|
الدين والمرأة و مغالطات حزب الكادحين (10) خطّ حزب الكادحين الإيديولوجي والسياسي يشوّه علم الشيوعية
ناظم الماوي
الحوار المتمدن-العدد: 5635 - 2017 / 9 / 9 - 03:02
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
الدين والمرأة و مغالطات حزب الكادحين (10) خطّ حزب الكادحين الإيديولوجي والسياسي يشوّه علم الشيوعية حزب الكادحين الوطني الديمقراطي يشوّه الماركسية لا حركة شيوعية ثورية دون ماوية ! ( عدد 23 - 24 / فيفري 2015) ملاحظة : الكتاب برمته متوفّر بمكتبة الحوار المتمدّن
" و سيكون واجب القادة على وجه الخصوص أن يثقّفوا أنفسهم أكثر فأكثر فى جميع المسائل النظرية و أن يتخلّصوا أكثر فأكثر من تأثير العبارات التقليدية المستعارة من المفهوم القديم عن العالم و أن يأخذوا أبدا بعين الاعتبار أن الاشتراكية ، مذ غدت علما ، تتطلب أن تعامل كما يعامل العلم ، أي تتطلب أن تدرس . و الوعي الذى يكتسب بهذا الشكل و يزداد وضوحا ، ينبغى أن ينشر بين جماهير العمال بهمّة مضاعفة أبدا..." ( انجلز ، ذكره لينين فى " ما العمل ؟ ") --------------------------------------------- " أمّا الإشتراكي ، البروليتاري الثوري ، الأممي ، فإنّه يحاكم على نحو آخر : ... فليس من وجهة نظر بلاد"ي" يتعين علي أن أحاكم ( إذ أنّ هذه المحاكمة تغدو أشبه بمحاكمة رجل بليد و حقير ، محاكمة قومي تافه ضيق الأفق، لا يدرك أنّه لعبة فى أيدى البرجوازية الإمبريالية ) ، بل من وجهة نظر إشتراكي أنا فى تحضير الثورة البروليتارية العالمية، فى الدعاية لها ، فى تقريبها . هذه هي الروح الأممية ، هذا هو الواجب الأممي ، واجب العامل الثوري ، واجب الإشتراكي [ إقرأوا الشيوعي ] الحقيقي ." ( لينين " الثورة البروليتارية و المرتدّ كاوتسكي" ، دار التقدّم موسكو، الصفحة 68-69 ). ----------------------------------------- " يستعاض عن الديالكتيك بالمذهب الإختياري [ الإنتقائية ]، و هذا التصرّف حيال الماركسية هو الظاهرة المألوفة للغاية و الأوسع إنتشارا فى الأدب الإشتراكي – الديمقراطي [ الشيوعي ] الرسمي فى أيّامنا . و هذه الإستعاضة طبعا ليست ببدعة مستحدثة ... إنّ إظهار الإختيارية بمظهر الديالكتيك فى حالة تحوير الماركسية تبعا للإنتهازية ، يخدع الجماهير بأسهل شكل ، يرضيها فى الظاهر ، إذ يبدو و كأنّه يأخذ بعين الإعتبار جميع نواحى العملية ، جميع إتجاهات التطوّر ، جميع المؤثّرات المتضادة إلخ ، و لكنّه فى الواقع لا يعطى أي فكرة منسجمة و ثوريّة عن عمليّة تطوّر المجتمع " . ( لينين ، " الدولة و الثورة " ص 22-23 ، دار التقدّم ، موسكو ) ---------------------------------------------------------- " إذا أردنا أن ندرس قضية ما فعلينا أن ننفذ إلى جوهرها ، و لا نعتبر مظاهرها إلاّ دليلا يقودنا إلى عتبة الجوهر، و إذا ما إجتزنا العتبة فعلينا أن نمسك الجوهر ، و هذه هي وحدها الطريقة العلمية المعتمد عليها فى تحليل الأشياء ." ( ماو تسى تونغ ، " ربّ شرارة أحرقت سهلا " ( 5 يناير – كانون الثاني- 1930) ، المؤلفات المختارة ، المجلّد الأول ). ----------------------------------------------------------- فى ما يتصل بالعلم و المنهج العلمي و خاصة النظرة و المنهج العلميين للشيوعية ، من الحيوي أن نجتهد للحفاظ على روح منهج التفكير النقدي و الإنفتاح تجاه الجديد و تجاه التحدّيات المقبولة أو الحكمة الموروثة . و يشمل هذا بصورة متكرّرة إعادة تفحّص ما يعتقد فيه المرء نفسه و / أو الآراء السائدة فى المجتمع إلخ على أنّها حقيقة : بشكل متكرّر معرّضين هذا لمزيد الإختبار و المساءلة من قبل تحدّيات الذين يعارضونه و من قبل الواقع ذاته ، بما فى ذلك طرق التطوّر الجاري التى يمكن أن يضعها الواقع المادي تحت أضواء جديدة – يعنى المكتشفة حديثا أو مظاهر الواقع المفهومة حديثا التى تضع تحدّيات أمام الحكمة المقبولة . بوب أفاكيان ، " تأمّلات و جدالات : حول أهمّية المادية الماركسية و الشيوعية كعلم و العمل الثوري ذو الدلالة وحياة لها مغزى " ؛ جريدة " الثورة " عدد 174 ، 30 أوت 2009. ====================================================== مقدّمة الكتاب : من الدروس التى إستخلصها الشيوعيون الماويّون الثوريون عبر العالم من العبر الجمّة للثورة الثقافية البروليتارية الكبرى فى الصين الماوية بين 1966 و 1976 فى ما يتّصل بالنضال ضد التحريفية كماركسية زائفة و فكر برجوازي فى صفوف الحركة و الأحزاب الشيوعية درس التشديد على عدم الوقوف عند الظاهر و السطحي من الأشياء و ضرورة المضيّ بالتحليل الملموس للواقع الملموس ، للأشياء و الظواهر و السيرورات ، إلى الجوهر ففيه تتجلّى الحقيقة الموضوعية أفضل تجلّى . ذلك أنّه خلال الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى تلك التى تمثّل أبعد نقطة بلغتها البشرية فى سيرها نحو الشيوعية، و فى خضمّ صراع الخطين المحتدم صلب الحزب الشيوعي الصيني بين الطريق الإشتراكي و الطريق الرأسمالي ، نبّه ماو تسى تونغ إلى الحذر من " رفع راية الماوية لإسقاطها " و إلى واجب التعمّق فى تفحّص الخطّ المطروح و عدم الإكتفاء بما يرفع أو يقال ظاهريّا . فأتباع الطريق الرأسمالي ، التحريفيين صلب الحزب الشيوعي الصيني و الدولة الإشتراكية فى الصين ، كانوا هم أيضا يرفعون راية الماوية إلاّ أنّ فحوى ما كانوا يدعون إليه يمضى تماما ضد الخطّ الشيوعي الثوري الذى كان يدافع عنه الماويّون و يكرّسونه من أجل إبقاء الصين على الطريق الإشتراكي و التقدّم صوب الشيوعية و إحباط محاولات الإنقلاب على الثورة فإعادة تركيز الرأسمالية . و قد ساهمت تلك الحقيقة العميقة التى لخّصها ماو تسى تونغ فى ملاحظته تلك – إلى جانب عديد المقالات و الكتب و النضالات إلخ - فى تسليح الشيوعيين الثوريين و الجماهير الشعبية بفهم أرقى لجانب من جوانب صراع الخطّين الحيوي الدائر حينها . و اليوم لا ظلّ للشكّ أنّ الصراع الذى خاضه ماو تسى تونغ فى الصين و عالميّا على رأس الحزب الشيوعي الصيني و الحركة الماركسية – اللينينية العالمية خاصة فى ستينات القرن العشرين و سبعيناته ضد التحريفية المعاصرة ، السوفياتية منها واليوغسلافية و الفرنسية و الإيطالية و الأمريكية إلخ ، بيّن لمن له عيون ليرى أنّ ماو تسى تونغ قد عمّق الحقيقة التى ألمح إليها لينين حين قال :
" لقد منيت اشتراكية ما قبل الماركسية بالهزيمة . وهي تواصل النضال ، لا فى ميدانها الخاص ، بل فى ميدان الماركسية العام ، بوصفها نزعة تحريفية ... - ان ما يجعل التحريفية أمرا محتما ، انما هي جذورها الطبقية فى المجتمع المعاصر . فإن النزعة التحريفية ظاهرة عالمية ... - ان نضال الماركسية الثورية الفكرى ضد النزعة التحريفية ، فى أواخر القرن التاسع عشر ، ليس سوى مقدمة للمعارك الثورية الكبيرة التى ستخوضها البروليتاريا السائرة الى الأمام ، نحو انتصار قضيتها التام..." ( لينين ، " الماركسية و النزعة التحريفية " ).
و تنسحب هذه الحقائق على واقع الحركة الشيوعية العربية حيث جلّ ، إن لم نقل كلّ ، الأحزاب و المنظّمات و المجموعات التى تزعم أنّها ماركسية ترفع راية الماركسية لتسقطها فهي ظاهريّا ماركسية و جوهريّا برجوازية – تحريفية إصلاحية لا غير . لذلك يصحّ ما أطلقناه على العديد منها ، فى تونس و التى تعرّضنا لها بالنقد ، من كونها أحزاب و منظّمات و مجموعات ماركسية زائفة ، متمركسة و ليست ماركسية . وقد أسقطنا ورقة التوت التى كانت تستر بها عورتها البرجوازية و ساهمنا من ثمّة فى كشف المستور و إسقاط الأقنعة ، القناع عن القناع .
وقد بلغت بنا أمواج القيام بالواجب النظري الشيوعي أن تطرّقنا للخطّ الإيديولوجي و السياسي لعدد من المجموعات الماوية ذاتها بما خوّل لنا أن نكشف للباحثين عن الحقيقة التى هي وحدها الثورية حسب مقولة شهيرة للينين ، أنّ هذه المجموعات " ترفع راية الماوية لإسقاطها " . و ها أنّ جولتنا الطويلة تنتهى بنا ، فى الوقت الحالي ، إلى تسليط الضوء على الخطّ الإيديولوجي و السياسي لفرقة متمركسة أخرى تتجلبب فى مناسبات بجلباب الماوية . فنحطّ الرحال عندها و نتوقّف لنعمل سلاح النقد فى ذلك الخطّ فنحلّل و نلخصّ من منظور بروليتاري ثوري و ماديّا جدليّا و نناقش و نحاجج علميّا بالدليل القاطع و البرهان الساطع جملة من رؤى ذلك الحزب و نصوصه و مقولاته و شعاراته و سياساته و سلوكاته و ما شابه ما سمح لنا بأن نجزم بلا أدنى تردّد ، كما يدلّ على ذلك عنوان الكتاب ، بأنّ " حزب الكادحين الوطني الديمقراطي يشوّه الماركسية" . و مثلما قال لينين الحقيقة وحدها هي الثورية بإعتبار أنّها تعكس واقعا موضوعيّا فتمكّننا من فهم الواقع و تفسيره و نسعى طاقتنا على أساس ذلك إلى تغييره من منظور الشيوعيّة و تحرير الإنسانية من كافة أنواع الإستغلال و الإضطهاد الجندري و الطبقي و القومي و بلوغ عالم آخر ، عالم شيوعي . و دون الحقائق ، و إن كانت مرّة أو مزعجة ، نظلّ ننوس فى الترّهات الميثالية الميتافيزيقية و الأفكار المشوّهة عن الواقع فلن نقدر على تغييره تغييرا شيوعيّا ثوريّا و نظلّ ندور فى دائرة مفرغة تخدم فى نهاية المطاف الطبقات السائدة و تأبّد الوضع القائم و الإستغلال و الإضطهاد بأصنافه جميعها . فى عصرنا ، عصر الإمبريالية و الثورة الإشتراكية ، النظريّة الثوريّة حقّا هي الماركسية ، هي علم الشيوعية و دون هذه النظريّة الثورية لن توجد حركة ثوريّة و قد أكّد لينين الموقف الثوري الصحيح تجاه علم الشيوعية فصرّح : " نحن لا نعتبر أبدا نظرية ماركس شيئا كاملا لا يجوز المساس به ، بل إننا مقتنعون ، على العكس، بأنها لم تفعل غير أن وضعت حجر الزاوية لهذا العلم الذي يترتب على الإشتراكيين أن يدفعوه إلى الأبعد في جميع الإتجاهات إذا شاءوا ألا يتأخّروا عن موكب الحياة ." ( لينين ، " برنامجنا " ).
و فعلا ما إنفكّ علم الشيوعية يتطوّر فشهد مراحلا ثلاث ليبلغ الماركسية – اللينينية – الماوية و الماوية اليوم إنقسمت إلى إثنين ؛ إلى بقايا الماضى و طليعة المستقبل أي من جهة ماوية مشوّهة بفعل عدم تشخيص الأخطاء علميّا و رفع هذه الأخيرة إلى مستوى مبادئ عوض تخطّيها و أحسن تجسيد لهذه الماويّة المشوّهة عالميّا اليوم هو آجيث و أشياعه و من لفّ لفّهم ( أنظروا كتابنا " آجيث نموذج الدغمائي المناهض لتطوير علم الشيوعية – ردّ على مقال " ضد الأفاكيانية " ) و من الجهة الثانية ، ماوية ثوريّة وقع من ناحية تشخيص أخطائها الثانوية و نقدها نقدا مبدئيّا و تخطّيها و من ناحية أخرى ، الدفاع عن ما هو ثوري و رئيسي فيها و تطويره و إعادة صياغة الشيوعية و إرسائها على أسس علميّة أرسخ . فصارت هذه الماوية الثورية هي شيوعية اليوم المعروفة على النطاق العالمي بالخلاصة الجديدة للشيوعية . و أعرب ماو تسى تونغ متحدّثا عن الماركسية أثناء الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى ، عن كونها سلاحا بتّارا لفهم الواقع و تغييره ثوريّا و عن لزوم تطويره و شحذه أبدا و نعتها بالمجهر و المنظار . و هذا المجهر و هذا المنظار قد تطوّرا الآن أكثر بفضل هذه الخلاصة الجديدة للشيوعية ، شيوعية اليوم . لذلك من يستوعب جيّدا هذه الخلاصة و يطبّقها أحسن تطبيق يمسى بوسعه أن يقرأ الواقع قراءة علمية و يفهمه على أفضل وجه ممكن و من ثمّة يشخّص مثل الطبيب المشاكل و يحدّد تاليا الحلول المناسبة أكثر فينير طريق الممارسة الثورية ( فى علاقة جدلية و تطوّر لولبي بين النظرية و الممارسة مفهومين بالمعنى الواسع و ليس بالمعنى الضيّق ) .
و من الأكيد أنّ تسلّحنا بالخلاصة الجديدة للشيوعية التى ننطلق منها فى مؤلّفاتنا هو الذى كان له الفضل ، فى جانب لا يستهان به ، فى تمكّننا من كشف النقاب عن تحريفية و إصلاحية الخطّ الإيديولوجي و السياسي لحزب الكادحين الوطني الديمقراطي ( و أحزاب ماركسية زائفة أخرى ) . و لئن درستم مليّا محتويات الكتاب الآتى ذكرها ، ستتوصّلون على الأرجح – و ليس لامحالة لإعتبارات نظرة الدارس أو الدارسة للعالم و مدى توخّى الموضوعية - إلى إدراك حقائق عميقة ما كنتم ربّما تصدّقونها عن هذا الحزب قبل هذه الدراسة و إلى إدراك مدى أهمّية إستيعاب الخلاصة الجديدة للشيوعية و رفع رايتها و تطبيقها و تطويرها خدمة للمساهمة فى الثورة البروليتارية العالمية و تحرير الإنسانية : (1) نقد بيانات غرة ماي 2013 فى تونس : أفق الشيوعية أم التنازل عن المبادئ الثورية ؟ مقدّمة : 1- الشيوعية هدفنا الأسمى و علم تحرير البروليتاريا و الإنسانية جمعاء : 2- الإصلاحية و خفض الآفاق و التنازل عن المبادئ الشيوعية : 3- دقّ ناقوس الخطر لدي الماويين : خاتمة :
(2) تشويه الماركسية : كتاب " تونس : الإنتفاضة و الثورة " لصاحبه فريد العليبي نموذجا 1- مقدّمتنا و صدمة مقدمته . 2- إضطرابات فى المنهج و الأفكار : + منهج يتنافى مع المادية الجدلية : أ- مصطلحات و مفاهيم برجوازية فى نهاية المطاف . ب- المثالية فى تناول المسائل . + عدم دقّة و تضارب فى الأقوال من صفحة إلى أخرى . 3- إنتفاضة و ليست ثورة : أ- تداخل فظيع فى المفاهيم . ب- أسباب الإنتفاضة . ت- أعداء الإنتفاضة . ث- مكاسب الإنتفاضة . ج- آفاق الإنتفاضة . ح- وهم تواصل الإنتفاضة و المسار الثوري . 4- عفوية الجماهير و الوعي البروليتاري : أ- الوعي الطبقي / السياسي : موجود أم غائب ؟ ب- الوعي الطبقي / السياسي و غرق الكاتب فى الإقتصادوية . ت- الوعي الطبقي مقابل العفوية . ث- النضال ضد إنتهازية " اليسار" و " اليمين الديني" . ج- فهم العصر و الوضع العالمي . 5- التعاطي الإنتهازي مع الإستشهادات: أ- بصدد إستشهاد بماركس . ب- بصدد إستشهادات بماو تسى تونغ . ت- آلان باديو؟ 6- المسكوت عنه كلّيا أو جزئيّا : أ- تغييب لينين كلّيا. ب- تغييب حرب الشعب كلّيا. ت- تغييب النضال ضد إضطهاد نصف السماء/ النساء مرحليّا . 7- الخاتمة : (3) خطّ حزب الكادحين الإيديولوجي والسياسي يشوّه علم الشيوعية مقدّمة 1- المخاتلة : المفهوم المخاتل و تطبيق المخاتلة العملي لدي حزب الكادحين : أ- المفهوم المخاتل : ب- حزب الكادحين يطبّق عمليّا المخاتلة و الإنتقائية : 1- ما هذا " الربيع العربي " ؟ 2- الإنتفاضات إنتهت أم هي مستمرّة ؟ 3- " المظاهر خدّاعة " : 2- إيديولوجيا حزب الكادحين برجوازية و ليست بروليتارية : أ- غيبة الشيوعية : ب- نظرة برجوازية للحرّية و الديمقراطية : ت- العفويّة و التذيّل إلى الجماهير : 1- تضارب فى الأفكار : 2- التذيّل للجماهير : ث- الثورة و العنف وفق النظرة البرجوازية لحزب الكادحين : 1- تلاعب بمعنى الثورة : 2- الثورة و العنف الثوري : ج- الإنتهازيّة و النظريّة : أ- الإنتهازيّة و التعامل الإنتهازي مع الإنتهازيين : ب- النظريّة و الممارسة الإنتهازية : 3- إنحرافات عن الماديّة الجدلية و التاريخية : أ- الإنقلاب فى مصر و الأمين العام لحزب الكادحين خارج الموضوع : ب- الحتميّة مناهضة للمادية الجدلية و التاريخيّة : ت- هل الفلسفة لاطبقيّة ؟ 4 - الدين والمرأة و مغالطات حزب الكادحين : أ - الدين و مغالطات حزب الكادحين : ب – تحرير المرأة : كسر كافة القيود أم تجاهل الإضطهاد و الإستغلال الجندري : الخاتمة : --------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------- 4 - الدين والمرأة و مغالطات حزب الكادحين :
تيسيرا للتناول و الشرح ، نفكّك النقطة إلى جزئين . أ - الدين و مغالطات حزب الكادحين : إعتبارا للنظرة المثاليّة الميتافيزيقيّة التى تقود هذا الأمين العام ، يشكو تعاطيه مع الدين من عدّة تعميمات مجافية للحقيقة . ومثال ذلك ما ورد فى " الربيع العربي ..." ، بالصفحة 36 و 37 تباعا ( نصّ " الدين و السياسة فى الإنتفاضة التونسية " ضمن الفصل الأوّل ) : - " إنّ ردّة الفعل الشعبيّة لا يمكنها الإلات من تأثير الدين " لأنّ " الإسلام يسود فى بلاد العرب " ( و النزعة القوميّة الشوفينيّة التى يتميّز بها الأمين العام كما رأينا تنسى أنّ ما يسميها بلاد العرب مساحة جغرافيّة تعيش في مناطق منها قوميّات غير عربيّة كالبربر و الأكراد ...) . و الواقع قد كذّب و قد يكذّب هذا التعميم الأخرق فإنتفاضة الحوض المنجمي بالجنوب التونسي سنة 2008 أفلتت من تأثير الدين مثلما أفلتت الإنتفاضة الشعبيّة فى تونس من سيدى بوزيد إلى القصرين و غيرها من المناطق و المدن على طول البلاد وعرضها إلى العاصمة من تأثير الدين فى مراحلها الأولى لظروف يطول شرحها و ليس هذا مجال تفصيلها . و عقب فقرات من ذلك التعميم المثالي الأخرق يطلق صاحب " الربيع العربي ..." تعميما مثاليّا آخر : " و غنيّ عن البيان أن الدين عبّر فى السنوات الأخيرة عن نفسه كحصن لدى الشعب ضد الإمبريالية و لكنّه إستعمل أيضا كحصن ضد الثورة و ذلك بإختلاف القوى التى سعت إلى توظيفه لحسابها " . غريب أمر هذا الأمين العام : أين شاهد الدين " كحصن لدى الشعب ضد الإمبريالية ؟ " إنّه يعرض علينا وهما قديما متداولا على أنّه حقيقة . هل كان الدين فى تونس حصنا لدى الشعب ضد الإمبرياليّة "؟ كلاّ . و بالعكس كان فى خدمة النظام الحاكم عميل الإمبريالية وفى خدمة الإسلاميين الفاشيين ، عملاء الإمبرياليّة هم أيضا . و حتى فى فلسطين ، باتت حقيقة ساطعة أن الدين إستعمل ويستعمل ليس ضد الإمبريالية فى آخر المطاف و إنّما فى خدمتها هي و خدمة كلب حراستها ، الكيان الصهيوني و الرجعية العربيّة . و الرجعيّة العربيّة غذّت نمّو الفرق الدينية و إن كانت لشق منها أحيانا مشاكل مع هذه الفرقة أو تلك فهي مشاكل ضمن الرجعية لا غير و الإمبريالية و الصهيونيّة قد شجّعا إنشاء و رعاية الفرق الدينية لأغراض شتّى حتى فى قلب الوحش الإمبريالي الأمريكي ذاته حيث إشتدّ عود الفاشيين المسيحيين بتمويل و دعم من مثلا بوش الأب و بوش الإبن . و تدعيما لتعميمه المثالي هذا ، يحيلنا الكاتب على الهامش 33 أسفل الصفحة 37 أين يقول حليم بركات : " قد يستخدم الدين من قبل الأنظمة السائدة فى تثبيت شرعيتها و هيمنتها أو من قبل القوى المعارضة للتحريض و إثارة السخط ضد النظام القائم ، أو من قبل الطبقات و الجماعات العاجزة المحرومة البائسة بحيث تستمدّ منه العزاء و المصالحة مع أوضاعها التى تحيلها إلى كائنات ضعيفة معرّضة للإضطهاد و القمع " المجتمع العربي فى القرن العشرين ، بيروت ، مركز دراسات الوحدة العربية ، الطبعة الأولى 2000 ، ص 424. و جليّ لمن له عيون ليرى أنّ صيغة حليم بركات هذه تخرج من بوتقة الصراع الطبقي السياسي منه والإيديولوجي البروليتاريا و إيديولوجيتها الشيوعية و إن لم تكن حاضرة بقوّة هائلة أو كان حضورها خافتا و نسرع إلى الشرح فنقول صحيح أنّ الطبقات الرجعيّة و الإمبريالية ( والإسلاميين الفاشيين و الليبراليين و الديمقراطيين...) يستخدمون الدين لأغراضهم الخاصّة لكن البروليتاريا ليس بوسعها إستخدام الدين لتحرير نفسها و تحرير الإنسانيّة جمعاء من كافة أنواع الإضطهاد و الإستغلال الجندري والطبقي و القومي تحريرا دون آلهة كما ورد فى كتاب بوب أفاكيان ، رئيس الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتحدة الأمريكي" لنتخلّص من كافة الآلهة ! تحرير العقل و تغيير العالم راديكاليّا "،2008. فالدين كأفيون للشعوب و نظرة للعالم " إيديولوجيا و أداة بيد الطبقات المستغِلّة " ( عنوان مقال قيّم جدّا " الإسلام إيديولوجيا و أداة بيد الطبقات المستغِلّة " لنسرين جزايرى صدر فى مجلّة " عالم نربحه " ، مجلّة الحركة الأممية الثورية التى توقفت عن الصدور بعد عددها 32 لسنة 2006 جرّاء إختلافات عميقة صلب الحركة إيّاها و صراع الخطّين المفتوح عالميّا و إنقسام الماوية إلى إثنين ...؛ ترجم شادي الشماوي المقال و نشره على الأنترنت بموقع الحوار المتمدّن ) و حاجز أمام إقتحام الإنسانيّة السماء و فى طريق المستقبل ، فى طريق تحرير الإنسانية جمعاء من كافة أنواع الإضطهاد الجندري و الطبقي و القومي . و فى حركة ما عدنا نستغربها من كاتب " الربيع العربي ..." أقدم على جعل الدين محايدا فى جوهره بينما هو فى الأصل و الحقيقة " إيديولوجيا و أداة بيد الطبقات المستغِلّة " فخطّ فى الصفحة 12 : " لقد تمّ تحويل الدين ذاته إلى مشكلة سياسيّة و سلاح إيديولوجي فى معركة فتحت أبوابها على مصراعيها فجأة حول من تكون له الهيمنة على السلطة و الدولة ..." لأجل القيام بالثورة البروليتارية العالميّة و تحرير الإنسانيّة لا بدّ من تحرير عقول قسط كبير من الناس فى البداية قبل بلوغ تحرير عقول الأغلبية و المضيّ قدما صوب الشيوعية ، تحريرها من الخرافات و الأوهام ، لا بدّ من إستيعاب مجموعات كبيرة من الجماهير للنظرة الشيوعية للعالم و تطبيق علم الثورة البروليتارية العالمية لتغيير العالم تغييرا جذريّا بإتجاه الشيوعية كهدف أسمى ، و واهمون غاية الوهم أولئك الذين يعتقدون فى إمكانيّة بناء الإشتراكيّة و السير صوب الشيوعية و الحفاظ على ذات النهج البروليتاري بجماهير شعبيّة أو غالبيّة جماهير شعبية لم تتحرّر عقولها من الخرافات الدينيّة . إنّ إنحراف الأمين العام هذا عن الفهم الماركسي – اللينيني – الماوي الصحيح لطبيعة الدين و دوره فى الصراع الطبقي و علاقته بالثورة البروليتارية العالمية و الشيوعية ، تعبير من تعبيرات نزعة قوميّة إسلامويّة عانت منها الحركة الماويّة فى تونس و قوامها أنّه يمكن للدين الإسلامي أن ينهض بدور تقدّمي و وطني تحرّري . و قد خضنا فى الموضوع فى عدّة مناسبات سابقة و بشكل مركّز بيّنّا بالدليل القاطع و البرهان الساطع إنطلاقا من الواقع الملموس خطل هذه النظرة التحريفيّة فى مقال " إسلاميّون فاشيّون، للنساء و الشعب أعداء ، و للإمبريالية عملاء " و فصّلنا كيف أنّ هذا التحريف للماويّة مصدره رؤية قوميّة ضيّقة تناهض الأممية و تخفق فى فهم أنّ فى عصرالإمبريالية والثورة الإشتراكية ، لم يعد للدين أي دور تقدّمي فهو نعيدها إيديولوجيا و أداة فى يد الطبقات المستغِلّة . و ذات النظرة القوميّة الضيّقة التى تكشّفت أيضا فى عنوان مقال فى "طريق الثورة "- أكتوبر 2012 : " الإمبريالية لا تريد للعرب الديمقراطية و تريد الإستعمار لنهب الثروة " ( لاحظتم بلا أدنى ظلّ للشكّ " العرب " بصيغة خطاب قوميّ لا يميّز بين الطبقات الرجعية عميلة الإمبريالية و الطبقات الشعبية التى تتضارب مصالحها الجوهرية مع الإمبريالية و الرجعية ) ، دفعت الأمين العام هذا إلى أن يردّ ما أسماه بإنتشار الإسلام السياسي أو " تنامي الجماعات الدينيّة فى الوطن العربي " إلى عاملين هما " اللحظة الإيرانية " و " لحظة أخرى لا تقلّ أهمّية ...هزيمة 1967 و قبول عبد الناصر بمشروع رودجيرس " فيهدر بمثالية لا يحسد عليها الإطار العالمي الذى ولّد اللحظتين و من أهمّ عناصره ما يسمّى بالحرب الباردة بين الكتلة الإمبريالية والرجعية برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية و الكتلة الإمبريالية و الرجعيّة الأخرى التى تترأسها الإمبريالية الإشتراكية ( إشتراكيّة قولا و إمبريالية فعلا ) السوفياتية و خسارة البروليتاريا العالمية لحصن الصين الماويّة التى أعادت التحريفية فى السلطة – البرجوازية الجديدة تركيز الرأسمالية فيها عقب إنقلاب 1976 الذى حوّل الحزب و الدولة البروليتاريين إلى حزب و دولة برجوازيين . فى عصر الإمبريالية و الثورة الإشتراكية ، لا يزال الأمين العام لحزب الكادحين و أمثاله من الماركسيين المزيّفين يحلّلون القضايا من زوايا نظر غير وجيهة ، زوايا نظر ضيّقة قوميّة أو حتى جهويّة (مثلما سجّلنا فى بحث " تشويه الماركسية..." ) و يتجاهلون عن وعي أو عن غير وعي أنّ العالم أرحب و التأثير فى النطاق العالمي و التأثّر به كبير و كبير جدّا سيما و أنّ المستعمرات و أشباه المستعمرات والمستعمرات الجديدة تقع تحت كلاكل الإمبريالية العالمية. إنّهم يركّزون على الخاص و لا يرون العام . بمثاليّة ميتافيزيقيّة يخرجون من مجال رؤيتهم الضيّقة العلاقة الجدلية بين الخاص و العام أو التناقض الخاص / العام و لا يعالجونه أصلا . و على عكس هؤلاء و أشباههم و أشياعهم من المتمركسين الذين يشوّهون الشيوعية أيما تشويه مقدّمين أجلّ الخدمات للإمبريالية و الرجعية و غيرهم من الدغمائيين ، إنبرى بوب أفاكيان ليتصدّى بإقتدار لمهمّة تحليل و تلخيص تنامي الأصولية الدينية عبر العالم قاطبة و السياسة الشيوعية الصحيحة تجاهها فى الظروف العالمية الجديدة فى كتابه " " لنتخلّص من كافة الآلهة ! تحرير العقل و تغيير العالم راديكاليّا ". و فى نصّ " لماذا تنمو الأصولية الدينية فى عالم اليوم ؟ " عالج هذا التنامي بمنهج مادي جدلي على ضوء التناقض الأساسي للنظام الرأسمالي الإمبريالي العالمي وتفحّص بدقّة مجمل العوامل و الدوافع و تدخلاتها ، العالمية منها و المحلّية . و مثلما تمّ تغييب الشيوعية و دكتاتوريّة البروليتاريا و طريق الثورة و العنف الثوري الجماهيري المنظّم و ما إلى ذلك من مبادئ شيوعية ، تمّ تغييب الأممية البروليتارية تغييبا تاما رغم رفع شعار " يا عمّال العالم و شعوبه و أممه المضطهدة إتحدوا " فى مناسبات غرّة ماي أساسا . فلا ربط بين الثورة الديمقراطية الجديدة / الوطنية الديمقراطية و الثورة الإشتراكية فى البلدان الرأسمالية - الإمبريالية بإعتبارهما تياري الثورة البروليتارية العالمية بقيادة البروليتاريا و الإيديولوجيا الشيوعية و هدفهما الأسمى الشيوعية على الصعيد العالمي ، و لا ذكر حتى لمفردة الأمميّة البروليتارية . قارنوا موقف حزب الكادحين و الكثير من الماركسيين المزيفين من جهة و الموقف اللينيني بصدد الواجب الأممي للشيوعيين من جهة ثانية ، هذا الموقف اللينيني الشيوعي الثوري حقيقة هو الموقف الذى أعاد بوب أفاكيان التشديد عليه و بقوّة و عمّقه و طوّره فى سياق الخلاصة الجديدة للشيوعية عامة و الصراع ضد النزعات القوميّة و النظرة البرجوازيّة للعالم خاصة . و لأنّ المجال لا يسمح بالتوسّع كثيرا فى المسألة ، حسبنا هنا التذكير بفقرتين للينين فقد جاء فى كتابه " الثورة البروليتارية و المرتدّ كاوتسكي " ( دار التقدّم ، موسكو ، الصفحة 68-69 ) : " أمّا الإشتراكي ، البروليتاري الثوري ، الأممي ، فإنّه يحاكم على نحو آخر : ... فليس من وجهة نظر بلاد"ي" يتعين علي أن أحاكم ( إذ أنّ هذه المحاكمة تغدو أشبه بمحاكمة رجل بليد و حقير ، محاكمة قومي تافه ضيق الأفق ، لا يدرك أنّه لعبة فى أيدى البرجوازية الإمبريالية ) ، بل من وجهة نظر إشتراكي أنا فى تحضير الثورة البروليتارية العالمية ، فى الدعاية لها ، فى تقريبها. هذه هي الروح الأممية ، هذا هو الواجب الأممي ، واجب العامل الثوري ، واجب الإشتراكي [ إقرأوا الشيوعي ] الحقيقي ."
و صاغ لينين فى " مسودّة أوّلية لموضوعات فى المسألة القومية و مسألة المستعمرات " :
" إن الأممية البروليتارية تتطلّب ، أوّلا ، إخضاع مصالح النضال البروليتاري فى بلد من البلدان لمصالح هذا النضال فى النطاق العالمي ، ثانيا ، كفاءة و إستعداد الأمّة المنتصرة على البرجوازية للإقدام على تحمّل التضحيات الوطنية الكبرى من أجل إسقاط رأس المال العالمي" . ب – تحرير المرأة : كسر كافة القيود أم تجاهل الإضطهاد و الإستغلال الجندري : بادئ ذى بدء ، نلقى نظرة على مغالطة / مخاتلة إعتمدها كاتب " الربيع العربي ..." ليستهجن نضال الجمعيّات النسائيّة عامة و ليس نضال جمعيّة بعينها . يروى لنا فى نصّ " المرأة و الثورة " ( تحديدا بالصفحة 64 من الكتاب ) أنّه قد حضر " قبل مدّة ندوة نظّمتها جمعية نسويّة تونسية فإسترعي إنتباهي تركيز إحدى ناشطاتها على رفض " هيمنة الرجال و هيمنة الأحزاب " ، و هذا الخطاب يتجاهل أن معركة الكادحين نساء و رجالا واحدة ، و انّ تحرّر المرأة جزء من تحرّر المجتمع ، فضلا عن أنّ تلك المعركة تحتاج أدوات مثل الحزب الثوري ، و أنّ الجمعيّة النسويّة لا يمكن بأي حال أن تكون بديلا عنه " . و لسائل أن يسأل أين تكمن المغالطة هنا ؟ يتحدّث صاحب " الربيع العربي ..." عن جمعيّة أوّلا لا يعيّن توجّهها السائد بمعنى هل انّها برجوازيّة إصلاحية أم هي بروليتارية ثوريّة و يكتفى بنعتها بأنّها جمعيّة نسويّة . هذا جانب من عمليّة المخاتلة يطمس المظهر المحدّد لطبيعة الشيء و الجانب الآخر هو " الجمعيّة النسويّة لا يمكن بأي حال أن تكون بديلا ..." عن " الحزب الثوري " . من من الماركسيين يطرح هكذا طرح : جمعيّة بديلا عن الحزب الثوري ؟ لا يمكن أن يصدر هذا إلاّ عن أناس أفكارهم لا تمتّ بصلة للماركسية و بالتالي من غير السليم تعميم الكلام :" جمعية "! أمّا النسويّة البروليتارية الثوريّة فهي تعتبر نشاطها رافدا من روافد الثورة البروليتارية العالمية و تنظيم من تنظيماتها يقودها مباشرة أو بشكل ما حزب شيوعي بروليتاري ثوري على أن تتمتّع النسويّة البروليتارية الثورية المنظّمة فى جمعيّة أو حركة أو ما شابه من إطار ذو طابع جبهوي لا ينتمى إليه أعضاء حزب معيّن فحسب بنوع من الإستقلاليّة . و الجانب الثالث لهذه المغالطة المخاتلة هو " هيمنة الرجال " و قد إستغلّه الأمين العام لحزب الكادحين لينكر ضرورة النضال و من الآن و خلال كامل السيرورة المفضية إلى الشيوعية عالميّا ضد النظام الأبوى - الذكوري أينما و متى و كيفما تمظهر بما فى ذلك صلب الحزب الشيوعي الثوري ذاته . النظام الذكوري نظام إستغلالي و إضطهادي لذلك هو مرفوض شيوعيّا ، سواء كان المجتمع مستعمرا أو شبه مستعمر أو رأسماليا- إمبرياليا و " هيمنة الرجال " إن كانت تساوى أو تعنى هيمنة النظام الذكوري و المفاهيم و التصرّفات و السلوكات الذكوريّة مرفوضة أيضا ، و كذلك هي مرفوضة شيوعيّا " هيمنة النساء " إن كرّست النظام الذكوري أو حتى نظام تهيمن فيه النساء و يكون إستغلاليّا و إضطهاديّا . إستغلال الإنسان للإنسان لا تقبل به الشيوعية . و " معركة الكادحين نساء و رجالا واحدة " مقولة قد تبدو للوهلة الأولى صحيحة غير أنّ تفحّصها و تحليل المقصود بالكادحين ، طبقات و فئات إلخ سيبيّن التناقضات صلب الكادحين أنفسهم . و الشيوعيات و الشيوعيون لزاما عليهم النضال ضد أي شكل من أشكال إخضاع النساء و إستغلالهنّ و إضطهادهنّ حتى إن كان المضطهِدون من الكادحين . الكادحة التى يضطهدها الزوج أو الأب أو الإبن ... الكادح تتوحّد معه ضد الطبقات الرجعيّة و الإمبريالية فى جانب من معاركها و لكنّها تصارعه و تقاتل الإضطهاد و الإستغلال الذكوري مهما كان مأتاه . و هذا الكلام ينسحب أيضا على صفوف الأحزاب الشيوعية عينها حيث يتحد الرفاق و الرفيقات ضد الأعداء الرئيسيين دون أن يغفلوا أبدا النضال ضد النظام الذكوري و تأثيراته حتى فى صفوف حزب شيوعي يكون فى مظهره الرئيسي المحدّد ثوريّا. و لا ننسى أن التناقضات فى صفوف الشعب قد تتحوّل إلى نقيضها وتصبح تناقضات مع الأعداء إذا لم تقع معالجتها معالجة صحيحة من منظور شيوعي ثوري . و عليه شاهدنا أحزابا ماوية توبّخ و/ أو تطرد من صفوفها " رجالا " إعتدوا بشكل أو آخر على أو إستغلّوا أو إضطهدوا بشكل أو آخر رفيقات أو نساء بوجه عام . و هذه الحقائق و السياسات المبدئيّة هي ما يريد الأمين العام لحرب الكادحين إهالة التراب عليه . و جدير بالذكر أنّ للأحزاب الماويّة التى بلغت حدّا معيّنا من التطوّر منظمات نسويّة بروليتارية ثورية تشرف عليها أساسا رفيقات و تستعين برفاق عند الحاجة و تطبّق بإستقلاليّة نسبيّة برامجا و نشاطات و تقود نضالات تصبّ فى آخر المطاف فى نهر الثورة الهادر و الغاية الأسمى هي الشيوعية على الصعيد العالمي . و تفيدنا دراسة تجربة حرب الشعب الماوية فى النيبال طوال عقد من الزمن ، من 1996 إلى 2005 ، بأنّ الحزب الشيوعي النيبالي ( الماوي ) لمّا كان يقوده خطّ شيوعي ثوري حقّا ، طوّر قسما خاصا بالمرأة فى لجنته المركزيّة سعى إلى منحه صلوحيّات خاصّة و نوع من الإستقلاليّة فى تدبّر المشاكل الخصوصيّة و معالجتها و النضال ضد النظام الذكوري مهما كانت تمظهراته . و قد صاغت برفاتي عندها ( قبل تحوّلها هي و بابوران باتاراي زوجها إلى جانب براشندا إلى قيادية للخطّ التحريفي الذى ساد منذ 2005 و خرّب الحزب و حرب الشعب هناك ) مقالات عن مشاركة المرأة فى الثورة و مقاومة النظام الذكوري و تأثيراته حتى صلب جيش التحرير الشعبي الذى كان تحت قيادة الحزب الشيوعي النيبالي ( الماوي ) ، مقالات من الأهمّية بمكان يتعيّن على الشيوعيّات و الشيوعيين دراستها و الإستفادة منها هي وكامل كتاب شادي الشماوي " تحرير النساء من منظور علم الثورة البروليتارية العالمية : الماركسية – اللينينية – الماوية " وهو متوفر على الأنترنت بمكتبة الحوار المتمدن . وفى نشريّة " طريق الثورة " عدد 18 ، أفرد حزب الكادحين نصّا لقضيّة تحرير المرأة عنونه " مصدر إضطهاد المرأة و سبيل تحريرها " (أتى على الأرجح ردّا غير مباشرعلى مقالات ماويّة ثوريّة نشرت فى مارس 2014 ) خاتل فيه مرّة أخرى ليتجنّب ضرورة النضال ضد النظام الذكوري و تمظهراته حتى فى صفوف الكادحين و أحزابهم و جمعيّاتهم فكتب : " تعانى المرأة فى ظلّ هذه المجتمعات الطبقيّة من إضطهاد مزدوج . الإضطهاد الأوّل تشترك فيه مع الرجل ، فالنساء تتعرّض لما يتعرّض له الرجال من إستغلال و إستعباد من قبل الطبقات السائدة فى الحقول و فى المصانع و فى الوظائف ... بل إنّهن يعانين من إستغلال أكبر مقارنة بالرجال نظرا للنظرة الدونيّة التى ألحقت بهنّ . أمّا الشكل الثاني من الإضطهاد فهو يرتبط بالإضطهاد الجندري الذى يمارسه الرجل ضدّها ." فى الواقع فى البلدان المستعمرة و شبه المستعمرة و المستعمرات الجديدة تعاني نساء الطبقات الشعبية من إستغلال و إضطهاد يكتسى أبعادا ثلاثة ذكرت منها نشرية " طريق الثورة " إثنين و تناست الثالث وهو الإستغلال و الإضطهاد القومي لكن هذا قليل الأهمّية فى موضوع الحال نسبة لمسكنا هنا بهذا الحزب وهو يذكر " الإضطهاد الجندري الذى يمارسه الرجل ضدّها " بيد أنّه لا يعالجه أبدا كتناقض يشقّ المجتمعات الطبقية ذات النظام الذكوري من جهة و كتناقض صلب الشعب من جهة أخرى . و يكتفى بذكره ليعلم القارئ أنّه يعرفه ثمّ يقوم بحركة مراوغة و يخاتل فيركّز النظر على " التحرّر الوطني و الطبقي " فقط و يسقط التحرّر من الإستغلال و الإضطهاد الجندريين . إنّ حزب الكادحين و أمينه العام يتماديان فى إقتراف إنحراف تأجيل النضال ضد الإستغلال و الإضطهاد الجندري إلى مستقبل غير معلوم . و هذا التأجيل فى خوض هذا النضال الذى دونه لن تطلق الطاقات الجبّارة للنساء ، لنصف السماء ، و لن تتحقّق الشيوعية ، إنحراف قديم منبعه نظرة برجوازية للعالم . فحركة التحرّر الوطني الفلسطينية ، يمينها و وسطها و " يسارها " قد إرتكبت هذا الخطأ ممّا أبقى النظام الذكوري قويّا و بلا تحدّى و جعل المرأة عموما و غالبا تنهض بأدوار ثانويّة جدّا ( و طبعا لسنا فى حاجة هنا لمن يذكّرنا ببعض الوجوه النسويّة البارزة التى قامت بعمليّات بطولية أو نهضت بأدوار هامة و تولّت مسؤوليّات كبرى لأنّنا نتحدّث عن غالبيّة نساء الجماهير الشعبية ، عن القاعدة لا عن الإستثناء). و وجدت القوى الرجعية و الإسلامية الفاشيّة الأرضيّة خصبة لتعميق الإستغلال و الإضطهاد الجندري للنساء و لمحاولة تأبيده فبلغ الأمر بحزب الله اللبناني أن أبعد النساء اللبنانيّات من جبهة القتال المسلح و كبّل عامة الكثير منهنّ بالشؤون المنزليّة . و قد ناضل عدد كبير من الجزائريّات و إجترحن البطولات أحيانا و كان مآل المرأة الجزائيّة على وجه العموم فى دولة الإستعمار الجديد مجدّدا الدونيّة و التهميش و الإخضاع و " ربع رجل " إعتبارا لتشريع و ممارسة زواج الرجل بأربع نساء فى آن واحد ! تلك أمثلة من الواقع و من التاريخ عن نتيجة النظرة البرجوازية للعالم و الإلتزام بقضيّة تحرير المرأة قولا و مواصلة إضطهادها و إستغلالها فعلا أمّا النظرة الشيوعية للعالم فتتلخّص فى كسر القيود جميعها و بإختصار شديد فى ، أوّلا ، شعار رفعته الحركة الأممية الثورية و لا زالت ترفعه أساسا الأحزاب و المنظّمات المناصرة للخلاصة الجديدة للشيوعية " لنكسر القيود و نطلق العنان لغضب النساء كقوّة جبّارة من أجل الثورة " / و ثانيا ، عنوان مقال للحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسي – اللينيني – الماوي ) : " الإعداد للثورة الشيوعية مستحيل دون النضال ضد إضطهاد المرأة ! و تحرير المرأة مستحيل دون بلوغ المجتمع الشيوعي ! " و قد كثّف بوب أفاكيان ، رئيس الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتحدة الأمريكية ، الحاجة إلى النضال ضد كافة أشكال الإضطهاد و الإستغلال بلا إستثناء فى مقولة شهيرة ترجمها و نشرها شادي الشماوي بمناسبة 8 مارس 2014 ألا وهي : " ليس بوسعكم كسر جميع السلاسل مستثنين واحدة . ليس بوسعكم التحرّر من الإستغلال و الإضطهاد و أنتم تريدون الحفاظ على إستغلال الرجال للنساء . ليس بوسعكم قول إنّكم ترغبون فى تحرير الإنسانية و مع ذلك تحافظون على نصف البشر عبيدا للنصف الآخر . إنّ إضطهاد النساء مرتبط تمام الإرتباط بتقسيم المجتمع إلى سادة و عبيد ، إلى مستغِلِّين و مستغَلّين و من غير الممكن القضاء على كافة الظروف المماثلة دون التحرير التام للنساء . لهذا كلّه للنساء دور عظيم الأهمّية تنهض به ليس فى القيام بالثورة و حسب بل كذلك فى ضمان أن توجد ثورة شاملة . يمكن و يجب إطلاق العنان لغضب النساء إطلاقا تامّا كقوّة جبّارة من أجل الثورة البروليتارية . ( بوب أفاكيان ، جريدة " الثورة " عدد 84 ، 8 أفريل 2007. ) و قد بان لنا جليّا تحريف حزب الكادحين لرؤية علم الثورة البروليتارية العالمية لقضيّة تحرير النساء و الإنسانيّة جمعاء ، نقف برهة عند زاوية أخرى من المسألة التى نعالج و المتصلة بمتى تتحرّر المرأة قولا و فعلا وبغيبة أخرى للشيوعية و الخلط بينها و بين الإشتراكية . فى نهاية " مصدر إضطهاد المرأة و سبيل تحريرها " ، تعثرون على ما يلى : " و ما دامت هذه المجتمعات الطبقيّة القائمة على الإستغلال و الإضطهاد ، فإنّ معاناة المرأة ستتواصل ، و لن تُمحى هذه المعاناة إلاّ ببلوغ المرحلة الإشتراكية و القضاء على مختلف أشكال الإضطهاد القومي و الطبقي و الجنسي ." لعلّكم عاينتم مثلنا إستخدام مصطلح " حرّية " مجدّدا بدلا من تحريرالمرأة لكن هذا لا يكتسي الأهمّية و الدلالة التى يكتسيها الخلط بين الإشتراكية و الشيوعية حيث يروّج كاتب النصّ المثالي ل " لن تمحى هذه المعاناة إلاّ ببلوغ المرحلة الإشتراكية فالقضاء على مختلف أشكال الإضطهاد القومي و الطبقي و الجنسي ". و يذهب هذا القول ضد واقع أنّ الإشتراكية ذاتها مجتمع إنتقالي طبقي " لا يزال ، من جميع النواحي ، الإقتصادية و الأخلاقية و الفكرية ، يحمل طابع المجتمع القديم الذى خرج من أحشائه و إن صارت البروليتاريا مهيمنة فيه . لقد أعرب ماركس منذ أكثر من قرن الآن عن أنّ : 1- " ... بين المجتمع الرأسمالي و المجتمع الشيوعي تقع مرحلة تحوّل الرأسمالي تحوّلا ثوريّا إلى المجتمع الشيوعي و تناسبها مرحلة إنتقال سياسية أيضا ، لا يمكن أن تكون الدولة فيها سوى الديكتاتورية الثورية للبروليتاريا ..." ( " نقد برنامج غوتا " و ذكره أيضا لينين فى " الدولة و الثورة " ، الصفحة 92 ) . 2- " إنّ ما نواجه هنا ليس مجتمعا شيوعيّا تطور على أسسه الخاصّة ، بل مجتمع يخرج لتوه من المجتمع الرأسمالي بالذات ؛ مجتمع لا يزال ، من جميع النواحي ، الإقتصادية و الأخلاقية و الفكرية ، يحمل طابع المجتمع القديم الذى خرج من أحشائه ". ( ذكره لينين فى " الدولة و الثورة " ، الصفحة 98 ). كما يذهب ذلك القول التحريفي المضمون ضد الفهم الذى طوّره ماو تسى تونغ للإشتراكية و نظريّة و ممارسة مواصلة الثورة فى ظلّ دكتاتورية البروليتاريا وهي أهمّ مساهماته الخالدة فى علم الشيوعية . ( أنظروا " بيان الحركة الأممية الثورية " لسنة 1984 ترجمة شادي الشماوي ، ضمن كتابه " علم الثورة البروليتارية العالمية : الماركسية – اللينينية – الماوية " بمكتبة الحوار المتمدّن ). و من هنا يتضح أكثر أنّ حزب الكادحين لم يستوعب الماركسية و لم يستوعب الماويّة و ليس له منهما سوى قشور عبارات متناثرة يتقنّع بها على أنّه ماوي و الماويّة منه براء و يتقدّم عمليّا بخطّ تحريفي برجوازي لا غير . الإشتراكية ( نمط إنتاج و دكتاتورية البروليتاريا و مرحلة إنتقاليّة طويلة من الرأسمالية إلى الشيوعية ) مجتمع طبقي لا يمّحى فيه كلّيا لا الإضطهاد القومي و لا الطبقي و لا الجنسي و إنّما تسعى فيه الدولة و الحزب البروليتاريين و الجماهير الشعبية بقيادة الشيوعيين حقيقة إلى المضيّ قدما على الطريق الإشتراكي نحو الشيوعية فى حين تحاول قوى الرجعية – مستفيدة من بقاء الحقّ البرجوازي و " طابع المجتمع القديم " و بصفة مباشرة أو غير مباشرة من قوّة الإمبريالية و الرجعية فى العالم – فرض سلوك الطريق الرأسمالي و قلب المسار و إعادة تركيز الرأسمالية . ببلوغ الشيوعية عالميّا يتمّ القضاء نهائيّا على الإضطهاد و الإستغلال القومي و الطبقي و الجندري و سوى ذلك يندرج ضمن الأوهام و المغالطات و المخاتلة و التحريفية و الماركسية المزيّفة . لذلك نعيد عليكم : " الإعداد للثورة الشيوعية مستحيل دون النضال ضد إضطهاد المرأة ! و تحرير المرأة مستحيل دون بلوغ المجتمع الشيوعي ! " ================================================== الخاتمة : على ضوء ما حلّلنا و لخّصنا من تنظيرات حزب الكادحين و ممارساته ، بوسعنا الآن أن نجزم دون أدنى ظلّ للشكّ بأنّ هذا الحزب يحرّف الماركسية - اللينينية - الماوية و يشوّه التشويه كلّه علم الشيوعيّة. خطّه الإيديولوجي و السياسي برجوازي و ليس بروليتاري و منهجه يتميّز بالمثاليّة الميتافيزيقية ما ادّى ويؤدّى إلى أخطاء فادحة و ضارّة غاية الضرر فى قراءة الواقع الموضوعي و الذاتي . و فى ما يتّصل بمسالتين حيويّتين بالنسبة للثورة البروليتارية العالمية فى الظروف الراهنة و إستراتيجيّا ، مسألة الدين و تحرير المرأة ، ألفيناه يسلك نهجا إنتهازيّا يمينيّا و يكرّر أخطاء طالما عانت منها الحركة الشيوعية فى تونس و عربيّا و حتى عالميّا . و كاد قلمنا يسبقنا ليخطّ بإختصار إنّ حزب الكادحين حزب المخاتلين لكنّنا وضعنا حدّا لهذا التعميم الذى لا يعكس واقع ذلك الحزب كوحدة أضداد لنقول عوضا عن ذلك و بلغة أدقّ و أكثر علميّة و مادية جدليّة إنّ الخطّ الإيديولوجي و السياسي المهيمن والمسيطر أي المظهر الرئيسي الذى يعيّن طبيعة هذا الحزب ، مخاتل و تحريفي و فى نهاية المطاف برجوازي و صنّاع هذا الخطّ و الذين أدركوا إنتهازيّته اليمينيّة رئيسيّا و اليسراوية ثانويّا و تركوا أنفسهم يخدعون و خدعوا غيرهم به لا يرجى منهم خيرا و على الأرجح لن يصلحوا الأخطاء فى حقّ علم الشيوعية و الجماهير الشعبية بل سيتمادون فيها و فى النهج الذى إختاروه عن وعي ؛ أمّا الذين ( داخل صفوف الحزب و خارجه ) تمّ التغرير بهم و تضليلهم و خداعهم و إستوعبوا الآن مدى خطورة المستنقع البرجوازي الذى يقود إليه الخطّ السائد صلب تلك المجموعة و هو خطّ ايديولوجي و سياسي خاطئ ، فعليهم أن يتصرّفوا كشيوعيين و شيوعيّات حقّا و فعلا و يقوموا باللازم شيوعيّا ، و إلاّ سيظلّون بقبولهم بهذا الخطّ التحريفي و السكوت عليه أو الدفاع عنه يقدّمون أجلّ الخدمات لأعداء الشيوعية الحقيقية ، الشيوعية الماوية الثوريّة و الثورة البروليتارية العالمية بتيّاريها . و من أوكد واجيات المناضلين و المناضلات الذين يتطلّعون نحو الهدف الأسمى الشيوعي و يبذلون طاقتهم بطرق شتّى من أجل تحقيقه فى الواقع أن يستخلصوا الدروس و العبر و يصارعوا بكلّ ما أوتوا من جهد فى سبيل خطّ إيديولوجي و سياسي صحيح ، فى سبيل نظريّة ثوريّة حقيقية دونها لن توجد حركة ثوريّة حقيقيّة تهدف إلى إنجاز تغيير ثوري و جذري عالميّا ، إلى القيام بالثورة و تحرير الإنسانيّة من كافة ألوان الإضطهاد و الإستغلال الجندري و الطبقي والقومي . و راهنا يترتّب على الشيوعين و الشيوعيّات ، على الجبهة النظرية ، أن يدرسوا و يستوعبوا و يطوّروا ماركسية - لينينية - ماوية اليوم أي الفهم الأكثر رسوخا علميّا و الأكثر تقدّما عالميّا فى الوقت الحاضر ألا وهو الخلاصة الجديدة للشيوعية التى عرّفها بوب أفاكيان بإقتضاب قائلا " القيام بالثورة و تحرير الإنسانية " ( الجزء الأوّل ) : " تعنى الخلاصة الجديدة إعادة تشكيل و إعادة تركيب الجوانب الإيجابية لتجربة الحركة الشيوعية و المجتمع الإشتراكي إلى الآن ، بينما يتمّ التعلّم من الجوانب السلبية لهذه التجربة بابعادها الفلسفية والإيديولوجية و كذلك السياسية ، لأجل التوصّل إلى توجه و منهج و مقاربة علميين متجذّرين بصورة أعمق و أصلب فى علاقة ليس فقط بالقيام بالثورة و إفتكاك السلطة لكن ثمّ ، نعم ، تلبية الحاجيات المادية للمجتمع و حاجيات جماهير الشعب ، بطريقة متزايدة الإتساع ، فى المجتمع الإشتراكي – متجاوزة ندب الماضى ومواصلة بعمق التغيير الثوري للمجتمع ، بينما فى نفس الوقت ندعم بنشاط النضال الثوري عبر العالم و نعمل على أساس الإقرار بأن المجال العالمي و النضال العالمي هما الأكثر جوهرية و أهمّية ، بالمعنى العام – معا مع فتح نوعي لمزيد المجال للتعبير عن الحاجيات الفكرية و الثقافية للناس ، مفهوما بصورة واسعة ، و مخوّلين سيرورة أكثر تنوّعا و غنى للإكتشاف و التجريب فى مجالات العلم و الفنّ و الثقافة و الحياة الفكرية بصفة عامة ، مع مدى متزايد لنزاع مختلف الأفكار و المدارس الفكرية و المبادرة و الخلق الفرديين و حماية الحقوق الفردية ، بما فى ذلك مجال للأفراد ليتفاعلوا فى " مجتمع مدني " مستقلّ عن الدولة – كلّ هذا ضمن إطار شامل من التعاون و الجماعية و فى نفس الوقت الذى تكون فيه سلطة الدولة ممسوكة و متطوّرة أكثر كسلطة دولة ثورية تخدم مصالح الثورة البروليتارية ، فى بلد معيّن وعالميا و الدولة عنصر محوري ، فى الإقتصاد و فى التوجّه العام للمجتمع ، بينما الدولة ذاتها يتمّ بإستمرار تغييرها إلى شيئ مغاير راديكاليا عن الدول السابقة ، كجزء حيوي من التقدّم نحو القضاء النهائي على الدولة ببلوغ الشيوعية على النطاق العالمي . " و على من يرنو إلى التعمّق فى علم الشيوعية كما طوّرته الخلاصة الجديدة للشيوعية أن يدرس كتابينا السابقين ( " صراع خطّين عالمي حول الخلاصة الجديدة للشيوعية : هجوم محمّد علي الماوي اللامبدئي و ردود ناظم الماوي نموذجا عربيّا " و " آجيث نموذج الدغمائي المناهض لتطوير علم الشيوعية " ، و طبعا كتب شادي الشماوي التى تتضمّن نصوصا كثيرة لمعارضي هذه الخلاصة و أنصارها ، ومنها " المعرفة الأساسيّة لخطّ الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتحدة الأمريكية " و " الماويّة تنقسم إلى إثنين " و" مقال " ضد الأفاكيانية و الردود عليه " ، إضافة إلى مقالات أخرى . و هذه الكتب و المقالات متوفّرة باللغة العربية على الأنترنت بموقع الحوار المتمدّن و بمكتبته . وختاما ندعو الرفيقات و الرفاق لأن نناقش جميعا مقولتي لينين و ماو الآتي ذكرهما فى أذهاننا نقشا و لا ننساهما بتاتا : 1- " يمكن لغلطة تبدو لأوّل وهلة " غير ذات شأن " أن تسفر عن أوخم العواقب ، و ينبغى للمرء أن يكون قصير النظر حتى يعتبر الجدال بين الفرق و التحديد الدقيق للفروق الصغيرة أمرا فى غير أوانه أو لا لزوم له . فعلى توطّد هذا " الفرق الصغير " أو ذاك قد يتوقّف مستقبل الإشتراكية الديمقراطية الروسية [ لنقرأ الشيوعية ] لسنوات طويلة ، طويلة جدّا " . ( لينين " ما العمل ؟ " – و ذكر أيضا بالصفحة 154 من " ماركس – إنجلز – الماركسية " ، دار التقدم ، موسكو ). 2- " صحّة أو عدم صحّة الخطّ الإيديولوجي و السياسي محدّدة فى كلّ شيء " . (ماو تسى تونغ – ذكرت المقولة فى تقرير المؤتمر التاسع للحزب الشيوعي الصيني سنة 1969 )./.
#ناظم_الماوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
إنحرافات عن الماديّة الجدلية و التاريخية (9) خطّ حزب الكادحي
...
-
إيديولوجيا حزب الكادحين برجوازية و ليست بروليتارية (8)
-
- أوراق الزيتون - : محمود درويش ثائرا
-
المخاتلة : المفهوم المخاتل و تطبيق المخاتلة العملي لدي حزب ا
...
-
المسكوت عنه جزئيّا أو كلّيا (6) تشويه الماركسية : كتاب - تون
...
-
التعاطي الإنتهازي مع الإستشهادات (5) تشويه الماركسية : كتاب
...
-
عفوية الجماهير و الوعي البروليتاري (4) تشويه الماركسية : كتا
...
-
إنتفاضة و ليست ثورة (3) تشويه الماركسية : كتاب - تونس : الإن
...
-
إضطرابات فى المنهج و الأفكار (2) تشويه الماركسية : كتاب - تو
...
-
الإصلاحية و خفض الآفاق و التنازل عن المبادئ الشيوعية(1) حزب
...
-
مقدّمة - لا للإنتهازية : الإنسانية في حاجة للثورة و الخلاصة
...
-
خاتمة - المزيد عن الإفلاس الإيديولوجي و السياسي لحزب الكادحي
...
-
تمخّض جبل فولد فأرا )11) المزيد عن الإفلاس الإيديولوجي و الس
...
-
إحتجاجات شعبية جديدة في تونس : لاواقعيّة إصلاح دول الإستعمار
...
-
إبتكار أم إجترار ؟ )10) المزيد عن الإفلاس الإيديولوجي و السي
...
-
- مزاعم إحتقار النساء - أم حقيقة خطّ إيديولوجي و سياسي ؟ )9)
...
-
المنطق الشكليّ و المثاليّة الميتافيزيقيّة أم الماديّة الجدلي
...
-
النظريّة و الممارسة : الموقف الشيوعي أم الموقف التحريفيّ ؟ )
...
-
نقد التحريفيّة و الإصلاحيّة أم الدفاع عنهما ؟ )6) المزيد عن
...
-
ممارسة النقد و النقد الذاتي أم إغتيال الفكر النقديّ ؟ )5) ال
...
المزيد.....
-
أهالي بلدات وقرى جنوب لبنان يسارعون للعودة إلى مساكنهم رغم ا
...
-
بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
...
-
كلمة عمال وعاملات شركة سيكوم/سيكوميك بمناسبة اليوم العالمي ل
...
-
حسن العبودي// دفاعا عن الجدال ...دفاعا عن الجدل (الجزء الث
...
-
صفارات الانذار تدوي في شمال فلسطين المحتلة وشمال تل أبيب وفي
...
-
م.م.ن.ص // تأييد الحكم الابتدائي في حق المعتقلة السياسية سم
...
-
تصاعد المواجهات بين الشرطة الباكستانية وأنصار عمران خان، ومق
...
-
أكبر جامع في ألبانيا والبلقان.. شاهد: -نمازجاه- في تيرانا ما
...
-
باكستان: مقتل أربعة من قوات الأمن بصدامات مع متظاهرين مؤيدين
...
-
المستشار الألماني شولتز يقود الحزب الاشتراكي الديمقراطي في ا
...
المزيد.....
-
الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا
...
/ أزيكي عمر
-
الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي )
/ شادي الشماوي
-
هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي
...
/ ثاناسيس سبانيديس
-
حركة المثليين: التحرر والثورة
/ أليسيو ماركوني
-
إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات
...
/ شادي الشماوي
-
المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب -
...
/ شادي الشماوي
المزيد.....
|