عمار عرب
الحوار المتمدن-العدد: 5637 - 2017 / 9 / 11 - 22:50
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
قرأت منذ حوالي السنة عن دخول السعودية على خط تمويل مساجد بنغلاديش و أنها سترسل دعاة سلفيين فاشمئزيت من الخبر ولكن لم يستوقفني كثيرا ولم أعرف سبب هذه الخطوة ..
ثم سمعت عن الإسلامويين الروهينغا الذين يقومون بتمرد مسلح على الدولة البورمية و سمعت عن معاناة المدنيين من هذه الحرب من الطرفين و لم يستوقفني الخبر كثيرا أيضا ..
ثم بدأت تتسرب فيديوهات مفبركة بشكل فاضح وممنهج عن معاناة المسلمين المدنيين بالذات من هذه الحرب وسألت نفسي عن سبب فبركة هذه الفيديوهات.. فيكفي أن تصور الحقيقة إن كان المدنيون يعانون هكذا وهم فعلا يعانون مثل أي مدنيين يختطفهم ميليشيات مسلحة كرهائن ينتشرون بينهم بدعوى تحريرهم ..
ثم تفاجأت أن إمرأة معارضة بورمية مسالمة معروفة دوليا إشتهرت بوقوفها ضد الدكتاتورية في بورما وحازت على جائزة نوبل للسلام لم تدن أحداث العنف في بورما ضد الروهينغا رغم أنها عادة تدين أي عنف من النظام الدكتاتوري..
وبعد ذلك عرفت أن الصين وقعت قبل ذلك إتفاق لمرور أنبوب للغاز الطبيعي من بورما ستسفيد منه بورما والصين و إيران أيضا فبدأ ينجلي الغبار عن المشهد البورمي بالنسبة لي حول دور المخابرات الأمريكية وبالتالي أداتها السعودية في تسليح المتمردين الإسلامويين هناك لخلق حالة من عدم الإستقرار في بورما وأكيد أن المدنيين سيدفعون الثمن من الطرفين وقد عانى حتى المدنيون البوذيون من عنف الجماعات المتمردة وعانى المدنيون المسلمون من عنف النظام الدكتاتوري أيضا و هنا عرفت أن للحقيقة وجهان وأن العنف سببه الأساسي كالعادة التحرش السلفي بأمن الدول خدمة لمصالح أسيادهم في ال CIA وما فضيحة نقل قيادات لداعش من قبل الاستخبارات الأمريكية في سوريا لمناطق، آمنة إلا تأكيد لاستخدام الدول الكبرى للطائفية السلفية أو ما أسميه كلب الصيد السلفي لخدمة أغراضها القذرة ..
وحميرنا الطائفيون النواحون كلما أتت سيرة مذابح ضد المسلمين لازالوا يحملون أسفارا لا يقدرون على ترجمة ما فيها بشكل صحيح و يقعون كالعادة فريسة التجييش الطائفي فيما يحصل ..
من لم يتعلم خلال سبع سنوات من المشهد السوري كيف نتوقع منه أن يتعلم أن ما يحصل في بورما التي لا يعرفون عنها شيئا هو إعادة للمشهد الذي يهدف لخراب الدول وليس لإصلاحها ودائما المدنيون المساكين هم الضحية ..وهم يجترون كالعادة ما ترميه لهم الإستخبارات الأمريكية وحلفاؤها دون تمحيص أو تدقيق ..
هذا كله لا يمنعنا من إدانة العنف ضد المدنيين ولكن علينا أن نعرف الأسباب الحقيقية لذلك أولا ولا نكون كالقطيع الذي يساق إلى حظائره دون حول منه ولا قوة ..
تبا للجهل وتبا للطائفية .
د. عمارعرب
#عمار_عرب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟