محمد مسافير
الحوار المتمدن-العدد: 5638 - 2017 / 9 / 12 - 23:53
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
والغريب في الأمر، أن إحدى المدن المغربية "هوارة"، وإلى زمن قريب، (عشرون سنة على الأكثر)، كانت تعيش على طقوس غريبة، تخيل... كانت كل امرأة تأخذ قطعة لحم صغيرة، وتلفها في ثوب، ثم تحفظها في مكان لا تصل إليه أيادي الأطفال الطائشة، تتركها أياما معدودات، ثم تأخذها بعد كل منتصف ليلة، وتتضرع لها، تجثوا وتتلفظ بتعاويذ غريبة، وتتمنى ما تشاء، ثم ترتقب الاستجابة...
وفي اعتقادهم، عندما تحفظ المرأة اللحمة وتعتني بها، تتحقق أمانيها، لكنها حين تهملها، تصيبها مصيبة من حيث لا تدري...
وقد حدث ذات مرة، أن كان لإحدى النسوة طفل نزق كثير الشغب، كان يصعد إلى سطح البيت، ثم يأخذ كيسا بلاستيكيا، يتغوط فيه، ثم يرمي به من أعلى السطح نحو المارة... لكن في إحدى المرات، لم يسعفه الوقت لإتمام لعبته، فبعد أن تغوط، بدأت أمه في مناداته، فلف الكيس بسرعة، ودسه في الحائط، ثم لب الدعوة بسرعة، وعاد لإتمام مهمته، فحمل الكيس الخطأ، وأرسله إلى الشارع...
كان الكيس الذي ألقاه هذه المرة، يحوي قطعة اللحم التي كانت تتعبد بها والدته، فظلت تتعبد أسبوعا كاملا بكيس "الخراء"، حتى وجدت بعض نساء الحي كيس اللحمة قريبا من منزلها، فحملوه إليها وهن يتوعدنها بدنو أجل المصائب...
هرولت إلى الكيس الذي كانت تخبئه، فتحته ولم تجد به غير بعض الخراء، اعتقدت أن اللحمة قد تحولت إلى خراء، حاولت ربط خيوط عديدة لتتجنب هذا الافتراض، لكنها لم تجد غير هذا التفسير...
مرت أسابيع قليلة، ثم اعتقل ابنها صاحب "الخراء" بتهمة المتاجرة في الحشيش، فأدركت يقينا أن اللعنة بدأت تصيبها... فأضحت مضرب مثل في الحارة، وحجة تذكي القوة الخفية التي تحتويها قطعة اللحم الملفوفة في قطعة قماش...
#محمد_مسافير (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟