|
استقلال كردستان والصراع الطبقي
جليل شهباز
الحوار المتمدن-العدد: 5641 - 2017 / 9 / 16 - 16:56
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
استقلال كردستان، والصراع الطبقي كما هو معروف، ان الحياة السياسية في ظل الانظمة الراسمالية الخاضعة، تسير تحت ظل الاستبداد والقمع السياسي التي تمارسها الحكومات القمعية التي تنشأ بالضرورة في محيط اجتماعي وسياسي تفرضه الضرورات الاجتماعية والطبقية لنظام اقتصادي قائم على الاستغلال الوحشي لقوى العمل الانساني بغية تمكين الراسمال لتحقيق اعلى معدلات الربح اثناء عمليات الانتاج الاجتماعي وبادنى، مستويات الاجور والتكاليف الاقتصادية، وعليه فبالاضافة الى الحرمان الاقتصادي والفقر المدقع والجوع والبطالة التي تعاني منه الجماهير بسبب الطبيعة الوحشية والجوهر اللاانساني لتلك الانظمة، هنالك ايضا سلب للحرياة والحقوق وحتى تجريد الانسان من الارادة والقيم الانسانية. ولذلك فعندما يحرك مختلف التناقضات الطبقية والاجتماعية لتلك الانظمة الوضع السياسي والاجتماعي نحو التأزم فعلى اثره ستصبح الظروف والاوضاع السياسية والاجتماعية مهيئة للنضال الجماهيري للتخلص من الاوضاع المزرية التي تفرضه تلك الانظمة. وعلى هذا الاساس، فاذا كان الحزب الماركسي غائبا او ضعيفا"، في ميدان الصراعات السياسية فستكون بالضرورة الوعي الاشتراكي معدوم او ضعيف، بين الجماهير، وعندئذ ستكون كل الابواب مفتوحة امام مختلف القوى المعادية للعمال والكادحين لركوب امواج النضال الجماهيري والتحكم بالمسارات السياسية حتى تنتهي لمصلحة تلك القوى وبالتالي ستسعى البرجوازية الى جعل الديمقراطية أو ايا" من القضايا السياسية الحساسة هدفا" رئيسيا" للنضال الجماهيري. وهذه العملية بدورها ستؤدي الى تغطية واخفاء الصراع الطبقي داخل المجتمع وهذا من شأنه ان يضمن عدم تقدم النضال الجماهيري نحو دك نظام العمل المأجور وبالتالي ستبقى النظام الرأسمالي بمأمن من أي خطر قد تواجهه أثناء اندلاع النضالات الجماهيرية. وبهذه الصورة فان المسألة القومية في كردستان باعتبارها مطلب ديمقراطي قد تحولت الى قضية ملتهبة في الوضع السياسي العراقي منذ تأسيس الدولة العراقية ولحد الان حيث ان مختلف الانظمة السياسية الاستبدادية التي تعاقبت على السلطة في العراق قد مارست سياسة الظلم القومي بحق جماهير كردستان، وهنا بودي ان اشير الى ان سياسة الظلم القومي لا يصبح واقع حال كنتيجة لرغبة شخصية او حتى حزبية، كما يتصوره البعض، بل، هي سياسة طبقية تفرضها ضرورات صراع البرجوازية مع العمال، ولذلك فيسعى البرجوتزية الى دغدغة المشاعر القومية واثارة مختلف النعرات العرقية والطائفية لتتمكن من ضرب وحدة الطبقة العاملة وشق صفوفهم وبالتالي اضعاف نضالهم الطبقي وعلى اعقابه يتم تقوية النزعة القومية والشوفينية بين الطبقة العاملة من مختلف القوميات القاطنة في نقس البلد يدلا" من ارتقاء الوعي الطبقي التي من شأنه ان يهدد النظام البرجوازي الحاكم. وهذه السياسة قد مارستها البرجوازية وحكوماتها الرجعية على امتداد تاريخ العرأق السياسي الحديث، ذلك لان سياسة الاضطهاد القومي قد تحولت الى احدى اهم الادوات السياسية القادرة على تعزيز السلطة السياسية للبرجوازية في العراق واعاقة عملية تطور الصراع الطبقي ومنع الطبقة العاملة من تحقيق استقلاليتها الفكرية والسياسية والنضالية وبالتالي فصل افقها السياسي عن باقي الحركات الاجتماعية وقد تمكنت البرجوازية من كلا القوميتين العربية والكردية بفضل هذه السياسة الرجعية من تحقيق مختلف اهدافهم الطبقية وحسم صراعاتهم على السلطة السياسية ومن جراء ذلك فقد ذاق المواطنين العراقيين الامرين حيث انه كلما مرت البرجوازية العربية وحكوماتهم الفاسدة في العراق بازمة سياسية خانقة او اذا تصاعدت الاعتراضات الاجتماعية والنضالات الجماهيرية بوجهها فان اول ادواتها للردع ومواجهة الخطر التي تهدد سلطتها هي الاشهار بالقضية الكردية وخطرها على الامن القومي والاشارة الى ارتباطاتها المشبوهة بالامبريالية والصهيونية الذين يشكلون خطرا" مميتا" على المستقبل السياسي للعراق والامة العربية ومن ثم يبدأون بجولة اخرى من المعارك ضد جماهير كردستان بغية، احتواء ازماتهم السياسية.. وبالمقابل فان البرجوازية القومية الكردية ركبت دوما" موجة الاعتراضات الجماهيرية ضد سياسة الظلم القومي لتساوم بها مع السلطات الحاكمة عسى ان تحصل على سهم سياسي وبعض المكاسب لتعزيز موقعها ومكانتها داخل المجتمع الكردستاني. ولهذا فان القضية الكردية ولحد الان تعتبر احدى اهم الموانع التي تعيق عملية تطور الصراع الطبقي في العراق وكردستان ومن الصعب جدا" ان تتمكن الطبقة العاملة والحزب الماركسي من تحقيق استقلالها الفكري والسياسي وتقوية نضالها الطبقي من دون تقديم حل عملي لهذه القضية في برامجها الحزبية ونضالاتها السياسية. والسؤال هنا: هل بالامكان ايجاد الحل العملي؟ بكل تأكيد الحل الواقعي والعملي لهذه القضية موجودة في الفكر السياسي الماركسي منذ القدم ولكن امكانية تحقيقه كهدف للنضال اللاجماهيري من المنظور الماركسي مرهون بخروج الحزب الماركسي من حاشية المجمع والسعي لايجاد مكانة قوية وجيدة داخل المجتمع وعندئذ سيتمكن الحزب الماركسي من ضرب كل الادوات والسياسات النضالية القذرة للبرجوازية مثل التعصب القومي والمصلحة الحزبية او الفردية والقبلية وهذا كفيل بتفادى تجزئة البلاد ايضا". ولكن كيف سيكون الحل مع غياب الحزب الماركسي او بقائه في حالة السبات داخل حاشية المجتمع؟ اما في هذه الحالة، فان القضية الكردية ستحظى بالحل البرجوازي، ولكن اذا كان الحل العملي للقضية الكردية تتمثل بالبقاء او الانفصال عن المركز وفق مشيئة جماهير كردستان من خلال عملية استفتاء حرة، فبماذا يختلف الحل البرجوازي عن الحل الماركسي او البروليتاري؟ صحيح ان الحل في كلا الحالتين له جوهر مشترك وهو يعني، كما ذكرنا، اما البقاء او الانفصال عن المركز، أما الفرق فيكمن في اختلاف المصالح التي تقف وراء ذلك الحل وهذا يعني تحديدا" بان حل هذه القضية ستحسم لمصلحة من؟ او ستنتهي لمصلحة أي من القوى الاجتماعية؟ اما بهذا الخصوص، فعندما تحسم تلك القضية لصالح البرجوازية سيتبعها بالضرورة تعزيز لموقعها السياسي والاجتماعي وهذا النجاح ستساعدها على توفير افضل الظروف لدوران عجلة راس المال وبالتالي تحقيق اعلى معدلات الربح، في حين الحل الماركسي للقضية ستكون لمصلحة كل جماهير كردستان لان انهاء سياسة الظلم القومي سيطوي الى الابد صفحة كل المآسي والكوارث الذي تلحق بجماهير كردستان بسبب هذه القضية وسيزول اهم عائق امام تطور الصراع الطبقي في كردستان وسيتبعها اصطفاف طبقي جديد وسيزداد فرص امكانية الحزب الماركسي لتنظيم وقيادة النضال الطبقي للعامل وهذا بحد ذاته انجاز كبير ونجاح عظيم للطبقة العاملة في ظل الظروف والاوضاع الحالية. ولكن لنعد الى الحالة المشخصة للقيضية الكردية في كردستان العراق والحل البرجوازي. فكما يعلم الجميع ان جناح معين من البرجوازية القومية الكردية وتحديدا" الحزب الديمقراطي الكردستاني هي التي رفعت راية حل هذه القضية، ولما كان الحل الماركسي حاليا" ليس في متناول اليد، فان اي نجاح يحرزه الحزب المذكوب في هذا الميدان سوف يعزز يالضرورة مكانة وموقع ذلك الحزب السياسي داخل المجتمع الكردستاني، فهل ينبغي ان يقف الماركسيين مع البقاء او الانفصال عن المركز؟ ان تحديد الموقف من هذه المسألة، مرهون بالمصالح العمومية للطبقة العاملة وصراعها ضد العبودية المأجورة، فهل البقاء مع المركز ستساعد عملية تطوير الصراع الطبقي للعامل اكثر او الانفصال عنه؟ اما بهذا الصدد قاذا كان البارزاني وحزبه جديان باجراء الاستفتاء باشراف دولي وتطبيق نتيجة الاستفتاء خلال سقف زمني معين! فما الذي سيحصل اذا تم اعلان الانفصال بعد الاستفتاء؟ اما بهذ الخصوص فهناك مسألتين تثيران مخاوف المناهضين للاستقلال: الاولى منها تحذرنا بان اجراء الاستفتاء واعلان الاستقلال سيتبعها حصار اقتصادي قاسي سيفرضها الأنظمة المجاورة على كردستان، فهل هذا الطرح صحيح؟ لا أظن ان ذلك سيحصل لان الدول المجاورة لكردستان وخصوصا" تركيا وايران لهما مصالح اقتصادية مهمة واستثمارات وتبادل تجاري تبلغ بمليارات الدولارات فليس من المعقول ان تسعى تلك الدول الى الغاء كل تلك المصالح والارباح بسبب خطوة كهذه، وحتى اذا بادرت تلك الدول لفرض الحصار فان ذلك الحصار اولا" سيكون وقتيا" وعابرا" بسبب بعض الاعتبارات الاقتصادية والدولية التي لا مجال هنا لذكرها. وثانيا" مهما كانت طبيعة ذلك الحصار فسوف لن تكون اقسى من الحصار المزدوج الذي فرضه الامم المتحدة والنظام البعثي على كردستان بعد احتلال الكويت وانتفاضة اذار ومع ذلك سارت الحياة بشكل طبيعي في كردستان. ثم هناك امكانيات اقتصادية وبشرية هائلة في كردستان يمكن استخدامها لنهوض عملية التنمية الاقتصادية السريعة وخصوصا" في قطاع الزراعة ستكون كفيلة بتوفير المستلزمات الاساسية للمعيشة.. وثانيهما: تحذرنا بان اعلان استقلال كردستان ستفتعل حروب عرقية وقومية بين جماهير كردستان وبقية المكونات القاطنة في العراق او ربما يسبب اندلاع حروب اقليمية تكون كردستان ساحتها الرئيسية وسيعقبها حتما" كوارث ومأساة بشرية رهيبة. يالفعل هناك احتمال قوي جدا" لاندلاع حرب طائفية وعرقية بين مواطني الاقليم وباقي المكونات العرقية والطائفية في العراق ولكن ذلك سيحدث بسبب التقسيم المذهبي والقومي للمجتمع والحكومة المذهبية والقومية التي فرضها قوى الاحتلال على المجتمع العراقي وكذلك بسبب الفيدرالية القومية التي فرضها البرجوازية القومية الكردية على المجتمع الكردستاني وليس بسبب الاستقلال، وبهذا فان نسبة احتمال اندلاع مثل ذلك الحرب في ظل الاوضاع السياسية والاجتماعية السائدة حاليا" في العراق وكردستان، لا تقل، ان لم تزيد، عن نسبة احتمال وقوعها في حالة اعلان الاستقلال. اما اندلاع الحرب الاقليمية بسبب الاستقلال فانها احتمال اضعف من احتمال الحرب الداخلية لان الدول المجاورة وكل القوى المعنية يعلمون جيدا" ان دولة يقودها البارزاني والحزب الديمقراطي الكردستاني خصوصا" والبرجوازية القومية الكردية بمختلف اتجاهاتها عموما"، سوف لا يشكلون خطرا" على الامن القومي لتلك البلدان واوضاعهم السياسية الداخلية بل، ربما يصبحون حراسا" مطيعون ومدافعين امناء لامنهم القومي واستقرار اوضاعهم السياسية، علما" أن نفس الاجواء والطروحات السياسية قد سادت عل الاوضاع السياسية في العراق وكردستان عندما حاولت البرجوازية القومية الكردية اعلان الفيدرالية في حينه. اما اذا اندلع حرب اقليمي في المنطقة سوف تكون السبب الرئيسي لاندلاعها الصراعات الدولية والسعي للسيطرة على مصادر الطاقة ومناطق النفوذ وليس بسبب استقلال كردستان. ولهذا فانني ارى بان استقلال كردستان سيكون امرا" مفيدا" لنضال الطبقة العاملة وتقدم الصراع الطبقي ليس في كردستان فقط بل، في عموم العراق، ذلك لانه عندما يتحقق أي مطلب جماهيري وفق الارادة الجماهيرية الحرة وبقوة الرغبة الجماهيرية من شأنه ان يساعد على تطوير الوعي الجماهيري والمبادرة الجماهيرية وهذا بدوره سيساعد على تطوير وتوسيع النضالات الجماهيرية عموما" والاعتراضات الطبقية للعمال خصوصا" وبالتالي سوف لا تصب لمصلحة الثورة في كردستان فقط بل، لمصلحة الثورة في عموم العراق لان تقدم العمل الثوري في اية بقعة من العالم ستصب لمصلحة القوى الثورية في عموم العالم.
#جليل_شهباز (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ريفراندوم البارزاني، حق جماهيري أم سياسة حزبية؟!
-
أتحاد قوى اليسار، والاختلاف!
-
المغزى التاريخي لثورة اكتوبر الجزء الثالث
-
المغزى التاريخي لثورة اكتوبر/ الجزء الثاني
-
المغزى التاريخي لثورة اكتوبر
-
إلى ماذا ترمي نادية محمود من حملتها ضد أتحاد المجالس والنقاب
...
-
الأعتراضات الجماهيرية في اليونان، هجمة ثورية ضد النظام الرأس
...
-
دراسات في الأقتصاد السياسي الماركسي
-
حول اعتقال امريكا والسلطة الاسلامية القومية للمالكي للالاف م
...
-
الديمقراطية بين، البرلمان البرجوازي والمجلس العمالي
-
ستبقى ثورة أكتوبر العظمى رمزا- للتمدن والتقدم والمساواة!
-
الدستور الدائم للعراق سوف لن يكون علمانيا-!
-
أية حكومة ستتمخض من الانتخابات الأمريكية في العراق؟
-
أيها الاشتراكيون اليمينيون، ليس للعمال وطن!
-
الثورة الاجتماعية طريقنا إلى السلطة!
-
من يقف وراء إثارة التناحرات والفتن القومية في العراق؟
-
إلى متى، التهديدات والغطرسة، الأمريكية؟
-
الحكومة العمالية، بديلنا للسلطة!
-
مؤسسة الدولة، جهاز للعنف الطبقي المنظم، وليس للنشاط الحزبي ا
...
-
قيادة الحزب الشيوعي العمالي العراقي، تتباكى على خرق الضوابط
...
المزيد.....
-
بالصور..هكذا يبدو حفل زفاف سعودي من منظور -عين الطائر-
-
فيديو يرصد السرعة الفائقة لحظة ضرب صاروخ MIRV الروسي بأوكران
...
-
مسؤول يكشف المقابل الروسي المقدّم لكوريا الشمالية لإرسال جنو
...
-
دعوى قضائية ضد الروائي كمال داود.. ماذا جاء فيها؟
-
البنتاغون: مركبة صينية متعددة الاستخدام تثير القلق
-
ماذا قدمت روسيا لكوريا الشمالية مقابل انخراطها في القتال ضد
...
-
بوتين يحيّد القيادة البريطانية بصاروخه الجديد
-
مصر.. إصابة العشرات بحادث سير
-
مراسل RT: غارات عنيفة تستهدف مدينة صور في جنوب لبنان (فيديو)
...
-
الإمارات.. اكتشاف نص سري مخفي تحت طبقة زخرفية ذهيبة في -المص
...
المزيد.....
-
الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات
/ صباح كنجي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت
...
/ ثامر عباس
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|