أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مؤيد الحسيني العابد - إنتروبيّ الكونِ وإنتروبيّ السياسة!















المزيد.....

إنتروبيّ الكونِ وإنتروبيّ السياسة!


مؤيد الحسيني العابد
أكاديمي وكاتب وباحث

(Moayad Alabed)


الحوار المتمدن-العدد: 5630 - 2017 / 9 / 4 - 01:44
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


حكايتي مع الإنتروبيّ كحكايتي مع: القمر الذي قدّره المولى منازل حتى عاد كالعرجون القديم! (وقد أنتج لي ما أنتج! قد تابعته أنتَ لو كنت متابعاً كغيرك!) هي الإلتفاتات التي ينبغي أن يتابعها فيزيائيّ مهتمّ بهذا العالم الذي يركض من حولنا ونحن تتضاربنا العصيّ كما تضرب هذه العصي كُرات البليارد التي يتنافس على إدخالها الهدف، لاعبون!
مولع أنا حتى الجّنون بهذا العالم الذي أظنّ أنّه يسير على وتيرة غير تلك التي رسمها علماءٌ وعلماء! لا تتعجّب لقد برأت ذمّتي منك حينما أقول أنّني مولع حتى الجّنون بهذا الوضع! كيف؟ سَلْني، كيف؟ ولكن أطلب منك بحبّ إن كنتَ من أؤلئك المتضايقينَ من الفيزياء فإرحل عنّا ووقاك الله شرّنا! مع الحبّ!!
أقول لك الجواب وأنا ممتنّ لصبرِكَ!
لقد عرّف الفيزيائيّون، الإنتروبيّ بصورة مستقلة عن التاثيرات الأخرى بإستثناء الفيزياء وعالَم الطبيعة! ربّما كونهم لا يمتهنون اللعب كما يمتهنها أهل النفاق، أقصد أهل السّياسةِ الرّعناء! وهم كثر في عالمنا العربي (ربّما منهم من عيّنته المحاصصات في موقع يطلق عليه بالمستشارية الثقافية! وهي لا مستشارية ولا ثقافيّة ولا من يسأل عن مسؤوليتها أيجيد اللغة العربية أم لا؟! التي من المفروض ان تكون لغة مثقّفي العرب!! أو يعمل أحدهم في وزارات الثقافات التي لم تنتج أيّ منتج ثقافيّ إلاّ من مديح من لا يستحقّ المديح!!).
ولنعرّف معنى الإنتروبيّ وجب أن نعرّف معنى الخطوط التي يسير عليها سياسيو هذا الوقت!
الإنتروبيّ في علوم الفيزياء يعني درجة الإضطراب في منظومة ما، أو هي حالة الفوضى في المنظومة لأيّ سبب من الأسباب. وقد تطرق الى هذا الإصطلاح أوّلاً العالم وليم تومسون والعالم كلاوزيوس. وكانت نتيجة أبحاثهم ولادة القانون الثاني للديناميكا الحرارية (أو الثرموديناميك). وقبل أنْ أسير بك الى القوانين أعطيك بعض المقدمات:
إنّ النظام والفوضى متناقضان، نعم ولكنّ هذا التناقض سينتهي مع الإستمراريّة في الفعل أينما وكيفما كان ذلك الفعل! حيث تستمر الفوضى الى الحدّ الذي يتكرّر بها بنفس الوتيرة ليكون نتاج الفعل هذا نظاما بوضع يستمرّ كلّما أثّرت عليه بنفس المؤثرات لا محالة! والفوضى التي نقصدها هنا هي الإنتروبيّ الذي يناقش العلاقة بين درجة الحرارة وكميّة الحرارة التي تتواجد أو تخلّق في الكون. والحرارة التي يحتويها الكون لا يمكن لنا أن نقول أنّها لانهائيّة لانّ فعل الخلق فيها يستند الى أسباب الخلق الأوّليّ والتي أدّت الى نشوء وتكوّن الكون الذي يستمرّ لمدّة معيّنة (أو غير معيّنة!) لكنّها محدودة النهاية بلا جدال فكلّ بداية لها نهاية لا ريب في ذلك. وقد تطرّق الكثير من العلماء الى وجهة الإنتروبيّ والفوضى التي تلعب دوراً كبيراً في توعية الناس الى أنّ الكون آيل الى الإنكماش بسبب فقدان الحرارة التدريجيّ! أو بفعل الفقدان الفجائيّ لايّ سبب من الأسباب! ولِمَ لا، إن كانت الإشارات القادمة من التأريخ تخبرنا بأنّ الفجاءة والفعل الفجائيّ يدخل ضمن حدود الفوضى التي نتطرّق لها! فالفوضى وإنْ كانت بهذا المسمّى الذي نعنيه إلاّ أنّه فعل أخذ من العقل المسيّر كي يكون فوضى! وإنْ قلنا أنّه فعل بلا إرادة فليكن! ليكون في النتيجة آيل الى النظام بلا شك!
إصبر قليلاً أيها الحبيب!
ماذا ينص قانون الثرموديناميك الثاني؟
لقد أشرنا الى أنّ الإنتروبيّ يربط العلاقة بين درجة الحرارة وكميّة الحرارة حيث أنّ الإنتروبيّ يشير الى الدرجة التي تكون فيها كميّة معينة من الطاقة الحراريّة تتاح للقيام بشغل يكون ذا فائدة أكبر وبكميّة طاقة أقلّ. فلو لاحظنا نظاما يتكوّن من جسم ساخن وجسم بارد، وإقتضى أن يكون هذا النظام مفصولاً بشكل أسرع فتكون حينها الجزيئات في الجّسم السّاخن أكثر فعّالية من تلك التي تكون في الجّسم البارد. إذا وضعت الجّزيئات بإتّصال بين الجّسمين المذكورين فإنّ الجّزيئات الموجودة في الجّسم السّاخن ستنتقل الى الجّسم البارد. ويمكن لنا الإستفادة من هذا التدفّق لتشغيل محرّك حراريّ مثلاً (أيّ المحرّك الذي يحوّل الطاقة الحراريّة الى طاقة ميكانيكيّة أو الى شغل)، وهذا يشير الى أنّ الإنتروبيّ لنظام معزول يزداد دائما وإذا ربطنا نظامين بنظام مشترك واحد فإنّ الإنتروبيّ للنظام المشترك يكون أكبر من مجموع إنتروبيّي النظامين الفرديّين!
إلى هنا يمكن القول أنّ المعقوليّة في هذا الوضع هي السائدة بلا ريب! لكن...لنطرح السؤال التالي:
كيف لنا أن نتعامل مع الكون في هذه الحالة؟ هل كونه نظاماً مفتوحاً أم مغلقاً؟ هل الكون مستمرّ ومفتوح إلى ما لانهاية؟ أم أنّه محدود؟ كي نفهم ونطبّق إبتداءً، قوانين الحفظ: فقانون حفظ الطاقة لا يطبّق في النظام المفتوح وإن صحّ عكس ذلك.
لقد سحب الكثير من الفيزيائيّين البساط من تحت أقدام ناقديهم حينما أكّدوا أنّ قانون الثرموديناميك الثاني قانون إحصائيّ وليس من الدّقّة التي يشار لها بالدراسة التي أصبحت في محيطنا العربيّ عبارة عن شهادات عليا بلا عقول عليا تدفع المجتمع الى الرّفعة والتقدّم في حالات غالبة لا كليّة! وكسبب من الأسباب الوجيهة في إستخدام الأحصاء في القانون المشار إليه هو أن لا قدرة على التفريق بين الجّزيئات السّريعة من البطيئة في مكان النظام الذي أشرنا إليه آنفاً.
لقد ورد عندنا كفيزيائيّين أنّ الإنتروبيّ في النظام المغلق يزداد مع الفترة الزمنيّة، وهذا مهمّ كثيراً وفق العلاقة التي تشمل الثلاثة (الإنتروبيّ، كميّة الحرارة والزمن)، حيث يلاحظ أنّ الكثير من العلماء في هذا المجال وفي العلاقات الفيزيائيّة الحديثة حيث أنّ حالة الفوضى المذكورة يجب أن لا تخضع الى قاعدة أو قانون فيزيائيّ! لذلك نُخضِع هذه الحالة الى نظريّة الإحتمالات التي تدخل فيها الجوانب الإحصائيّة. لذلك أصبح لدينا مبدآن هما مايتعلّق بالإنتروبيّ القوي والآخر الضعيف. والحديث عن ذلك طويل! لن أتطرّق له هنا لدخولنا حيّز الإختصاصات الدقيقة، ولا داعي لها!
لكن يجب القول أنّ الإنتروبيّ حالة من الحالات غير الرّاجعة أي أنّ ردّ الفعل لا يعيد المنظومة الى سابق وضعها، فلو سقطت قطعة زجاجيّة من أعلى وتهشّمت فلن تعود الى وضعها السابق، فنقول العمليّة لا عكسية (أي غير قابلة للعودة الى وضعها الأوّل). وبالتالي سيكون قانون الإحتماليّة حيث تكون نسبتها لرجوع النظام الى حاله الأوّل نسبة تقترب من الصّفر! أي أنّ نظام الحياة متقدم الى الأمام لا رجوع فيه! والسؤال الآن: إنْ إفترضنا أنّ الزّمنَ أمكن طيّه كما هو حال الخيط الذي يطوى ليلتقي طرفاه، حينئذ يمكن للنظام أن يعود في حاله الى الوضع الأوّل أو نقول وفق نفس قانون الإحتماليّة أنّ هناك نسبة معيّنة للرجوع الى الحال الأوّل، أيّ أنّ الإنتروبيّ في هذه الحالة يكون فعلاً إنعكاسيّا! ولِمَ لا؟! وهنا يلتقي القانون الفيزيائيّ مع قانون الرجوع الى مَنْ خلقَ الكون! وإنْ كان قانون الفوضى (يمكن لنا كما قلنا أن نطلق عليه قانون فوضى لأنّه لن يستمر على ما هو عليه حيث أنّ الفوضى المستمرة ستكون قانوناً ونظاماً وحينها لن يكون فوضى وانّما حالة من الإستقرار!).
والآن أينَ أصبح إنتروبيّ السياسة؟!
نظرة بسيطة الى حال البلد تستنتج الى حالة من الإستقرار نشأت عن كثرة الحراميّة والفوضى التي باتت قانوناً! اذ من الغريب أن تتمّ معاملة من معاملاتك في الدوائر بدون رشى أو بدون كذب أو بدون دجل ممّن يلوك الدين ويلعب عليه! فأنتَ أيّها النظيف غريب على هذا السّلوك فأصبحتَ أنتَ الشاذّ، واللصّ هو القانون!!
ولله في خلقه شؤون!



#مؤيد_الحسيني_العابد (هاشتاغ)       Moayad_Alabed#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جدليّة الفيزياء وواقع مجنون!
- ترانيم علويّة
- صعاليك .... وصعلكة
- الوثوب والركود العقلي
- ما الذي يجري على الأرض؟
- الوضع الجديد والنصر المبين القادم! في العراق
- المجدّد السيد كمال الحيدري بين حداثة البحث وأكاديميّة الأسلو ...
- هل هي حكومة: نسوا الله فأنساهم أنفسهم؟!
- لماذا تهافت الارهابيون على سورية والعراق؟
- أضواء على الاتفاق النووي الجديد في جنيف!
- الجسيم الجديد والكون الحلقة الثانية
- الجسيم الجديد والكون - الحلقة الأولى
- الضرائب القادمة على مستوى المنطقة
- أردوغان والضربة القاضية القادمة!
- هل دخلنا المرحلة الاخيرة لحسم الاوضاع في سورية؟
- (مفاعل ديمونة) والوضع الجديد في المنطقة العربية الحلقة الثا ...
- التكامل المعرفي في فكر السيد الحيدري
- (مفاعل ديمونة) والوضع الجديد في المنطقة العربية الحلقة الأول ...
- النشاط النوويّ السوريّ بين الإتّهام والواقع 2
- النشاط النوويّ السوريّ بين الإتّهام والواقع (1)


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مؤيد الحسيني العابد - إنتروبيّ الكونِ وإنتروبيّ السياسة!