يسرى الجبوري
الحوار المتمدن-العدد: 5624 - 2017 / 8 / 29 - 17:59
المحور:
الادب والفن
فلسطين..
ما زلت اذكر جيدا ً
ذلك اليوم
الذي عاد فيه أبي من عملهِ
حاملا ًبـ يده لوحة جدارية
علقها في غرفة المعيشة
لم اكُن وقتذاك ادرك الحروف بعد
فـ قد كنتُ صغيرة جدا
لكنني اميّز الألوان وتستهويني الرسوم
رغم كل ما في الجدارية من كتابة وفنّ
إلا إن َّما علق بـ ذهني
واستوقفني لـ تأمله ملياً
صورة لـ علمين متعانقين
احدهما بـ طبيعة الحال عرفته
علم العراق ذي الثلاث نجمات
لكن من يكون الآخر ياترى ؟!
سؤال مُلح
جال في مخيّلتي الصغيرة
اجبرني إلحاحي لـ اسأل والدي
ماهذا ياابي ؟!
فـ ردَّ عليَّ قائلا ً:
هذا علم فلسطين
فلسطين !!
مؤكد أنها شئ عظيم
ولولا ذاك
لـ ما عانق علمها علم العراق هكذا
وبـ كل حنين
هذا ما جال في خاطري وقتها
وتدراكت ابي بـ سؤالٍ رديف
أبي وهل في هذه الكتابات مكتوب فلسطين ؟
قال : نعم
واشار بـ سبّابته على اسم فلسطين
وكان مرسوما بـ طريقة لا تنسى
بـ لونٍ اسود ومخطوط بـ تفرّد
لم يمرّ عليّ كـ مثله
وراحت السنين وجاءت السنين
وهُدِمَ بيتنا وضاعت الجدارية
وراحت سنين وجاءت سنين
ومات ابي
وعِشتُ ألف ألف عُمرٍ من الحرب
وما زالت فلسطين تعبق في ذاكرتي
حُباً عظيما
كـ مثل أول يوم ٍعرفتها
ورأيت رسم اسمها فيه وأحببتها
وتبقى فلسطين حبي ونبضات ُقلبي
وعشقاً لا تبدّله السنين
عاشت فلسطين
عاشت فلسطين
عاشت فلسطين
#يسرى_الجبوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟