أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نايف سلوم - قراءة نقدية في مقدمة -العقل والثورة- - ملحوظة عن الديالكتيك-















المزيد.....



قراءة نقدية في مقدمة -العقل والثورة- - ملحوظة عن الديالكتيك-


نايف سلوم
كاتب وباحث وناقد وطبيب سوري

(Nayf Saloom)


الحوار المتمدن-العدد: 5642 - 2017 / 9 / 17 - 00:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قراءة نقدية في مقدمة "العقل والثورة"
" ملحوظة عن الديالكتيك"
يقول ماركوز: " إحياء هيغل؛ يعني إحياء ملكة عقلية هي القدرة على التفكير السلبي؛ وهي نقد للمنطق التقليدي الذي لا يعترف بحقيقة التناقضات ، وأيضا هو نقد للأوضاع القائمة ، ولنظام الحياة المستتب؛ و تأكيداً للطابع الديناميّ للوضع القائم.
يثبت التفكير الديالكتيكي بطلان وجود تضاد قبلي apriori بين القيمة والواقع إذ ينظر إلى الوقائع جميعاً على أنها مراحل لعملية واحدة ترتبط فيها الذات بالموضوع على نحو من شأنه ألا يكون من الممكن تحديد الحقيقة إلا في إطار الكل الشامل للذات والموضوع معاً. فكل الوقائع تنطوي على العارف كما تنطوي على الفاعل ، وهي تترجم الماضي إلى الحاضر بلا انقطاع .. وهكذا فإن الموضوعات تتضمن الذاتية في جميع بنيانها "
وعلينا هنا أن نلاحظ أن الالتباس الذي يمكن أن يخلقه هكذا تصريح يكمن في كلمة "الموضوعات"
يكتب ألتوسير تحت عنوان "من رأس المال إلى فلسفة ماركس:"إن اللعب الحقيقي بالألفاظ قد خدعنا - نحن أنفسنا- عن مكانه ، وعن سنده، وعن الكلمة التي هي مقر الالتباس. إن اللعب الحقيقي بالألفاظ لا يكون في كلمة واقع التي هي قِناعه، وإنما في كلمة موضوع. فليست كلمة واقع هي التي يجب علينا أن نستجوبها عن جريمتها؛ بل كلمة موضوع؛ أي مفهوم الموضوع، الذي يجب علينا أن ننتج فارقه، لكي نعتق هذا الفارق من زيف كلمة موضوع عندما نتصور أنها تشير إلى شيء واحد" ... " وأنتقل من ذلك ، إلى إشارة حازمة ثانية أبداها ماركس. إن نص مقدمة عام 1857 الذي يميز تمييزاً دقيقاً بين الموضوع الواقعي وموضوع المعرفة ؛ يميز كذلك بين حركتيهما ، ويبرز - وهذا أمر رئيسي- فارقاً في النظام بين تكوّن هاتين الحركتين . ولكي يستخدم ماركس لغة أخرى تأتي باستمرار في رأس المال؛ فقد صرح أن الترتيب الناظم للمقولات في حركة المعرفة لا يتطابق مع الترتيب الناظم للمقولات الواقعية، في حركة التكوين التاريخي الواقعي " .. لقد أحرزنا تقدماً قي بحثنا هذا يكفي لكي نتمكن ، برجوعنا إلى الفارق في النظام بين موضوع المعرفة، والموضوع الواقعي ، من مقاربة المسألة التي يكون هذا الفارق دلالة عليها؛ نعني مسألة العلاقة بين هذين الموضوعين (موضوع المعرفة والموضوع الواقعي، أي العلاقة التي هي قوام وجود المعرفة بالذات" لقد ميز ماركس في مقدمات رأس المال بوضوح بين طريقة البحث وطريقة العرض .
إن عبارة "الموضوعات تتضمن "الذاتية" " الواردة عند ماركوز لا تقيم لهذا التفريق وزناً إلا بالتحفظ الذي عبرت عنه الأقواس المزدوجة . بالتالي يمكن أن تقود إلى انزلاق مثالي. أو إلى شيء من الأرواحية (للجبال أرواح مثلاً).
العلم التاريخي الاجتماعي هو كمال علمي وتكميل ؛ هو نظرية وحزب (العارف والفاعل) . لا تكميل للنظرية الماركسية إلا بقيام الحزب الثوري . إن الممارسة المنظمة (التنظيم الثوري ) متضمنة في مفهوم العلم التاريخي/ الاجتماعي ؛ إنه الجمع بين كمال العلم وتكميله في الممارسة المنظمة.
يكتب ماركوز متقمصاً هيغل: " ماالواقعية reality إلا الحصيلة الدائمة التجدد لعملية الوجود، أي العملية الواعية أو غير الواعية التي يغدو فيها "ما هو كائن" "شيئاً غير ذاته" ؛ إنها الصيرورة ؛ صيرورة الأشياء أخرى.."
يقصر هيغل هذه العملية على عملية صيرورة الوعي (تطور الوعي بالحرية) ؛ أي توسع الوعي بالتاريخ وحركته، أو المآل، بالتالي زيادة فاعلية الوعي في الحركة الاجتماعية والتاريخية ، متجاهلاً (أي هيغل) الحركة الفعلية (حتى بحضور تدخل للوعي). بالتالي ، إن الكلام هنا يصف هذه الصيرورة للوعي أو نمو الذاتية حسب هيغل يقول: "فكل واقعية reality هي عملية تحقيق للواقع realiazation ، أي نمو للذاتية " . هنا قد يخطر بالبال المصطلح القرآني؛ التأويل بمعنى التحقيق . لا يعلم تأويله؛ أي تحقيقه إلا الله
إن الواقعية الماركسية هي عملية رصد ما هو كائن وعملية تغييره ، بهذا المعنى تكون الواقعية البورجوازية هي تحديد الشرط البورجوازي علمياً وتحديد تجاوزه أو شروط هذا التجاوز ، وهذا يمر عبر إنتاج العلم بالواقعة البورجوازية والعلم ببناء الحزب الثوري كأداة لتجاوز البنية الرأسمالية أو تغييرها ، بالتالي العلم بشروط تغيير التشكيلة الرأسمالية.
إذاً، الحرية ليست فقط وعي (عِرفان؛ تعرّف) الضرورة أو الشرط البورجوازي ، بل معرفة أدوات التجاوز وقوى التجاوز ، ولمصلحة من سوف يكون هذا التجاوز . إن انجاز تجاوز التشكيلة الرأسمالية هو الحرية بالفعل. إن الوعي بالشرط البورجوازي هو قوة تغيير مهمة وقد تكون حاسمة أحياناً. يقول ماركوز: "إن الحرية عند هيغل مقولة أنطولوجية ، فهي تعني ألا يكون الموجود مجرّد موضوع ، بل يكون ذات وجوده. وألا يستسلم للظروف الخارجية ، بل يحول الواقعية الحادثية factuality إلى واقعية حقيقية realization . هذا التحويل في رأي هيغل هو عصب الطبيعة والتاريخ ، وهو البناء الباطن للوجود كله، وقد يكون المرء ميالاً للاستخفاف بهذه الفكرة ، ولكن من واجبه أن يكون متيقظاً لما تنطوي عليه من مضامين"
تنمو الحرية حسب هيغل في التحول من الواقعية الحادثية إلى عقل العالم (رفع الواقعية الحادثية إلى مستوى الوعي للذات ) عبر تحول الموضوع إلى روح ؛ تحول العالم من حوادث إلى روح؛ أي إلى عقل هذه الحوادث في النفس؛ أي أن على الروح الإنساني ألا يستسلم "للخارجية" أو للطبيعة الحسّية ؛ بكلام آخر: عدم الاستسلام والخضوع للتقنية الحديثة كطبيعة (جسد أو تجسيد)؛ عدم الافتتان بالتقنية والوقوع بالنزعة التقنوية . أي عدم الاستلاب تجاه الطبيعة وفتنة الجسد/ التقنية. جاء في سورة ص: (ولقد فتنا سليمان وألقينا على كرسيه جسداً ثم أناب)
فكرة ماركوز ، أن على الماركسيين ألا يستخفوا بهذه الفكرة ؛ فكرة الخروج من التفكير الوضعي (الإيجابي- الجسدي ) تجاه التقنية وأن يعيدوا الاعتبار للتفكير السلبي ، أي الاعتبار لعقل هذه التقنية في سياق النظام الاجتماعي الرأسمالي المسيطر ، أي أن لا تؤخذ التقنية كقوة تحرر من الطبيعة فحسب، بل تؤخذ كقوة استغلال وقوة تدمير بحكم استيلاء الرأسماليين عليها والسيطرة وتكريس العبودية الرأسمالية بواسطتها .
يتركز انشغال هيغل، إذاً، في العرفان أو التفسير ، حيث يتوصل إلى نوع أصيل من التفسير بحيث يتوجب على الذات أن تكون متيقظة وفاعلة في سبيل إنتاج واقعية حقيقية ، وهو ما يسميه هيغل فاعلية المفهوم أو الذات في بناء هذه الواقعية الحقيقية . وهو ما يسمى بديالكتيك العيني في الماركسية : الموضوع؛ المعطى منقول إلى الرأس ومحوّل فيه؛ يكتب ماركس في (مقدمة رأس المال- تذييل الطبعة الثانية): "فالمثالي ما هو إلا مادي منقول إلى رأس الإنسان ومحوَّل فيه" . هذه خطوة جبارة وحاسمة ، والتغطية عليها بعبارة ماركس الشهيرة التي تقول : "لم يفعل الفلاسفة حتى اليوم سوى تفسير العالم بطرق مختلفة ، لكن الأمر الهام هو تحويله " . إن التغطية على التفسير الديالكتيكي بحجة تغيير قائم على انطباعات حسية أو على تفسير وضعي- جسدي هو ماركسية مدعية وسطحية وهي "التفاهة" التي تحدث عنها ماركس في نقده للاقتصاد السياسي السطحي .
مقولة الوعي الديالكتيكي عبر تحويل الواقعية الحادثية إلى واقعية حقيقية هي مربط الفرس عند هيغل أو هي "رودوس" هيغل . يقول هيغل في هذا المكان: "هنا رودوس هنا أرقص!"
لقد أكمل ماركس هذا الجهد بالتأكيد على أن الكمال العلمي التاريخي/الاجتماعي غير كاف وعلىينا تكملة النظرية بالحزب السياسي الثوري . لأن إنجاز الحرية لا تتم بوعي الضرورة فحسب ، بل تتم فعلياً بتجاوز هذه الضرورة . نقتبس من ماركوز الذي يتماهى هنا مع هيغل كما هو : "إن الإنسان والطبيعة يوجدان في أحوال اغتراب ، ويوجدان "على خلاف ما هما عليه " وكل طريقة في التفكير لا تستبعد هذا التناقض من منطقها إنما هي منطق باطل .. فالفكر لا "يطابق" الواقع إلا بقدر ما يحول الواقع أو يبدله عن طريق فهم بنائه المتناقض .. وهنا يؤدي مبدأ الجدل (الديالكتيك) إلى دفع الفكر إلى ما وراء حدود الفلسفة .."
يركز هيغل على طريقة تفكير تقود من الحسرة أمام الطبيعة كشيء معطى مجهول إلى "المصالحة معها " عبر عقلها ومعرفتها، إذ يعتبر أن الطبيعة هي انخلاع الروح (انسلاخه؛ ضياعه؛ اغترابه) بالتالي فإن معرفتها هي في عودة الروح على ذاته بعد هذا الانسلاخ. هنا تكمن مثالية هيغل.
لكن المهم في الأمر هنا أن الفكر لا "يطابق" الواقع من الضربة الأولى . يكتب لينين: "إن حقيقة الكائن être هي الماهية essence. تلك هي الجملة الأولى التي تبدو مثالية وصوفية بشكل عميق. ولكن هذا يتبع مباشرة ، إن صح القول، بنسيم عليل. "الكائن هو المباشر، بما أن المعرفة تريد أن تعرف الحقيقة- ما الموجود هو في ذاته ولذاته- فإن المعرفة لا تقف عند المباشر وتعييناته، بل هي تذهب إلى ابعد خلال هذه التعيينات في افتراض أن وراء [التشديد من هيغل] هذا الموجود ثمة بعد شيئاً آخر غير الموجود نفسه، وأن هذا الأساس الخلفي(الباطني) هو حقيقة الموجود . هذه المعرفة هي معرفة موسّطة ، لأنها لا توجد مباشرة عند وفي الماهية ، بل هي تبدأ بآخر،هو الموجود، وعليها أن تقطع درباً أولياً ، هو الدرب الذي يذهب إلى ما بعد الموجود، أو بالأحرى الدرب الذي يذهب في أعماقه.. هذه الحركة ، طريق المعرفة هذا ، يبدو "فاعلية المعرفة" التي هي خارج الكائن "
إن على الفكر أن ينفي ويحول في الرأس هذا الواقع وأن يعيد بناء مقولاته المعطاة بشكل أولي. أي أن يرتب عناصر الواقعة بعد البحث التفصيلي فيها، من ثم يتم القبض على الواقع في حقيقته . لا يمكن إذاً للفكر أن يقبض على الواقع في حقيقته من دون إنجاز هذا التحويل في الرأس البشري.
يعتبر هيغل أن العالم الجاهل غير حر.
الأمر المهم الثاني هو أن هذا التحويل في الرأس للواقعة الحادثة وتحويلها وبالتالي معرفة حقيقتها يدفع إلى تخوم أخرى ؛ يدفع نحو الممارسة ؛ نحو التحويل الفعلي أو التغيير الواقعي لهذه الواقعة الحادثة . إن الوصول إلى كمال العلم يدفع مباشرة إلى تكملته عبر الممارسة العملية ؛ يدفع إلى بناء الحزب السياسي والممارسة السياسية الاجتماعية الهادفة إلى تغيير الوضع القائم. وهذا ما حصل في العلم الطبيعي الحديث ؛ فلم يكتف هذا العلم بالصياغة النظرية لإنجازه المعرفي حول الكهرباء والمغناطيسية ، بل أكمل هذه الصياغة أو التفسير للطبيعة بالتقنية أو الممارسة الصناعية . وهكذا يميل كل كمال علمي، سواء أكان طبيعياً أم تاريخياً/ اجتماعياً إلى التكملة التي هي الممارسة بهدف تجاوز الشرط الفعلي القائم.
إن معرفة الواقع حقيقةً يعني رفض الواقعة الحادثة . "والرفض هو عملية الفكر مثلما هو عملية الفعل"
هكذا نستنتج أن فشل فكر هيغل في الوصول إلى تخوم الممارسة العملية يعني فشله في معرفة الواقعية الحقيقية . إن فهم الموجود في تاريخيته يعني توقع موته ، بالتالي نحن في حضرة روح متحررة من جسديته المباشرة.
يكتب ماركوز : " وهكذا فإن الحرية تحمل في أساسها طابع السلب.. فالوجود اغتراب . وهو في الآن نفسه العملية التي تعود بها الذات إلى نفسها إذ تفهم الاغتراب وتسيطر عليه.. وهذا يعني بالنسبة إلى تاريخ البشرية ، بلوغ حالة انتماء إلى العالم .. يظل فيها الفرد في انسجام وثيق مع الكل ، ولا تكون لشروط عالمه وعلاقاته موضوعية أساسية مستقلة عن الفرد . على أن هيغل كان متشائماً فيما يتعلق باحتمال بلوغ هذه الحالة ، ويبدو أن عنصر مهادنة الأوضاع القائمة ، وهو العنصر الذي كان ظاهراً بقوة في أعماله ، كان راجعاً إلى تشاؤمه هذا إلى حد بعيد ، فهو يرد الحرية إلى عالم الفكر المحض ، وإلى الفكرة "المطلقة" . إنها مثالية العاجز هذا هو المصير الذي يشترك فيه هيغل مع التراث الرئيسي في الفلسفة" . إن تفهم الاغتراب لاتعني السيطرة عليه، لكن السيطرة عليه تعني تجاوز الشرط الذي ولّده.
الوجود بالنسبة لهيغل إدراك "العالم"؛ يبدأ بإدراك هذه الغربة بين الفكر والموجود؛ حيث تشكل هذه اللحظة بداية عملية بناء الوعي ؛ بداية عملية تفهم الاغتراب وتجاوزه . لكن العملية برمتها هنا ما تزال في الذهن (بلوغ الفكرة المطلقة بلغة هيغل؛ أو بلوغ الكمال العلمي الباطني بالموجودات بلغة ابن عربي). إن هذا البلوغ هو الوصول إلى نقص ؛ إن عقل "العالم" يعني عقل جوانيته اللاعقلية ، بالتالي ضرورة تغييره وتجاوزه بالفعل. هذا العقل يوصل إلى تخوم الممارسة . إن بلوغ الكمال العلمي يدفع إلى التكميل الذي هو الممارسة العملية والمبادرة إلى تجاوز "العالم" هنا بالفعل.
إن حصر الاغتراب بحالة اغتراب الوعي ، أي الاغتراب عن فهم حقيقة الموجودات يعني فهماً انتروبولوجياً لمسألة الاغتراب (الضياع؛ الانسلاب؛ الانسلاخ، الخ..)، وهو يعني الخلط بين الضياع والتموضع (الموضعة أو التشييء) ؛ أي موضعة الروح الإنسان وقوة عمله عبر إنتاجه لأشياء أو الأفكار أو الفنون أو المؤسسات، الخ..
الانتماء عند هيغل هو الوصول إلى "الفكرة المطلقة" عن موضوعات العالم . هيغل متشائم لأن الوصول إلى تخوم كينونة العالم البورجوازي لم يهده إلى قوة تاريخية بديلة . لم يشهد هيغل صعود البروليتاريا كقوة تاريخية بديلة مولدة للتفاؤل التاريخي. لم تكن روافع الممارسة التاريخية قد حضرت بعد إلى مسرح التاريخ. من هنا وعيه بالاغتباط بالتفسير ؛ اغتباطه بالفكرة المطلقة؛ هنا رودوس هيغل ! هيغل ذروة التفسير وبداية الممارسة ؛ ذروة فلسفة التاريخ البورجوازية وعشية فلسفة الممارسة والنقد الاجتماعي الجذري. لقد أكمل ماركس جهد هيغل بفعل الصعود التاريخي للبروليتاريا كطبقة تاريخية جديدة ذات أفق جديد بديل . إن حديث ماركس عن المجتمع الجديد فيه الأفراد متحدون يصنعون وجودهم بوعيهم وقوة عملهم ، وينزلون العلاقات الاجتماعية من علاقات فوقهم تحكمهم وتسلبهم إلى علاقات بينهم وتحت نظرهم – هو الأمر الجذري. حديث هيغل عن "بلوغ حالة انتماء إلى العالم " يظل فيها الفرد في انسجام وثيق مع الكل . ولا تكون لشروط عالمه وعلاقاته "موضوعية أساسية مستقلة عن الفرد"
إن المقولة التي فحواها أن : "العقل هو سلب السلب " تعني أن السلب الأول هو سلب للواقعة الحادثة ، ولا بد من سلب آخر هو فاعلية المفهوم (الروح/ العقل) للوصول إلى الواقعية الحقيقية
في سنة 1960 يعود هربرت ماركوز لقراءة هيغل من جديد وبشكل متعاطف (مع عطف ماركس على هيغل) ، لأن بوادر الإنهاك المتبادل للطبقات تكون قد بدأت بالظهور. إن الإحباط التاريخي للتجربة السوفييتية في روسيا بفعل صعود البيروقراطية السوفييتية والإنهاك الذي خلفته الحرب العالمية الثانية ومن ثم الحرب الباردة والانقسام في البروليتاريا العالمية بفعل الظاهرة الامبريالية في الرأسمالية ، كل ذلك دفع بمفكرين من طراز ماركوز للعودة إلى لحظة "التفسير السلبي" [تفسير لا يقود إلى تكملته بالممارسة السياسية]؛ بالتالي العودة إلى هيغل . تعكس هذه العودة بالتحديد إلى هيغل تشاؤماً تاريخياً مع إصرار أخلاقي على عدم صلاحية الرأسمالية من الناحية الإنسانية.
يقول ماركوز: "لقد كان الشغل الشاغل للفلسفة ... هو تفسير ما هو موجود من خلال ما ليس بموجود ومواجهة الوقائع المعطاة بما هو "خارج" عنها... إن وظيفة السلب في الفكر الفلسفي ، من حيث هي قوة تعمل على تحرير هذا الفكر، لتتوقف على الاعتراف بأن السلب مثل موجب ، أي أن ما هو موجود يستبعد ما ليس بموجود ، وبذلك يستبعد إمكاناته الخارجية، ومن ثم فإن التعبير عما هو موجود وتعريفه من خلال ما هو فيه فحسب ، إنما هو تشويه وتزييف للواقع ... فالواقع مغاير لما يصاغ في منطق الوقائع ولغتها وزائد عنه" . يستخدم ماركوز مصطلح الواقعة الحادثة ، ومن ثم مصطلح الواقعة الحقيقية بعد أن يكون الفكر قد كمّل مشواره .
يكتب ماركوز: "كلما اتجهت قوة الوقائع المعطاة إلى أن تكون شمولية، تستوعب في ذاتها كل معارضة، وتعرف عالم المقال بأسره، بدت محاولة التكلم بلغة التناقض محاولة لا عقلية ، غامضة ، مصطنعة ، على نحو متزايد "
ننقد هنا هذه السقطة الوضعية التقنوية لماركوز بالقول : إن غياب مفهوم النظام الاجتماعي الذي تعمل التقنية ؛ وقوة الوقائع في كنفه أجبر ماركوز على استعارة السلب وكأنه مفهوم غريب عن البنية وظهر وكأن السلب قابلية أخلاقية أسطورية قادمة من عالم الغيب (يظهر كتعزيم رمزي) ، بل ربما يكون مستعار من الأطراف المتخلفة المهمشة في النظام وهذه سقطة وضعية أخرى "عنصرية "[ عنصر من عناصر النظام] في فهم ماركوز للنظام الامبريالي الرأسمالي : كأنه نظام برأس فقط من دون أطراف متخلفة ، ومن دون أحياء للمهاجرين الأفارقة والآسيويين واللاتينيين في عواصم المراكز الميتروبولية.
ومع ذلك فلفكرة ماركوز فائدة واضحة في التحليل؛ حيث يمكن الاستنتاج منها : أنه كلما استوعب النظام الإمبريالي الرأسمالي القائم كل معارضة وكل تعرّف نقدي؛ أي كلما تعايش وألف عالم المقال النقدي بأسره (دمج التفسير النقيض في بنيته) كلما بدت محاولة التكلم بلغة السلب والتناقض "لا عقلية" وغير مفهومة. إن المضارع لذلك هو استيعاب البورجوازية الإمبريالية للبروليتاريا الأوربية ولطاقاتها العارفة (تدجينها وتحويلها من ذات للتاريخ إلى موضوع من موضوعات البورجوازية ودمجها في المجتمع البورجوازي). كلما بدت الأمور هكذا كلما بدت لغة التناقض "غير معقولة"، لغة السلب بوصفه "الرفض العظيم" لقبول قواعد لعبة نردها مغشوش .. إن من الضروري أن نجعل الغائب حاضراً لأن القدر الأكبر من الحقيقة يكمن فيما هو غائب" . يقول ابن عربي في رسالة "الفناء بالمشاهدة": "أما بعد فإن الحقيقة الإلهية تتعالى أن تشهد بالعين التي ينبغي لها أن تشهد، وللكون أثر في عين المشاهد فإذا فني ما لم يكن وهو فان ويبقى من لم يزل وهو باق حينئذ تطلع شمس البرهان لإدراك العيان فيقع التنزه المطلق المحقق في الجمال المطلق ، وذلك عين الجمع والوجود(الكمال العلمي الباطني) " . إن كلمة الله تشير إلى غياب الكائن (الموجود) أو حقيقة الاسم وتشير إلى حضور الاسم وهو ما تعبر عنه عبارة "لا إله إلا الله". إن "الغياب العظيم" يعبر عنه بالاسم العظيم أو كلمة الله ؛ الغياب الشامل يعبر عنه بحضور الاسم الشامل (الله)؛ لا إله: نفي، إلاّ الله: إثبات.
الكلمة هي غياب الشيء .. إن حضورها يعرض علينا إحساساً بغياب شامل .. " هذا ما يقوله مالارميه الشاعر الفرنسي . لكن مالارميه لا يعني ما قلناه عن اسم الله السالف الذكر، إنه غير معني بالأسماء الرحمانية، بل هو يشير إلى أسماء باطلة ؛ منكرة؛ "إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان" . أسماء يابسة كأعجاز النخل أو كقشرة بازلاء عجفاء فسقت حبّاتها منذ أمد ؛ يريد مالارميه القول: لم يعد للكلمة في عالم إمبريالي رأسمالي من معنى ، لم تعد تحمل في طياتها إلا الإنكار (إنكار الأشياء وليس تعريفها)، وإنكار ذاتها بأنها لا تحمل أي معنى للموجود .. لقد انقلبت إلى نكرة وإنكار ولعنة وشقاء وأبلسة بعد أن كانت معرفة ورحمة . تحولت من تعريف وتعرّف بالموجود إلى إنكار محض فحسب ؛ إلى شك مميت . لقد تحولت إلى صوت منكر ؛ "إن أنكر الأصوات لصوت الحمير" . وكان إبليس يمسك بذنب الحمار حين دخوله سفينة نوح، ولهذا كان الحمار بليداً في دخوله.
أما الشاعر الفرنسي الآخر الذي يستعير منه ماركوز فيضيف أمراً هاماً. هو جبروت المستقبل ، وجبروت الأمل الذي يخلقه السلب المتعين بإشارته إلى ما لم يكن بعد؛ إلى ما لم يوجد بعد(المجتمع التخيّلي): "ماذا نكون نحن إذن بدون معونة ما لا يوجد؟" إن شطب لحظة المستقبل ؛ لحظة الأمل من الإنسان يعني تحوله إلى كائن غاضب عنيف ومميت ، تحوله إلى مسخ داعشيّ خطير.
السلب المسيطر في الديالكتيك هو السلب المتعين determinate negation "السلب يكون متعيناً إذا كان يرد الأوضاع القائمة إلى العوامل والقوى الرئيسية التي تعمل على هدمها ، وعلى إيجاد الحلول البديلة الممكنة خارج نطاق الوضع الراهن .. وهذه العوامل والقوى هي حالة الواقع الإنساني ، هي عوامل وقوى تاريخية ، ويصبح السلب المتعين آخر الأمر سلباً سياسياً .. وهو بهذا الوصف قد يجد التعبير الأصيل عنه في اللغة غير السياسية (في الشعر الطليعي؛ مالارميه، فاليري.. ) ولا سيما إذا أصبح البعد السياسي بأسره جزءاً لا يتجزأ من الوضع القائم"
إن التعبير الشعري للسلب السياسي (الثورة) يعني تماماً قدرة البورجوازية الأوربية الإمبريالية على تكييف واستيعاب حركة الطبقة العاملة في المراكز الميتروبولية، وهي ظاهرة أشار إليها لينين في كتابه الإمبريالية .
ثانياً تشير عبارات ماركوز إلى تمركزه حول أوربا وإغفاله حقيقة كون الرأسمالية نظاماً عالمياً ذو رأس وأطراف متخلفة ، بالتالي لم ير في مهمشي النظام سوى ألئك القاطنين في مدن صفيح أوربا أو مجانين أوربا. نتيجة نزعته الأوربية الضيقة؛ لم ير ماركوز أن العالم المتخلف هو مدن صفيح الرأسمالية، ومنه سيأتي السلب السياسي للرأسمالية محركاً المياه الرأسمالية المركزية الراكدة ومكدراً الرأس الإمبريالي المطمئن.
السلب المتعين يختلف عن التضاد المبتذل أو التجديد المبتذل الرأسمالي الرخيص (الموضة) . السلب المتعيّن سلب منتج بالمعنى التاريخي لأنه لا يكتفي بهدم القديم بل يقدم بديلاً تاريخياً وكوناً جديداً.
التعبير عن السلب السياسي بشكل مخفض حتى الحدود النقابية/ الاقتصادوية يجعل السلب المتعين يغدو جزءاً من وضع قائم ، وهو يعني بالضبط احتواء قوة الهدم لدى البروليتاريا من قبل البورجوازية الإمبريالية ، وكذلك من قبل بورجوازية الأطراف عبر تكييف البروليتاريا في منظمات مخضعة للنظام القائم.
"المنطق الديالكتيكي منطق نقدي ، فهو يكشف أحوالاً ومحتويات للفكر تعلو على النمط المقنن للمبادئ المقننة والسائدة .. ليس الفكر الديالكتيكي هو الذي يخترع هذه المحتويات ، بل هي قد انضافت للمفاهيم خلال التراث الطويل للعلم والعمل."
في هذه العبارة تتجلى تاريخية الديالكتيك عبر إضافة محتويات جديدة إلى مفاهيمه . فقد أضاف ماركس مفهوم فضل القيمة ، وأضاف لينين وقبله مفكرون ليبراليون واشتراكيون (هوبسون، هلفيردينغ) مفهوم الإمبريالية الرأسمالية، ولاحقاً بعد الحرب العالمية الثانية أضيف مفهوم التخلف ، وهكذا لا يمكن دراسة الاقتصاد العالمي الراهن بنيته وآلياته ودولته بعيداً عن مفاهيم من مثل فضل القيمة وأشكال الاستغلال ، ومفهوم الإمبريالية الجديدة ومفهوم البنية العالمية للنظام الرأسمالي وتفاوت هذه البنية ومعه مفهوم التخلف . لقد غدت كل هذه المفاهيم التي كانت سابقاً محتويات للفكر ، غدت أدوات ضرورية للتحليل ، ومفاتيح مفهومية لا غنى عنها للتحليل التاريخي والاجتماعي . وهذا ما أسميه بـ جدل النظرية والمنهج في الديالكتيك المادي أو جدل المحتوى والشكل في الحركة التاريخية للعلم التاريخي /الاجتماعي . إن النظرية راهنة دائماً ، وهي المحتوى الفكري العلمي للواقع الراهن ، وهي الأدوات المفهومية الجديدة للتحليل النظري اللاحق.
يقول ماركوز: "إن انفصال الفكر عن الفعل ، والنظرية عن الممارسة هو ذاته جزء من العالم غير الحر .. فليس في وسع أي فكر أو أية نظرية أن تخلصنا منه (هذا العالم ، عالم الرأسمالية المتوحشة المتعفنة المحتضرة ) ، ولكن النظرية يمكن أن تساعد على تمهيد الأرض .. وقدرة الفكر على وضع منطق ولغة للتناقض هي شرط أساسي لتحقيق هذه المهمة " . قدرة الفكر على التفكير السلبي هي الكفيلة بذلك ، لكن علينا تجديد هذه الملكة للفكر. لكن الأمر ليس بهذه البدهية ؛ "إن التفكير الديالكتيكي لم يحل بين هيغل وبين الارتقاء بفلسفته إلى مرتبة المذهب النسقي الشامل ... إنني لا أعتقد أن فكرة "العقل" ذاتها هي العنصر غير الديالكتيكي في فلسفة هيغل .. ففكرة "العقل" هذه تشتمل على كل شيء . تكمن في الكل ، الكل بمعزل عن الخير والشر ، والصواب والخطأ ... عندما اتخذت النظرية الماركسية طابعها بوصفها نقداً لفلسفة هيغل، فعلت ذلك باسم العقل .. وإنه لمما يتمشى مع أعمق اتجاهات تفكير هيغل ، أن تنفى فلسفته أو "ترفع" لا عن طريق الاستعاضة عن العقل بمعايير معينة خارجة عن نطاق العقل ، بل عن طريق إرغام العقل ذاته على الاعتراف بمدى ما لا يزال ينطوي عليه حتى الآن من عناصر لا عقلية ، عمياء ، وبمدى كونه ضحية لقوى لا يمكن السيطرة عليها.."
إن العقل بوصفه معرفة نامية وممارسة للإنسان .. عليه أن يقبض على المفارقة والتناقض ، عليه أن يقبض على لحظة القطع والتحول كلحظة سلبية أصيلة في مجرى التطور ، وعليه أن يلتقط الإيجابي الجديد كواقع جديد ، وشكل جديد للعقل . على العقل الديالكتيكي أن يعي تاريخيته وانتقاله من شكل إلى آخر أكثر غنى بالمحتوى العلمي التاريخي الاجتماعي؛ بالتالي أكثر تطوراً ؛ أكثر إنسانية وتحرراً وانتماءً إلى العالم الذي يكتشفه باطراد. لم يعد العقل ملجأً لمصالحة ما لا يمكن التصالح معه ، بل عليه أن يعي السلب والتحول وأن يضع نتائج هذا التحول من الجهة الأخرى ، عليه عقل الثورة وعقل العالم الجديد والمجتمع الجديد وهذا هو بالضبط مغزى البرنامج السياسي في حديه الأعلى والأدنى. أي في إستراتيجيته وتكتيكه وفي بعده الحضاري النقدي.
يقول ماركوز: "ولما كان هيغل قد سلم بالشكل التاريخي المحدد "للعقل" فإن التقدم الذي تجاوز هذا الشكل للعقل لا بد أن يكون تقدماً "للعقل" ذاته.. ولما كانت مهادنة العقل للنظم الاجتماعية الظالمة قد أدت إلى استمرار العبودية، فإن التقدم في الحرية يتوقف على أن يصبح الفكر سياسياً، ويتخذ شكل نظرية تثبت أن السلب بديل سياسي كامن في قلب الموقف التاريخي.. وعلى ذلك فإن "الانقلاب" المادي الذي قام به ماركس على هيغل لم يكن تحولاً من موقف فلسفي إلى آخر ، ولا من الفلسفة إلى النظرية الاجتماعية فحسب ، بل كان تعرفاً (كشفاً ) بأن أشكال الحياة القائمة قد بلغت مرحلة سلبها التاريخي المتعين" ؛ بكلام آخر كانت إعلاناً عن الصعود السياسي للبروليتاريا كطبقة تاريخية بديلة.
يضيف ماركوز: "إن الذات التي قهرت المادة تعاني من وطأة كشفها الثقيلة . وذلك لأن أولئك الذين يتحكمون في هذا الكشف ويوجهونه قد استخدموه في خلق عالم تعمل فيه أسباب الرفاهية المتزايدة في الحياة ، والقوى المتعاظمة للجهاز الإنتاجي على إبقاء الإنسان في حالة عبودية أمام الوضع [الرأسمالي] القائم .. أما تلك الجماعات التي حددتها النظرية الديالكتيكية بوصفها قوى السلب والرفض ، فهي إما قد انهزمت ، وإما هادنت النظام القائم.. وهكذا فإن قوة التفكير السلبي تقف مدانة عاجزة أمام قوة الوقائع القائمة.. إن قوة الوقائع قوة طاغية ، فهي قدرة الإنسان على الإنسان ، وقد بدت كأنها حالة طبيعية معقولة .. وضد هذا المظهر البادي يواصل الفكر الاجتماعي باسم الحقيقة ، وكذلك باسم الواقع ؛ إذ أن الواقع الأعلى والأشمل هو أن الوضع القائم يحافظ على بقائه عن طريق التهديد المستمر بالدمار الذري ، وعن طريق تبديد الموارد على نحو لم يعرف له من قبل نظير ، وعن طريق الهزال الفكري ، وأخيراً وليس آخراً عن طريق القوة الغاشمة .. إن أي منهج لا يستطيع أن يدعي لنفسه احتكار المعرفة ، ولكن أي منهج لا يمكن أن يبدو أصيلاً إذا لم يعترف بأن القضيتين الآتيتين تقدمان وصفاً ذا معنى ودلالة للوضع الذي نوجد فيه : "الكل هو الحقيقة " والكل باطل "

ملاحظة: كتب ماركوز هذه المقدمة في مارس/ آذار 1960 .



#نايف_سلوم (هاشتاغ)       Nayf_Saloom#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نقد مفهوم -العولمة-وظروف ظهور المفهوم
- عن الثقافة والمثقف العضوي
- مطارحات من أجل بناء حزب اليسار الماركسي
- عرض كتاب: -الثورة غير المنتهية-
- في معنى الغياب والحضور
- تحية وامتنان إلى الحوار المتمدن
- بدء التدوين
- مقتطف من كتاب نقد النساء - قراءة في تراجيديا عابدات باخوس
- أوامر نمط الإنتاج الآسيوي
- أوقات الشمس عند المصريين القدماء وأوقات الصَّلَوة في الإسلام
- من نُكت المتنبي
- اطلبوا العلم ولو في قطر!
- الثقافة والأيديولوجيا
- كلمة بمناسبة توقيع كتابي الجديد -نقد النساء- قراءة في عابدات ...
- علمانية الدولة الاشتراكية
- الكلمة التي ألقيت في المركز الثقافي العربي بحمص بمناسبة توقي ...
- الدولة الحديثة بين الهوية والأيديولوجيا
- خيارات الكرد السوريين وملامح خطة أميركية
- أسلوبان في مواجهة «داعش»؛ تطور الدور الروسي في سوريا
- الصراعات المذهبية في الشرق الأوسط وحدود المنفعة الإسرائيلية


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نايف سلوم - قراءة نقدية في مقدمة -العقل والثورة- - ملحوظة عن الديالكتيك-