بير رستم
كاتب
(Pir Rustem)
الحوار المتمدن-العدد: 5638 - 2017 / 9 / 12 - 01:18
المحور:
القضية الكردية
بير رستم (أحمد مصطفى)
الحزب تعريفاً هي أداة أو وسيلة ومؤسسة تسعى للإستيلاء على السلطة عبر برامج سياسية وإنتخابية تحشد خلفها جماهيرها لتنال أكثر ما يمكن من أصوات الناخبين وطبعاً في حالة حركات التحرر الوطني، فإن أحزابها تسعى لنيل حقوق شعبها إن كان عبر نضالها السياسي أو اللجوء للكفاح المسلح إن أغلقت الأبواب أمام العمل السياسي. إذاً الحزب نظرياً أداة سياسية لتحقيق وأهداف وبرامج وفق آليات محددة وبالتأكيد فإن التعريف السابق ينطبق على أحزابنا الوطنية كشعب وأمة تتطلع لنيل حقوقها أسوةً بشعوب المنطقة والعالم.
لكن لو نظرنا للجانب العملي والواقعي وبعيداً عن التنظير الأيدلوجي والسياسي في واقعنا الكردي، لرأينا بأن هذه الأحزاب تحولت من أداة وطنية نضالية إلى أصنام وهياكل ومعابد وثنية حزبية وجعلت من قادتها "سدنة" تلك الهياكل الحزبية وما القواعد والجماهير الحزبية إلا عبارة عن مريدين وعبدة تلك الهياكل والأصنام .. ومن هنا نجد بأنه يأتي ذاك الصراع الوجودي العنفي حيث كل طرف ينظّر لحزبه (دينه الجديد)؛ بأنه الأصح والأكثر إخلاصاً ووطنين وبأن الآخرين على "ضلالاً مبين" وبالتالي عدم القبول به، بل محاربته وأن يجب إلغائه وبذلك تم تحويل وتحوير الصراع بحيث تكون صراعاتنا بينية داخلية نتصارع كأحزاب عوضاً أن تكون صراعاتنا مع القوى والسلطات والدول الغاصبة لكردستان.
وبالأخير وبعدالة يمكننا القول أيضاً؛ بالتأكيد فإن للدول الغاصبة لكردستان وأجهزتها الأمنية اليد الاولى في تحوير ذاك الصراع، لكن كذلك لثقافتنا القبلية العشائرية كذلك دوها وأعتقد قد حان الوقت لتصحيح مسارات صراعاتنا الحزبية بحيث تكون مع الدول الغاصبة لكردستان وليس مع الإخوة والرفاق في الأحزاب الأخرى التي تختلف معنا في قراءاتها السياسية وبالتأكيد ولتصحيح مسارات الصراع فإن المسؤولية الأولى والعبأ الأكبر يقع على عاتق النخب الثقافية والفكرية.. فهل تقوم تلك النخب بدورها الوطني الكردستاني أم هي الأخرى ستبقى أسيرة العباءات والولاءات الحزبية؟!
#بير_رستم (هاشتاغ)
Pir_Rustem#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟