أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي المدن - اختلافات البيت العلوي في فهم خطبة الغدير














المزيد.....

اختلافات البيت العلوي في فهم خطبة الغدير


علي المدن

الحوار المتمدن-العدد: 5635 - 2017 / 9 / 9 - 03:01
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أحد المداخل المهمة في فهم تاريخ الفكر الديني الإسلامي دراسة التاريخ الداخلي للفرق الشيعية، وعلاقة بعضها ببعض، وموقف بعضها من البعض الآخر.
هذا التاريخ، وعلى العكس مما يتصور البعض، فيه الكثير من الخلاف والصراع والتنافس، بلغ أحيانا حد التكفير والتبديع أو الاتهام بقلة الدين واتباع الأهواء أو السعي وراء المصالح والمنافع. ومع ذلك كله فإن هناك فترات تتغير فيه المعادلات! فتشهد تقاربا وتحالفا، كما هو الحال مثلا في العقود الأخيرة حيث تتظافر المساعي من أجل التقارب بين الزيدية والإسماعيلية والنصيرية (العلويون) والإمامية، مع توغل لهذه الفرقة الأخيرة بين الفرق الأخرى، ومحاولة الهيمنة أو التأثير على البقية، بمعنى آخر: أن التقارب يأخذ طابعا سياسيا أحيانا، أو تحالفا فكريا طائفيا.
بمناسبة الاقتراب من ذكرى ما يسمى ب"حجة الوداع" وما رافقها من أحداث في غدير خم، وخصوصا الخطبة التي ألقاها النبي والتي اشتهرت بخطبة الغدير، وهي واحدة من أهم الأحداث والخطب الجدلية في تاريخ الإسلام السياسي والفكري، أحاول أن أذكر هذا الحدث كأنموذج على الخلاف الشيعي الزيدي / الإمامي، وسوف أركز الإشارة إلى واحدة من الخلافات الجذرية حول إحدى العبارات الإشكالية الواردة في الخطبة، وهي العبارة التي يقول النبي فيها: (من كنت مولاه فهذا علي مولاه)، كيف فهم هذان الاتجاهان العلويان هذه العبارة؟
سوف لن أشير إلى تلك الآراء المتأخرة للزيدية في القرن السادس الهجري وما بعده؛ إذ في هذه الفترة بدأ التقارب في الرأي بين هذين المذهبين، وإنما أنقل لكم رأيين زيديين لأهم شخصيتين في هذا المذهب، وهما: زيد بن علي بن الحسين (ت 122)، والقاسم بن إبراهيم الرّسي(ت 246)، ونقارنهما برأي شيعي آخر - سيكون لاحقا رأي الإسماعيلية والإمامية وطوائف أخرى - وبنفس المستوى من الأهمية العلمية والمذهبية، وهو رأي محمد بن علي بن الحسين الباقر (ت 114).
والآراء كالآتي:
1- نقل ابن بأبويه القمي في كتابه "معاني الأخبار" بسنده عن علي بن هاشم، عن أبيه قال: ذكر عند زيد بن علي بن الحسين ع قول النبي ص: (من كنت مولاه فعلي مولاه)؟ قال: نصبه علما ليعرف به حزب الله عز وجل عند الفرقة.
2- وفِي "مجموع كتب ورسائل القاسم بن إبراهيم الرسي" (2 / 612-613) قال محمد بن القاسم: (وسألت: عن قول النبي صلى اللّه عليه و آله و سلم: (من كنت مولاه فعلي مولاه و من كنت وليه فعلي وليه)؟ فقال: تأويله من كنت ناصره فعلي ناصره، وذلك أن المولى في لسان العرب هو النصير.
3- وفِي المصدر السابق لابن بابويه نقل بسنده عن أبان بن تغلب أنه قال: سألت أبا جعفر محمد بن علي ع عن قول النبي ص: (من كنت مولاه فعلي مولاه)؟ فقال: يا أبا سعيد تسأل عن مثل هذا؟! علمهم أنه يقوم فيهم مقامه.

يبقى علينا ذكر ثلاث ملاحظات:
الملاحظة الأولى: أن أعلام البيت العلوي بالرغم من تميزهم عن غيرهم من أعلام البيوتات القرشية، أو عموم أعلام علماء الإسلام الآخرين، في بعض المسائل المتعلقة بتاريخ الإسلام وعلومه، إلا أن موقف هؤلاء الأعلام لم يكن موحدا حتى في المسائل الرئيسيّة كما هو الحال مع العبارة الإشكالية التي ورد ذكرها في خطبة الغدير. ومن الواضح أن الآراء الثلاثة التي نقلناها تمثل ثلاثة اتجاهات في فهم هذه العبارة! فمع أن الاتجاهين الأول والثاني يبتعدان عن الاتجاه الثالث في ربط معنى العبارة بموضوع الخلافة بعد النبي، فإن الاتجاه الأول يركز بوضوح أكثر على المنزلة الدينية "عند الفرقة" (والمنزلة الدينية هنا "مرجعية فكرية" لا علاقة لها بالسلطة وإنما بالهداية عند النزاع والاختلاف)، في حين أن الاتجاه الثاني يولي عناية أكبر لموضوع "النصرة"، وهي عادة ما تكون في قضايا الحروب والنزاعات التي يشتد فيها الخلاف ليتخطى مجرد "الفرقة" إلى الصراع والاحتراب. وعلى الاتجاهين معا يكون معنى العبارة النبوية له علاقة بأحداث الإسلام المتأخرة عن مقتل عثمان أكثر من أي وقت سابق على ذلك.

الملاحظة الثانية: ذهب ويلفرد مادلونگ في رأي لا يخلو من وجاهة أن استشهاد الإمام علي بحديث الغدير في مسجد الكوفة في القصة المشهورة التي شهد له فيها مجموعة من الصحابة تؤكد أن الإمام يموضع نفسه بحسب هذا الحديث وعباراته موضعا دينيا يجعل من الجدير بالمسلمين أن يصطفوا إلى جانبه عند الخلاف والنزاع، وليس في كلامه إشارة إلى أحقيته دون سواه بالخلافة المباشرة بعد رحيل نبي الإسلام، وهذا الرأي الذي يذهب إليه مادلوگ ينسجم أكثر مع المنقول عن زيد والقاسم أكثر من المنقول أعلاه عن محمد بن علي الباقر. وسبب عدم خلو كلمة مادلونگ من الوجاهة هو أن الإمام لو كان يريد الاستشهاد بهذا الحديث على حقه الحصري بالإمارة والخلافة لكان قال ذلك، بل ولكان خطّأ الصحابة الحاضرين وأدانهم في قولهم بخلافة المتقدمين عليه بعد شهادتهم بأن النبي قال تلك الكلمة في حقه، في حين أن الإمام لم يفعل أي شيء من ذلك.
الملاحظة الثالثة: جدير بالانتباه أن موقف زيد بن علي والقاسم الرسي سيختلفان أيضا مع محمد بن علي الباقر في قضيتين آخريين، هما: الوصية، والبراءة من الخلفاء السابقين على فترة تولي الإمام علي للخلافة، وهذا واضح بحسب الأخبار المنقولة عن زيد في كافي الكليني، وفِي مصنفات الرسي التي كتبها في "الرد على الرافضة" ومدعي "الوصية" (هذه الرسائل مطبوعة في المجموع الذي نقلنا عنه رأي الرسي).



#علي_المدن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفردانية ورهاب العقيدة الجمعي
- الإمام علي بن أبي طالب ووظيفة المؤرخ المحترف
- ملاحظات منهجية حول الدراسات الوردية
- ذاكرة الحقل السيكوتيني
- من الحماية والرفض إلى القصاص والنقد
- أزمة العقل التشريعي الإسلامي
- المرجعية الدينية والنقد السياسي
- المذهبية وتاريخ الكتاب الإسلامي
- المصالحة والتحديث
- النقد ونقص الحكمة
- مرتضى مطهري والموسوعات الفكرية ذات النزعة الإيرانية المركزية
- ما الذي يستفز الطائفي المخاتل؟
- مجتمعاتنا وتنمية المشاعر وتدريبها
- المرجعية الدينية المعاصرة ومفهوم العمل السياسي
- الاختلاف المنهجي بين المعارف التجريبية والمعارف الإنسانية
- الفلسفة وعلاقتها بالعلوم الأخرى
- التصوف ودوره في حياتنا المعاصرة
- الإرث الفكري للمعتزلة بين التسنن والتشيع
- الجديد القديم في السياسة العراقية وأزماتها
- العهدان الملكي والقاسمي والعقل السياسي الشيعي


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف تجمعا للاحتلال في مستوطنة ...
- “فرحة أطفالنا مضمونة” ثبت الآن أحدث تردد لقناة الأطفال طيور ...
- المقاومة الإسلامية تواصل ضرب تجمعات العدو ومستوطناته
- القائد العام لحرس الثورة الاسلامية: قطعا سننتقم من -إسرائيل- ...
- مقتل 42 شخصا في أحد أعنف الاعتداءات الطائفية في باكستان
- ماما جابت بيبي..استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي وتابعو ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن مهاجتمها جنوب الأراضي المح ...
- أغاني للأطفال 24 ساعة .. عبر تردد قناة طيور الجنة الجديد 202 ...
- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي المدن - اختلافات البيت العلوي في فهم خطبة الغدير