|
-فوبيا- اللجان الخاوية !
سعيد علام
اعلامى مصرى وكاتب مستقل.
(Saeid Allam)
الحوار المتمدن-العدد: 5632 - 2017 / 9 / 6 - 18:22
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
رسالة.. "مابلاش كتر كلام .. مين اللى يقول للتانى حرام كل ما اعليك، بتنزلنى .. وبعشلك، وانت بتقتلنى، يبقى حرام على مين وبقويك وانت بتكسرنى .. كأنك حالف تخسرنى، ما تخلينا ساكتين كلام بكلام حنتكلم .. خلاص تلميذك اتعلم برافو قوى عليك يااستاذ .. عرفت تربى وتعلم كرهتك ايوه ونسيتك .. ونفعت فيه تربيتك ادتنى درس كبير ف الذل .. ذاكرته صح وذليتك مابلاش كتر كلام .. مين اللى يقول للتانى حرام" من الفن الشعبى المصرى للفنان حكيم.
تسيطر على السلطة الحاكمة فى مصر الان، وحلفائها، حالة من الخوف المرضى "الفوبيا" من اللجان الانتخابية الخاوية، وكلما اقترب موعد الانتخابات الرئاسية، (مايو 2018)، ازدادت حالة الخوف شدة، حيث انه كل يوم يمر، تزداد حالة السخط الشعبى المكتوم غلياناً، وهو امر لا يغيب عن ادراك السلطة وعن اجهزتها المعلوماتية. ومع كل فشل جديد لاحد اساليب "اسلحة" احتواء هذا السخط الشعبى، حتى الوصول الى فشل سلاح "فوبيا" اسقاط الدولة، وهو نفس المصير الذى لاقاه السلاح التالى، سلاح تعديل مادة الدستور الخاصة بمدة الدورة الرئاسية، والمحظور تعديلها وفقاً للدستور نفسه!، وذلك فى محاولة لتأجيل الانتخابات الرئاسية، ولكن جميع هذه المحاولات لم تأتى بثمار ايجابية، بل على العكس، فقد جاءت بنتائج سلبية، كاشفة لحالة التخبط والارتباك، الامر الذى دعى الى تعديل هذه المحاولات او سحبها والتراجع عنها الواحدة تلو الاخرى!. ان السخط الشعبى الذى يوقظه صباحاً ومساءاً لهيب الارتفاع الجنونى اليومى لاسعار السلع والخدمات، مع ثبات دخل المواطن، بل الادق مع انخفاض دخل المواطن، والذى لا يمكن له، وليس له، ان تعالجه بعض الاساليب الدعائية الركيكة، ليزداد معها رعب السلطة من المشهد الكابوسى للجان الانتخابية الخاوية، وتحوله من كابوس الى واقع. هذه التجربة الكابوسية التى سبق ان ذاق طعمها المر "فريق السيسى" فى انتخابات 2014، والتى لم تكن وقتها ناجمة عن موقف شعبى، بقدر ما كانت احد تجليات، احد اشكال الصراع فى اعلى السلطة، من قبل "فريق مبارك، الاب / الابن"، وحلفاؤه من رأسمالية المحاسيب، فى مواجهة مع "فريق السيسى" الصاعد وقتها، لايصال رسالة مفادها، كما اوصلناكم نستطيع باموالنا وعلاقاتنا واعلامنا ان نعيقكم، وبالفعل قد استطاع اخطبوطهم الاعلامى، - وقتها، والذى تم تصفيته مؤخراً لصالح "فريق السيسى" -، استطاع ان يحول فضيحة اللجان الخاوية، من فضيحة فى اللجان على الارض، الى فضيحة "بجلاجل" على الهواء مباشرة!. ما بال الامر الان، وقد تناقص الزخم الشعبى لـ"فريق السيسى" بشكل هائل، وقد انضم للصراع، وان بشكل سلبى حتى الان، غالبية الشعب المصرى، الذى "لم يجد من يحنو عليه"!، بل وجد قسوة غير مسبوقة وغير مبررة، لا اقتصادياً ولا سياسياً، لتنضم الطبقى الوسطى الى الطبقة الدنيا فى تحالف "مصالح" طبقى جديد، ينذر بتغيير ثورى، حتى ولو كان مؤجلاً، حيث تأتى الثورة، فى شرطها الموضوعى، عندما تنمو طبقة او تحالف طبقى، تصبح فيه السلطة الحاكمة لا تعبر عن المصالح الطبقية الاساسية لهذا التحالف الطبقى الجديد، ويرتهن التغيير الثورى عندها، بنضج الشرط الذاتى لقوى الثورة، عندها يتحول التغيير الثورى من المؤجل الى العاجل.
مازق "فريق السيسى" التاريخى !
وحيث لم يشكل "فريق السيسى"، حتى الان، تحالفاً قوياً مع احدى القوى الاجتماعية الرئيسية بالمجتمع المصرى، كما كان حادثاً مع سلطات يوليو الممتدة، فى حلقاتها المتعاقبة، عبد الناصر، السادات، مبارك ,, حيث اكتفى "فريق السيسى" بتحصين نفسه بالمادة 234 من الدستور فى مواجه السيسى نفسه!، بالرغم من انهم هم من رشحوه وصعدوه للرئاسة، ولكن الحرص واجب، فى ضوء التجارب السابقة لرؤساء سلطة يوليو الممتدة، عبد الناصر، السادات، مبارك، فى الاطاحة بالرفاق الذين اوصلوهم للحكم!. حيث جاء فى نص المادة 234 من دستور2014 (الاحكام الانتقالية): "يكون تعيين وزير الدفاع بعد موافقة المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وتسرى أحكام هذه المادة لدورتين رئاسيتين كاملتين اعتبارا من تاريخ العمل بالدستور.".
لم يشكل "فريق السيسى" تحالف ليخض به معاركه المصيرية، بل على العكس، تبنى "فريق السيسى" شعار شباب 25 يناير "النوبه دى بجد، مش حنسبها لحد!"، فدخل فى صراع وجود، - او هكذا يتصور -، مع قوى الاسلام السياسى، (وفقاً لقوانين نيوتن فان الطاقة "قوى الاسلام السياسى" لا تفنى ولا تستحدث من العدم، ولكن يمكن تحويلها من صورة الى اخرى.). وفى نفس الوقت لا يستطيع "فريق السيسى" ان يتحالف مع القوى المدنية (يسارية وليبرالية) بحكم طبيعته وتركيبته الوظيفية، كما انه ليس لديه مشروع توريث لوريث مدنى، كما مبارك، مما يستدعى التحالف مع طبقة من الرسماليين من ناحية، واعلاء جهاز الامن الداخلى (الشرطة) من ناحية اخرى، - فالشئ لزوم الشئ -، كما كان يسير مبارك فى سنواته العشر الاخيرة، فكان قرار "فريق السيسى" القاطع والواضح تماماً، هو، ان يتولى كل شئ بنفسه، وهذا بالضبط مأزقه التاريخى، وسر ازمته المستعصية!. ان خلق تحالف مع القوى الاجتماعية المتناقضة ثانوياً، فى المرحلة المحددة، هو الشرط الالزامى للانتصار فى معركة صراع القوى، مع القوى الاجتماعية التى معها التناقض الرئيسى، انه درس التاريخ. هكذا تحالف عبد الناصر مع القوى الاجتماعية البرجوازية الجديدة الصاعدة، فى مواجهة بقايا طبقة الاقطاع الريفية القديمة، وممثلى كبار الرسمالية الصاعدة بعد الحرب العالمية الثانية، والمعيقة لمشروعه "رأسمالية الدولة"، مشروع عبد الناصر السياسى والاقتصادى والاجتماعى، ليخوض عبد الناصر بهذا التحالف معركته السياسية للانفراد بالسلطة، فى معركة الصراع على السلطة، مع باقى القوى السياسية الاجتماعية، وفى مقدمتها جماعة الاخوان المسلمين وحزب الوفد. وكذلك فعل السادات، بالتحالف مع اليمين الدينى، واليمين المدنى، فى معركته مع تحالف القوى السياسية والاجتماعية التى تشكلت خلال الفترة الناصرية، وذلك كطريق وحيد، - كما رأى -، لانتصاره فى معركة الخروج من مأزق احتلال الاراضى المصرية التى تركها له عبد الناصر، تحت الاحتلال الاسرائيلى، كورقة ضغط جبارة فى يد الامبريالية الامريكية الصاعدة، بعد الحرب العالمية الثانية، فى سعيها للاحلال محل الا ستعمار الانجليزى والفرنسى، فى منطقة الشرق الاوسط الاستراتيجة لمصالح الاحتكارات عابرة القارات. وهكذا فعل ايضاً مبارك، بعد ان استنفذ كل مدد الحكم الممكنة صحياً، "ثلاث عقود"، حتى اصبح فى حالة صحية يستحيل معها الاستمرار فى حكم مصر، حتى انه فى سنواته الاخيرة كان يعتمد بشكل مباشر على رؤوس الحلف الذى اقامه مع القطاع المدنى، المكون اساساً من قطاع من كبار الرأسماليين، "رأسمالية المحاسيب"، وقطاع الامن الداخلى، "الشرطة"، لتحقيق مشروعه فى توريث الحكم لابنه، "المدنى"، فكان مقتله، فى مواجهة معارضة سياسية تعامل معها على طريقة "خليهم يتسلوا"، معتمداً على ذراعه السياسى، "الحزب الوطنى الديمقراطى"، الذى لم يكن حزباً ايدولوجياً، كما اى حزب، بل كان مجرد تجمع للمرتزقة والمنتفعين من الاقتراب من السلطة، والذين يتواجدوا فى كل عصر واوان، والذين اول من يهربون عند اول مواجة حقيقية، اليست مصالحهم الانانية الضيقة هى دينهم!، لتتقدم النواة الصلبة من سلطة يوليو الممتدة لانقاذ مكانة ومستقبل الرئاسة.
ان التحالف سنة الصراع.
سعيد علام إعلامى وكاتب مستقل [email protected] http://www.facebook.com/saeid.allam http://twitter.com/saeidallam
#سعيد_علام (هاشتاغ)
Saeid_Allam#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تعديلات دستور -حسن النية-: السيسى، رئيس -منزوع الدسم-!
-
التعديلات الدستورية وتسلق شجرة السلطة:
-
تعديلات دستورية، ام انقلاب دستورى ؟!
-
اعلان فوز السيسى فى انتخابات 2018 !
-
أحدث جرائم الإعلام المصرى العلاج بالأمراض النفسية
-
من قتل أبرياء أكثر: الارهاب ام الحرب على الارهاب؟!
-
مأزق الجزيرة، ومأزق خصومها ! كل الطرق تؤدى الى -صفقة القرن-.
-
مصر الحائرة ! مخاض ولادة متعسرة: طبيعية ام قيصرية؟!
-
رجعية الدعوة للعودة ل-زمن الفن الجميل-!
-
النخب المصرية، وحلم ال-شعبوية-!
-
ممر -تيران- الى -صفقة القرن- !
-
صخرة السيسى !
-
وباء -التحيز الايديولوجى-! -عبد الحليم قنديل-، نموذجاً.
-
سلطة يوليو، وخلطة -الهوية المشوهة-، للدولة المصرية ! عسكرية
...
-
-متاهة- الشرعية فى مصر ! (1952 – 2017م)
-
ليس لدى -الجنرال- من ينافسه
-
نخبة ال-داون تاون- .. !
-
المقال الممنوع نشره فى -معهد واشنطن- لدراسات الشرق الادنى: ا
...
-
ملاحظة نقدية ل-كشف حساب مؤقت – مصر- من بحث -جلبير الاشقر- ال
...
-
ثلث التنظيمات الإسلامية الاصولية فى العالم، خرجت من مصر ! *:
...
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|