أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عبد الله عنتار - في انتظار الأمل الذي قد يأتي














المزيد.....

في انتظار الأمل الذي قد يأتي


عبد الله عنتار
كاتب وباحث مغربي، من مواليد سنة 1991 . باحث دكتوراه في علم الاجتماع .


الحوار المتمدن-العدد: 5631 - 2017 / 9 / 5 - 17:52
المحور: المجتمع المدني
    


لو سئلت عن أي الفصول أقرب إلى الوعي الجمعي في قريتي، لقلت بلا تردد : فصل الخريف ! إنه الفصل الأكثر قتامة من جملة الفصول التي تعرفها المنطقة، أليس فصل الخريف هو الفصل الذي تسقط فيه الأوراق وتتعملق فيه الأشواك وتصفر الأرض ويتطاير فيه الغبار؟! إنه فصل الموت بامتياز تنحط فيه معالم الحياة حد العدم والتلاشي، قريتنا ليست قرية سقوية، بل قرية بورية، فعند حلول الخريف لا يلوح شيء غير صفير الزرزور وعلى امتداد البصر لا يسمع غير دبيب الرعاة والمواشي على الحصيدات ذات اللون الأصفر، منطقتنا بلا رمان باعتباره الثمرة الخريفية الوحيدة في المغرب، إن الخريف يجثم على الوعي الجمعي، أرى ذلك في البنية التحتية المتردية، فالطرق المغبرة في الصيف وموحلة في الشتاء، الجسور معدومة على المجاري المائية، الفلاحون لا يتلقون أي مساعدة أو تحفيزات، الجمعيات المناضلة تحارب، المرافق الصحية والرياضية غير موجودة بالقرية، وعلى الرغم من ذلك يعيش القرويون ولسان حالهم يقول : (عايش بخير ومكينش اللي يبغي لك الخسارة من غير جارك)، تعلم القروي أن يكون ضيق الأفق، أمي، جاهل، معدوم الإرادة، راضي بوضعه، لا يحب الصالح العام، إن الخلاصة التي توصلت إليها في قريتي هي خريفية نمط الوعي والتفكير ، وسطحيته وخوائه، والملفت أن ثقافة الحوار معدومة كأن حال المنطقة بخير، لماذا لا تلتقي الساكنة وتضع روزنامة من المشاكل التي تلخص حال المنطقة، مع اقتراح الحلول الممكنة لها ؟ إن السؤال الذي يفرض نفسه علي دائما : أ وصلنا إلى حد من العماء لم نعد نرى فيه مشاكل وتحديات المنطقة وهمومها؟ لماذا لا يكون هناك حوار جاد وعقلاني بكلام مكشوف يسمي الأشياء بمسمياتها ؟ قال لي البعض أن التدوين الفايسبوكي عديم الجدوى وأنه لابد من النزول إلى الواقع والتحاور مع الساكنة، أنا لا أرفض الحوار بل أثمنه، لكن لا يجب أن أغفل أن دور الفايسبوك مهم جدا في التأطير والتوعية، هذا أولا، ثانيا لقد قضيت سنوات طويلة في التواصل مع القوى الحية في المنطقة لتأسيس الجمعية وتواصلت عبر الفايسبوك لشهور عديدة ولا من مجيب، فما كان مني إلا أن غيرت تاكتيكي فاسحا المجال لتأسيس جمعية على نطاق الجماعة، لأن الجمعية باعتبارها جمعية تنموية مفتوحة في وجه ساكنة الجماعة، وهذا ما سهل من تأسيسها على الرغم من المتاريس التي وضعت أمامها من طرف وجوه كنا نعتبرها بارقة أمل للمنطقة، لكنها تنصب الأشواك هنا وتهدي الوردة هناك . إن يكن، فلم أفقد الأمل، فدائما خلف السكون هناك الحركة، وراء الموت هناك الحياة، وبعد الخريف يأتي الشتاء، مهلا بالعقل القروي، لقد عجن على الطاعة لقرون طويلة ونوم على الصبر لآلاف الأعوام. إن الذنب ليس ذنبه ولا ينبغي أن يؤدي ضريبة عطالته في تعقل واقعه واستنتاج أنه مهمش ومستعبد، إن الضريبة يجب يؤديها التاريخ، هذا الوحش الذي يمشي على التهميش والمعاناة والبؤس، إننا لن أجد خلاصي إلا في التاريخ، بين هذه الجموع التي يتم وضعها في (صطافيطات ) للتصويت على استمرار بؤسها، فالتاريخ يتقدم نحو الأمام، فمهما كان البؤس، فلابد من أمل.
ع ع/ 5 شتنبر 2017 / المغرب



#عبد_الله_عنتار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اتيان دولا بويسي مؤولا: العبودية طوعية والحرية بيد الشعب
- بين الحب الدنجواني والحب العذري: تمرد على شريعة الزواج . قرا ...
- من مراكش إلى قلعة السراغنة : حرارة البحث عن التاريخ العميق !
- من امنتانوت إلى مراكش : الأرض القاحلة
- من أكادير إلى امنتانوت : حين تجتمع الحرارة المفرطة بالطريق ا ...
- من كلميم إلى تيزنيت : شدة المناخ
- كلميم : باب الصحراء
- من افني إلى كلميم : بين اكجكال واجكال : لبس في المعنى
- إفني : عروس تجلس على هضبة ساحرة
- من مير اللفت إلى ايفني : الطبيعة الجميلة / المهمشة
- من أكادير إلى مير اللفت: المغامرة الأولى
- الصويرة في سطور
- من الصويرة إلى أكادير : الخشوع أمام جلال الطبيعة .
- من الدار البيضاء الى الصويرة : سؤال الآخر يؤرقني
- من عين اللوح إلى الرباط: بحث في العوالم المنسية
- من عيون أم الربيع إلى عين اللوح : الطبيعة العذراء والتهميش ا ...
- من الدار البيضاء الى عيون أم الربيع : حين يختلط جمال الطبيعة ...
- المواطن أولا وأخيرا
- تقريظ الجهل
- ذكريات مدينة كان الخروج كان الخروج منها صعبا (6 )


المزيد.....




- ماذا يعني أمر اعتقال نتنياهو وجالانت ومن المخاطبون بالتنفيذ ...
- أول تعليق من أمريكا على إصدار مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغال ...
- الحكومة العراقية: إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتق ...
- العفو الدولية: نتنياهو بات ملاحقا رسميا بعد مذكرة المحكمة ال ...
- البيت الابيض يعلن رسميا رفضه قرار الجنائية الدولية باعتقال ن ...
- اعلام غربي: قرار اعتقال نتنياهو وغالانت زلزال عالمي!
- البيت الأبيض للحرة: نرفض بشكل قاطع أوامر اعتقال نتانياهو وغا ...
- جوزيب بوريل يعلق على قرار المحكمة الجنائية الدولية بحق نتنيا ...
- عاجل| الجيش الإسرائيلي يتحدث عن مخاوف جدية من أوامر اعتقال س ...
- حماس عن مذكرتي اعتقال نتنياهو وغالانت: سابقة تاريخية مهمة


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عبد الله عنتار - في انتظار الأمل الذي قد يأتي