أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - الحوار المفتوح........ ج1















المزيد.....

الحوار المفتوح........ ج1


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5630 - 2017 / 9 / 4 - 15:30
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الحوار المفتوح........ ج1


بعد هذه المقدمة التي أردنا من خلالها أن نرسم صورة لأهم إشكاليات الدين ومشكلاته، سنبدأ حوارنا المفتوح بكل أريحية وأن لا نعود في كل مرة لأجوبة مكررة أو نعتمد الإشارة إلى سياق بدا واضحا الآن أمام القارئ، مضيفي ومحاوري سيطرح أسئلة تفصيلية وأخرى كلية لبيان موقف الإسلام منها على ضوء ما ورد أصلا في كتاب محفوظ، الأجوبة ستكون أيضا تفصيلية ولكنها بعيدة عما عرف بالنفسير أو التأؤيل، بل هي ملخص حقيقي نظنه أنه الأقرب من كل القراءات السابقة لقصدية ودلالات ومعاني الحكم أو الموقف الديني، بالغالب ستكون الأجوبة تدبرية أكثر مماهي تبريرات أو شرح للفكرة، سيكون السؤال والجواب هنا محدد بقضيته وموضوعه وقد نحتاج أحيانا إلى الربط بين لأجوبة وأحيانا التنبيه أن القراءات قد تكون صادمة أحيانا ومن غير النمط المتعارف عليه أو ما هو في الواقع من تسليمات أو عموم الأعتقاد بها أو فيها.
السؤال الأول_ الإسلام دين متكامل ومستقل له خاصية أنه وضع نهاية لفكرة الديانة والتدين بوجه محدد قد يتناقض مع الأديان التي سبقته أو التي أختلف معها في العموميات والخصوصيات؟ أم أنه الحلقة الأخيرة والنهائية من دين إبراهيم الخليل أقفل من بعده إمكانية التجديد أو الأستحداث في القواعد والأسس والأحكام؟.
الجواب_ في ضوء ما جاء بالنصوص أن دين الإسلام هو الحلقة الأخيرة والكاملة والمحدثة من دين إبراهيم الخليل بمراحله التطورية من موسى وهارون وصولا إلى عيسى النبي {قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ }البقرة136، فهو يشكل النسخة الناضجة والمصححة والنهائية لدين الإسلام الذي وصفته النصوص القرآنية بأنه الدين الحق، هذا يقودنا إلى حقيقتين هما:
1. كل الأديان الإبراهمية مصدرها عين واحدة وتشترك بأسس عامة تميزها عن بقية الديانات الأخرى، منها مثلا الإشارة إلى توحيد الألوهية ودور النبوة وغائية الهدف من الدين وكيفية التعبد الفردي فيه، فهو الحق بعنوان أن غيره من السلسلة الطويلة من الأديان قد أصابها التدخل البشري فلم تعد كما كانت أصلا حقا ممهورا ومصانا، لذا خاطب النص نبي الإسلام بهذه الحقيقة {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ}التوبة33، وقد عرفت النصوص ما هو الدين بالآية التالية {وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ}البقرة132، فأولاد إبراهيم كلهم مسلمون وموصى لهم بأن يبقوا ويحافظوا على الدين بما أراد أبوهم منهم، فكل الدين بعد إبراهيم هو إسلام وكل المتدينين به من بعده هم مسلمون {إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللّهِ فَإِنَّ اللّهِ سَرِيعُ الْحِسَابِ }آل عمران19.
2. لا يدع نبي أخر دين بأنه حلقة منفصلة ولا بدعة خارج السياق الذي ورد في النصوص أعلاه، بل يعلنها جهارا نهارا إنما هو جزء من هذه السلسلة وإن كان يحمل ختامها، ويمسك بنهائية الصورة الدينية التي يجب أن يكون عليها دين الإسلام بالمعنى الشمولي {قُلْ مَا كُنتُ بِدْعاً مِّنْ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُّبِينٌ }الأحقاف9، هنا نؤكد كما أكدت النصوص القرآنية على حقيقة أن التواصل في الفكرة الأساس بين إبراهيم ومحمد نعنمد على قاعدة واحدة هي قاعدة طاعة الله ورسله لمباشرة حياة مستقيمة إذا ما تم التسليم بالدين كوحدة واحدة تتميز بنسقية موحدة في الأسس والمنهج والنتائج {وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ مَن سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ }البقرة130، فملة إبراهيم كما سماها هو الإسلام لا يمكن لأي نبي أو رسول من بعده أن يرغب عنها وإلا عد من السفهاء، لذا لا غرابة أن يكون النبي محمد أولى بإبراهيم والعكس صحيح {إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَـذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَاللّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ }آل عمران68، هذه الحقيقة هي التي تدعم وحدة الدين الإسلامي بفروعه الرئيسية الثلاث لو حملنا النصوص على محل القصد العيني في المعنى، دون أن أن نضع المسميات التأريخية والأعتباطية محل أهتمام وتقديم.
السؤال الثاني_ ألا يقود هذا الفهم إلى أننا نصطدم أحيانا بتناقض في المفردات سواء أكانت مفردات تقود لكليات الدين، أو مفردات تقود للخصيصة الخاصة بكل دين؟ السؤال هل وحدة الدين الإسلامي كما فهمنا يجب أن تقودنا إلى أفتراض وحدة نسبية بالنصوص والأفكار، وأيضا وحدة نسبية مفترضة بشكليات العبادة أو الأفكار العامة؟.
الجواب_نعم وهذا حاصل بالتأكيد ولولا ذلك لما تميزت كل ديانة عن أختها ببصمات متفردة تجعلها وكأنها عالم أخر لا علاقة له بما قبله ولا من بعده، هذا تقرير واقع حال، ولكن الإشكالية لا تعود برمتها إلى أصل الدين بل إلى ما تم رسمه لاحقا بيد الناس، أعني التحريف والتزييف والتدخل الأعتباطي وغياب التدوين المضبوط من لدن الرسل أصحاب الديانات وفي وقتهم وتحت أشرافهم، هو العلة في هذا الأختلاف، تشير النصوص القرآنية وبتحدي لهذه الظاهرة {فَأْتُوا بِكِتَابِكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} الصافات157، هذا التحدي يشير من جهة أخرى إلى وقائع حادثة ومحدثة غيرت وبدلت المفاهيم العامة وكلها بفعل المؤمنين الذين ولجوا باب التحريف تحت أسباب ومبررات عديدة، {مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيّاً بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْناً فِي الدِّينِ}النساء46، هذه الحقيقة هي التي تفسر لنا النسخ المتعددة من الأنجيل مثلا أو ظهور أكتب أخرى مع التوراة، وقد شرحنا معضلة وإشكالية التدوين وأثارها في أكثر من مناسبة .
كان من نتائج التدخل البشري والتدوين اللاحق ودور العوامل الأجتماعية وتأثير الأفكار الثقافية والحضارية التي تراكمت وتعاضدت في أعادة بسط وتدوين النصوص الدينية بكل ما حملته من لواقح وزوائد ونقصان، أن تشكلت لنا خلطة هجينة وغير متجانسة من الدين، لا يمكن حسمها أو التدقيق فيها وفق مرجعية معيارية محددة لتكون الحكم فيما أزيد أو نقص من الدين لغياب الأصل الثابت لها كمدونة شديد الوثوق بأحتمالية أن تكون هي الكاملة والمزكاة من الرسل والأنبياء.
إذا ما وصلنا ليس بالضرورة هو كل الدين الإبراهيمي وما تبعه، والكثير من خلال المقارنة والمقاربة بين النصوص والأحكام المختلف عليها داخل الدين الواحد تؤكد أن الأختلافات هذه أختلافات موضوعة ومحشورة وغير أصلية، لذا فأختلافها مع النسخة المحمدية الأخيرة من دين الإسلام الإبراهيمي سبب واقعي وواقع مسبب بعلاته، ولا ضير أن نقول أن هذه الأختلافات واحدة من علل تكرار التشريع الديني فلولا عبث الإنسان لم يجد باعث الدين أو عين الديان أن يجدد دعوته بين فترة وأخرى، وبقى دين إبراهيم كما هو إلى النهاية.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا يتم تحريف الدين في كل مرة ح2
- لماذا يتم تحريف الدين في كل مرة ح1
- الحرية الدينية من منطلق الخيار الإنساني الأصيل
- سأرحل بحرية لأبحث عن حرية
- مشاكل الواقع العراقي وشروط مرحلة التغيير والإصلاح
- الكتابة على سطح القمر
- ربيع حالم
- إشكالية الدين ومصير الإنسان ح2
- إشكالية الدين ومصير الإنسان ح1
- الدين وأزمة الهوية الدينية ... ألحاد وإيمان
- بمناسبة تأجيل الأنتخابات المحلية ودمجها في الأنتخابات الوطني ...
- لماذا نجح الرسول في بناء مجتمع واحد وفشل المسلمون في ذلك؟
- مفاهيم عدالة الصحابة ومعصومية المجتمع والولاية التكوينية وأث ...
- الدين وهوية الشخصنة
- نحن والدين وخداع التأريخية
- مقدمة ديواني الجديد ....... رسائل مهملة
- التغيير من وجهة نظر فلسفية ح1
- تعريف المقدس أستدلالا بالقصد المعنوي النصي
- أنا رجل بلا .......
- النداء الأخير لسباق الأحلام


المزيد.....




- فرنسا: توقيف شابين بشبهة التحضير لهجوم إرهابي أحدهما أعلن مب ...
- -يديعوت أحرونوت- تنشر تقريرا عن ملياردير يهودي جعل العالم يق ...
- -يديعوت أحرونوت- تنشر تقريرا عن ملياردير يهودي جعل العالم يق ...
- محافظ السويداء يكشف كواليس لقائه مع شيوخ الطائفة الدرزية
- شاهد.. أول ظهور علني لـ ’بابا الفاتيكان’ بعد مغادرته المستشف ...
- تشريح جثة مراهق فلسطيني معتقل يكشف وفاته بسبب -سوء التغذية- ...
- دعوات سورية لفتوى تحرم القتل والتحريض الطائفي.. هل يتحرك مجل ...
- القوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية: إضراب شامل غدا رفضا لحر ...
- البابا فرنسيس يظهر في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان (صور+فيديو ...
- السويداء.. وزير الدفاع السوري يلتقي وفودا والمحافظ يجول على ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - الحوار المفتوح........ ج1