ليلي عادل
الحوار المتمدن-العدد: 1458 - 2006 / 2 / 11 - 10:39
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
مرّ العاشر من محرم ..والطقس تم على أكمل وجه و ما زال الحزن العراقي مستمر ...هو ليس ندب لحال العراق ..لحال بغداد ..التي أضحت أكواما من الخراب و شوارع غارقة في الأوحال و مياه ثقيلة في مجاري طافحة ...و الأزبال المتنوعة الأصناف التي تغطي حافات الأرصفة على أمتدادها ..و الناس منشغلين ..الموظفين و العمال ........ الدولة بأكملها ..منشغلة عن كل شئ ..عدا الحزن و الحرص على أقامة شعائر البكاء و اللطم على أتم وجه .
لقد نجحتم يا ساسة ..يا شطّار ..بأمتحانكم بدرجات هائلة و بقي ان نعمل أستفتاءا لجماهير اللطامة ليختاروا بحرية من منكم كان أكثر أتقاناّ و فعالية في حزنه و نحيبه ..من منكم كان أنشط في مهرجان البكاء..و من هو المتراخي الذي انشغل بأمور الدنيا و بواجبات الوظيفة و خدمة الناس ..
أستفتاء ديمقراطي طبعا" تختار فيه الأغلبية قائدهم الذي سيوفر لهم أفضل ظروف الحزن و آخر تصاميم أدوات جلد الذات و أطوال من القماش الأسود الذي سيحرص على ان لا يفارق أجسادهم الى القبر ..ولتذهب الى الجحيم الأحتياجات التافهة للخدمات الدنيوية ..لا للماء و لا للكهرباء و لا للنظافة أو للشوارع ..لا و الف لا للأمان , لوقف نزيف الموت اليومي , لوقف عصابات السرقة الرسمية و غيرها ,لا لأيقاف التسليب علنا و أمام رجال القانون الأفتراضيين ..كل ذلك مؤجل ..و الأهم لا لمحاسبة المختلسين و المزورين من أصحاب الكراسي العالية من الذين لا يطالهم القانون ..
كل ذلك مؤجل وهامشي ..واللطمية هي الأهم و الأولى..بعضهم يقول دعوا الناس تمارس طقوس حرموا منها لسنين ..أقول ان هذا التبرير غير مقبول ,لأننا على هذا الأساس يمكننا ان نبرر كل شئ و نعلقة على حمالة الحرمان و الكبت ..فالسارق كان محروم ...و الذي يدعو للعنف و الأرهاب ,,ومروج المخدرات ..و القاتل و الجاهل .وو كل من يجر المجتمع و البلد الى التخلف و الأنحدار يمكنه تبرير أفعاله بأن يقول كنت محروما" وها أنا أعوّض أيام الحرمان ..
العالم منشغل بالعلم و البحث و نحن منشغلين باللطم و البكاء ..و حال العراق من سئ الى أسوأ , فهل لنا أن نحلم أن نرى يوما" عراق جديد مختلف أم نختار المنافي ربما تستجيب لبعض من أحلامنا ؟؟
#ليلي_عادل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟