|
الأديان بين ألعالمية والنخبوية (2)
ثائر ابو رغيف
كاتب وشاعر
الحوار المتمدن-العدد: 5631 - 2017 / 9 / 5 - 15:55
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
الأديان بين ألعالمية والنخبوية (2) -2-
مثلما ذكرت في الفصل السابق ان المسيحية نشأت في البداية كحركة إصلاحية يهودية ودين لأسباط يعقوب/ اسرائيل فقط, فكذلك ابتدأ الأسلام بشكله الاول ديناً قبلياً فيه صدىً لمقولةِ بني إسرائيل بإنهم شعب الله المختار فقد أخرج الحاكم في المستدرك والطبراني في المعجم الكبير والأوسط عن ابن عمر قال قال الرسول: وخلق الخلق فاختار من الخلق بني آدم، واختار من بني آدم العرب، واختار من العرب مضر، واختار من مضر قريشا، واختار من قريش بني هاشم، واختارني من بني هاشم، فأنا خيار إلى خيار، فمن أحب العرب فبحبي أحبهم، ومن أبغض العرب فببغضي أبغضهم. وروى مسلم: (إن الله اصطفى بني كنانة من بني اسماعيل، واصطفى من بني كنانة قريشا، واصطفى من قريش بن هاشم، واصطفاني من بني هاشم). إن لم يكن هذا اختيارا نخبوياً فما هو اذن؟ اما بخصوص عروبة الأسلام والقرآن لُبه نجد ألاشارة في سورة يوسف (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) وفي سورة النحل: وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ ۗ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَٰذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ (103) . و في أول الزخرف : إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (3). و في طه : وَكَذَٰلِكَ أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا (113 و في فصلت : وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَّقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ ۖ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ ۗ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ ۖ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى ۚ أُولَٰئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ (44) , و في الشعراء : وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ (195 و في سورة الشورى : وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَىٰ وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ ۚ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ (42) إلى غير ذلك من الآيات. هذا التكرار لحقيقة تنزيل القرآن عربياً فيه خصوصية قومية قد تكون سبباً لفتن كبرى مثل ماحدث في اواخر ايام الخلافة العباسية من مجازر بحق فرقة المعتزلة (التي قالت بخلق القران) على ايادي الحنابلة الذين يقولون أن القرآن قديم قدم الله (معطين الرب قومية وهوية عربية) وخصوصية مكانية مثل ماتم ذكره في سورة الشورى (لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَىٰ وَمَنْ حَوْلَهَا) فحسب تفسير الطبري: يقول الله وهكذا( أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ) يا محمد ( قُرْآنًا عَرَبِيًّا ) بلسان العرب, لأن الذين أرسلتك إليهم قوم عرب, فأوحينا إليك هذا القرآن بألسنتهم, ليفهموا ما فيه من حجج الله وذكره, لأننا لا نرسل رسولا إلا بلسان قومه, ليبين لهم ( لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى ) وهي مكة ( وَمَنْ حَوْلَهَا ) ويسترسل الطبري قائلاً ومن حول أم القرى من سائر الناس وكأن الله عجز ان يقول لتنذر البشر جميعاً بدلا من تحديد مكة ومن حولها. يضاف للقومية والمكانية الخصوصية القبلية العشائرية : (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) ألشعراء 214. هذه البداية النخبوية للأسلام لم تدم طويلاً فمثلما كان هناك أغياراً لدى اليهود وبدايات المسيحية كان للأسلام ألعربي أغياره وممن يُسمون بشكلاً جماعي العجم او الأعاجم (جمع كثرة). ومعظم الاوائل من المسلمين العجم (قلة قليلة) كانوا عبيداً مملوكين مثل بلال الحبشي وسلمان الفارسي الذي كان مملوكاً ليهودي من يثرب من بني قريظة، وبعد إشهار إسلامه قام الرسول وبالأشتراك مع بعض الصحابة بمساعدته لشراء نفسه فتم عتقه, و يروي البخاري في حديث منسوب للرسول يقول فيه: لَوْ كَانَ الْإِيمَانُ عِنْدَ الثُّرَيَّا لَنَالَهُ رِجَالٌ أَوْ رَجُلٌ مِنْ هَؤُلَاءِ مشيراً الى سلمان وقومه/ الفرس (الأغيار) حتى ايمانه المبكر لم يشفع لغيريته فيبقى من هَؤُلَاءِ . تدريجياً بدأ الرعيل الأول بأدراك الحاجة للعدد بغض النظر عن العنصر العربي وكما ذكرت في مكان سابق قول الأمام علي بإن القرآن حمال اوجه كذلك كانت الاحاديث النبوية التي اختلف المسلمون على قبول صحتها حسب رواتها وحسب المذهب المعني فقد تشظى الاسلام الى مذاهب بل اديان مختلفة يكفر بعضها البعض, فتم أستخدام احاديث مثل: "لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى أَعْجَمِيٍّ وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ وَلَا لِأَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ وَلَا أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ إِلَّا بِالتَّقْوَى" حين يناسب القوم استخدام مثل هذا الحديث واحياناً يستخدمون حديث الرسول ليثبّتوا الحكم فيهم: عن ابن عمر عن النبي قال: (لا يزال هذا الامر في قريش ما بقي منهم اثنان) صحيح البخاري ج4 ص155 أي ان ألخلافة تُحصر في القرشيين فقط (تبخرت مقولة لا فضل لعربي على اعجمي هنا!) ففي حادثة سقيفة قس بن ساعدة وعندما توفى الرسول تنازع المهاجرون والأنصار حول احقية الخلافة فتكلم أبو بكر مخاطبا سعد بن عبادة ( الذي نازعه امر الخلافة كونه سيد الانصار) قائلاً ولم يترك شيئا أنزل في الأنصار ولا ذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم من شأنهم إلا وذكره. وقال: ولقد علمتم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لو سلك الناس واديا وسلكت الأنصار واديا سلكت وادي الأنصار" ولقد علمت يا سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وأنت قاعد: "قريش ولاة هذا الأمر، فبر الناس تبع لبرهم، وفاجرهم تبع لفاجرهم". فقال له سعد: صدقت، نحن الوزراء وأنتم الأمراء. وفي تاريخ الأسلام اللاحق اضمحلت مقولة "قريش ولاة هذا الامر" فتولى الخلافة عبد اسود كما في حال الدولة الأخشيدية او تركي زمن السطنة العثمانية بل وحتى المغول ممن قال فيهم الرسول حديثه الذي رواه ابو هريرة (لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّىَ تُقاتِلُوا خُوزًا وَكرْمانَ مِنَ الأَعاجِمِ، حُمْرَ الْوُجُوهِ، فُطْسَ الأُنُوفِ، صِغارَ الأَعْيُنِ، وُجُوهُهُمُ الْمَجانُّ الْمُطْرَقَةُ، نِعالُهُمُ الشَّعَرُ) اكرر أن الأسلام بدأ كدينٍ قبلي يعتمد بصورة أساسية على ألغزواتُ وقام عدد كبير من الكتاب بتناول الفروقات ( المتعلقة بالقتال والسلم خصوصاً) بين السور المكية والمدنية ففي الفترة المكية تميزت السور بالليونة والمهادنة والخنوع لكون المسلمين كانوا أقلية مضطهدة بينما تغير الامر في المدينة عندما اصبح الاسلام دولة ذات جيش وعدد فاصبحت السور اكثر حدة وصرامة بصدد المخالفين فقد شُرع الجهاد لأول مرة في الإسلام خلال العهد المدني وابتدأ عهد الغزوات، وقبل ذلك كان المسلمون مأمورين بعدم استعمال القوة في مواجهة غير المسلمين وأذاهم. بلغ عدد الغزوات التي قادها الرسول محمد بن عبد الله 29 غزوة وخلافاً للرأي السائد حول كون غزوة بدر ألكبرى هي اولها فان أول الغزوات هي غزوة الأبواء أو غزوة ودان وهي أول غزوة خاضها ألرسول وكانت في شهر صفر سنة 2 هـ وقد نتج عنها أنه عقد عقدا وحلفا مع بني ضمرة من كنانة ولهذا لم يحصل بهذه الغزوة قتال, تلت هذه الغزوة غزوة بواط ثم غزوة العشيرة وتلتهم غزوة بدر الكبرى وماتلاها. يجدر بالذكر هنا أن عدد الضحايا في كل معارك النبي محمد بن عبد الله يقارب الألف قتيل من الطرفين، منهم 600 من مقاتلي يهود بني قريظة قتلوا قضاء لا قتالاً. إرتباط الاسلام بعقلية الغزو والغنائم هو ارتباط عقائدي وجوهري فبالاضافة الى انتشاره محلياً في الجزيرة عن طريق الغزوات المتتابعة يبقى المشهد في معركة احد الاكثر تعبيراً عن إعطاء الاولوية للغنيمة حيث قام الرماة الذين أمرهم النبي بحماية ظهور المسلمين وعدم ترك أماكنهم حتى يأذن لهم بترك الكثير منهم مكانه ظنا أن المعركة حسم أمرها وأنه لم يبق أثر للمشركين، ونزلوا ليأخذوا من الغنائم، وبقي أقل من عشرة رماة أبوا أن يلحقوا بهم وقالوا: "نطيع رسول الله ونثبت مكاننا"، فنظر خالد بن الوليد وكان ما زال مشركا إلى من بقي من الرماة فتوجه بمجموعة من المشركين، وتسللوا ففاجأوا الرماة القليلين من الخلف وقتلوهم بما فيهم قائدهم عبد الله بن جبير رغم ان الرسول أبتدأ التحرك بإتجاه العالمية حين ارسل رسله الى كسرى والمقوقس و هرقل داعياً اياهم للأسلام (في عهده المدني حصراً) إذ لم توجه مثل هذه الدعوة (الى نجاشي الحبشة المسيحي) في العهد المكي وفي الهجرة الاولى الى الحبشة إذ قال لأصحابه: «لو خرجتم إلى أرض الحبشة؟ فإن بها ملكا لا يظلم عنده أحد، وهي - أرض صدق - حتى يجعل الله لكم فرجا مما أنتم فيه» وكان هذا الملك أصحمة النجاشي الذي يدين بالمسيحية, ألا ان التحول الفعلي للأسلام من النخبوية الى الأممية ابتدأ بعد وفاة الرسول وترجمه قول ابو سفيان : (يا بني أُمية ، تلقّفوها تلقّف الكرة، فو الذي يحلف به أبو سفيان ما من عذاب ولا حساب ، ولا جنة ولا نار ، ولا بعث ولا قيامة) وفي رواية اخرى أكمل ابو سفيان قولته هذه ببيت شعرٍ من ابن الزبعرى الذي يقول فيه لعبت هاشم بالملك فلا خبر جاء ولا وحي نزل, اذن الامر كله مُتعلق بالمُلك والذي كلما اتسع كان افضل. صبت سياسة ماسمي بالخلافاء الراشدين في مواصلة التوسع الاقليمى من خلال الغزو العسكرى بدأ باولهم ابو بكر ألذي كانت اول مهماته حروب الرده وفيها قمع المرتدين فى الجزيره العربية من القبائل العربيه المختلفه التى تخلت عن اعتناقها الاسلام بعد وفاة الرسول ,بمجرد الانتهاء من هذه الحروب بدأ ابو بكر فى غزو اثنيين من القوى العظمى فى المنطقه ,الامبراطوريه البيزنطية فى البحر الابيض المتوسط والامبراطورية الساسانية فى بلاد فارس اللتان اضعفتهما الحروب المستمره مع بعضهم البعض لمده قرن كامل. من الجدير بالذكر هنا المجزرة التي قام بها صحابي (خالد بن الوليد) بمسلمين اتهمهم بالردة فقط ليستولي على امرأة سيدهم : ففي الجزء الثالث من الطبرى ص 224، يروي ملخص القصة والتى تمت أثناء حروب الردة فى خلافة أبى بكر ،اثناء مواجهة جند خالد مع قوم مالك قال لهم جنود خالد إنا المسلمون ورد عليهم قوم مالك ونحن المسلمون، قالوا: فإن كنتم المسلمين كما تقولون فضعوا السلاح، فوضع قوم مالك السلاح ثم صلى هؤلاء وأولئك، فلما إنتهت الصلاة باغتوهم وكتفوهم وأخذوهم إلى خالد بن الوليد فسارع أبو قتادة الأنصارى وعبد الله بن عمر فدافعوا عن مالك وقومه وشهدوا لهم بالإسلام وأداء الصلاة، إلا أن خالداً لم يصغ إلى شهادتهما ، ولا إلى دفاع مالك عن نفسه ضد إتهامه بالكفر، حتى أن مالكاً طلب من خالد أن يرسله إلى أبي بكر ليحكم بأمرهم . ولكن دون جدوى ، حيث كان لخالد ما أراد من قتلهم ، وقد أوعز بالمهمة إلى ضرار بن الأزور ( تاريخ الطبري ، ج 3 ص 276 - 280 ) فقال له مالك : إني مسلم . فقال خالد : يا ضرار اضرب عنقه وكان عبد الله بن عمر وأبو قتادة الأنصاري من شاهدي تلك الواقعة ، وقد كلما خالد في أمر مالك قبل قتله ، ولكنه كره كلامهما ( تاريخ أبي الفداء ج 1 ص 158 ، وفيات الأعيان ج 6 ص 14 ) ، وإغتصب زوجته فى الليلة التى قَتلَ فيها زوجها والتي روي أنها كانت من أجمل نساء العرب، ويحكى إبن كثير فى كتابه أنه طبخ برأس مالك طعام هذه الليلة!، وغضب أبو قتادة لدرجة أنه عاهد الله أن لايشهد مع خالد حرباً بعدها، وغضب عمر بن الخطاب عنه غضباً شديداً لدرجة أنه قال لأبى بكر إنه زنى فأرجمه ، فرفض أبو بكر ، فقال عمر : إنه قتل مسلماً فإقتله، فرفض أبو بكر ثانية قائلاً : تأول فأخطأ (كتاب حياة الصحابة ج 2 ص 467، وتاريخ الطبرى ج 2 ص 274، والإصابة ج 5 ص 560 ) ثم قال : يا عمر ما كنت لأغمد سيفا " سله الله عليهم ( ومن هنا جاء أسم سيف الله المسلول). إذا كان هذا مافعله خالد وخليفته ابو بكر بأناسٍ قالوا اننا مسلمون فما تراهم قد فعلوا مع اتباع الديانات الاخرى. زمن الخليفه الثانى عمر حيث احتلت جيوش المسلمين تقريبا كل منطقه الشرق الاوسط بما فى ذلك بلاد الشام ومصر وجزء كبير من بلاد فارس وتم احتلال باقى بلاد فارس فى عهد الخلفاء اللاحقين لعمر. ذهب الامويون والعباسيون ابعد من ذلك بكثير فوصلت خيولهم الى تخوم الصين وابواب اوروبا. تكرس مفهوم الاسلام السياسي و كونه أداة ملك توجب الصراع لتسنم العرش في فصل الخليفة الرابع علي بن ابي طالب عندما تآلبت عليه جهات مختلفة بجيوشها الجرارة وايديولوجيتها المختلفة ابتداء بمعاوية بن سفيان وعمرو بن العاص في صفين مروراً بعائشة بنت ابي بكر صاحبة الجمل وانتهاءاً بالخوارج في النهروان وأخيراً بأغتيال علياً نفسه لينتهي دور الخلافة ويبتدأ دور المملكة. إنتشار الاسلام شرقاً وغرباً بجيوش جرارة لا يعدو عن كونه أستعماراً والذي تغير هو مجرد تغيير الأسم. فقد حاولت بعض الدراسات الجيوبوليتيكية تصنيف الاستعمار الحديث (رغم اعتراضي على استخدام مصطلح استعمار الذي يرتبط لغوياً بالأعمار إذ أفضل عليه مصطلح الغزو) مستخدمةٍ نماذج الاستعمار في العالم العربي في بدايات القرن العشرين فأتى التصنيف بالاستعمار الأقتصادي, الاستعمار الاستيطاني والاستعمار الثقافي, بأستخدام هذا التصنيف يستطيع اي منصفٍ ان يصف مايسمى بالفتوحات الاسلامية بأستعمار أقتصادي وثقافي, الجانب الاقتصادي ارتبط بمصادرة ثروات الدول وجباية الضرائب / الجزية ممن فضلوا البقاء على اديانهم الكتابية والجانب الثقافي تركز في فرض ثقافة المحتل ولغته بل وصل الامر الى انتحال تواريخ بعض الامم مثل قدامى العراقيين من سومريين, أكديين وغيرهم وافتراضه تاريخاً عربياً تليداً على ايادي القومجيون الذين لم ولن يجدوا في رمال الجزيرة مسلة لحمورابي او رقم طيني بالمسمارية القديمة يروي ملحمة جلجامش التي ذكرت الطوفان والسفينة بشكلهما الوثني قبل ان يوجد نوح. من المفارقات المبكية والمضحكة في آن واحد هي ان كتابة قواعد اللغة العربية, نحوها وفقهها تمت على أيادي ممن دعاهم العرب بالأعاجم مثل سيبويه و ابن جني ، الجرجاني و الفيروزآبادي وغيرهم. الزرافات والوحدان من الأعاجم ممن اُجبروا على اعتناق الاسلام بشكل عام او العربية (نعم اعتنق الكثير القومية العربية وتسمى بإسماءٍ عربية ونسى لسان اباؤه) استجابوا اما بسبب العوز/عدم القدرة على دفع الدية, او كونهم ممن تم إعتبارهم بدون كتاب سماوي (اما ان يسلموا او يُقتلوا) ومنطقة الكتاب السماوي بحد ذاتها منطقة رمادية كثر اللغط والتأويل فيها حسب المذهب والتركيبة الاجتماعية ففي زمن النجاشي "ملك ارض الصدق" عندما كان المسلمون قلة مستضعفة كان الانجيل كتابا سماوياً لاريب فيه والمسيحيون اخوة للمسلمين ولكن ما ان تم الامر للمسلمين بات الانجيل والتوراة والزبور كتباً مزورة وتم التلاعب فيها وللدلالة على رمادية منطقة الكتب السماوية في زمننا يُنظر للمسيحي القبطي على انه نجس و على ضلال بينما يفرش السجاد الاحمر امام ابو ايفانكا الاميركي رغم ايمانه بنفس مايؤمن به القبطي بل واراد نجدي من صحراء الجزيرة تسمية مسجد بأسم ايفانكا في فورة النشوة التي اعتقد الجميع فيها ان ترمب هو مهديهم ومخلصهم. سأكرس مقالي القادم لديانات نخبوية قديمة مثل الزرادشتية واخرى احدث نسبياً كاليهودية والسيخية وغيرهما.
#ثائر_ابو_رغيف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الأديان بين ألعالمية والنخبوية
-
تعريب لوحة امفاتيح مع سبق الأصرار
-
الأرض انثى
-
داعش ,فشل القوانين وديمومة النظرية
-
وتريات سومرية 1
-
جدلية القومية العربية
المزيد.....
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
-
إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|