|
تأملات .. 2
هيام محمود
الحوار المتمدن-العدد: 5633 - 2017 / 9 / 7 - 02:55
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
لماذا ينفون التحرش بالنساء عن الإسلام ويدعون أنه جاء بتكريم المرأة ؟ ألم يقرؤوا قرآنهم وأحاديثهم ؟ .. يقول القرآن فى سورة الأحزاب آية 59 - ياأيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين - ونقلا عن الطبرى فى تفسيره - يقول - تعالى ذكره - لنبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - : يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين : لا يتشبهن بالإماء في لباسهن إذا هن خرجن من بيوتهن لحاجتهن ، فكشفن شعورهن ووجوههن . ولكن ليدنين عليهن من جلابيبهن ، لئلا يعرض لهن فاسق ، إذا علم أنهن حرائر ، بأذى من قول . - ويظيف عن إختلاف - أهل التأويل في صفة الإدناء الذي أمرهن الله به فقال بعضهم : هو أن يغطين وجوههن ورءوسهن فلا يبدين منهن إلا عينا واحدة - - وقال آخرون : بل أمرن أن يشددن جلابيبهن على جباههن . - وعن الفساق الذين - يجلسون على الطريق للغزل - ويتعرضون للنساء حرائرا وإماء يذكر البخارى فى صحيحه - عن عائشة أن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم كن يخرجن بالليل إذا تبرزن إلى المناصع وهو صعيد أفيح فكان عمر يقول للنبي صلى الله عليه وسلم احجب نساءك فلم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل فخرجت سودة بنت زمعة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ليلة من الليالي عشاء وكانت امرأة طويلة فناداها عمر ألا قد عرفناك يا سودة حرصا على أن ينزل الحجاب فأنزل الله آية الحجاب .. - .. هذه النصوص التى يقدسها المسلمون شرعت للعبودية وللتمييز بين الحرة والأمة ، نهت عن التحرش بالحرة وسمحت بالتحرش بالأمة التى لا حرمة لها ، وقبل ذلك أخرجت النساء الغير مسلمات من حسابات الله وإهتماماته .. غريب أمر هذا الإله الذى ترك كل مجراته ومشاكلها ليهتم بتشريع العنصرية لبدو يقطنون حبة رمل فى صحراء من ملايين الصحارى وبالقياس على قول عائشة لمحمد : أى إله هذا الذى يسارع فى هوى عمر الذى كان يتحرش بزوجة محمد ؟ .. خطورة هذا التشريع تكمن فى أنه يبيح التحرش بغير المسلمات اللاتى لا حرمة لهن والمسلمات الغير محجبات قياسا على الإماء : المسلمة الرافضة للحجاب رفضت أن تكون من الحرائر وإختارت أن تكون من الإماء وبذلك سمحت لل -فساق- أن يتحرشوا بها ، ولنتذكر ذلك الأزهرى المصرى الذى دعى إلى ما أسماه - زواج ملك اليمين - .. خطورة هذا التشريع تكمن أيضا فى إباحة التحرش حتى بالمسلمات المحجبات ففى تفسير الآية 33 من سورة الأحزاب - وقرن فى بيوتكن - يقول موقع إسلام ويب فتوى 34920 - قال ابن كثير في تفسيره: هذه آداب أمر الله بها نساء النبي صلى الله عليه وسلم، ونساء الأمة تبع لهن في ذلك - ويذكر إبن باز فى موقعه - والأصل في البقاء في البيوت هو الأصل والأسلم والأولى لقوله- جل وعلا-: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ .. وإنما المكروه خروجها من غير حاجة, أما إذا كان خروجها لأمر شرعي فهذا أمر مطلوب - أما القرطبى فيقول فى تفسيره - معنى هذه الآية الأمر بلزوم البيت ، وإن كان الخطاب لنساء النبي صلى الله عليه وسلم فقد دخل غيرهن فيه بالمعنى . هذا لو لم يرد دليل يخص جميع النساء ، كيف والشريعة طافحة بلزوم النساء بيوتهن ، والانكفاف عن الخروج منها إلا لضرورة .. - ويذكر نقلا عن الثعلبى سودة زوجة محمد كأسوة للمسلمات فيقول - وذكر أن سودة قيل لها : لم لا تحجين ولا تعتمرين كما يفعل أخواتك ؟ فقالت : قد حججت واعتمرت ، وأمرني الله أن أقر في بيتي . قال الراوي : فوالله ما خرجت من باب حجرتها حتى أخرجت جنازتها . رضوان الله عليها - وينقل عن إبن العربى - لقد دخلت نيفا على ألف قرية فما رأيت نساء أصون عيالا ولا أعف نساء من نساء نابلس .. فإني أقمت فيها فما رأيت امرأة في طريق نهارا إلا يوم الجمعة فإنهن يخرجن إليها حتى يمتلئ المسجد منهن ، فإذا قضيت الصلاة وانقلبن إلى منازلهن لم تقع عيني على واحدة منهن إلى الجمعة الأخرى . وقد رأيت بالمسجد الأقصى عفائف ما خرجن من معتكفهن حتى استشهدن فيه .- .. هذه النصوص وغيرها الكثير تقول أن المسلمة - الحرة - - المصونة - - العفيفة - - الوقورة - هى التى تلزم بيتها ، ولا تغادره إلا لأمر - شرعى - متجنِّبة الإختلاط والتبرج والمسلمات المحجبات اليوم لا يلتزمن بهذه الشروط .. وإذا عرف السبب بطل العجب ، ألا يفسر ما تقدّم نسب التحرش المهولة فى الدول الإسلامية علما أن هذه النصوص وإن جهلها المسلمون العوام فهى ثقافة عندهم ينهلون منها يوميا وفى كل مكان ؟ وكيف يزعم الدعاة والمشايخ أن التحرش هو نتيجة إبتعاد المسلمين عن دينهم وإتباعهم لأخلاق الغرب - الكافر - ؟ ألا يعلمون أن الإسلام بُنى على التحرش بالآخر المختلف مثله مثل كل الأديان ؟ ألم يخرج من رحم بداوة الصحراء وشرائع اليهودية العنصرية ؟ وهل للمرأة قيمة فى الثقافة البدوية حتى يزعم المجملون للإسلام أنه كرمها ومنع التحرش بها ؟ فإلى متى سيدافعون عن هذه الأكذوبة ويتناسون أن التحرش تشريع قرآنى ؟
#هيام_محمود (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كلمتى ..
-
تأملات ..
المزيد.....
-
ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات
...
-
الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ
...
-
بن كيران: دور الإسلاميين ليس طلب السلطة وطوفان الأقصى هدية م
...
-
مواقفه من الإسلام تثير الجدل.. من هو مسؤول مكافحة الإرهاب بإ
...
-
الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض
...
-
الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض
...
-
من هم المسيحيون الذين يؤيدون ترامب -المخلص-؟
-
المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرتا اعتقال نتنياهو وجال
...
-
الأميرة المسلمة الهندية -المتمردة- التي اصطادت النمور وقادت
...
-
تأسست قبل 250 عاماً.. -حباد- اليهودية من النشأة حتى مقتل حاخ
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|