أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبله عبدالرحمن - الخرافة ورؤية الطالع!














المزيد.....

الخرافة ورؤية الطالع!


عبله عبدالرحمن
كاتبة

(Abla Abed Alrahman)


الحوار المتمدن-العدد: 5635 - 2017 / 9 / 9 - 13:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


استقراء الغيب، ومعرفة ما يخبئه المستقبل، امور دفينة في النفس الانسانية منذ اقدم العصور، تلك الرغبة عادة ما تشتعل بين الحين والاخر مع اشتداد المحن. الحرب والفقر وضياع الفرصة تضاعف تلك الرغبة حتى نعود القهقرى ونحتكم الى النبوءة وكأنها قدرنا الذي لا مفرّ منه.
على غفلة من انفسنا نخلق اوهاما ورؤى تجعلنا نستمر في الوجود على شكل هياكل لا بطولة فيها ولا هزيمة، لا نفسر خشوعنا ونحن نمرّ بحالة من المرونة بحيث نشارك احلامنا وما يجول بداخلنا من مشاكل مع اي عابر يمكن ان يعدنا بما يخلصنا من الشقاء.
اتذكر حين اصغيت بكل حواسي إلى احدهم وكان بائعا في محل، وكان محياه لا يوحي بما سيقوله ومع ذلك لم يتفوه لساني بأي كلمة توقفه عما كان يقوله بخصوص استقراء المستقبل، وكيف ان امر احلامي واستقراري العاطفي والمادي مرهون بتلك القطعة النقدية التي يتعين عليّ الا افرط بها. الحقيقة ان الطريقة الصوفية التي اعطاني فيها الباقي من المال المسترجع جعلتني اصغي لتهديده مما يمكن ان يحدث لي اذا انا فرّطت بتلك القطعة النقدية. كنت وكأنني ارى علامة من علامات حسن الطالع. وبخشوع خضعت لطريقته الاستعراضية ولم اشعر بأي مبالغة او شك بأسلوب الثبات والتوقير والاجلال والود بطلبه او امره في خطورة انفاق القطعة النقدية. تركته وما زلت اسمع صوته بأن احمل كلامه محمل الجد. مرّ وقت وانا احتفظ بالقطعة النقدية لا ادري ماذا كنت سأخسر حتى اعرف ماذا كنت سأكسب. لكنني مع ذلك صدقته وحرصت على القطعة النقدية واحتفظت بها وحدها خوفا من صرفها من دون ان اعرف.
الخرافة تشكل ركن اساسي من تفكيرنا ومنهج حياتنا. لم اصدق حين قرأت ان "سقراط" حكيم الزمان والذي لا يبزه حكيم! قد حرص على نبوءة ذبح ديك إيمانا منه بتخفيف آلام الموت بعد ان حُكم عليه بالموت بتجرع السم.
نقاوم الفناء ونبقي على ظلا من الوهم لنقبل بوجودنا حتى لو كان الباطل هو ما ينتظرنا، نسعى الى التحرر والتحليق خارج نفوسنا كلما ضاق عنق الزجاجة.
عدد من الاعمال التلفزيونية التي انتهى عرضها في شهر رمضان الذي ودعناه مؤخرا كانت تحمل في طياتها ومضامينها اللجوء للخرافة والنبوءات والدجالين الذين يلعبون بالصورة باستغلال حاجة الناس وضعفهم من اجل مساعدتهم في العثور على الحياة او على وميضها البعيد.
معظم الاعمال التلفزيونية هي تجسيد لما يجري على ارض الواقع وقد يتفوق الواقع في كثير من الاحيان على خيال الكاتب. شاركتني احدى الصديقات سرّها وحزنها المستمر على وفاة شقيقتها وهن في مرحلة الطفولة اذ كانت تصغرها بعام، اخبرتني انها ما زالت تشعر بعذاب الضمير لانها سمحت لنفسها ان تعود الى البيت دون انتظار شقيقتها بعد انتهاء يومهم الدراسي، وكانت هي في الصف الثاني الابتدائي وشقيقتها في الصف الاول وحين وصلت الى البيت بموعدها لم تكن شقيقتها قد وصلت وحين تأخرت بحثوا عنها وقد تبين لهم انها قد سلكت طريق مقبرة القرية لانها قد اضاعت الطريق الذي تسلكه بأتباعها اقدام شقيقتها. وكان هذا اليوم هو الاخير في سماع شقاوتها وضحكها في ارجاء المنزل. تابعت صديقتي بحزن حديثها عن شقاء العائلة وحسرتها، ولهفة والديهم وهم يأخذونها من طبيب الى اخر والنتيجة كانت واحدة، عجز الاطباء عن تشخيص حالة الطفلة. اضطر الاب وهو المتعلم! اللجوء الى احد الشيوخ او العرافين الذين ذاع صيتهم في ذلك الوقت، ليأتي تشخيص ذلك العراف قاطعا: ان شمعة ابنته على وشك الانطفاء وان عليه ان يكف عن البحث في امر علاجها وماتت بعد ايام قليلة. حين يفشل الطب والعلم في التفسير نلجأ للخرافة ونحتكم للنبوءة.
اخيرا في حاضرنا هذا فأننا نحيا حالة فشل بأمتياز في السياسة والعلم والاقتصاد والطب. والفوضى الدائرة في كل مناحي الحياة خليقة بأن نحتكم للنبوءة واللجوء للخرافة لعلنا نجد حلولا لم نعد نبحث عنها!.



#عبله_عبدالرحمن (هاشتاغ)       Abla_Abed_Alrahman#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هامش من المرأة
- كوتا للرجال!!
- النصر للأسرى الفلسطينيين
- علامات الساعة الكبرى!!
- لماذا لا نتعلم كيف نخدع انفسنا ؟!
- نبض الحب
- كفى حرب
- الطلاق والمرأة الاخرى !!
- الزوجة والمرأة الاخرى!
- سفيرة الالهام والامل
- المرأة الطفلة!!
- الحب سعادة الغد!!
- ابو الاتراك اتاتورك
- فيسبوك ام ماخور!!
- الاطفال الفسطينيون آسرى في سجون الاعتقال
- مطلوب عريس بمواصفات عادية
- زواج منتظر
- الحرية للدكتور عبد الستار قاسم
- اية ابو ناب مرابطة فلسطينية
- لست مطلقة بل امرأة حرة


المزيد.....




- ماذا فعلت الصين لمعرفة ما إذا كانت أمريكا تراقب -تجسسها-؟ شا ...
- السعودية.. الأمن العام يعلن القبض على مواطن ويمنيين في الريا ...
- -صدمة عميقة-.. شاهد ما قاله نتنياهو بعد العثور على جثة الحاخ ...
- بعد مقتل إسرائيلي بالدولة.. أنور قرقاش: الإمارات ستبقى دار ا ...
- مصر.. تحرك رسمي ضد صفحات المسؤولين والمشاهير المزيفة بمواقع ...
- إيران: سنجري محادثات نووية وإقليمية مع فرنسا وألمانيا وبريطا ...
- مصر.. السيسي يؤكد فتح صفحة جديدة بعد شطب 716 شخصا من قوائم ا ...
- من هم الغرباء في أعمال منال الضويان في بينالي فينيسيا ؟
- غارة إسرائيلية على بلدة شمسطار تحصد أرواح 17 لبنانيا بينهم أ ...
- طهران تعلن إجراء محادثات نووية مع فرنسا وألمانيا وبريطانيا


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبله عبدالرحمن - الخرافة ورؤية الطالع!