أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نور الدين بدران - من ذاكرة الراهن 21














المزيد.....

من ذاكرة الراهن 21


نور الدين بدران

الحوار المتمدن-العدد: 1460 - 2006 / 2 / 13 - 10:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من ذاكرة الراهن (21)


الأخ غسان مفلح المحترم ، تحياتي ، وشكرا على تحيتك الصرف.
كسائر أعضاء الجسد ، شاخت ذاكرتي .
في زمن السرية البائس ، كنا نتمرن على محو الذاكرة ، مخافة القمع والبوليس السلطوي والحزبي.
تضافرت تلك التمارين المضادة للطبيعة ، مع الزمن الطبيعي ، كانت النتائج مذهلة ، ومذلة.
في إحدى ليالي المنفى ، سهرت ساعات طويلة في حالة تأمل كراهب بوذي ، لكني لم أصل إلى النيرفانا، مع أن كل ما كنت أصبو إليه هو أن أتذكر وجها واحداً ، أي وجه من وجوه أفراد أسرتي ، أمي أو أبي أو أختي أو أخي.
بعد ذلك الإخفاق الذريع ، تساءلت : ماذا يحدث لرفاقي الذين تنهش السجون أعمارهم؟ وتناسل هذا السؤال كالأرانب : إذا كنت أنا الآن في أمان وبكامل قواي ، فما الذي يحدث لمن هم تحت التعذيب في جوف الليالي الباردة وجروحهم مفتوحة على هاوية النسيان؟.
كما فهمت من بعض مقالاتك أنك كنت واحداً من أولئك الذين كنت وسأبقى أفكر فيهم ، مادام هناك قبو واحد في العالم.
حين قرأت بريدي ، وردت تحيتك كالبرق فيه، خاطبتني باسم كنت أستخدمه كقبعة إخفاء، أيام انفلات الشياطين في الشوارع .
تأكدت بعد ذلك أنك تعرفني وأني بلا ذاكرة أو ببقايا ذاكرة.
أمد لحضرتك يدي لتساعدني ، لترمم تلك البناية التي كنت أفاخر بها ، أعني ذاكرتي.
هل التقينا ؟ متى ؟ وما هي قبعة إخفائك؟
كنت خجلا وجعلني خجلي أتردد : أبوح لك أم أحتال على نفسي ، كما تفعل عجوز متصابية أمام المرآة؟.
مازال خجلي الذي هزمته في هذه المعركة قوياً ، ما زال يشدني ، لهذا تأخر ردي بضعة أيام ، لهذا تتعثر كلماتي الآن.
أمر آخر ساهم في تأخر الرد ، أني لم أطلع على الرسالة في تاريخها ، بل بعد وصولها بأيام .
يبدو أني ومنذ سنوات بعيدة ، انتهت صلاحيتي إلا لالتماس الأعذار من الكلمة والناس والزمن ، وحضرتك لن تكون الأخير في هذا المطاف الخريفي.
أتمنى ألا تصفح ، كيلا ينكزني رمح الشعور بالذنب أكثر.
شكراً للحضارة التي أهدتنا منجزاتها ، ليت الهدية وصلت قبل أن أدخل سرداب العمل السري، الذي كان في حقيقته أكثر علنية من النعامة.
إني أقرأ صورة عمري وتجربتي ، ويسرني جداً ألا يوافقني أحد على هذه القراءة ، بالقدر عينه فيما لو وافقني كثيرون .
لا أدري إذا كان هنا الوقت والمكان المناسب للاعتراف الذاتي الآتي : أحب السينما العالمية وبوجه خاص السينما الأميركية ، ليس فنياً وحسب ، بل ومعرفيا أيضا، لاسيما حين تتطرق إلى التاريخ الأميركي فتضعه أمامنا عاريا تماما ، من الهنود الحمر أو بالأصح السكان الأصليين ، مرورا بالعبيد والعصابات والتمييز العنصري ، وليس انتهاء بفيتنام وغيرها.
أحب هذه السينما أيضا ، لأنها تقول لمواطنها عبر أبطالها : الأميركي لا يقهر، يدمر ويهزم كائنات الفضاء المعتدية ، ويكافح الجريمة والمخدرات ويطلق نشاطاته إلى أبعد الكواكب.
أحب مبالغاتها الخرافية كسوبرمان وبات مان وغيرهما، لأنها تحلم وتفعل ، ولا تقدس ، لأنها تعرض ما يحوي صندوق بلادها من أرقى ما ابتكر الإنسان إلى أقصى شروره وانحطاطه ، وكأنها تقول أنها هي العالم كل العالم.
هل أخطأ خليفة عربي أو حاكم أو مسؤول ولو في فيلم أو مسلسل أو تمثيلية؟
كثير من الأيدي القذرة تشير إلى الحضارة على أنها خيانة ، بصورة أقل وقاحة من أهل اليوم ،أحبط بالأمس مشروع النهضة العربي، ودفن بتراب التبجح الوطني والقومي والديني ، أمثال شبلي شميل ورفاعة الطهطاوي وطه حسين وعبد الرحمن الكواكبي وكثر لن تتسع لأسمائهم صفحات الأرض والسماء.

نور الدين بدران.




#نور_الدين_بدران (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من ذاكرة الراهن (19)مرة أخرى حول الغوغاء والحرية.
- استعراض /استعراء/تطنيش
- سكرة النسيان
- من ذاكرة الراهن- 18 حماس الواقع وحماس الشعارات
- من ذاكرة الراهن 17
- من ذاكرة الراهن (16)
- من ذاكرة الراهن 14
- لنلحق بهم إلى باب الدار.
- من ذاكرة الراهن 15
- رمل في رمل
- ستربتيز وطني.
- من ذاكرة الراهن (12)
- من ذاكرة الراهن -11
- من ذاكرة الراهن (10)
- من ذاكرة الراهن (9)
- من ذاكرة الراهن- 8
- من ذاكرة الراهن - 7
- في الحوار ترتسم صورة الوطن
- من ذاكرة الراهن -6
- المجلس العاطل وجد عملاً مؤقتاً


المزيد.....




- عزيز الشافعي يدعم شيرين ويوضح موقفه من إصدار أغنيتها الجديدت ...
- أمريكا تجدد دعوتها لسوريا للإفراج عن الصحفي -المختطف- أوستن ...
- قصف مدفعي إسرائيلي من العيار الثقيل يستهدف مجرى نهر الليطاني ...
- متهم بالعمالة للحكومة المصرية يتوصل لصفقة مع السلطات الأميرك ...
- في ختام اليوم 313 للحرب على غزة.. آحدث تفاصيل الوضع الميداني ...
- مصراتة الليبية تعلن إعادة تفعيل المجلس العسكري ردا على نقل ص ...
- السلطات الفرنسية تمنع دخول الفرقاطة الروسية -شتاندارت- موانئ ...
- العاصفة إرنستو تضرب بورتوريكو وسط تحذيرات من تحولها إلى إعصا ...
- ماكرون يعلن مقتل طيارين فرنسيين جراء تصادم مقاتلتي -رافال-
- -حزب الله- ينشر ملخص عملياته ضد مواقع وانتشار الجيش الإسرائي ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نور الدين بدران - من ذاكرة الراهن 21