|
تعقيبا على(مابين النخبتين الحزبية والعشائرية) مقال الأستاذ صلاح بدر الدين
ربحان رمضان
الحوار المتمدن-العدد: 1461 - 2006 / 2 / 14 - 11:22
المحور:
القضية الكردية
كتب الأستاذ صلاح بدر الدين زعيم الإتجاه اليساري في البارتي الديمقراطي الكردي في سوريا وأمين عامه منذ مؤتمره الثاني عام 1969 حتى عام 2004 الذي تنحى عن قيادة حزبه ، فاسحا ً المجال أمام رفاقه ليستمروا في النضال من أجل تحقيق أهداف الحزب وتأمين مطالب الشعب ، وتحقيق تقرير مصيره ، مقالة بيّن فيها الفرق الواسع بين النضال الحزبي المنظم ، وبين تمثيل أشخاص ووجهاء يطالبوا بحقوق الشعب الكردي ، حيث لبت مؤخرا ًمجموعة من المواطنين الكرد استدعاء قيل أنه صادر من دمشق للقاء الرئيس السوري الذي لم يتم ... وقد أدان الأستاذ بدر الدين تهجم البعض على أفراد الوفد والذي من " .. المؤكد أن بينهم وطنيون صالحون .." وذلك بادعاء الحرص على المصلحة القومية بل وضع اللوم على القوى والأحزاب الكردية التي تهربت من مواجهة الحقيقة بالتركيز على النتائج وتجاهل الأسباب ، والتي تتلخص بما يلي : أولا : ليس لأي طرف أو جهة حزبية وعشائرية وعائلية ومناطقية لوحدها وفي ظل الواقع الراهن حق الادعاء بتمثيل الكرد والقضية الكردية أو الانفراد باتخاذ القرار القومي أو توزيع شهادات حسن السلوك الوطني على الآخرين. ثانيا : اذا كان الوفد الأخير قد توجه الى دمشق ولايحمل برنامجا مشتركا واضحا حول الحقوق القومية والديموقراطية ولم يتسن له الاجتماع برئيس الجمهورية حسب ما خططت له الأوساط الأمنية بهدف جرد الموضوع من مضمونه القومي والسياسي وتلوينه بالطابع المحلي فان .. بعضا من أحزابنا مارس الشيء ذاته أكثر من مرة وخلال أعوام متواصلة و – هرولت – قياداتها في جنح الظلام الى العاصمة لتقف بوجل أمام مسؤولين أقل مراتب ومواقع من مضيفي – وفد الوجهاء – دون أن تقدم أية توضيحات وتفسيرات ليس للشعب الكردي فحسب بل حتى لمناصريها وأتباعها لذلك نلاحظ أن تأثر وانزعاج البعض من الأحزاب ينمان عن الغيرة والحسد. ثالثا ويضيف الأستاذ صلاح بدر الدين قائلا ً: متزعموا الأحزاب الكردية يتحملون المسؤولية الأولى والأخيرة في الحدث الراهن – هذا اذا كان هناك ثمة كارثة قومية - فهم يقفون عقبة كأداء أمام التغيير الديموقراطي داخل الحركة الكردية الذي سيؤدي – اذا تم – الى التخلص من ضعاف النفوس وأصحاب الغايات الشخصية وحاملي الأحقاد والى ضخ الدماء الجديدة في جسم الحركة والتوحيد وصياغة البرنامج النضالي الواقعي واكتساب ثقة الرأي العام الكردي وتفعيل دوره في الساحتين القومية والوطنية بما في ذلك توفير وتهيئة محاور كردي يفرض نفسه على الصديق والعدو ويعبر عن الحقيقة الكردية ويمثل مصالح وطموحات الأغلبية الساحقة من ابناء الشعب . .. و لمن المؤسف أن تمضي – قيادات – الأحزاب في مواصلة تجاهل حقائق نتائج ومعطيات الهبة الكردية في آذار 2004 وأولى دروسها في تجاوز التشكيلات الحزبية القائمة بمرتكزاتها الذاتية والموضوعية التي ثبت فشلها وتقدم الجماهير والجيل الجديد بأشواط على قيادات الأحزاب من جهة التضحية والفداء والوعي السياسي والالتزام بالمبادىء القومية والوطنية . رابعا : ليس من باب التغني بالأمجاد بل في سبيل استذكار الصفحات الناصعة من تاريخ حركتنا واستخلاص العبر والدروس من مسيرتها النضالية ومقارنة الأمس باليوم أعود اربعين عاما الى الوراء عندما قررت قيادة حزبنا – البارتي الديموقراطي الكردي اليساري – تكليفي بالعمل لتشكيل وفد شعبي كردي في محافظة – الحسكة – يعبر قدر الامكان عن النسيج الاجتماعي والمناطقي بهدف التوجه الى العاصمة وابلاغ رفض الكرد لمخطط الحزام العربي في بداية تطبيقه في المحافظة على رئيس الحكومة السورية آنذاك الدكتور يوسف الزعين ولم يمض اسبوع الا وكنت على رأس وفد من خمس وثلاثين مشاركا في دمشق استجابوا لندائنا والتزموا بأغلبيتهم الساحقة بالمذكرة التي أعددناها لتقديمها لرئيس الحكومة والتي تضمنت بالاضافة الى مسألة الحزام العربي الخاص بالجزيرة مطالب الكرد القومية والديموقراطية والاجتماعية , ان ما يمكن استنتاجه هو أن الحزب في ذلك الوقت كان واثقا من دوره وشرعيته التاريخية والنضالية وهو الذي دعا لوفد شعبي وليس السلطة واستطاع تحقيق ذلك مع قبول مذكرته وطرحه السياسي من جانب الآخرين دون إكراه لأن الحزب ورغم وجود تيار اليمين المناوىء لنهجه كان متماسكا وصاحب برنامج نضالي شفاف وموقف سياسي ديموقراطي واضح وقيادة صادقة مضحية لم يمنع نهجه اليساري القومي من أن يستحوذ احترام مختلف مكونات المجتمع الكردي ومن بينها الشخصيات الوطنية المستقلة ومرجعيات العشائر والوجهاء والعوائل ورجال الدين والفئات الميسورة التي تمثلت في عضوية ذلك الوفد الوطني .
لقد ذكرني الرفيق أبو لاوند بوفد آخر كان عدده ستة عشر رفيقا ً حزبيا ً ُأختيروا ليمثلوا الحزب في مطالبته بتحقيق الحقوق القومية والطبقية والديمقراطية وذلك عقب المؤتمر الثالث للحزب عام 1973 ، واستنادا ً إلى توصياته أبلغني الرفيق عصمت فتح الله والذي كان مسؤولا لمنطقة الجزيرة حينها بوجوب مرافقة الوفد القادم من منظمة الجزيرة للحزب رغم أنه كان من المفروض أن يكون الوفد مشتركا بين حزبنا (البارتي الدميقراطي الكردي في سوريا – اليساري) و حزبي البارتي الديمقراطي الكردي في سوريا (القيادة المرحلية) والديمقراطي ، ولكن الطرفان انسحبا قبل مجئ الوفد بفترة قصيرة ، في حين أن الأستاذ محمد نيو ( أبو شوقي) طيب الله ذكره كان عضوا ً في المكتب السياسي للحزب ومسؤولا لمنظمة دمشق ، في حين كان الأستاذ عزيز أومري مسؤولا ً لمنظمة حلب .. وبتوصية من الأستاذ محمد نيو (مسؤولي المباشر) وعضو المكتب السياسي للحزب رافقت أعضاء الوفد في مقابلاتهم التي مهدت للقاء مع السلطات حيث التقينا بالدكتور جمال الأتاسي أمين عام الاتحاد الاشتراكي العربي وبالأستاذ جريس الهامس ( أمين عام الحزب الشيوعي العربي الماركسي - اللينيني) الذي كتب في صحبفة حزبه ( نضال الكادحين ) وفي زاوية ساطور عن معاناة الشعب الكردي في سوريا ومشروعية المطالب القومية للشعب الكردي ، وأثنى على زيارة الوفد له في مكتبه وبيته في نفس الوقت ، على حين أنه انتقد خالد بكداش أمين عام الحزب الشيوعي السوري (اللجنة المركزية ) لتهربه من استقبال الوفد . كما التقى الوفد بالأستاذ درويش الزوني عضو اللجنة المركزية لحزب الوحدويين الاشتراكيين ، وبالأستاذ عبد الغني قنوت أمين عام الاشتراكيين العرب ، وبالأستاذ يوسف نمر عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوري (المكتب السياسي) وبالمرحوم الأستاذ مروان شيخو .. وتقدمنا بالمذكرة إلى رئاسة مجلس الوزراء وحاولنا اللقاء مع المرحوم الرئيس حافظ الأسد إلا أن أمن مكتبه الخاص منعنا ، واكتفى بتسلم المذكرة واعدا ُ إيانا بأنه سيسلمها للرئيس شخصيا ً ، وأيضا تقدمنا بالمذكرة إلى مكتب مجلس الشعب وإلى مكتب اتحاد الفلاحين في سوريا ، ثم التقينا بفعاليات سياسية سورية وعربية أهمها بالمرحوم عبد الوهاب الطيب عضو المكتب السياسي لحزب العمل الاشتراكي العربي وبمسؤول مكتب جبهة التحرير الأرترية في دمشق أذكر اسمه الأول السيد ابراهيم ، والسيد محمد الفارس (أبو عيسى) الأمين العام المساعد للجبهة الثورية لتحرير فلسطين ، والشهيد أبو غضب عضو الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين .
أذكر من أعضاء الوفد الرفيق نعمتو ، (أطول رجل في الوفد) وأعتقد أنه كان من ديريك .. ( وبالمناسبة فإني أرجو من الرفاق الذين شاركو في الوفد أن يرسلوا إلي على عنواني الألكتروني لتذكيري بأسماء بقية أعضاء الوفد من أجل ايراد هذا الحدث في مذكراتي التي أزمع كتابتها قريبا ً) وقد كان البرنامج هو الالتقاء بالفعاليات الحزبية داخل وخارج الجيهة الوطنية التقدمية ، وبمسؤولي السلطات التنفيذية والتشريعية .
وفي عام 1986 شاركت مع وفد آخر ُأختير من الأحزاب الثلاثة (البارتي ، والبارتي اليساري ، وحزبنا حزب الإتحاد الشعبي الكردي ) المتحالفة في ذلك الوقت وذلك قبيل انتفاضة نوروز الدمشقية بفترة قصيرة ، وقد ُأختير الأستاذ شيخ داوود (أبو مسعود) ممثلا ً عن البارتي ، والمرحوم زبير عمر ممثلا ً عن البارتي اليساري ، وأنا ممثلا ً عن حزب الإتحاد الشعبي ومصادفة وللأسف توفي المرحوم زبير في صباح اليوم المتفق عليه فذهبت للعزاء قبل مشاركة الوفد القادم من الشمال فالتقيت بالمرحوم عصمت ، الأستاذ صديق شرنقي الذي أوكلني مهمة تمثيل البارتي اليساري لإضافة إلى حزب الإتحاد الشعبي ، وبالفعل ذهبنا كوفد حزبي وشهبي للإلتقاء بالسلطات الرسمية والشعبية ، لنقدم مذكرة أحزابنا والتي كان قد وقع عليها الآلاف من المواطنين الأكراد المحرومين من الجنسية ، ومن أهم الذين حاورناهم في ذلك اليوم الأستاذ دانيال نعمة ، والسيد رئيس الجبهة الوطنية التقدمية (كان من حزب البعث) ولم أعد أذكر اسمه .. أورد هذه الحادثة كتدوين تاريخي ، وكتذكير بأنه يتوجب على الحركة الوطنية الكردية في سوريا الإستمرار في هذا المنحى النضالي الديمقراطي وقطع الطريق على الأجهزة الأمنية في محاولتها لتخطي الحركة الكردية في حوارها الأخير مع شيوخ العشائر سيما وأن الحركة الوطنية الكردية كانت قد ناضلت باسلوب حضاري منهجي ، وعملت مافي وسعها على توفير الإمكانيات المتاحة من أجل تأمين مطالب الشعب الكردي عبر فتحها باب الحوار والتعاون مع القوى الوطنية (داخل وخارج السلطة) ، والعربية وبالأخص منها قوى ومنظمات حركة التحرر الوطني الفلسطينية . وبالمناسبة فإني أدعوا مجددا ً الشخصيات المتنورة والقوى السياسية العربية إلى تفهم وضع الشعب الكردي ، والجلوس معه على طاولة الحوار والمساجلة ، والوقوف إلى جانبه في نضاله العادل من أجل تحقيق مطالبه العادلة . ومن جهة أخرى أدعوا القوى السياسية الكردية إلى وعي الذات والإبتعاد عن روح المغامرة ، والمبالغة في إتخاذ الموقف وعدم الإنجرار إلى المواقف الشوفينية كردّة فعل على شوفينية أقطاب سلطوية ، أو أحزاب قومية متعصبة .
#ربحان_رمضان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كالدرويش كنت أقول
-
أيها الناس : تعالوا
-
الجمعية الصلاحية
-
عبد النور وحاتم المهووس
-
اللهم أعوذ بك من الخدّام ، والحكام الظلا ّم
-
الأستاذ جورج حداد لم يقل عين الصواب
-
فلنقف ضد الحكم الجائر بحق الدكتور سيد قادر
-
كل عام وشعوبنا ووطننا بخير
-
مسيرة القمع الفكري واجاهل الآخر - أنا مثالا ً -
-
- مشهد في غرفة -
-
الحوار المتمدن نافذة ، ومساحة للحوار استطاعت أن تؤلف قلوب قر
...
-
الصورة تتوضح اكثر الصورة تتكرر
-
الصورة تتوضح أكثر الصورة تتكرر
-
قلبي عليك ياوطن
-
مدارات الكلمة - قراءة في كتاب
-
من تبقى منا للدفاع عن الوطن ؟؟
-
دعوني أشرح مالم ُيشرح
-
الوحدة .. الوحدة فلتكن خطوتنا ثابتة
-
المَدة
-
لماذا ارأت الحركة الكردية
المزيد.....
-
ماذا سيحدث الآن بعد إصدار مذكرات اعتقال بحق نتنياهو وغالانت
...
-
ماذا قال الأعداء والأصدقاء و-الحياديون- في مذكرات اعتقال نتن
...
-
بايدن يدين بشدة مذكرات اعتقال نتنياهو وجالانت
-
رئيس وزراء ايرلندا: اوامر الجنائية الدولية باعتقال مسؤولين ا
...
-
بوليتيكو: -حقا صادم-.. جماعات حقوق الإنسان تنتقد قرار بايدن
...
-
منظمة حقوقية تشيد بمذكرات التوقيف الصادرة عن المحكمة الجنائي
...
-
بايدن يعلق على إصدار الجنائية الدولية مذكرات اعتقال بحق نتني
...
-
وزير الدفاع الإيطالي: سيتعين علينا اعتقال نتنياهو وجالانت لأ
...
-
كندا تؤكد التزامها بقرار الجنائية الدولية بخصوص اعتقال نتنيا
...
-
بايدن يصدر بيانا بشأن مذكرات اعتقال نتانياهو وغالانت
المزيد.....
-
سعید بارودو. حیاتي الحزبیة
/ ابو داستان
-
العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس
...
/ كاظم حبيب
-
*الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 *
/ حواس محمود
-
افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_
/ د. خليل عبدالرحمن
-
عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول
/ بير رستم
-
كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟
/ بير رستم
-
الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية
/ بير رستم
-
الأحزاب الكردية والصراعات القبلية
/ بير رستم
-
المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية
/ بير رستم
-
الكرد في المعادلات السياسية
/ بير رستم
المزيد.....
|