أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فادي يوسف - نعم الإسلام دين سلام ... نظريا!















المزيد.....


نعم الإسلام دين سلام ... نظريا!


فادي يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 5625 - 2017 / 8 / 30 - 05:22
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لا يخفى علينا اليوم ان هذا مصطلح صار شائعا ولا يكاد ان يمضي يوما حتى نسمعه يتكرر، غالبا نسمعه بعد كل حدث إرهابي يحدث باسم الإسلام، وما اكثرها هذه الايام، لكن عبارة الإسلام دين سلام بدأت بالرواج حديثا وتحديدا بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر 2011 الإرهابية، رغم ان المنظمات الإسلامية وفي اعلامها الذي توجهه للمسلمين داخليا كانت تنقل الخبر بشماتة مدفونة، لكننا نرى اغلبية القنوات العربية والإسلامية حاولت بكل ما اوتيت من قوة ان تروج هذا المصطلح للخارج ولا ننسى أيضا القنوات الغربية التي كانت غايتها تهدئه الرأي العام هناك الذي بدوره بدأ يتساءل ويبحث في الدين الغريب الذي كان غالبية الناس لا تعرف تفاصيله.
وفي أحد الأيام وكما العادة ان أقوم بقراءة المقالات وبعض الاخبار والبحث بالمواضيع التي أُجيب بها عن التساؤلات التي تخطر ببالي والتي تثير فضولي، تبادر الى ذهني وتفكيري السؤال هذا "كيف يمكن ان يكون الإسلام دين سلام؟ وهل هذا ممكن ان يحدث كما يُدَّعى دوما؟". بدأت في التفكير في كيفية الإجابة عن هذه السؤال الصعب فاحتجت الى ان أقوم بتقسيم هذا السؤال الى بعض الأسئلة الفرعية التي قد تساعدني في التوصل الى مبتغاي.
فماذا يُقصد بالسلام؟
الإجابة على هكذا سؤال تبدو بديهية لكنها مهمة. فالسلام بحسب المعاجم له عدة معاني كالسلام الداخلي وهو الشعور بالاطمئنان والفرح والتصالح مع الذات وأيضا قد يأتي بمعنى التحية والترحيب وغيرها لكننا ندرك انه ليس هذا هو المقصود فنحن نبحث عن معنى مختلف للسلام وهو الذي يفضي الى الانقطاع عن القتال وبسط الأمان في مكان ما بحيث لا يخاف الشخص على ماله او عرضه او حياته. وهذا يقودنا الى السؤال التالي
كيف يتحقق هذا السلام؟
قد يخطر ببالنا الإجابة السريعة والبديهية وهي بنشر المحبة والالفة بين المتخاصمين والبحث عن المشترك والابتعاد عما يفرق وبالحوار والاحترام المتبادل ومبدأ قبول الاخر ولنسميه السلام بالمحبة، او مثلا عن طريق الاتفاق اقتصاديا بحيث يتوصل الأطراف الى انه الفوائد من السلم أكبر من الحرب فحينها يجلس المتخاصمون على الطاولة ويطرح كل طرف وجهة نظره وشروطه وفي النهاية يقوم كل طرف بتحقيق شروطه ويقدم بعض التنازلات فيتحقق بذلك السلام ويمكننا تسميته السلام بالتوافق. لكن التاريخ الاسلامي لا يحدثنا عن هكذا سلام انما مفهوم السّلم له ظروفه واحكامه وكان عادة ما يسمى بالصلح، اذاً مع من يصح الصلح وما هي شروطه:
1. الصلح بين المسلمين
وهنا اهم يمكن اختصار شروطه بالحديث الحسن الصحيح "الصُّلْحُ جَائِزٌ بَيْنَ المُسْلِمِينَ، إِلَّا صُلْحًا حَرَّمَ حَلَالًا، أَوْ أَحَلَّ حَرَامًا، وَالمُسْلِمُونَ عَلَى شُرُوطِهِمْ، إِلَّا شَرْطًا حَرَّمَ حَلَالًا، أَوْ أَحَلَّ حَرَامًا"[1]، وهذا شبيه بالسلام بالاتفاق الذي تحدثنا عنه لكنه يختص بكونه بحسب الشريعة الإسلامية وبين المسلمين
فهنا نظريا يمكن تحقيق السلام فيما لو طبق هذا النوع في مكان يسكنه المسلمين فقط ويرتضون لهذا الحكم ويقبلون بشروطه كونهم على ملة الإسلام اصلاً.
2. الصلح مع الكفار
الفكر الإسلامي يؤمن انه فيما لو قبل الجميع الإسلام وقبلوا بشروطه واحكامه فسيودي هذا الى السلام كما أشرنا بالنقطة السابقة فالجميع سيكون على ملة الإسلام ونظريا سوف يتم تطبيق الشريعة وسوف يتحقق السلم بين الجميع.
فالقران تطرق لهذا الموضوع بسورة الانفال: "وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّىٰ--- لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنِ انتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ"[2]، فهنا واضح بان الله في القران يقول بانه طالما يوجد من لا يؤمن بالإسلام فسوف تبقى الفتنه ولن يكون هنالك سلام فقاتلوا كل من لا يقبل الإسلام حتى لا تكون فتنة ويعيش الجميع بسلام. وهنا علينا ان نتعمق قليلا في مفهوم إسلامي ويدعى جهاد الطلب ويمكن اختصار مفهوم جهاد الطلب بما جاء بالموسوعة الفقهية: "القصد من الجهاد دعوة غير المسلمين إلى الإسلام أو الدخول في ذمة المسلمين ودفع الجزية وجريان أحكام الإسلام عليهم، وبذلك ينتهي تعرضهم للمسلمين، واعتداؤهم على بلادهم، ووقوفهم في طريق نشر الدعوة الإسلامية، وينقطع دابر الفساد"[3]. اذاً أصبح من الواضح ان الإسلام يؤمن انه حتى يتحقق السلام يجب ان يدين الجميع بالإسلام وإذا تطلب الامر ولم يقبل الكفار الدعوة السلمية او دفع الجزية والقبول بشروط المسلمين فوجب على المسلمين قتالهم من باب منفعتهم فانهم بقتال الكفار يطرحون عنهم الكفر والفسق ويهدوهم (حتى لو لم يعجبهم) الى الإسلام.
لكن في حالات خاصة امكن المسلمين ان يعقدوا اتفاقية مع الكفار او معاهدة وتكون غالبا اذا رأت الدولة الإسلامية انها لا تقدر على هزيمة الكفار ولكن بشروط وهنا سأقتبس باختصار بعض النقاط المذكورة في كتاب الدفاع عن أراضي المسلمين اهم فروض الاعيان[4] في باب شروط عقد المعاهدة مع الكفار: " اختلف الفقهاء في جواز عقد صلح مع الكفار فمنهم من أجازه على صلح الحديبية ومنهم من أجازه إذا كان المسلمون في ضعف شديد، ومنهم من لم يجز الصلح أبدا، وقالوا؛ نسخت آية السيف كل معاهدة مع الكفار.
ولكننا نقول: يجوز للمسلمين عقد معاهدة مع الكفار إذا كان ذلك مصلحة للمسلمين، ولكن بشرط ألا تتضمن المعادة شرطا يبطل المعاهدة أو يفسدها، ومنها:
أ. لا يجوز ألا تتضمن المعاهدة شرطا فيه اعتراف أو إقرار الكفار بشبر من أراضي المسلمين (...).
ب. إذا تعين الجهاد بطل الصلح كما إذا دخل العدو أرض المسلمين أو كان طالبا لهم، (...).
ج. كل شرط تضمن تعطيل شريعة الله أو إهمال شعائره فهو باطل، فلا يجوز للروس أن يتدخلوا في نظام الحكم، لأن هذا إفساد للجهاد وهدفه.
د. لا يجوز أن يتضمن العقد شرعا فيه إذلال للمسلمين أو يُشعر بهذا، (...).
ه. ألا يتضمن العقد شرطا يخالف الشريعة الإسلامية، (...).
و. ولا يجوز كذلك أن يتضمن العقد إظهار شعائر الكفار في بلاد المسلمين مثل السماح لهم ببناء الكنائس والأديرة أو إرسال المبشرين الذين يفتنون المسلمين ويفسدون عقائدهم وخاصة في جزيرة العرب (...).
(...)." (يمكن مراجعة التفاصيل بالكتاب الموضوع أسفل المقال).
إذا كما رأينا وتيقنّا الان فأن غاية الإسلام في المنتهى (نظريا) هو السلم لكن السكوت بعد كلمة سلام وعدم التدقيق بماذا يعني حقيقةً فهذا خداع فهو ليس كالسلام بالمحبة او السلام بالاتفاق بل يمكننا تسميته السلام بالإجبار فان كنتُ اقوى منك فأما الدخول بالإسلام او إذا كنت من اهل الكتاب فالجزية او الموت وإذا لم تكن من اهل الكتاب فالموت.
أخيرا سوف اطرح السؤال الأهم وهو هل فعلا الإسلام دين سلام؟ واجابتي هي نعم! نظريا، فلو اعتبرنا ان الجميع سوف يدخل الإسلام ويقتنع به دون قتال بل بالموعظة الحسنة والعمل الصالح وان جميع من دخلوه امنوا ايمانا حقا به وكلهم كانوا على طائفة واحدة وليسوا على فرق مختلفة فهنالك فرقة واحدة فقط هي الناجية [5] وكان الزعيم والحكام والمسؤولين والشعب يطبقون الشرع فسيعم السلام مكان المسلمين الى عين انتهاء أي شرط من الشروط التي ذكرتها للتو، ولا يخفى على احد ان هذا الشيء مستحيل عمليا، فالتاريخ يشهد باستحالته، والله في الإسلام يشهد باستحالته " وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَن فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا، أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّىٰ--- يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ"[6]، والمنطق البشري يشهد انه لا يمكن ان يجتمع البشر على رأي واحد، فالسلام يجب ان يصنع بالمحبة وبالاتفاق، بتقبل بعضنا بعض وبتقبل اختلافاتنا، السلام يُصنع متى اذما عاش الجميع باختلافاتهم الدينية والفكرية والعرقية والسياسية متساوون بالحقوق والواجبات ومتساوون امام القانون واما المجتمع، فهكذا سلام ليس كذاك السلام، وما بين سلام وسلام كما بين ليل ونهار، فليس كل سلام سلام.

المصادر:
1. http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1272&idto=1272&bk_no=2&ID=928

2. http://quran.ksu.edu.sa/tafseer/tabary/sura8-aya39.html

3. http://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=166631

4. https://archive.org/details/Kklkkkk

5. http://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=76858

6. http://quran.ksu.edu.sa/tafseer/tabary/sura10-aya99.html






#فادي_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- استبعاد الدوافع الإسلامية للسعودي مرتكب عملية الدهس في ألمان ...
- حماس والجهاد الاسلامي تشيدان بالقصف الصاروخي اليمني ضد كيان ...
- المرجعية الدينية العليا تقوم بمساعدة النازحين السوريين
- حرس الثورة الاسلامية يفكك خلية تكفيرية بمحافظة كرمانشاه غرب ...
- ماما جابت بيبي ياولاد تردد قناة طيور الجنة الجديد على القمر ...
- ماما جابت بيبي..سلي أطفالك استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- سلطات غواتيمالا تقتحم مجمع طائفة يهودية متطرفة وتحرر محتجزين ...
- قد تعيد كتابة التاريخ المسيحي بأوروبا.. اكتشاف تميمة فضية وم ...
- مصر.. مفتي الجمهورية يحذر من أزمة أخلاقية عميقة بسبب اختلاط ...
- وسط التحديات والحرب على غزة.. مسيحيو بيت لحم يضيئون شجرة الم ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فادي يوسف - نعم الإسلام دين سلام ... نظريا!