اميرة بيت شموئيل
الحوار المتمدن-العدد: 5620 - 2017 / 8 / 25 - 16:33
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كثير ما يشار إلى اختلاف الشعوب عن بعضهم البعض وكأنه تحصيل حاصل دون الاشارة الى التاريخ الذي مروا به والظروف ليصلوا إلى ما هو عليه ، فتخرج نتيجة التحليل ناقصة وبعيدة عن الحقيقة. والحقيقة أن ما نراه اليوم في جميع شعوب الأرض ما هو إلا نتيجة واستمرار لمسيرة طويلة الأمد متقدمة أحيانا ومتخلفة أحيانا أخرى اخترقتها الكثير من الانتكاسات والانتصارات التي أثرت عليها سلبا وإيجابا.
هكذا نحن أيضا نتحرك في مسيرة شعبية قديمة ومستمرة في الانطلاق تتشابك أحيانا وتنطلق بسلاسة أحيانا أخرى وحسب تفاعلنا مع القوانين والعلاقات داخليا وخارجيا والأهم من كل هذا حسب عقلانية الطبقة الحاكمة سواء الدينية أو السياسية لأن لها أكبر التأثير على هذه المسيرة.
والان عندما تتفهم الطبقة الحاكمة طبيعة الاختلافات المتواجدة في مجتمعها تستطيع ببساطة إبراز ايجابيات هذه الاختلافات والتخلص من سلبياتها بسن قوانين تدعم هذا الهدف لينطلق المجتمع ككل إلى الأمام دون شعور أي جزء منه بالغبن والإحباط لتتكلل عملية الانطلاق بالنجاح. أما بث الفرقة والشقاق بين المجموعات المختلفة في الوطن الواحد فلن تأتي النتائج إلا بالخلافات والصراعات داخليا والانتكاسات خارجيا.
ونحن لن نتطرق هنا إلى انتكاسات الحزب الواحد التي اوجدتها الحكومات المتعاقبة التي حكمت هذا البلد الجريح بالأحكام العنصرية والتعسفية، لأنه سفر لايكفيه كتاب، ولكننا نتحدث عن التغيير الاخير الحاصل والذي شاركت الأحزاب الدينية والسياسية في الحكم والمفروض أن يكون على أفضل مايكون، خاصة وأن الجميع اتفقوا على التخلص من الحكم الاحادي السابق واتفقوا على النظام الفيدرالي والتوافقي فيما بينهم، فماذا حدث ؟؟؟؟
الإرث التاريخي من التعالي على الاخرين والانتقاص منهم والمزايدة على وطنيتهم ودينهم وخلق الحزازيات والأزمات وتسخيرها ضدهم كلها ما زالت تفرض نفسها على الساحة العراقية ومن قبل القوى الأقوى المتواجدة وهي الأحزاب الشيعية والسنية مع الأسف. وبعد كل هذا يأتي من يسأل لماذا يتمنى الكورد الانفصال والمسيحيين والأيزيديين والصابئة المندائيين وغيرهم الهجرة !!!.
#اميرة_بيت_شموئيل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟