أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أنور مكسيموس - ثورة البشموريين















المزيد.....

ثورة البشموريين


أنور مكسيموس

الحوار المتمدن-العدد: 5633 - 2017 / 9 / 7 - 04:30
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ثورة البشموريين
ثار اقباط مصر كثيرا ضد الظلم الشديد, لكنهم انتقلوا كأى شئ آخر من غازى الى آخر ومن محتل الى محتل, والآصح من مالك محتل الى آخر...فقد ثاروا ضد اليونانيين ثم ضد الرومان ثم ضد العرب ثم ضد الاتراك والفرنسيين والانجليز ومن قبل كل هؤلاء الفرس والحيثيين وغيرهم...لكن هناك شئ مشترك لهزيمة المصريين والتنكيل بزعمائهم...وهذا الشئ المشترك يأتى من داخلهم, بعد أن يستميل المحتل الكثير من ضعاف النفوس والخونة والجواسيس الذين أتوا ورأوا خير مصرفاستقروا بها, بعد أن علموا طباع أهل تلك البلاد الذين يميلون الى اللقمة اليابسة مع سلام وأطمئنان...فإذا لم يجدوا حتى اللقمة اليابسة ثاروا, والحاكم يعرف أن استمالتهم رخيصة وغير مكلفة الا عندما تصل الى مرحلة الثورة...
ومن الثورات المشهورة هى ثورة البشموريين
(.........فبينما يحدد بعضهم ثورة 107هـ/726م، كأولى الثورات، فإن عبد العزيز جمال الدين في كتابه ثورات المصريين حتى عصر المقريزي، يذكر عن المقريزي أن أولى الثورات –والتي لم يحدد زمانها- حدثت عندما ثارت مدن عدة من شمال الدلتا منها إخنا ورشيد والبرلس ودمياط وخيس وبلهيب وسخا وسلطيس وفرطسا وتنيس وشطا، بقيادة شخصين هما "مينا" و"قزمان
زاد فساد الأمويين ولحقهم الضعف حتى جاء العباسيون وقضوا عليهم، وفي أثناء فترة الاحتضار تلك وقعت ثورة البشموريين الأولى، فمن هم البشامرة؟
يصفهم كتاب ثورات المصريين حتى عصر المقريزي: بأنهم أقباط يقطنون منطقه شمال الدلتا مناطق المستنقعات ويعملون فى إنتاج ورق البردي، الذى كان العالم كله في ذلك الوقت يستخدمه لتسجيل علومه ومعارفه وفى مختلف أنشطة حياته اليومية.
وتصف سناء المصري في كتاب هوامش الفتح العربي، بشمور بأنها "منطقة ثورات قديمة"، موضحةً أنّ الآلاف من سكان الريف اعتصموا فيها وثاروا في عام 172 ميلادي، واضطر الرومان للاستعانة بالجيش للقضاء على تلك الثورة التي كادت أن تسيطر على الإسكندرية.
كما ظل البشموريون يقاتلون العرب سبع سنين بعد استسلام حصن بابليون والإسكندرية.
يذكر القس منسى يوحنا أن الثورة البشمورية الأولى تمت في خلافة مروان بن محمد، سنة 128هـ/746م، بقيادة مينا بن بقيرة –أو كما يسميها بعض المؤرخين مينا بن بكير- وامتنعوا عن دفع الخراج
ونمر بالسنون سريعا حتى نصل الى العصر العباسى بعد انهيار الدولة الاموية
وعند قدوم العباسيين إلى مصر، والذين كان مسلمو مصر من القبط والعرب قد والوهم، قابلهم البشموريين عند الفارما، فأمدوهم بالمراكب وبالمعونة ليمكنوهم من القضاء على الخليفة الأموي، فقتلوه ورحب أهل مصر بالعباسيين، كالعادة، في انتظار الاهتمام والانصاف.
- وهنا نقطة فى غاية الأهمية والتى لم ينتبه لها الأقباط وهى لعبة السياسة:
الثورة البشمورية الثانية
- في بداية الدولة العباسية انتهج الحكام الجدد، بدايةً، نهجاً عادلاً في حكم مصر، إلا أنه سرعان ما عاد الوضع لما كان عليهه في حكم الأمويين وأسوأ من حيث الضرائب العالية والجزية والخراج المبالغ فيه.
- ويذكر كتاب ثورات المصريين ****أن الفترة العادلة كانت بهدف أنْ تستتب لهم الأمور ولم تدم إلا ثلاث سنوات فقط.ِ
في تلك الفترة، تولى الخراج رجلان هما أحمد بن الأسبط، وإبراهيم بن تميم، ولقد غالا في قيمة الخراج والمطالبة بهه وأثقلوا كاهل الناس، بالإضافة إلى الغلاء الفاحش الذي أصاب البلاد وخاصة القمح وبدأ المصريون في بيع أطفالهم مقابل الخراج، ولقوا ظلماً من متولي الخراج وخاصة في الإقليم البشموري.
في تلك الفترة فطن البشامرة أن ليس لديهم ما يخسروه فالموت يحاصرهم من كل اتجاه، فكانت الثورة، التي تلقبها سناء المصري في كتابها بـ"الثورة الكبرى"، حيث هب البشامرة في الشمال سنة 216 هـ وانضموا للعرب، الذين بدأوا الثورة بسبب إقصائهم ونزولهم بيد العباسيون إلى مرتبة أدنى مما كانوا أيام الحكم الأموي، كما تقول سناء المصري.
وبدأت الثورة في عاصمة البلاد، ولم يستطع العباسيون في مصر إخمادها فبعثوا إلى مقر الخلافة ببغداد فأمر حيدر بن كاوس المُلقب بـ"الأفْشِين" (ت. 226هـ/841م)، من قادة جيش الخليفة المعتصم بالله، الذي كان وقتها، أي المعتصم، الوالي الاسمي على مصر، وأمر الأفشين بالتوجه من برقة إلى مصر فحاربهم في العاصمة وطاردهم من مكان إلى آخر، هازماً كل القبائل العربية الثائرة حتى وصل إلى الإسكندرية فقتل هناك قائدهم وكان يدعى "أبو ثور اللخمي".
استغل البشامرة طبيعة الأرض الموحلة والتي كانت تعوق تقدم الجيوش وكانت هناك محاولات عديدة للدخول إلى منطقتهم، فشلت جميعها، حتى اضطر المأمون للمجيء إلى مصر بنفسه على رأس جيش آخر لمحاربة البشموريين.....
وبداية من هنا بدأت مأساة البشمورين وكل قبط مصر
....وفي البداية لم يستطع الدخول - المأمون- بسبب الوحل والطبيعة الجغرافية للمكان، فما كان منه إلا أن أحضر البطريرك يوساب وطلب منه توجيه رسالة لأقباط الوجه البحري يدعوهم للطاعة وحقن الدماء.
فأطاع الناس إلا البشموريين، كما يحكي كتاب ثورات المصريين، الذين شعروا بالخذلان الشديد بسبب خطاب البابا يوساب، فهم كانوا في حاجة أكثر للدعم المعنوي والمادي، وبمساعدة بعض من المصريين استطاع جيش المأمون وجيش الأفشين أن يدخل منطقة البشامرة.
ولآن البطريرك ليس له فى السياسة أو المكائد ونتائجها المدمرة وجه خطابا للاقباط, فأطاعوا تاركين البشموريين وحدهم فى آتون النار وبمفردهم لهلاكهم على يد جيوش المأمون ...
سار المأمون بسياسة حرق الآرض التى يدخلها حتى ينكشف البشموريون بعيدا عن الآراضى الموحلة... بجيشه الضخم بالأضافة الى جيش حيدر بن كاوس المُلقب بـ"الأفْشِين" الآتى من برقة الى الاسكندرية ثم الى بشمور, فلقى البشامرة الهزيمة القاسية ولم يكن لهم من معضد من المصريين بعد توجيه خطاب البابا بالطاعة وحقن الدماء...ونسى أن البشامرة هم من رعيته ومن حقهم العيش بأمان وكرامة
بعد خسارتهم، قتل جيش المأمون وسبى عدداً كبيراً منهم، ولم يتوقف عن القتل إلا من كثرة الجثث وأخذ منهم عبيداً وسبايا كُثُر، ومات منهم من مات في الطريق وأخذ الباقي وجعلهم عبيداً في منطقة الأهواز في العراق لتشابهها مع أراضي المستنقعات البشمورية لكي يقوموا بزراعتها، ومات منهم الكثيرون بسبب الأمراض والملاريا، وزج بقسم منهم في السجون...
كان الثورة البشمورية على حافة النجاح لولا عزل البابا لباقى الأقباط عن البشموريين, لماذا لم يتوسط للخليفة المأمون كرد للجميل بالكف عن القتل والسبى والعبودية...هل حاول؟!...
كان خطاب البابا هزيمة قاسية ومؤلمة للبشموريين نفسيا بعد صراع طويل بين طاعة البابا الدينية الواجبة وهويتهم وكرمتهم وارضهم...انتصر البابا للمأمون وسهل له مهمته...وعادت مصركما كانت تحت سيف الذل والعبودية القاسية...
كانت ثورة البشموريين تتأرجح بين الإنتصارات الأكثر والهزائم الأقل...فجعلها البابا هزيمة مطلقة ودائمة...
كان البشموريين يطمعون أن ينضم اليهم عددا أكبر من الأقباط الطامحين فى الحرية والكرامة وحفظ الأعراض والأرض...
(....فأطاع الناس إلا البشموريين، كما يحكي كتاب ثورات المصريين، الذين شعروا بالخذلان الشديد بسبب خطاب البابا يوساب، فهم كانوا في حاجة أكثر للدعم المعنوي والمادي، وبمساعدة بعض من المصريين استطاع جيش المأمون وجيش الأفشين أن يدخل منطقة البشامرة...)



#أنور_مكسيموس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إستكمال ما بين السطور-فى سقوط الموصل المذهل فى ساعة واحدة... ...
- ما بين السطور- سقوط الموصل المذهل فى ساعة واحدة.....1
- تسييس العلم...نظرية مارينا الثالثة الأحمال غير المتوازنة على ...
- تسييس العلم...نظرية مارينا الثانية...
- تسييس العلم...ومجموع نظريات مارينا وقانون سدرة
- المناخ يتغير, الفصول الأربعة حدث لها أزاحة, الجاذبية الأرضية ...
- قمة ثانى أكسيد المناخ
- الجرح والملح...تعلموا منا؟!...
- الشبيط...الشوك الدامى - الفصل العشرين والأخير
- مقدمة رواية الشبيط...الشوك الدامى
- سيناريوهات أخرى قادمة
- للمرة الثانية....لماذا روسيا وليست أمريكا أو الإتحاد الاوربى ...
- الفوضى الخلاقة بدأت فى أمريكا وأوربا, منذ أكثر من خمسة وثلاث ...
- شجاعة القاتل فى قيود ضحيته, وشجاعة الضحية فى حرية روحها!....
- الشبيط...الشوك الدامى - الفصل التاسع عشر
- الضحية تتعاطف مع الجانى؟!....
- الشبيط...الشوك الدامى - الفصل الثامن عشر
- الشبيط...الشوك الدامى-الفصل السابع عشر
- الشبيط...الشوك الدامى - الفصل السادس عشر
- الشبيط...الشوك الدامى-الفصل الخامس عشر


المزيد.....




- القائد العام لحرس الثورة الاسلامية: قطعا سننتقم من -إسرائيل- ...
- مقتل 42 شخصا في أحد أعنف الاعتداءات الطائفية في باكستان
- ماما جابت بيبي..استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي وتابعو ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن مهاجتمها جنوب الأراضي المح ...
- أغاني للأطفال 24 ساعة .. عبر تردد قناة طيور الجنة الجديد 202 ...
- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أنور مكسيموس - ثورة البشموريين