أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مصطفى العمري - عرب في أمريكا














المزيد.....

عرب في أمريكا


مصطفى العمري
(Mustafa Alaumari)


الحوار المتمدن-العدد: 5619 - 2017 / 8 / 24 - 06:28
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عرب في أمريكا


عادةً ما تشير الدراسات الاجتماعية و النفسية الى إمكانية تغيير طبيعة و سلوك الأشخاص ,تبعاً للموقع الجغرافي و البيئة التي يسكن بها الفرد . لكن التغيير الذي تتحدث عنه العلوم هو مع الاشخاص المولودين في البيئة الجديدة او المتفاعلين معها , أما أولئك الذين تصّلب عودهم في بلادهم الاصلية فيكون التغيير عسيراً و مجهداً و مكلفاً. أخطر المراحل التي يعيشها المتصلبون من العهد القديم هي حرمان أنفسهم و أبنائهم من إمكانية التفاعل و الانجذاب مع العادات الجديدة الحسنة التي فيها رقي الانسان و التقارب نحو مشروع موحد لخدمة البلد و المجتمع .

لامناص من ان العربي تعلم في بلاده أشياء نافعة و بعض التقاليد الحسنة , لكنه بقي مسكوناً بما مورس عليه من ضغوط سياسية و عرفية و دينية , فأضحى كمن يحاول الانعتاق من ماضٍ فيه تعسف أمام حاضر يحمل قدر كبير من الفسحة و الانفتاح , وبين تعسف و انفتاح يعيش الاشخاص حالة الانفصام و الازدواج.

من المخاطر التي يحملها العربي القادم الى الغرب هي, وهم في نزعة التسلط , فبالوقت الذي يهاجر العربي من بلده المشحون بلغة التشابه و السلطة الفردية, صوب الغرب الذي يعزز إمكانية الفرد بالنهوض مستقلاً عن رأي الجماعة , لتكوين أفراد واعين مع مقدرة على إتخاذ قرارات خالية من الاملاءات الاولية. يشكل بعض العرب مؤسسات تتقارب مع الوهم و تبتعد عن الواقع محاولةً إسترجاع النزعة الاولية , من كبت و ضغوط و حرمان , فتحاول تلك المؤسسات, الهيمنة بدون أي مشروعية أخلاقية او قانونية , مع تصرفات و ممارسات فيها النصيب الاكبر من وحدانية التسلط , كما يقول ابن رشد.

أسكن الولايات المتحدة منذ أكثر من عشرين عاماً, تغيرت خلال هذه الفترة حكومات و رئاسات و مجالس بلدية , الشئ الذي لم يتغير هو عقلية العربي المتغرب, فعندما يكون رئيساً لمؤسسة , فعملية الالتصاق بالمنصب غير قابلة للإنفكاك, وليس مسموحاً بالحديث او التفاوض حول تعيين دماء جديدة لأستبدال رئاسة قديمة, يجب ان يكون الرئيس هو ذاته الى ان يأمر الله بإزاحته الى دار الاخرة. أكثر من عشرين عاماً ولازال بعض الواهمين يتشبثون بوهم السلطة , أغلب المراكز الدينية هنا بقى فيها رجالها دون تحريك . أغلب المؤسسات التي تزعم أنها الاكثر نفوذاً و قيادةً هاجعة كما رأيتها أول مرة . معظم الاشخاص الذين يحاولون التسلق على أنهم قيادات فاعلة في الجالية العربية لازالوا متخفين خلف المصدر المادي القوي او الدعاية الاعلامية لما يمتلكونه من إمكانية التسويق عبر صحف و اذاعات تابعة لهم .

لم تتغير عقلية العربي كثيراً , فهو لازال يحاور بطريقة المنتصر بينما الواقع افضى عن خسائر جسيمة في الهيكلية العامة للجالية العربية في أمريكا.

الجالية التي نقلت عقدها و أمراضها الى المنفى الجديد , لم تبارح العيش مع عقد التأريخ او ضغوطات السياسة القمعية في بلادنا العربية , و أصر البعض ان يكون رئيساً وهمياً لمؤسسة وهمية لأفراد لا وجود لهم الا بعقل ذلك الوهمي.

الانتخابات التي تجري في الغرب وفي أمريكا بالتحديد , يكون الفاعل العربي او المتحدث باسم العرب لا يمثل الا نفسه او جوقة من أصحابه و يكون الترشيد للإنتخابات بمثابة تجنيد فعلي, بحيث تكون الاصطفافات واضحة و علنية مبنية على صفات يحددها العقل الغث , فالدين و المذهب و الدولة و القرية او الضيعة من الصفات الرئيسية التي يعتمدها العقل العربي الساكن في أمريكا كشرط للإنتخاب. ولا تحتاج مثل هذه الثقافة لترويج كبير فعقل الشرق اوسطي جزئي و متحيز على رأي سكمند فرويد. أحدى المؤسسات العربية في أمريكا ،فيها كادر من بضع محامين و و رجال أعمال , تتحدث بالنيابة عن جميع الجالية العربية الامريكية, لكن هذه المؤسسة المفرطة بالضغائنية و الاستعلاء , ليس من أعضائها عراقي او سوري او مصري او يمني بينما نسبة اليمنيين عالية مقارنة بالجاليات الاخرى . كنت أعتقد ان مؤسسة تتحدث باسم الجالية العربية يمكن لها ان تحرز العدد الاكبر من الاعضاء و المريدين , إكتشفت لاحقاً ان هذه المؤسسة التي يديرها لبنانيون لا تمثل الا أصحابها وهي تمارس الغل و المقت ضد اللبنانيين . في إنتخابات سابقة كانت هذه المؤسسة ضد رئيسة المجلس البلدي (عربية) وبين رئيسة المجلس الفرد الطموح و بين وهم و تخبط مؤسسة يكون الفاصل الصوت الانتخابي , فكانت الصرخة مدوية عندما سحق صوت الفرد الحقيقي وهم و فشل المؤسسة البائسة .

أعتقد أننا يجب ان نفقه ثقافة الانتخاب و تحضر الدولة التي نعيش فيها , لسنا بحاجة لأنتخاب العربي لأنه عربي , هذا التمايز يجب ان نهمله و نغادر الى ما هو اسمى وانفع , فالدين و الطائفة و العرق ليست من مقومات نجاح الدولة المدنية و التعايش السلمي . كم من عربي فاسد و مرتشي و طائفي متحيز في مناصب الدولة أضر بالعرب و السمعة العربية , بينما نجد ان كثيراً من الامريكان لا يكترثون بالطائفة او العرق .

لازال العربي فيه بقايا رماد الحريق الطائفي و التحزب الكريه ولازالت الاغلبية تتصرف بعقلية البلد الأم , ولازلنا غير قادرين ان نتفاعل مع النهضة العالمية .

لذلك أقترح تغيير وجوه القيادات في الجالية العربية , و تعيين طاقات شابة و متفاعلة مع البيئة الامريكية و غير مهتمة لتأريخ الشرق الاوسط بشكل عام .



#مصطفى_العمري (هاشتاغ)       Mustafa_Alaumari#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- داعش .. نحن عندما نتمسك بالنص الديني
- نصوص الفقه و خطاب السيد علاء الهندي
- الخطاب الواعي تجسير بين ضفتين .. لقائي بالشيخ عبدالفتاح مورو
- الإلحاد من منظور اسلامي
- إحذروا مساجد ضرار
- الإلحاد .. ظاهرة أم إعتقاد
- لا عقل مع الايمان المطلق ..قوة التدين تطيح بقوة العقل
- التضحية و إشكالية المصطلح
- روح شيوعية بثقافة إسلامية
- قراءة في كتاب / ذكريات الزمن القاسي
- جدلية الانسان و الدين .. المسلم أهم من الاسلام
- المسلمون و محنة الانتماء للوطن !
- اشكالية التماهي بين المثقف و المجتمع ..
- أسباب الفشل .. المسلمون و ظاهرة الدعوة
- تأثير الفلسفة العربية في إحياء عقل المسلم
- وهم المعرفة
- غياب العقل النقدي يُحيل العقل الى صخرة ..
- لماذا تقدم الغرب و تأخر المسلمون
- المجتمع العربي و الاندماج مع القديم
- أزمة الأديان بين الدعوة الكونية و الخطاب الضيق .. ج2 مرحلة ا ...


المزيد.....




- أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
- غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في ...
- بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
- قائد الثورة الاسلامية آية الله‌خامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع ...
- اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع ...
- إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش ...
- مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مصطفى العمري - عرب في أمريكا