أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صادق العلي - اقتراح القس بليدا .














المزيد.....

اقتراح القس بليدا .


صادق العلي

الحوار المتمدن-العدد: 5630 - 2017 / 9 / 4 - 06:58
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


من اكبر الحروب الدينية على مر التاريخ هي الحروب المسيحية الاسلامية التي وقعت فيما يسمى بـ اسبانيا اليوم ,إذ دام الاحتلال الاسلامي لهذه المناطق قرون عديدة , حمل هذا الاحتلال بالتأكيد الكثير من الظلم , بعد ذلك جاء التحرير المسيحي وطرد الاسلام بكل تفاصيله , بمعنى اقتلاع كل شيء يمت للاسلام بصلة كل شيء وهذه الحالة ليست غريبة في الحروب الدينية وما يترتب عليها .
يعرف الجميع ما وقع من مجاوز وقتئذ لذلك لن اتناولها , ولاني اعرف تماما ً كما الجميع حجم القسوة والكراهية التي يحملها اتباع الدين الابراهيمي اتجاه بعضهم البعض ,عدم تناولي للمجازر التي ارتكبها اصحاب الدين الابراهيمي فقط لانها تحمل فضائع بشعة لا انسانية يصعب ذكرها , ولكنني سأتناول اقتراح احد الرهبان وهو من المقربين للبطريرك او كبير اباء الكنيسة , هو الراهب بليدا فماذا كان اقتراحه ومن هو وكيف تعاملوا معه ؟.
من هو بليدا : هو راهب دومنيكي اسمه خايمي بليدا ( 1550م-1622م ) , كان ضمن قافلة الرهبان والقساوسة الذين دخلوا مع الجيوش المسيحية المنتصرة , ايضاً كان ضمن القساوسة الذين تكفلوا بنشر المسيحية خصوصا بين المسلمين .
اقتراح القس بليدا :
(( ينبغي علينا قطع رؤوس جميع المسلمين بمن فيهم النساء والاطفال حتى الذين اعتنقوا المسيحية , لاننا لا نستطيع تحديد الصادق والكاذب منهم , وعندما تصعد ارواحهم الى السماء سيحدد المسيح بعلمه الصادق من الكاذب , كي تبقى المسيحية نقية من الكاذبين )) .
الاقتراح واضح ولا يحتاج الى تفسير او تأويل , هو بلا شك شخص شجاع ومخلص لدينه بالدرجة التي تؤهله لقتل اكثر من مئة وخمسين الف انسان !, ايضا ًهو يعرف جيدا ً ان هذا الاقتراح ليس غريبا ً على المسيحية التي يمثلها وبالتالي ليس غريبا ً من حوله فهو راهب يعني ان لديه درجة دينية عالية وصل لها بدراسة الاهوت المسيحي بشكل معمق .
بالاضافة للقسوة الموجودة في هذا المقترح لفت انتباهي :
1-القناعة الراسخة عند هذا الراهب بأن المسيح موافق على قطع الرؤوس بالتحديد وليس الحرق الجماعي او وضعهم في سفينة واغراقها مثلاً !.
2-مباركة جميع القساوسة والرهبان لهذا الاقتراح بمن فيهم البطريرك كونهم يتحدثون باسم المسيح الذي وافقهم وبارك خطواتهم !.
3-يحتاج قطع رؤوس مئات الالاف من الاطفال والنساء والشيوخ الى الكثير من الاستعدادات مما جعل الكنيسة الكاثوليكية تتكفل بكل شيء لتنفيذ اقتراح الراهب بليدا ولينتعش المسيح بهذا الكم الهائل من دماء الصادقين والكاذبين على حد سواء .
يبدو ان التدرج الوظيفي في الدين الابراهيمي بنسخه الثلاث ( اقصد وظيفة رجل الدين ) تخضع لمنطق واحد وهو القسوة المفرطة في التعامل مع الاخر المختلف , وهذا المنطق ( منطق قسوة رجال الدين ) يضع الرب والدين في اشكالية كبيرة ليس امام الاعداء فقط وانما امام اتباعهم , على اعتبار ان الرب هو رب الجميع وانه راعي الجميع خصوصاً الاطفال , ولكنهم يصرون على احراج الرب والدين بأفعلهم لانهم ليسوا اناس بسطاء يقوموا بأفعال فردية كي تٌحسب كأفعال فردية , انهم من يمثلون الرب والدين ويتحدثون بأسم الرب والدين ويتخذون القرارت نيابة عن الرب وعن الدين .
بالمقابل هناك مجازر سيرتكبها ذات يوم لو انقلبت المعادلة وانتصر الطرف الاخر في الحرب المقبلة على اعتبار ان الحروب الدينية لن تتوقف يوماً, وهذا ما حدث بالفعل في مذابح الارمن بعد عدة قرون , وكيف تعامل الاسلام مع المسيحيين بشكل مخزي ؟, فهل تكون دماء البسطاء من الاطراف الدينية المتناحرة جاهزة في أي وقت يحدده رجال الدين ؟.
بالرجوع الى الراهب الدومينيكي خايمي بليدا واقتراحه الذي يصب بمصلحة الكنيسة الكاثوليكية بشكل خاص والمسيحية بشكل عام , قام بتأليف كتاب اسماه ( الدفاع عن العقيدة ) مما يؤكد بأنه المخول من قبل المسيح للدفاع عن المسيح وعن العقيدة المسيحية , وعليه فلم يجد الراهب بليدا طريقة افضل من القتل وتقطيع الاجساد ليدافع بها عن المسيح , متناسيا ً ان النظرة العامة للمسيحية هي التسامح والغفران وما الى ذلك من مصطلحات تقوم على تهذيب النفس البشرية , هذا بالضبط ما يحدث اليوم بين الشيعة والسنة إذ يتلذذ الجميع بمنظر الدماء ومنظر تقطيع اجساد الاطفال والنساء , فهي الطريقة الوحيدة التي توصلهم الى الجنة وتوصل الاخر الى جهنم .
في كل يوم جديد سيكون بيننا مثل الرهب بليدا !, ولانه المدافع المخول الوحيد عن العقيدة الصحيحة التي يعتقد بها , بالضرورة سيحصل على موافقة الرب كي يمارس هواية القتل وبالطريقة التي يراها مناسبة له ولربه , ولا نملك ان نقول شيئاً له فهو مفوض من قبل الرب ليحدد اعمار الاخرين .
صادق العلي - ديترويت



#صادق_العلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الذات والذات العارفة
- كيف ارتبط الايمان بالغباء ؟!.
- الالحاد واللادينية في المرتبة الثالثة عددا بين الاديان .
- 4200 دين ومذهب ومُعتقد في العالم !.
- الاسكاتولوجيا والمعطيات الحديثة
- نماذج من الحروب الدينية ... تقرب الاغبياء الى الرب !.
- امريكا المسيحية تحارب الاسلام ببركات يسوع .
- العربي المسلم في امريكا ... مواطن بلا حقوق !.
- محاولة تبسيط قصيدة النثر
- الراقصة والمحمداوي ومستقبل الصحافة العراقية
- تجمعت الجماهير ... هتفت الجماهير ... سيقت الجماهير للموت .
- المسلمون ومعسكرات الاعتقال قبل طردهم من امريكا !.
- ما يجري في العراق امر طبيعي
- دونالد ترامب ... رئيس بلا مهارات لمرحلة بلا ملامح
- العقوبات الجسدية في الدين الابراهيمي .
- علي حداد ... ان تعيش المآساة ... ان تنقلها .
- النصوص الثانية في الدين الابراهيمي
- داعش صديقة الجميع وعدوة الجميع
- الارتقاء بالذات لارتباطها بالمقدس
- الجعفري والقنصل العراقي في ديترويت وشلة والمتملقين


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صادق العلي - اقتراح القس بليدا .