|
ساعات حاسمة حول مصير الاقليم الكوردي
سامي عبدالقادر ريكاني
الحوار المتمدن-العدد: 5639 - 2017 / 9 / 14 - 20:14
المحور:
القضية الكردية
حول الساعات المقبلة للاحداث حسب التطورات الاخيرة على الساحة العراقية والكوردية خلال 48 ساعة الماضية تشير الاحداث الى ظهور ارباك في المواقف الكوردية امام مسالتي تفعيل البرلمان ،و موعد اجراء الاستفتاء في 25-9. وباعتقادي ان المسالة سوف تحسم في الساعات القليلة المقبلة حول القضيتين ، ويعود ذلك كما هو معلوم الى زيارة الوفد الامريكي الى بغداد واربيل الذي سبقه زيارات اخرى لشخصيات سياسية وامنية وعسكرية اقليمية ودولية وعراقية كلها اتت لتحذر الاقليم من الاستفتاء ولكن مجيء الوفد الامريكي جاء ليحسم الامر حول هذه المسالة حاملا معها اهم رسالتين من الادارة الامريكية ، الاولى حسم مسالة الاستفتاء في اقليم كوردستان وتجنب تداعياتها على المشروع الامريكي في المنطقة وحتمية معالجتها حسب الرؤية الامريكية والتي ستكون عبر الضغط على بغداد لتقديم المرونة حول المشاكل العالقة بينها وبين اربيل، مقابل ضمان اقناع الاخير لتغيير موقفها من مسالة الاستفتاء . وعلى الصعيد الكوردي فان الرسالة الاخرى للوفد كان للضغط على الجانب الكوردي لتاجيل الاستفتاء وذلك مقابل ضمانات امريكية بانها ستنقل المشاكل العالقة بين الاقليم وبغداد الى مجلس الامن الامريكي وبمشاركة بريطانية فرنسية ربما ستتطور لاحقا لان يعقد جلسة بخصوص ذلك في مجلس الامن. ووفق الامرين فان المسالة مع انها ستعطي هامشا من الشعور بالنصر لكل الاطراف بانه الفائز في المعادلة الا ان الصعوبة تكمن في كيفية اقناع كل طرف لاتباعه بذلك، خاصة فانه وبدون وجود خاسر في المسالة فالقضية لاتخرج عن كونهم كلهم خاسرين فيها ،وليس الرابح فيه الا امريكا وبعض القيادات العراقية، اما الواقع السياسي والاقتصادي العراقي وواقع شعوبها بكل مكوناتها فانها سترجع الى المربع الاول . ولكن ماهي طريقة او الية الحل بحيث يوحي الجميع بانه قد فاز خاصة حول مسالة الاستفتاء فبين خياري التاجيل او عدمه لابد ان يكون فيه خاسر وللخروج من ذلك فانه لابد من ان التاجيل الجزئي، اي سيجري في موعده المحدد وهو الخيار الارجح في اعتقادي اذا قارنهاه بالخيارين السابقين ، ولكن بنية المرحلتين المرحلة الاولى سيجري في موعده وضمن المناطق الداخلة في حدود الفدرالية الكوردية، وسيؤجل الاستفتاء بالنسبة للمناطق المستقطعة عن الاقليم على ان تبدا عبر المفاوضات بين بغداد واربيل وبرعاية امريكية ودولية في مرحلة لاحقة، مع ابقاء تلك المناطق تحت سيطرة البشمركة الى حين التوصل الى حل ، بحيث يراعي امريكا عبر قواتها وقواعدها العسكرية التي وزعتها اخيرا بين المناطق التي يتخوف من ان يتحول الى ساحة حرب بين البشمركة والحشد الشيعي بعد حرب الحويجة. ولكونها ستكون مدعومة بالضمانات الامريكية او الدولية فمعناه ان الكورد قد حقق مطلبه الرئيسي وهو طرح البديل مع الضمانات، وكما انه لن يدخل مع بغداد في اي مفاوضات الا برعاية امريكية حتى الوصول الى الصيغة المقبولة للعلاقة بين بغداد واربيل. وربما ان بغداد ايضا ستسهل اجراء ذلك الاستفتاء مادام لن يشمل المناطق الخارجة عن الاقليم، وستعتبرها ايضا نصرا لها. واما على مستوى الداخل الكوردي حتى يمرر ذلك الاستفتاء فان هذه الورقة ستقع امام المزايدات السياسية والحزبية الى حد ما وسيحاول كل طرف اثبات انه نجح في هذه اللعبة السياسية فاطراف مشروع الاستفتاء سيثبتون عبر ماسيحققوه من ضمانات امريكية وتنازلات من قبل بغداد بانها مكاسب قومية ووطنية، وبالمقابل سيثبت الطرف الاخر لمؤيديه بان تكهناتنا حول عدم صدق نيات الداعين الى الاستفتاء من اجل الاستقلال، وبانها ليست سوى لعبة يريدون من خلالها الحصول على مناصب وامتيازات ومن اجل مصالح حزبية وشخصية وللتمويه على فشلهم في ادارة الحكم وليس لهم اي نية حول اعلان الدولة الكوردية، وها هي امام اعينكم وترون كيف ان حجج رفضنا لهذا الاستفتاء كانت في محلها. ولكن تمرير الاستفتاء بهذه الصورة ايضا سيحتاج الى تكتيك اخر حيث سيحاول كل طرف من توظيفها لتسجيل المزيد من النقاط لصالحه ، ولكي يتحقق ذلك فان الطرف الداعي الى الاستفتاء سيحاول تمرير القرار عبر البرلمان ليحملها تبعات القرار وبذلك ستبقي على المزيد من قوة الموقف بحجة انهم خضعوا لارادة شعبهم عبر البرلمان، وبالمقابل سيحسب الطرف الاخر بانهم استطاعوا من اخراج القرار المتعلق بمصير الشعب من سلطة الاحزاب الى سلطة الشعب والمؤسسات، ووفق كلا الرغبيتين سيكون تفعيل البرلمان هو الطريق الوحيد الذي سيعمل الاطراف على تفعيلها وضمن النقاط الاخيرة التي نوقشت فان تحقيق ذلك سيكون سهلا. وفي نهاية المطاف سيكون امريكا وادارة ترامب هو الرابح الاكبر بدون اي هالة اعلامية، حيث لاتخرج دعايتها عن كلمتين افعل هذا ولاتفعل ذاك، ومن خلالها ستحقق ماتريد ووفق الخطة وهي اعمار العراق مقابل نفط العراق والذي لايتحقق الا بعد وحدة العراق وارجاعها الى سابق عهدها لما بعد 2005. وتيتي تيتي مثل مارحتي اجيتي!!. ولكن كل هذا نستطيع رؤيتها من الناحية السياسية والرسمية، ولكن علينا ان لاننسى بان للعمل الاستخباراتي رؤى وطريقة اخرى في معالجة الامور تتساير بصورة براكتيكية لتحقيق تلك المطالب السياسية والاستراتيجية. ومن هذا المنطلق فكل الخيارت الاخرى ستبقى مفتوحة سواء بتاجيل الاستفتاء او الاستمرار في اجرائها في موعدها المحدد، خاصة ان مسالة الاستمرار لحد الان هو الارجح وذلك لكون طلب الاستفتاء تدعمها مطالب استراتيجية لاطراف اقليمية ودولية ترى في ايقافها وفق الحالة الراهنة بسيطرة ايران على زمام الامور في بغداد وتحكمها عبر الحشد الشيعي والقوى الخفية المنظوية تحت لواء الجيش على زمام الامور العسكرية فانها ستعتبر كارثة على مستقبل المنطقة ومصالح اطراف اخرى ومن ظمنها تركيا وامريكا والعرب لهذا نرى بان ارغام الاقليم للاتفاق مع بغداد قبل معالجة الامور السياسية والعسكرية واخراجها من السيطرة الايرانية فمعناه تقوية السلطة الشيعية وتدعيم قوى وحركات مدعمة ايرانيا تحاول استرجاع السلطة من العبادي المحسوب على امريكا عبر الانتخابات المقبلة ومن ثم محاولة فرض نظام الاغلبية في ادارة الدولة ومعناها تسليم اقليم كوردستان ومعها المناطق السنية على طبق من ذهب لايران عبر بغداد . لذلك اعتقد ان امريكا ومعها تركيا والعرب سيحاولون المساومة على مسالة الاستفتاء في الاسبوع المقبل مع ايران وبغداد لارغامهم للقبول بالشروط الامريكية وابعاد يد ايران عن العراق ، والا فان دولة الكورد ستفرض على الواقع عبر تمرير الاستفتاء في موعدها ومن ثم سوف ترسم حدودها بالدم وسيكون للجيش الامريكي وقواعدها في مناطق المواجهة بين البشمركة والجيش العراقي ومعه الحشد الشيعي دور في مناصرة وحماية حدود تلك الدولة والبدء ببناء منطقة سنية على غرارها في المناطق السنية .
#سامي_عبدالقادر_ريكاني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل سيجري الاستفتاء على الاستقلال في اقليم كوردستان ؟
-
الكورد ولعبة القمارالدولية
-
التقارب التركي الايراني الاخير واستهدافهم للقضية الكوردية
-
سوريا والعراق في قبضة ترامب
-
القسم الثاني : كوردستان ومخاض الدولة بين تحديات اللعبة الاقت
...
-
كوردستان ومخاض الدولة بين تحديات اللعبة الاقتصادية الدولية و
...
-
اقليم كوردستان وحل الكونفدرالية مع العراق
-
هل النكهات الاسلامية المتنوعة، مخاض لاسلامية جديدة ام مقدمة
...
-
الوحدة بين الشرق والغرب
-
القضية الكوردية في الاقليم بين تجار الدين وتجار الوطنيات
-
اتفاق الاعداء( التركي، الايراني، الروسي) ومستقبل الكورد
-
معادلة انشتاين(حكومة اقليم كوردستان) وحل مشكلة الاقليم الاقت
...
-
معركة كركوك ونينوى في المعادلة الدولية والاقليمية وحضور كورد
...
-
عندما تنقلب الصورة
-
احداث تركيا انقلاب للعسكر ام انقلاب على العسكر
-
الازمة السياسية في الاقليم. التاريخ، والواقع، والحلول
-
سياسات تركيا الى اين تتجه؟ بين التصعيد ضد الكورد والتنازل ام
...
-
خطبة الجمعة بين الدين والسياسة، في الماضي والحاضر
-
تجار الحروب، تسوق النعاج قربانا للإله!!
-
فوضى كوردية ام معادلة دولية
المزيد.....
-
عضو بالكنيست الإسرائيلي: مذكرات الاعتقال ضد نتنياهو وجالانت
...
-
إسرائيل تدرس الاستئناف على قرار المحكمة الجنائية الدولية الص
...
-
وزير الخارجية الأردني: أوامر اعتقال نتنياهو وجالانت رسالة لو
...
-
هيومن رايتس ووتش: مذكرات المحكمة الجنائية الدولية تفند التصو
...
-
الاتحاد الأوروبي والأردن يُعلنان موقفهما من مذكرتي الاعتقال
...
-
العفو الدولية:لا احد فوق القانون الدولي سواء كان مسؤولا منتخ
...
-
المفوضية الاممية لحقوق الانسان: نحترم استقلالية المحكمة الجن
...
-
المفوضية الاممية لحقوق الانسان: ندعم عمل الجنائية الدولية من
...
-
مفوضية حقوق الانسان: على الدول الاعضاء ان تحترم وتنفذ قرارات
...
-
أول تعليق من -إدارة ترامب- على مذكرة اعتقال نتانياهو
المزيد.....
-
سعید بارودو. حیاتي الحزبیة
/ ابو داستان
-
العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس
...
/ كاظم حبيب
-
*الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 *
/ حواس محمود
-
افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_
/ د. خليل عبدالرحمن
-
عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول
/ بير رستم
-
كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟
/ بير رستم
-
الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية
/ بير رستم
-
الأحزاب الكردية والصراعات القبلية
/ بير رستم
-
المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية
/ بير رستم
-
الكرد في المعادلات السياسية
/ بير رستم
المزيد.....
|