أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كوسلا ابشن - الاستبداد المطلق للمقيم العام العلوي الاستعماري















المزيد.....

الاستبداد المطلق للمقيم العام العلوي الاستعماري


كوسلا ابشن

الحوار المتمدن-العدد: 5624 - 2017 / 8 / 29 - 21:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الاستبداد المطلق للمقيم العام العلوي الاستعماري

لا أرى في هذا الوجود إلا الحرية، وكل ما سواها باطل.
محمد بن عبد الكريم الخطابي

راهن النظام الكولونيالي على الزمن لاخماد انتفاضة الريف, معتقدا ان اطالة زمن الانتفاضة كفيل لجلب اليأس والاحباط الى نشطاء الانتفاضة الشعبية السلمية, و كفيل لوحده باتمام عملية اخماد الانتفاضة من ذاتها في مركزها لحسيما و بالتالي نهايتها حتى في اطرافها ( عملية الدومينو) من دون التدخل المباشر لانهائها, الا ان حساباته لم تكن في محلها, رغم تجربة النظام الكولونيالي مع الانتفاضات الثورية بالريف, التي برهنت له ان الريف لا يشتعل ليخمد ذاتيا من دون التدخل الخارجي العنيف.
التكتيك الزمني لم يأثر سلبا في التحرك الجماهيري, بقدر ما كان له انعكاس سلبي على القدرات البشرية المخزنية, فالنظام لا يستحمل المواجهات البعيدة المدى, ولهذا يلتجأ في مثل هذه المواقف الى عامل القوة والقمع والقتل والاعتقالات لترهيب الجماهير الشعبية المنتفضة لاحتواء حركتها و اخماد فعلها الثوري في أسرع وقت ممكن. التدخل الوحشي الاجرامي للنظام يتناقض مع ما يسوقه في الداخل و الخارج من شعاراته الرنانة و " قوانينه" الورقية عن ( الديموقراطية " الاستعمارية", حرية التعبير والاحتجاج و ... ),حتى اصبح هذا التناقض متلازم للنظام الكولونيالي كعادته, (يقتل القتيل و يسير في جنازته) الهدف منه الحفاظ على استمرارية اغتصاب الارض واستعباد الشعب.
فشل النظام في احتواء الوضع, ادى بالمخزن للتفكير في خلق وضعية الفوضى و انعدام الآمن, وذلك بتجنيده لعملائه في المنطقة ( بيادق الثورة المضادة) وتجنيد العصابات المسلحة لكسر الانتفاضة وخلق حالة الهلع والخوف في اوساط الشعبية المسالمة, مما قد تضطر القوى المنتفضة الى وقف الفعل الاحتجاجي السلمي, الا ان تكتيك فرق تسد, تجاوزه حراك الريف بحكمة واتقان ولم تعطي حركة الانتفاضة الفرصة للاجهزة القمعية في وقتها للتدخل لاخماد الاحتجاجات السلمية في لحسيما و في كامل التراب الريفي.
فشل مهمة الخونة والمرتزقة في كسر سلمية الانتفاضة وخلق فوضى الميدان, ادى بالنظام الى اعطاء اوامره بالتدخل المباشر للاجهزة القمعية لاخماد الانتفاضة بالقوة, وبذلك تم الانزال المكثف لقوى القمع, عشرات الألاف من ألاجهزة الدموية, والمواجهة المباشرة ضد المنتفضين, باستعمال اشكال مختلفة من ادوات القمع والاذلال, تمهيدا لموجة من الاعتقالات في صفوف المحتجين و خصوصا قيادة الانتفاضة.
الرد المضاد العنيف والوحشي للسلطة الكولونيالية لقتل الصوت الريفي المقهور, و ما يحمل من تحدى لارادة الجماهير الشعبية الريفية, وانتهاكا للمواثيق الدولية و لحقوق الانسان, لم يزيد الحركة الامازيغية الريفية المناضلة الا مزيدا من القوة والاسرار على مواصلة التعبير عن حقها الطبيعي في المطالبة بالاستفادة من خيراتهم المحلية المنهوبة ومن الرأسمالها المالي الريفي المصادر و المطالبة بالتحرر الثقافي واللغوي واستقلالية الادارة والقرار.
الارادة الفولاذية لاحفاد محمد عبد الكريم الخطابي في مواصلة المقاومة السلمية رغم القمع والترهيب والاعتقالات التعسفية, هذه الحالة التي استوعبتها المؤسسة المخزنية جيدا لتنتقل من الوجه المقنع الى وجهها الحقيقي العنصري وطابعها الاستبدادي, بالتغاضي عن " قوانينها" الورقية ( حرية التظاهر) و الرجوع الى القوانين المرجعية " الثابتة" وبالخصوص الى قانون " كل ما من شأنه", المصنف لكل نضال ضد الكولونيالية, بأنه اخلال بالنظام العام و بالآمن, و بموجب هذا " القانون" الاستعماري الاستبدادي والمناقض للمواثيق الدولية, قام النظام الكولونيالي من جهة بقمع الانتفاضة بكل وحشية, تبعتها حملة اعتقالات عشوائية طالت ازيد من 260 مشارك وعلى رأسهم قيادة الانتفاضة موزعين على زنزانات القهر مع تعرضهم لانتهاكات لحقوقهم كمعتقلين سياسيين, ومن جهة آخرى اصدار المخزن آمر منع الاحتجاجات في المنطقة, ومعاقبة التحريض عليها, وبهذا لم ينجوا من الاعتقال والاستنطاق في مراكز التوحش حتى الاطفال الرافعين لشعارات المشاركة في الاحتجاج السلمي ل 20 يوليوز.
الاعتقالات التعسفية في صفوف نشطاء الانتفاضة لم تنل من ارادة الجماهير الشعبية الريفية التي لبت نداء الصمود و النضال الحر ل 20 يوليوز الذي واجهته آلة القمع المخزني باستعمال انواع متعددة من ادواة القمع لمنع الفعل الامازيغي الميداني واسكات اصوات الاحرار بالحديد والنار, وكانت الحصيلة سقوط العديد من الجرحى في صفوف ايمازيغن و من بينهم من كان في وضعية حرجة, استشهد فيما بعد في مختبر أجهزة القتل والتنكيل بالاحرار.
هروات والآلات الحادة لأجهزة القتل, برمجت لاستهداف الاماكن الحساسة في جسم المستهدف للاسراع في انهاء حياته او لادخاله عالم المعطوبين, ولهذا فهي لا تخطئ الهدف وخصوصا اذا كان المستهدف من القوم الامازيغي الغير المعرب, فالألة التي هشمت رأس شهيد الانتفاضة الريفية الامازيغية, قامت بهمتها على أحسن وجه لارسال الشاب الامازيغي عماد العتابي الى مثواه الاخير, ليكون أول شهيد انتفاضة الريف, فصرخة عماد الثائر المنددة بالتمييز القومي والاستبداد في زمن الاستحمار والاستعمار, لم تمهلها الآلة القمعية الكولونيالية التحليق في سماء الريف لتصل الى آذان المنبطحين من "العرق المعين", في زمن الاستلاب والاغتراب, صرخة شهيد الانتفاضة, تصدت لها الآلة القمعية البربرية الاجرامية المخزنية بكل وحشية وحقد دفين, لتكتيم فواهة بركان شاب مكبل بأغلال الاستعمار و الاستغلال والاضطهاد والعنصرية.
استعمال القوة المفرطة في مواجهة الانتفاضة السلمية والاعتقالات العشوائية والتعذيب الوحشي واللاانساني للمعتقلين والانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان في الريف يدل على الحقد العنصري التاريخي ازاء أهل الريف, الاحرار الغير الراضين عن الاستحمار والاستعمار, و 20 يوليوز ليست الا حالة بسيطة من التاريخ الدموي بمنطقة الريف المخزون في ذاكرة ايمازيغن.
عملية منع الاحتجاجات والقتل العمد وترهيب الشعب واكبتها حملة الاعتقالات التعسفية لنشطاء النضال الميداني والتعذيب الوحشي في زنازين العلوية وتعري أجساد المعتقلين على الطريقة (أبو غريب) انتهاكا لحقوقهم ولانسانيتهم, و أستكملت العملية البربرية بمسرحية الجهاز القمعي( المحاكم) العلوي الكولونيالي, لتعطي الصبغة "القانونية " لمصادرة حقوق ايمازيغن في الدفاع عن كرامتهم وحقوقهم الاقتصادية والاجتماعية والثقافية واللغوية.
المحاكم الكولونيالية أداة الاضطهاد القومي, مهمتها الاساسية اخضاع الاهالي بقوة " القانون" الاستعماري لارادة ولسياسة النظام الكولونيالي, ولهذا لا يرجى منها خدمة العدالة.
الاحكام الصادرة في حق من حكم عليهم من معتقلي النضال الامازيغي الريفي و في من ينتظر مسرحية العدل الالهي العروبي, فهي تحصيل حاصل, ما دامت المحكمة مؤسسة قمعية مخزنية, دورها تطبيق سياسة السلطة التنفيذية العلوية ( المقيم العام).
المناضلون المعتقلون من اجل القضية لا تأثر المحكمة الكولونيالية وأحكامها العنصرية على معنوياتهم, ولا تزيد أحفاد الرئيس محند الخطابي الا الصمود والاقتناع بعدالة القضية الامازيغية الريفية ضد المخطط الاستعماري الفاشي العروبي من قمع و قتل و الزج بالمناضلين ايمازيغن في غياهب السجون لهدف واحد هو ستمرارية احتلال ارضهم ونهب خيراتهم وتحويل هويتهم القومية الى هوية وهمية ارتزاقية في خدمة الاستعمار.
رحل عماد ولم تخمد فواهة بركان الريف, فلهيبها سيفني الكولونيالية عاجلا ام آجل, فإرادة الشعوب لن تقهر.
المجد والخلود للشهداء ايمازيغن والخز والعار للاستعمار و للمرتزقة

كوسلا ابشن



#كوسلا_ابشن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التهميش والاقصاء نتيجة حتمية لسياسة التمييز القومي
- المهمشون أولى بأموالهم من الغير
- الريف بؤرة الثورة الامازيغية
- تهنئة للاخوة المسيحيين بالميلاد السعيد
- موقع الحركة الامازيغية من العرقية والقومية التحررية
- الكولونيالية وسياسة الابارتهايد والتمييز العنصري
- التضامن المطلق مع كمال فخار و قاسم سوفغالم المضربين عن الطعا ...
- أهداف مصادرة اراضي ايمازيغن وتفويتها للخليجيين
- الخط الفاصل بين الاقلية والشعب الاصلي (الخاضع تحت السيطرة ال ...
- - طحن دين مو-, امازيغي مجرد حشرة
- الصهيونية والاسلاميون في المروك اية علاقة
- المعتقد الديني بين العاطفة والعقل لدى ايمازيغن
- مقاطعة نجوم ثقافة اغتصاب القصر
- انتخابات ام بيعة معاصرة
- الاسلاميون يحرمون المكونات التراثية الامازيغية
- الزنا الحلالية عند الاسلاميين
- 20 غشت 1953, حلقة من حلقات مخططات المؤامرة الاستعمارية
- جدلية التحرر الوطني-القومي والتغيير الاجتماعي
- الصحراء بين الهوية وتقرير المصير
- أنوال, درس من زمن العزة والحرية


المزيد.....




- وقف إطلاق النار في لبنان.. اتهامات متبادلة بخرق الاتفاق وقلق ...
- جملة -نور من نور- في تأبين نصرالله تثير جدلا في لبنان
- فرقاطة روسية تطلق صواريخ -تسيركون- فرط الصوتية في الأبيض الم ...
- رئيسة جورجيا تدعو إلى إجراء انتخابات برلمانية جديدة
- وزير خارجية مصر يزور السودان لأول مرة منذ بدء الأزمة.. ماذا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى تحتية لحزب الله في منطقة جبل ...
- برلماني سوري: لا يوجد مسلحون من العراق دخلوا الأراضي السورية ...
- الكرملين: بوتين يؤكد لأردوغان ضرورة وقف عدوان الإرهابيين في ...
- الجيش السوري يعلن تدمير مقر عمليات لـ-هيئة تحرير الشام- وعشر ...
- سيناتور روسي : العقوبات الأمريكية الجديدة على بلادنا -فقاعة ...


المزيد.....

- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كوسلا ابشن - الاستبداد المطلق للمقيم العام العلوي الاستعماري