أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - ماجد هديب - داعش غزة ما بين الانحسار والتمدد














المزيد.....

داعش غزة ما بين الانحسار والتمدد


ماجد هديب

الحوار المتمدن-العدد: 5619 - 2017 / 8 / 24 - 02:29
المحور: الصحافة والاعلام
    


داعش غزة ما بين الانحسار والتمدد
بقلم: ماجد هديب
لنتفق أولا بان غزة لم تعد تلك المدينة الجميلة التي كانت ترخي بضفائرها على شاطئ البحر المتوسط لتأسر قلوب الناظرين اليها, كما انها لم تعد مثار اعجاب العرب ومفخرة لهم لما كان يصدر عن أهلها من قصص وحكايات كلها تضحية وفداء, ولنتفق أيضا بان غزة لم تعد تلك المدينة الامنة التي يتعايش فيها الشعب بوئام وانسجام بفعل ما احدثه الانقسام من انعكاسات, ولان غزة كانت الجمال والكرامة والمفخرة, ولأنها هي وحدها من اثبتت فعلا بان الكف يقاوم المخرز ,وحيث انها كانت قد أعطت الامل بإمكانية تحرر العرب من الاستعمار ولو بالحد الأدنى من مقومات وجود الانسان ,فان على الجميع منع انزلاق غزة نحو الهاوية وذلك بالاتفاق على منع شيطنتها فهي جزء من وطن ما زال محتلا ,وذلك من خلال العمل على انحسار داعش فيها والقضاء على أفكار هذا التنظيم مع عدم السماح لأعضائه بالتمدد.
ان بناء الانسان وتعزيز صموده هي المقدمة الانجح للاتجاه به نحو التحرير ,وان عدم تحصين المجتمع الذي يعيش به والاكتفاء بالسيطرة عليه دون توفير ادنى مقومات المعيشة له هي اقصر الطرق لدفعه نحو شيطنة افعاله واخد غزة نحو المجهول ,وحيث ان غزة ما زالت تخضع لحركة حماس وأجهزتها الأمنية منذ احد عشر عاما ,فإنني اضع امام تلك الأجهزة بعضا من التساؤلات المشروعة ,وذلك من اجل ان نقرع جرس الخطر الذي بات يتهدد الجميع وخاصة بعد العملية التي قام بتنفيذها احد أعضاء تنظيم داعش في رفح, ولعل اهم تلك الأسئلة وأكثرها الحاحا تلك التي تتطلب الإجابة عليها ما تفرضه الأمانة المهنية والوطنية والأخلاقية وهو ما اذا كانت تلك الاجهزة الأمنية قد صارحت قيادتها السياسية بحقيقة امكانياتها بتحقيق نتائج ملموسة في مكافحة الإرهاب والوقاية منه في ظل انتهاك حركة حماس نفسها للدستور, وفي ظل غياب الانسجام والوئام بين أبناء المجتمع الواحد أيضا, وما يشكله غياب هذا الوئام من انعكاس ليس على العلاقة ما بين رجل امن حماس والمواطن فقط, بل وعلى العلاقة ما بين الأجهزة الأمنية ووسائل الاعلام في ظل غياب التكامل المطلوب فيما بينهما؟.
كثيرة هي تلك الأسئلة التي اضعها امام أجهزة حماس الأمنية, ليس من اجل تقزيم جهود من فيها ,ولا حتى من اجل تعظيم انجازاتهم ,وانما من اجل الاتجاه نحو العمل الجمعي لمواجهة الإرهاب القادم الينا والذي قد يتنامى بيننا بفعل تنظيم داعش الإرهابي, ذلك التنظيم الذي استوطن بلادا امنة ومستقرة وعاث فيها فسادا رغم ما كان في تلك الدول من تكامل ما بين القيادة السياسية والأمنية والإعلامية , فما بالنا ونحن ما زلنا مجتمعا يتصاعد الانقسام فيه وتزداد انعكاساته ؟,فلا امن للفرد ,ولا لمعيشته ,ولا حتى تحصين للمجتمع الذي يعيش فيه في ظل حصار لا يخترقه الا أفكار لا تتوافق مع عاداته وتقاليده ,ولا حتى مع معتقداته الدينية ,وفي ظل احتلال يتوافق أهدافه أيضا مع أفعال تنظيم داعش.
علينا جميعا مواجهة هذا الخطر القادم الينا، وذلك بالعمل على تصليب جبهتنا الداخلية وتحصينها بالوحدة الوطنية من خلال الاستراتيجية السياسية والأمنية والإعلامية التي يتطلب الاتفاق عليها من اجل امن المجتمع واستقراره، فهل من المعقول ان نشهد اختلافا في الآراء حول العملية ما بين مؤيد لها انتقاما من حماس ومعارضا لها خوفا من انعكاساتها على المجتمع، في الوقت الذي نرى فيه لا مبالاة للآخرين بفعل انشغالهم بمحاولة توفير أبسط مقومات الحياة من غذاء وماء وكهرباء؟.
على أجهزة حماس الأمنية ان تقف امام مسئولياتها الوطنية والأخلاقية ,وهذا القول ليس من باب النصيحة فقط ,بل من باب الحرص على امن غزة وسلامة من فيها ,وحرصا أيضا على عدم انكسار المقاومة والحفاظ عليها من الانزلاق نحو الصدام مع داعش , ولذلك فان الأمانة الوطنية والأخلاقية وبعيدا عن الارتهان للحزبية تتطلب ان تتقدم هذه الأجهزة للإجابة على ما اثرناه من تساؤلات ووضع ما تتوصل اليه امام قياداتهم السياسية , وذلك من اجل تحفيزهم على اتخاد القرارات المناسب لمواجهة الاخطار القادمة والتي لا يمكن لحماس وحدها القيام بمواجهتها بمعزل عن الكل الوطني , لان الوحدة الوطنية هي بوابة الأمان لغزة وأهلها وللقضية أيضا ,وانه لا وحدة دون استراتيجية سياسية وامنية ولا نجاح لكلاهما دون استراتيجية إعلامية, فلنعمل جميعا من اجل تحقيق تلك الاستراتيجيات حتى ننأى بأنفسنا وبقضيتنا عن اخطار أصبح حدوتها في حال المؤكد في ظل ما نعاني من انقسام بكافة مستوياته ,لأنه ومهما استطاعت حركة حماس من اعداد لعناصرها ,ومهما كانت درجة تقدمهم في مراحل الوعي والثقافة وبما يؤهلهم ذلك للعمل على تحصين المجتمع ضد الإرهاب والجريمة ,فانه لا نجاح لهم او الاستمرارية فيه دون تحقيق وحدة المجتمع وانهاء حالة التناقض فيما بين فئاته بفعل الانقسام.
ان خلق راي عام ضاغط ضد الجريمة والانحراف والإرهاب لا يمكن ان يتحقق دون اتفاق ما بين كافة فئات وشرائح شعبنا وقواه السياسية والاجتماعية ,كما لا يمكن القيام بذلك دون تحصين الفرد والمجتمع فكريا وتامين أدني مقومات معيشته ولا يمكن تحقيق كل ذلك أيضا دون التكامل ما بين الأجهزة الأمنية والاعلامية والاتفاق على ان تكون مرجعية كل منهما قيادة سياسية يلتف الكل الوطني حولها, لذلك من المؤسف القول باننا لم نلمس أيضا حتى ولو محاولة واحدة من اجل تشكيل رأي عام ضاغط ,حيث غابت البرامج الحوارية والوثائقية ,كما انعدمت المؤتمرات والندوات ولم نرى اية استضافة عبر وسائل الاعلام للمفكرين والاكاديميين وخبراء الأمن من اجل الاستئناس بآرائهم حول سبل دحر هذا التنظيم او انحساره وصولا لاستقرار غزة ومنع داعش من الانتشار او التمدد فيها.
كاتب وصحفي فلسطيني



#ماجد_هديب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إفعلها يا سيادة الرئيس
- يلا قاوم..يلا اتقدم
- غزة البطالة والجريمة..من المسئول؟
- أيها الفلسطينيون.. يآ للعآر !
- هذه غزة
- الأمن والمواطن
- مؤتمر فتح ما بين الآمال المعقودة والخيبات المأمولة
- مُؤْتَمَر الْقَاهِرَة جِنَايَةٌ قَانُونِيَّةٌ أَمْ خِيَانَة ...
- جَامِعَةُ الْأَزْهَرِ... فَسَادٌ وَإفْسَاد
- رسالة الى ولدي
- جَرْذٌ يَطَلُّ بِذَيْلِهِ
- أيها الشباب...تبا لكم
- الإعلام الأمني الفلسطيني(2)
- الإعلام الأمني الفلسطيني
- حماس.. إعلام بلا قانون
- الأمن والإعلام الفلسطيني غياب المهنية وانعدام الإحترافية
- الإنتحار في غزة حالة ظاهرة ام عابرة؟
- برقيتي الى الرئيس محمود عباس -غزة تناديك- بقلم:ماجد هديب
- بيكفي يا دنيا
- الفلسطينيون الى أين؟


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - ماجد هديب - داعش غزة ما بين الانحسار والتمدد