أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - صباح إبراهيم - مسعود البارزاني وعبد الله اوجلان















المزيد.....


مسعود البارزاني وعبد الله اوجلان


صباح إبراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 5635 - 2017 / 9 / 9 - 02:56
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


الاحداث المتلاحقة في اقليم كوردستان و تحريض السيد مسعود البارزاني شخصيا لاجراء الأستفتاء حول استقلال و انفصال كردستان عن ارض العراق رغم رفض عراقي و اقليمي و دولي لهذا الاستفتاء و الانفصال. هذه الاحداث تعيد للذاكرة قصة اعتقال عبد الله اوجلان .

عبد الله اوجلان ثائر من الشعب الكردي المتواجد تاريخيا على الاراضي الدولة التركية، قاد ميليشيات مسلحة من الشباب للمطالبة بحقوق الشعب الكردي في ممارسة لغته و تراثه و الحكم الذاتي لشعبه الذي يلاقي الاضطهاد من الحكومة التركية . والتي لا تعترف بوجودهم رسميا ولا تمنحهم اي حقوق حتى انها تمنعهم من استخدام اللغة الكردية .

الجيش التركي خاض ولا يزال معارك عنيفة ضد تلك الميليشيات العسكرية الكردية وقد تعاونت مخابرات عدة دول و على راسها الموساد الاسرائيلي في القاء القبض على الزعيم الكردي الثائر عبد الله اوجلان في احدى دول افريقيا و جلبته مقيد اليدين و معصوب العينين الى تركيا . تم الحكم عليه بالاعدام بتهمة الخيانة والتمرد العسكري، الا ان دول الاتحاد الاوربي رفضت الحكم و طالبت بتخفيفه تحت ضغط وشروط قبول تركيا الانضمام للاتحاد الاوربي ، وخفف الحكم الى السجن الانفرادي المؤبد .

هذا الثائر الكردي المطالب بحقوق شعبه الكردي اعتبر مجرما و حكم بالسجن المؤبد .

مسعود البارزاني هو ايضا لا يختلف بشئ عن عبد الله اوجلان ، فهو حمل السلاح مع والده الملا مصطفى البارزاني الذي تزعم التمرد الكردي العشائري ضد الدولة العراقية منذ عشرات السنين واعلن العصيان والتمرد واسس ميليشيات كردية مسلحة في شمال الوطن وجباله سميت بالبيشمركة . واسس الحزب الديمقراطي الكردستاني وتحالف مع ميليشيا مسلحة كردية اخرى يتزعمها جلال الطالباني ، و كثيرا ما خاض الطرفان المسلحان معارك دموية ضد بعضهما للحصول على النفوذ والمكاسب والاراضي والاموال والدعم الاجنبي .

لقد اعترفت حكومة العراق بالحكم الذاتي للشعب الكردي في منطقة كردستان ، و تمتع الكرد بكل ما يشبه الاستقلال دون تدخل حكومة بغداد المركزية بشؤونهم الداخلية مع تخصيص حصة 17% من موازنة الدولة العراقية لأقليم كردستان ، وتعيين رئيس جمهورية العراق كرديا ، و مسعود البارزاني اصبح رئيسا لأقليم كردستان ، ورفع علما خاصا بكردستان واسس برلمانا و حكومة و وزارات .

لكن طموح مسعود البارزاني لا حدود لها ، انه لايريد ان يرتبط بحكومة العراق ، ويطالب بالانفصال و تحقيق حلم استقلال الدولة الكردية ، ويطالب بالمزيد من المدن والاراضي ، واعلن انه سيقوم بالاستفتاء لتكون لدية ورقة يساوم بها من اجل الانفصال عن ارض وحدود الدولة العراقية الرسمية .

مسعود البارزاني يستغل الوضع الضعيف لحكومة بغداد والتفكك الي تعاني منه سياسيا والضعف الاقتصادي والعجز المالي ، و انشغال الجيش والقوات المسلحة بحرب ضروس لتحرير المدن العراقية من سطوة داعش ، فكانت الفرصة الذهبية له لاعلان الاستفتاء على الاستقلال والانفصال ، بتشجيع من اسرائيل ، بالرغم من رفض محلي و اقليمي و دولي للاستفتاء و الانفصال .

لنفترض ان رئيس الدولة العراقية كان عميلا للولايات المتحدة و حريصا على تنفيذ كل مصالحها بالعراق والمنطقة ، فهل كان بأمكان مسعود البارزاني ان يعلن الاستفتاء و الاستقلال ضد رغبة رئيس العراق الموالي لأمريكا ؟

الم يكن يعتبر مسعود البارزاني متمردا مثل عبد الله اوجلان و ترسل المخابرات المركزية الامريكية فرقة خاصة لالقاء القبض عليه و تسلميه لحكومة بغداد ومحاكمته بتهمة التمرد العسكري و الخيانة العظمى للوطن كما حصل لعبد الله اوجلان ؟

ما الفرق بين الثائر المتمرد عبد الله اوجلان المحكوم بالسجن المؤبد كمجرم وخائن للوطن التركي المنتمي اليه والمطالب بحقوق شعبه الكردي ولم يحصل على شئ غير السجن المؤبد، وبين الثائر المتمرد مسعود البارزاني الذي حصل على اكثرما كان يحلم به ، نصب رئيسا لأقليم كردستان وامتلك المليارات من الدولارات وله علاقات دولية كثيرة و يزوره رؤساء دول وكبار الوزراء من دول العالم وله تمثيل في كثير من الدول والذي ينعم بكل مقومات الدولة المستقلة علم وحكومة ودستور وبرلمان ، انه دولة بداخل دولة ما عدا الاعتراف الرسمي ؟

بيشمركة مسعود وجلال الطالباني ، تلقت دعما عسكريا بالسلاح والتدريب والاموال والمعلومات الاستخبارية من حكومة شاه ايران في عصره الذهبي ، و تلقت المساعدات نفسها من الحكومة الامريكية والتركية والاسرائيلية ولا تزال ، طعنا واضعافا لحكومة العراق . اليست هذه عمالة لدول اجنبية و خيانة للوطن حسب القانون الدولي ؟ كما ان تلك الميلشيات سرقت كل اسلحة الجيش العراقي عند انسحابه من الموصل وكركوك والمدن الاخرى عند دخول داعش لتك المدن ولم تعيدها الى وزارة الدفاع . استولت قواته على محافظة كركوك وترفض الانسحاب منها بل وتمنع الجيش العراقي من دخول مناطقهم .

استولت على منابع النفط في شمال العراق وكركوك ،و تصدره وتبيعه كما تشاء دون ان تدفع دولارا واحد لحكومة بغداد ، ولا توافق ان تخضع حساباتها للرقابة المالية لحكومة المركز .

الا يستحق هذا المتمرد مسعود البارزاني ان يحكم عليه كما حكم على عبد اوجلان بتهمة الخيانة العضمى للدولة العراقية وهو يحمل الجنسية والجواز العراقي ؟

ان الكرد جزء من شعبنا العراقي ، عاش على ارضنا منذ الاف السنين متأخيا مع العرب ، الا ان النزعات العشائرية والانفصالية والطمع بالمكاسب والمغانم و الزعامة هي من تحرض الاخوة الكرد على التمرد و الانفصال وتشيع الكراهية بين الشعبين العربي والكردي . وتنشئ الميليشيات المسلحة بحجة الدفاع عن حقوق الشعب الكردي .

ماذا ينقص شعب كردستان اليوم حتى يطلب بالانفصال عن ارض الوطن ؟

هل نال كرد ايران اوتركيا او سوريا ما تحقق لكرد العراق من استقلال بحكم ذاتي ، وميزانية مالية وبرلمان ودستور و حكومة مستقلة ومشاركة بالسفارات و المناصب السيادية في الدولة ، حتى دولة العراق اصبح رئيسها كرديا ونائب رئيس البرلمان كرديا و وزراء لوزارات سيادية عديدة باعتبارهم عراقيون .

نظام الفيدرالية اختارته الاحزاب الكردية كوسيلة للاستقلال عن حكومة المركز وتم لهم بدعم الامريكان ما ارادوا . والان تمردوا حتى على النظام الفيدرالي الذي اختاروه .

فما الذي ينقصكم ؟

ان مسعود البارزاني يقود شعبه نحو حرب جديدة بين العراقيين يكون وقودها اولاد الفقراء من الشعب العراقي بعربة وكرده ، ليبقى هو الديكتاتور والزعيم الاوحد على عرش كردستان .



#صباح_إبراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اصل المادة في الكون
- امريكا تغيّر الخطاب الديني الوهابي


المزيد.....




- المدافن الجماعية في سوريا ودور -حفار القبور-.. آخر التطورات ...
- أكبر خطر يهدد سوريا بعد سقوط نظام الأسد ووصول الفصائل للحكم. ...
- كوريا الجنوبية.. الرئيس يون يرفض حضور التحقيق في قضية -الأحك ...
- الدفاع المدني بغزة: مقتل شخص وإصابة 5 بقصف إسرائيلي على منطق ...
- فلسطينيون يقاضون بلينكن والخارجية الأمريكية لدعمهم الجيش الإ ...
- نصائح طبية لعلاج فطريات الأظافر بطرق منزلية بسيطة
- عاش قبل عصر الديناصورات.. العثور على حفرية لأقدم كائن ثديي ع ...
- كيف تميز بين الأسباب المختلفة لالتهاب الحلق؟
- آبل تطور حواسب وهواتف قابلة للطي
- العلماء الروس يطورون نظاما لمراقبة النفايات الفضائية الدقيقة ...


المزيد.....

- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - صباح إبراهيم - مسعود البارزاني وعبد الله اوجلان