أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - وزارتا التعليم والأوقاف وشغل الحواة















المزيد.....

وزارتا التعليم والأوقاف وشغل الحواة


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 5625 - 2017 / 8 / 30 - 13:23
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


وزارتا التعليم والأوقاف وشـُـغل الحواة
طلعت رضوان
لماذا الخوف من توحيد مادة الدين؟
ولماذا لم يفكر المسئولون فى أثر جلوس التلميذ المسيحى بجوار المسلم؟
منذ عدة سنوات والأحرار من المثقفين المصريين، وهم يـُـطالبون بتدريس (مادة الأخلاق) لتلاميذ مرحلة التعليم الأولى (إبتدائى، إعدادى، ثانوى) وبمراعاة سن التلاميذ عن كل مرحلة.
ولكى يكون لتلك المادة تأثيرها الفعال، يجب مواجهة الأمر (من المسئولين) بشجاعة، حيث لابد أنْ تكون هى البديل لحصة الدين. وأنْ الحل فى منتهى البساطة وهو: تدريس نماذج من الآيات القرآنية، ونماذج من الأناجيل الأربعة، التى تحض على تعميق الروابط الأسرية، وأهمية دور الأم والأب فى التنشئة، وتدريس تاريخ المرحلتيْن المسيحية والإسلامية (بموضوعية، أى بدون تزوير، وبدون تجميل) واختيار بعض النماذج (من الأدب والتراث المصرى القديم) التى رسّـختْ بعض القيم الإنسانية النبيلة مثل (عطف الكبيرعلى الصغير، بالتوازى مع احترام الصغير للكبير)..إلخ.
وهذا الاقتراح يتضمّـن (كنتيجة لإلغاء حصة الدين) أنّ الطفل (القبطى/ المسلم) سيجلس بجوار الطفل (القبطى/ المسيحى) وبذلك ينشأ جيل جديد لا يعرف التفرقة على أساس اختلاف الديانة، فلا يشعر الأطفال بأية سدود أو حواجز بينهم، فالجلوس على مقعد (واحد) داخل فصل دراسى (واحد) ومنهج تعليمى (واحد) كل ذلك سوف يـُـعمّـق الرابطة الإنسانية والاجتماعية بين الأطفال، وتكون نتيجتها الاشتراك فى المذاكرة واللعب وتناول الطعام، بل وتبادل الزيارات.
ولكن هذا الاقتراح قـُـوبل من قبل المسئولين (من قمة الهرم الرسمى لمؤسسات الدولة، إلى أسفله) بالرفض، واشترك فى الرفض كبار شيوخ السلطة، بالتضامن مع كبار من الذين أطلقوا على أنفسهم (سلفيين)
ومع تصاعد العمليات الإرهابية ضد المسيحيين فى التسعينيات، من قتل والاعتداء على بيوتهم ومحلاتهم، بل وتخريب محلات المسلمين الذين يبيعون (شرائط الفيديو) وهى المرحلة التى شهدتْ اغتيال شهيد الفكر (فرج فوده) ومحاولة اغتيال بعض الوزراء والصحفيين، ثم محاولة قتل الأديب نجيب محفوظ..إلخ. فى تلك الفترة تجـدّد طلب الليبراليين بضرورة تدريس (مادة الأخلاق) وبالفعل استجاب النظام، وعلمتُ من صديق يعمل فى وزارة التعليم بأنّ الوزارة طبعتْ كتابـًـا عن (الأخلاق) فطلبتُ منه الحصول على نسخة للإطلاع، ولكنه فشل فى مهمته. أما ستار الختام فكان بإختفاء (كل) النسخ، ولا أحد يعرف مصيرها : هل تـمّ (تخزينها)؟ أم (حرقها)؟ أم بيعها لتجار الروبابيكيا؟ أم لمصانع الورق لإعادة تدوريها؟
ثـمّ كان الفصل الأخير الذى حدثتْ وقائعه فى شهر إبريل2017، حيث نفى د. طارق شوقى وزير التربية والتعليم، ما أثير حول إتجاه الوزارة لإلغاء مادة التربية الدينية، لتحل محلها (مادة القيم والأخلاق والمواطنة) وأضاف الوزير أنه تـمّ الاتفاق على تدريس مادة القيم والأخلاق والمواطنة، دون أنْ يكون لها أى تأثير على تدريس مادة التربية الدينية بالمدارس.
انضمّ إلى وزير التعليم د. مختار جمعة (وزير الأوقاف) الذى قال : إنّ مادة القيم والأخلاق والمواطنة، الهدف منها التأكيد على القيم والأخلاق من منظور إنسانى. وهذا المنظور هو : رسالة أساسية هى : أنّ الإسلام والمسيحية يـُـدعمان الأخلاق والقيم والمواطنة. وأضاف وزير الأوقاف أنّ كتاب الأخلاق تـمّ إعداده من قـِـبل وزارة التربية والتعليم، وشارك فى مراجعته د. أحمد الطيب (شيخ الأزهر) والبابا تاواضروس الثانى ووزير الأوقاف. وأنّ الكتاب يـُـدعـّـم التربية الدينية، ولا يـُـدرّس كبديل عنها.
وأعتقد أنّ كلام هذيْن الوزيريْن يستوجب إبداء الملاحظات التالية :
أولا: الاصرارعلى الاحتفاظ بتدريس مادة التربية الدينية، أى العودة إلى المربع الأول، فيحق الاستشهاد بالمثل الشهير ((كـأنك يا بوزيد ما غزيت.. وكأنك لا رحت ولا جيت)) فلماذا هذا الاصرارعلى تدريس الديانة الإسلامية فى حصة مستقلة؟ وتدريس الديانة المسيحية فى حصة مستقلة؟ أى الأصرارعلى فصل أبناء الشعب الواحد فى (حصة الدين) التى تسبـّـبتْ فى تعميق الكراهية بين التلاميذ المسلمين والمسيحيين من خلال التمييز بين الديانتيْن وإبراز الفروق بينهما، خاصة أنّ التلاميذ يسمعون من أولياء أمورهم أنّ (ديانتهم) هى الأفضل..إلخ
ثانيـًـا : هل شيخ الأزهر، وبابا الكنيسة ووزير الأوقاف سيخرجون على النصوص الدينية الواردة فى (كتبهم المقدسة) ويمتنعون عن ذكرها فى حالة تعارضها مع (قيم المواطنة)؟ ولماذا لم يُـفكــّـر هؤلاء الرموز الثلاثة فى تأثير تدريس المأثور الإسلامى حول مصطلحات (أهل الذمة) و(أهل الكتاب)؟ وهل يمكن التدقيق فى اختيار أسماء أبطال القصص، فتأخذ صفة الأسماء المجردة بعيدًا عن اسقاطاتها الدينية، كما هو فى بعض القصص حيث ((عمر يلعب بالكرة)) فتكون ((عادل يلعب بالكرة))؟ وهل الكتاب (الحكومى) المقترح سيلغى الجريمة الموجودة فى كتب المرحلة الإبتدائية حيث ورد بها ((أحمد نصح بطرس وقال له أنّ الكذب حرام))؟ وهل سينجح الكتاب الحكومى فى ترسيخ معنى المواطنة، لو أصرّ المسئولون عن التعليم فى (حصة الرسم) على أنْ يرسم التلاميذ (المسيحيين) مآذن المساجد..إلخ؟ وهل سينجح الكتاب الحكومى المقترح لو أصرّ المسئولون عن كتاب اللغة العربية، على تدريس وحفظ الآيات القرآنية الواردة فى بعض نصوص (المطالعة)؟ أو نصوص من الشعر كلها تمجيد للرموز الإسلامية (شخصيات ووقائع وآثار..إلخ)؟ وهل سيشترك فى وضع الكتاب بعض المفكرين الليبراليين الأحرار؟ أم سيـُسيطرعليه الأصوليون الإسلاميون، سواء من يرتدون الزى الإسلامى، أو الزى الأوروبى؟
فهل يمكن أنْ يأتى يوم على (مصرنا) يكون فيه مسئولون يعقدون مقارنة بين الاقتراح الحكومى، واقتراح الأحرار، الذين تضمن اقتراحهم نماذج من حكماء الشرق القديم مثل بوذا وكونفوشيوس وحكماء مصر القديمة مثل الحكيم (آنى) الذى قال فى نصائحه لابنه ((ابتعد عن أهل الشر)) وهى النصيحة التى تحوّلتْ فى العصر الحديث إلى (ابعد عن الشر وغنى له) وتعاليم (أمنوبى) الذى قال لابنه ((لا تسب من هو أكبر منك سنــًـا)) (سليم حسن "الأدب المصرى القديم"- كتاب اليوم- منتصف1990) فهل سيأتى هذا اليوم؟ أم ستستمر المسيرة كما هى الآن؟ وأليس تصريحات وزيرىْ التعليم والأوقاف (التى لم تــُـقدّم أى جديد) تنطبق عليها مقولة شعبنا البديعة (شـُـغل حواة)؟
***



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلى متى يستمر الوهم العروبى؟
- رد على الأستاذ عبدالعزيز سيد
- مغزى عودة الوجه القبيح للخلافة الإسلامية
- كيف تحول رؤساء دولة إلى رؤساء عصابة؟
- أليس تعدد الزوجات ضد الطبيعة البشرية؟
- كيف تنصرالإرادة الإلهية الإرهابيين ضد المسالمين؟
- لماذا تهاون رئيس جامعة الأزهرفى حق مصر؟
- مصر وسوريا والسودان والأسئلة المسكوت عنها
- هل القرآن كتاب دين أم كتاب علم ؟
- كيف وصل تشويه مصر لدرجة الانحطاط ؟
- دور الأزهر فى تخريب عقول التلامبذ
- العقلانية وتحليل العهد القديم
- إلى من تٌوجه مقولة الخلل فى فهم الإسلام؟
- حرب النصوص الدينية
- قراءة فى مذكرات بنيامين نتنياهو
- لماذا يصمت النظام على جريمة مكتبات المساجد
- قراءة فى مذكرات جولدا مائير
- لماذا انتقل البعض من الماركسية إلى الإسلام ؟
- زويل ومصير العلماء المصريين
- العلاقة بين الجاهلية والإسلام


المزيد.....




- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائي ...
- أجراس كاتدرائية نوتردام بباريس ستقرع من جديد بحضور نحو 60 زع ...
- الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي اقتحم المسجد الأقصى ...
- الاحتلال اقتحم الأقصى 20 مرة ومنع رفع الأذان في -الإبراهيمي- ...
- استطلاع رأي إسرائيلي: 32% من الشباب اليهود في الخارج متعاطفو ...
- في أولى رحلاته الدولية.. ترامب في باريس السبت للمشاركة في حف ...
- ترامب يعلن حضوره حفل افتتاح كاتدرائية نوتردام -الرائعة والتا ...
- فرح اولادك مع طيور الجنة.. استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- استطلاع: ثلث شباب اليهود بالخارج يتعاطفون مع حماس
- ضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي على النايل سات لمتابعة الأغاني ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - وزارتا التعليم والأوقاف وشغل الحواة