .. أما أن يتعرض للضرب والاهانة فذلك لم يدخل في حساباتنا وتصوراتنا . لقد كنا ندعو الباري عز وجل أن يمد بأعمارنا لنرى اليوم الذي يمرض فيه ويموت ، أما أن نشهد يوم سقوطه فقد يأسنا من ذلك تماما .
قلت له : وماذا عن احقاق الحق ؟
قال : نعم ، نريد احقاق الحق ونريد أن نرى العراق الجديد وقد أصبح فيه القضاء يمارس دوره الحقيقي من خلال محاكمات عادلة لا تشبه المحاكمات التي كان يديرها عواد البندر في عهد الطغاة ولكن ، حساباتنا كعراقيين لمتابعة جلسات محاكمة صدام لم تكن من أجل احقاق الحق فقط ، بل كي نرى صدام ذليلا ومهانا . لقد شعر أغلبنا أن الجلسات التي قادها القاضي رزكار محمد أمين لم تشف غليلنا ، إذ أن صدام وأعوانه وهيئة دفاعه كانوا يصولون ويجولون في قاعة المحكمة ويثيرون مشاعرنا بلغة شعرنا بعد سقوط النظام أنها أنها ولت الى الأبد . أما في الجلسة التي قادها القاضي رشيد رؤوف عبد الرحمن فقد نزلت دقائقها كالثلج على قلوبنا لأنه أمر بطرد المجرم برزان وثم أهان المجرم صدام ، لاسيما حينما قال " أخرجوه " . لقد شعرنا بفرح كبير حينها . نحن نريد محاكمته ونريد أن تأخذ العدالة مجراها ليكون عبرة لغيره من الحكام القادمين .
قلت: يعتقد أغلب أبناء الشعب العراقي أن محاكمة صدام ليست من أجل ادانته فأدلة الادانة في قضايا مثل قضية الدجيل وحلبجة والمقابر الجماعية لا تحتاج الى مناقشات طويلة ، بل أن المحاكمة لها أهداف أخرى يقف في مقدمتها الجانب السياسي التي تريد أن تصل اليه الولايات المتحدة الأمريكية وكذلك الحكومة العراقية .
قال : نحن ندرك ذلك تماما .. أنها رسالة واضحة المعاني، لذا نحن نريد أن نرى الجانب الآخر من المحاكمة . لقد أصابنا الجزع والملل في الجلسة الثانية التي قادها القاضي رشيد بعد أن عرفنا أن صدام لم يحضرها وزاد مللنا أكثر حينما لم يحضر الجلسة التي تلتها . هل تصدق أن الألفاظ النابية التي عادة ما ينبح بها صدام أو برزان لم تعد تثيرنا أو تزعجنا ، إذ أننا نعرف أن الاناء ينضح بما فيه ، لكننا نتمنى أن يتمادى صدام وأعوانه أكثر في نباحهم حتى تصل صورتهم الحقيقية الى أبناء ( العروبة ) وأيضا الى أسماع العالم كله ليروا كيف يفكر هؤلاء المجرمون وبأية لغة يتحدثون فهاهم وراء القضبان يتحدثون بهذه اللغة الوقحة وليتصوروا كيف كان حالهم حينما كانوا يتربعون على عرش العراق ويمتلكون كلابا مسعورة .
قلت : هل تتوقع أن يحضر صدام وأعوانه الجلسة المقبلة ؟
قال : المادة (145) من قانون أصول المحاكمات الجزائية في العراق تقضي بوجوب حضور المتهمين في المحاكمات الوجاهية ولا يغني ذلك حضور موكليهم. واذا ارتأت المحكمة احضار صدام وأعوانه جبرا فإنها ستفعل هذا في حال إصراره وأعوانه على عدم الحضور في الجلسة المقبلة . ربما أن المحكمة لم تتخذ لحد الان قرارا باحضار صدام جبرا لكنني أعتقد أنها متى ما ارتأت ذلك فإنها ستحضره وفقا لهذه المادة وهذا ما ننتظره ونتمناه .
قلت : وماذا عن هيئة الدفاع التي يقودها المحامي خليل الدليمي ؟
قال : لقد قلت لك أننا نريد أن نراهم مهانين في قفص الاتهام ، لكنني ذكرت أيضا أننا نبتغي أن يحاكم صدام وأعوانه محاكمة عادلة ومن حقه أن يوكل هيئة دفاع عنه ، لكنني لا أخفيك شعوري برغبة كبيرة للتقيؤ كلما سمعت صوت العرموطي ( الأردني ) عرمطاه الله ، والنعيمي ( القطري ) أنعم الله ضلوعه فقد مللنا الخطاب القومي والبطولي الذي استمعنا اليه سنوات طويلة من موكلهم ( أسد العرب ) ، حسب آخر بيان لهم ، وهو الذي ألقي القبض عليه في جحر كأي جرذ هارب .



#طارق_الحارس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الذي جنيناه من غزوة كوبنهاكن
- مقتدى الصدر : الانتخابات ليست سياسة
- صور أخيرة من العام الماضي
- حكومة توافقية ... لماذا
- الحكومة المقبلة توافقية أيضا
- التهنئة لن تكفي يا سادتي الكرام
- العوجة تتظاهر احتجاجا على محاكمة ابنها الأعوج
- الحكومة العراقية تقتل ضيوفها
- تعذيب هنا وتفجير هناك .. مع من تقف !!
- ماذا لو كانت التفجيرات في فنادق بغداد !
- أحمد بن حلي .. فتنة
- وأصبح للعراق دستور دائم
- رحلة متأخرة مصيرها الفشل
- بعضهم يعتقد .. الموت هو الطريق الوحيد للجنة
- شهيد هنا واعتداء هناك .. مشاعرنا هي الضحية
- أنيس منصور يشوه الحقائق حول العراق
- مجزرة جسر الأئمة .. من يتحمل مسؤوليتها
- كراج النهضة قاعدة أمريكية أيضا
- العودة الى العراق
- حكومات ضعيفة أم ارهابيون أقوياء


المزيد.....




- مقتل واعتقال 76 ارهابيا في عملية فيلق القدس بجنوب شرق ايران ...
- -الدوما-: مذكرة الجنائية الدولية لاعتقال نتنياهو ستكشف مدى ا ...
- الداخلية الفنلندية توقف إصدار تصاريح الإقامة الدائمة للاجئين ...
- الإعلام الإسرائيلي يواصل مناقشة تداعيات أوامر اعتقال نتنياهو ...
- هذه أبرز العقبات التي تواجه اعتقال نتنياهو وغالانت
- الأمم المتحدة: إسرائيل منعت وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لق ...
- مقارنة ردة فعل بايدن على مذكرتي اعتقال بوتين ونتنياهو تبرزه ...
- كيف أثر قرار إصدار مذكرات اعتقال بحق نتنياهو وغالانت على دعم ...
- سفير ايران الدائم بالأمم المتحدة: موقفنا واضح وشفاف ولن يتغي ...
- سفير ايران بالأمم المتحدة: أميركا وبريطانيا تساهمان في استمر ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - طارق الحارس - ماذا يريد أهل العراق من محاكمة صدام ؟