أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طارق الجبوري - عزوف الشباب عن العمل الوطني بفاعلية .. لماذا ؟!














المزيد.....

عزوف الشباب عن العمل الوطني بفاعلية .. لماذا ؟!


طارق الجبوري

الحوار المتمدن-العدد: 5637 - 2017 / 9 / 11 - 17:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لم تعد الاحداث الجسام التي تمر بها مجتمعاتنا المأزومة بالقهر تهز ادنى شعور لدى الغالبيىة العظمى من شبابنا ، فتراهم لاهون يقتلهم اليأس فيختارالبعض ادمان المخدرات او الشرب ليلا والجلوس في مقاهي بائسة نهارا اما الاخر فقد يختار العزلة والانكفاء ووسط هذا وذاك هنالك من يلجأ الى الحركات الدينية للتنفيس عن غضبه على وطن لم ينصفه كما يتوهم ..ولم يعد للشعارات القومية والوطنية مثل الوحدة و الاشتراكية من حضور فقد ضاعت وسط صراخات ودعوات تيار الاسلام السياسي البراقة التي اخذت تغطي مساحات التأثير في مجتمعاتنا كبديل عن حركات وطنية تسيدت الساحة وقادت الجماهير في معارك الاستقلال والتحرر من الاستعمار او الانظمة التي لم تكن بمستوى تطلعاتها بحسب مفاهيم تلك المرحلة ، غير ان هذه الحركات التي قامت بانقلابات او ثورات من خلال الضباط الاحرار فشلت في بناء النموذج الثوري الحقيقي كما وعدت الجماهير بل انها دخلت في صراعات دموية بينها اكلت من جرف مبادئها.. صراعات وتصفيات دموية للرموز الوطنية ضيعت على مجتمعاتنا فرص النهوض والبناء والتقدم كان من نتيجتها هذا الانحسار الكبير للقوى الوطنية وضعفها عن قيادة الجماهير واعادة كسب ثقتها للدرجة المعيبة والمخجلة التي تتصدر فيها تيارات اسلامية ظلامية ثورات الربيع العربي مستغلة غضب الناس على الاوضاع التي يعيشونها من جهة وخيباتهم القاتلة في القوى الوطنية صاحبة التاريخ الطويل في النضال والتضحيات ..
بعض جيلنا يحتفظ بصور المد الشعبي عند كل حدث وطني كبير في الوطن العربي او العالم فمن منا لايتذكر التظاهرات الهادرة ضد العدوان الثلاثيني في مصر عام 1956ومقاطعة العمال في الموانيء العربية للسفن البريطانية والفرنسية ؟!وكيف لجيلنا ان ينسى وقفات شعبية مشهودة لنصرة ثورة الجزائر من اجل الاستقلال ؟ كان مجرد اسم جيفارا وهوشي منه وجميلة بوحيرد وفلسطين وقصص حركات التحرر في اسيا وافريقيا واميركا اللاتينية تحفر في نفوسنا وتحفزنا لرفض حالة التكاسل فكنا نبحث عن وسيلة تجعلنا فاعلين من خلال الانضمام الى هذا الحزب او ذاك بدافع الايمان بالمباديء التي دفع البعض حياته من اجلها .. كان اغلب الشباب في مقدمة التظاهرات بل تطوع البعض وشارك في حركات التحرر العربية او غيرها ..
هذه كانت صورة الشباب في العراق وغيره من اقطار الوطن العربي و الى وقت ليس بالبعيد فما الذي تغير حتى نرى هذا العزوف من عدد غير قليل منهم من المشاركة حتى في التظاهرات الشعبية ضد المحاصصة والفساد في العراق على سبيل المثال ؟هل هو اليأس ام قصور خطاب التيارات الوطنية في ملامسة مشاعر الشباب ام اسباب اخرى نحتاج الى ان نعرفها ؟!
لا امتلك احصائية عن عدد الشباب العامل حاليا ضمن صفوف التيارات الوطنية قومية او شيوعية او ماركسية بشكل عام غير ان تصوري ومن خلال زياراتي لعدد من الاصدقاء في مقرات تلك الحركات او من خلال مشاركتي المتواضعة في تظاهرات شباط 2011وتموز 2015 ان اعدادهم دون مستوى الحد الادنى من الطموح بل لايتناسب وتاريخ اي حركة وطنية ناهيك عن ان مهام المرحلة الحالية تتطلب شباب واع ينهض بمهام ثورة تغيير حقيقية تجهز على المحاصصة الطائفية وتؤسس لرسم طريق بناء دولة مدنية ..
باختصار شديد وبصراحة وبعيدا عن التنظير فان القوى الوطنية في العراق وسواه تحتاج الى مراجعة لخطابها السياسي واساليب توجهها التعبوي الجماهيري خاصة وسط الشباب لفهم واستيعاب الاسباب الحقيقية التي تقف وراء حالة ابتعاد الشباب عن الاسهام الحقيقي في تصحيح حاضر مرتبك نعيشه ومستقبل مجهول لاتتبين ملامحه وسط مفاهيم دينية زائفة وعباءات اسلاموية خادعة ..واظن انه ان الاوان للاعتراف بان جميع القوى الوطنية تتحمل بهذا القدر او ذاك مسؤولية عزوف الشباب عن ممارسة دوره البناء والوطني وتدارك هذه الحالة التي قد تجعل منها ان استمرت تاريخ ربما حتى لايقرا بتمعن في الاجيال اللاحقة ..بل قد يتعرض بعضها للموت اذا ما عرفنا انها الان تعيش حالة احتضارلاترغب هي في الاعتراف بها وهذه طامة كبرى ! لتراجع اية قوى وطنية حساباتها وتسأل عن سر عزوف الشباب عن الاسهام الفاعل في العمل الوطني ولتكن اجابتها صحيحة وجريئة فالمرحلة لا تحتمل المجاملات .



#طارق_الجبوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هذا هو وجه اميركا الحقيقي فلتتوحد القوى الوطنية
- لعبة التغيير الاميركي حقيقة ام خداع ؟!
- منضلون منسيون وابو هيفاء وعيد العمال
- السنين ان حكت
- هل من يسار عربي ؟!
- الطاهر يبحر في حوار الحضارات
- من ينفض الغبار عن جوهر الاشتراكية وحقيقتها الديمقراطية ؟
- المدى - 22 حزبا وحركة تتفق على دخول الأنتخابات القادمة بقياد ...


المزيد.....




- -حالة تدمير شامل-.. مشتبه به -يحوّل مركبته إلى سلاح- في محاو ...
- الداخلية الإماراتية: القبض على الجناة في حادثة مقتل المواطن ...
- مسؤول إسرائيلي لـCNN: نتنياهو يعقد مشاورات بشأن وقف إطلاق ال ...
- مشاهد توثق قصف -حزب الله- الضخم لإسرائيل.. هجوم صاروخي غير م ...
- مصر.. الإعلان عن حصيلة كبرى للمخالفات المرورية في يوم واحد
- هنغاريا.. مسيرة ضد تصعيد النزاع بأوكرانيا
- مصر والكويت يطالبان بالوقف الفوري للنار في غزة ولبنان
- بوشكوف يستنكر تصريحات وزير خارجية فرنسا بشأن دعم باريس المطل ...
- -التايمز-: الفساد المستشري في أوكرانيا يحول دون بناء تحصينات ...
- القوات الروسية تلقي القبض على مرتزق بريطاني في كورسك (فيديو) ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طارق الجبوري - عزوف الشباب عن العمل الوطني بفاعلية .. لماذا ؟!