شفيق التلولي
الحوار المتمدن-العدد: 5632 - 2017 / 9 / 6 - 11:22
المحور:
المجتمع المدني
فادي العيلة، ليس مجرد صديق يمضي، ولن يكون خبر وفاة عاجل فحسب؛ فادي بالنسبة لنا هو الأخ السادس من الذكور بعد استشهاد أخي مجدي، إذ شعرنا يومها بأننا ما زلنا ستة إخوة بوجود فادي بيننا كأخ وشقيق روح وصديق حميم لمجدي؛ كنا نرى فيه مجدي الذي حفظنا وصيته التي كتبها بالدم، أوصانا خلالها بفادي الذي يحب.
لم يفارقنا فادي البتة، ما انفك عن زيارة أمي أمه الثانية وما كف عن الدعاء لمجدي، أخلص له ميتاً كما حياً، كانا مجدي وفادي أكثر من ابنيّ أم وأب وأبعد من أخوين في سِفر المحبة والوفاء، وظلا شقيقان حتى رحلا واحداً تلو الآخر.
قبل أن يغط في غيبوبته أرسل لي صورة له بصحبة مجدي وقال لي سأرسل لك ما تبقى له من صور لديّ بعدما أعود من المستشفى إلى البيت، وقتئذّ كان يطلب مني أن تكثر والدتي من الدعاء له كما كان يكثر من الدعاء لمجدي، ويذكرني بأنه وصية مجدي الذي أحب.
وقُبيل أن تتوقف يداه عن الحركة ويشرد ذهنه مع المرض اللعين كتب ونشر العديد من الرسائل المحملة بشوقه لمجدي، وكأنه يعرف بأنه على موعد من لقائه هناك حيث سيرقد بسلام لتلتقي الأرواح وتهيم في جنان الفردوس تحفهما الملائكة ويمطرهما الرحمن نعيماً ورضوان.
رحل فادي يا مجدي؛ فاستقبله يا أُخي، ويا فادي سلّم على مجدي، وأنتما تنتحبان؛ ارقدا سوياً بسلام وناما هانئيّن بجوار والديكما والدكم الكاتب والأديب فارس الكلمة المقاومِة زكي العيلة، ووالدنا المناضل الوطني الكبير عبد العاطي التلولي.
#شفيق_التلولي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟