عاد بن ثمود
الحوار المتمدن-العدد: 5635 - 2017 / 9 / 9 - 03:10
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
الديانات لا تصلح لتخليق الإنسان
.
المعروف لدى الكل هو أن دور الديانات (سماوية كانت أم أرضية، رغم أنها كلها أرضية) هو تخليق حياة الإنسان و تهذيب نزواته و غرائزه البهيمية.
وكنّا نتمنّى أن يكون الأمر كذلك حقّاً.
أن تدعو هذه الديانات لـ :
تحريم القتل
تحريم الكذب
تحريم الغش و الفساد في الأرض
البر بالوالدين
المساواة في الواجبات و الحقوق بين الرجل و المرأة
إلى غير ذلك من الخصال الطيبة
.
لكن الواقع يطلعنا على حقيقة مغايرة تماماً.
علاقة الديانات فيما بين بعضها البعض مبنية على مبدء التنافسية و الإقصاء، رغم وجود بعض الفوارق طبعاً.
مما يؤدّي إلى انتفاء مفهوم التخليق عندما تأمر الآيات السماوية المؤمنين بعكس ذلك.
القتل حرام و ليس حراماً
الكذب حرام و ليس حراماً
الفساد حرام و ليس حراماً
بل البر بالوالدين يصبح خرافة إذا أباح لك الدين قتل أحدهما في سبيل الله. فتتخلّى عن برّ الوالدين لكي تفوز ببِرّ الرّب.
هذه العجائب و الغرائب المتناقضة، لا تكفي لكي يتساءل المؤمن: هل الدين يصلح فعلاً لتخليق حياة المرء؟ أم يجعل منه مخلوقاً غرائبياً يتمحور حول نفسه و طموحه للفوز بحياة آجلة تميّزه عن القوم الضالين بانغماسه بين أفخاذ الحوريات على مرأى من الرب المُعتَزّ بجهاد عبده في سبيله.
هل هذه هي مكارم الأخلاق؟
هل قصة صفية بنت حيي تعتبر وساماً يوشّح صدر الرسالة المحمدية؟
و هل قصة زينب بنت جحش تعتبر وشاحاً فخرياً يزيّن كَلكَل خير الأنام ؟
ليس بهذا الشكل تلقَّن الأخلاق يا سعد
الأخلاق لا تبنى على الترغيب و الترهيب في الدنيا و الآخرة.
بل على "ضع نفسك مكانه فقط"
و لا حاجة لنا بكل الآيات السماوية أو الأرضية التي تُخرس من يتلوها من كثرة التبجيل.
(هنالك أشياء لم أتطرّق إليها، خير الكلام ما قلّ و دلّ)
#عاد_بن_ثمود (هاشتاغ)