أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - زهير دعيم - سيّارة الجيب الأحمر














المزيد.....

سيّارة الجيب الأحمر


زهير دعيم

الحوار المتمدن-العدد: 5621 - 2017 / 8 / 26 - 16:11
المحور: المجتمع المدني
    


لاحظ الزوج أنّ زوجته منذ يومين بدات " تزوم وتعوم" "وتقلب خلقتها على الفاضي" ..ولم يعرف المسكين لها سببًا ، فما يذكر أنّه أزعلها بشيء أو مسّ شعورها المُرهَف بسوء .
فهشّ وبشّ وحاول أن يعرف السبب الحقيقيّ ، فلا بدَّ من سبب ، فليست فيه المرّة الاولى التي تفعلها ست البيت لتحصِّل شيئًا.
وبعد استدراج قليل فتحت " المستورة" فاها قائلة :
" أبوها ليس بافضل من أبي ، بل بالعكس فقد كان أبي عنوانًا ورمزًا ، وليست هي بأفضل منّي أو أجمل ، حتّى يشتري لها زوجها جيبًا أحمر جديدًا من الوكالة ، في حين أسوق أنا سيّارة أكل الدهر عليها وشرب منذ خمس سنوات"
أنظر اليها منفوشةً كما ديك الحَبَش ، تمشي على رؤوس أصابعها وكأن الأرض لا تحملها !!!
ويروح المسكين يشرح لها ويُفسّر ويُبرّر : أنّها ليست أفضل منك ولا أجمل ولكنّ الامر مُتعلّق بالميزانيّات والمدخولات والوضع الاقتصاديّ ، فزوج المحروسة راحيل يقبض راتبًا كبيرًا يفوق راتبي وراتبك بكثير ، ناهيك عن المدخولات الأخرى من تأجير المحالّ التجاريّة.
وتُبرطم الزوجة ولا تريد أن تفهم!..تريد جيبًا أحمر أو ليلكيًّا لا يقلّ سعرًا عن جيب راحيل ، بل يَفقه سعرًا وجمالًا وقوّة خيل.
وتنفَضُّ المحاولات والمُحادثات بالقطيعة ، فتترك "المحروسة" البيت الى بيت اهلها....................... وما زالت هناك.
قد حدثت هذه القصّة على أرض الواقع وقد تحدُث، فالتشبّه بالغير أضحى مرضًا ، ومحاولاتنا ألّا نكون نحن أنفسنا بل نكون الغير والافضل دون النّزول الى أرض الواقع ، يضعنا في مأزق ويضعنا في وضع نستدين به ونتورّط. فالسعادة الحقيقيّة ما كانت مرّة بالسيّارة والجيب والفيلا بقدر ما كانت بالقناعة والمحبّة ومخافة الربّ وقبول وتقبّل الواقع والتعايُش مع الموجود ، ولا بأس أحيانًا من أن نحلم ، على ان يكون الحلم " على قدّ فراشنا" ، وبمقدورنا ببعض الجِدّ والنشاط ان نُحقّقه.
قديمًا قالت جدّتي : " من يتسلّق الى أعلى قد يسقط ويكسر عنقه"
دعونا نصعد بقدر طاقتنا ..
دعونا نحلم بقدر امكانياتنا ..
دعونا ان لا نتشبّه إلّا بمن هو قريب منّا ومن أوضاعنا وظروفنا ، وإلا فقد نفرط عقد العائلة ، ونضيع في متاهات الدّيون والقروض السّوداء والعيش النكد.



#زهير_دعيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على رِسلِكِ سيّدتي
- يوم المُعلّم بَحْ
- الكراسي المُقدّسة
- أعراسنا أضحت همًّا
- الصّحن المُغطّى ما زال في حارتنا..
- الشَّعب الرّوسيّ سيمفونية متكاملة
- حِلّوا عنّا وخلّوا الضّبع يوكلنا
- عبلّين كانت وما زالت منبت الأصالة
- د. تيسير الياس : وسامك فخرٌ لنا
- هناك تُضحي شاعرًا
- وردُنا آخَر
- نُريدُ ناديًا للشّباب لا للمُسنّين
- أحبّكم لو تعلمون
- المتسوّلون ومفارق الطُّرُق
- صَفقات وسيف
- مجتمعنا العربيّ المحليّ يعيشُ الأكشن
- أدباؤنا المحلّيون في المدارسِ لحنٌ جميل
- رسالة مفتوحة الى قداسة بابا روما وبابا الاسكندريّة
- السّوق السوداء ظالمة
- طنطا تُغازلُ المسيح


المزيد.....




- جولة جديدة من مفاوضات تبادل الأسرى بالدوحة الخميس.. هل ستشار ...
- مصر.. القبض على 4 مسنات حاولن تهريب شحنة مخدرات داخل كراسي م ...
- محكمة أوغندية تدين قياديا في جيش الرب بجرائم حرب
- منظمة العفو الدولية: قانون الجرائم الإلكترونية في الأردن أدا ...
- إصابة 7 أشخاص بهجوم طعن بمركز للاجئين في برلين
- اعتقالات وصدامات في احتجاجات للحريديم الرافضين لتجنيدهم
- -ضغوط دبلوماسية- لمنع إصدار مذكرات اعتقال بحق نتنياهو وغالان ...
- حرب غزة.. حماس تدين صفقة الأسلحة الأميركية لإسرائيل: -دعم لا ...
- ضابط صهيوني يزعم: كنا على بعد دقائق من اعتقال السنوار!
- تاياني: العسكريون الإيطاليون مع الأمم المتحدة إلى غزة لبناء ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - زهير دعيم - سيّارة الجيب الأحمر