أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سليم نزال - عن الاعياد و عن استعادة الزمن المقدس !














المزيد.....


عن الاعياد و عن استعادة الزمن المقدس !


سليم نزال

الحوار المتمدن-العدد: 5638 - 2017 / 9 / 12 - 21:00
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



من مشتقات كلمة العيد استعادة او اعادة و هى سعى المؤمنين استعادة الزمن المقدس .و العيش فيه عبر الاحتفال به او تكراره فى الزمن ليظل حيا .و التكرار فى هذه الحالة يجعل الحال و كانه كما كان من قبل .
و عيد الاضحى مرتبط بالقصة الاسلامية ان الله طلب ذات يوم من ابراهيم طلبا غريبا.طلب منه ان يذبح ابنه ليمتحن ايمانه.لا شك ان هذا الطلب كان من اقسى ما يمكن ان يطلب من الانسان.و ابراهيم عرف انه طلب فوق قدراته الانسانية .و لكن النبى ابراهيم قرر قبول التحدى .و لو تمرد على هذا الطلب لعله فقد صفته المقدسه و صار شخصا عاديا .و نحن نعرف ان ادم و حواء تمردا فكان القرار الالهى بالطرد الفورى فتم نفيهما الى مكان مجهول لهما .و لعل ابراهيم فكر فى عاقبة التمرد او انه قرر ان يمارس ايمانه حتى الحدود القصوى فاذعن لطلب الرب. على كل الاحوال نحن امام تراجيديا حقيقية بطلها الانسان .
و هذا التراجيديا عرفها الانسان طوال وجوده على الارض .فذات مرة قرر الله اغراق الارض و التضحية بكل سكانها تقريبا من اجل ان يتم تصفية الفساد منها .و هكذا كانت سفينة نوح بركابها استثمار الله فى مجموعة صغيرة من المؤمنين عسى ان تسير الاحوال كما يريد الله . لكن الفساد عاد و عم كما كان .و الطبيعة البشرية من انانية و حسد الخ لم تتغير رغم كل هذه الاجراءات سواء سكن الانسان القصور ام المغاور .لذا نجد فكرة التضحية بالانسان فكرة اساسيه فى الاديان الايراهيمية الثلاث .و هكذا جاء المسيح ليكون ضحية او فادى للبشرية فى سياق ثقافة تزخر بمثل هذه الافكار .
ففى تاريخ الاديان هناك لحظات حاسمة اى تغير طفيف بها كان يؤدى الى تاريخ اخر غير الذى نعرفه .
ماذا لو تمرد ابراهيم على اوامر الله ؟ هل كان سينفى الى مكان قصى ام ماذا . ماذا لو نجح تلامذة المسيح بتهريبه من الرومان و اليهود الى اماكن امنة فى بلاد فارس مثلا ؟ هل كانت المسيحية هى ذاتها التى نعرفها الان . ماذا لو عرف معارضو النبى محمد انه فى غار حراء و دخلو ا عليه و قتلوه ؟ هل كان الاسلام سيظل ما نعرفه الان ام سيتغير ؟ .اسئلة تطرح و لا يمكن الاجابة عليها بطبيعة الحال لانه من غير الممكن فهم كيف كان سيكون عليه الامر .
لكن المؤكد ان العيد هو عمل طقسى يهدف الى استعادة الزمن المقدس اوالزمن الاول. انه سعى الانسان ان يبتعد عن واقعه الفعلى لكى يعيش فى ما يعتقده انه زمن مقدس او زمن نقى افضل من زمنه .و هى ظاهرة يجدها المرء فى كل جيل حيث يتم الاعتقاد ان الجيل الاسبق كان افضل من الحالى.
ففى اديان الاسلاف و هى منتشره بين قبائل فى افريقيا و امريكا الجنوبية ,اى الديانات التى تعبد اسلافها الراحلون,ينظر للسلف على انه الواسطه بينه و بين الله .و هكذا نرى الطقوس من طعام و رقص حول قبور الاسلاف فى سعى لاستعادة الزمن المقدس الاول ,و هذه الاستعادة تظل الوسيله الوحيدة من اجل توحيد مجموعة المؤمنين و الابقاء على التماسك الاجتماعى ..
احتفلوا باعيادكم و عيشوا بسلام و محبة مع بعضكم البعض و افرحوا معا .دمتم و دامت بلادنا بخير!



#سليم_نزال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ان اردت تغيير العالم ابدا بترتيب فراشك!
- الميدالية المزيفة!
- جسر نحو المجهول!
- مطر خفيف فوق اوسلو !
- رحلة الباص من لفيف فى اوكرانية الى وارسو فى بولندة رحلة الال ...
- فى الباص المتجهة من بولندة الى اوكرانيا !
- عن معنى الوجود
- قلم باركر !
- سكن الليل !
- العالم يزداد توحشا و من واجبنا المقاومة
- قصقص ورق ساويهم ناس!
- لوين بدنا نفل.رسالة فيروز للمتقاتلين العرب!
- لا مكان لخطاب الكراهية فى المنتديات الدولية !
- ثمن التطور!
- المجتمع المتصالح مع الذات!
- حول اشكالية تقدم ام عدم تقدم المجتمعات , محاولة للفهم
- هموم اسيوية!
- يا على نحن اهل الجنوب!
- الصراع فى المنطقة الان هو فى الجوهر هو صراع حضارى بين المشرق ...
- حول المجموعة الشعرية (فلسطين فى القلب )


المزيد.....




- البوندستاغ يوافق على طلب المعارضة المسيحية حول تشديد سياسة ا ...
- تردد قناة طيور الجنة على القمر الصناعي 2024 لضحك الأطفال
- شولتس يحذر من ائتلاف حكومي بين التحالف المسيحي وحزب -البديل- ...
- أبو عبيدة: الإفراج عن المحتجزة أربال يهود غدا
- مكتب نتنياهو يعلن أسماء رهائن سيُطلق سراحهم من غزة الخميس.. ...
- ابو عبيدة: قررت القسام الافراج غدا عن الاسرى اربيل يهود وبير ...
- المجلس المركزي لليهود في ألمانيا يوجه رسالة تحذير إلى 103 من ...
- ترامب سيرحل الأجانب المناهضين لليهود
- الكنيست يصدق بالقراءة الأولى على مشروع قانون يسمح لليهود بتس ...
- عاجل| يديعوت أحرونوت: الكنيست يصدق بقراءة تمهيدية على مشروع ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سليم نزال - عن الاعياد و عن استعادة الزمن المقدس !