|
بمناسبة الدخول الجامعي الجديد 2017-2018، حركة قادمون وقادرون تعلن مساندتها للطلبة
المريزق المصطفى
الحوار المتمدن-العدد: 5618 - 2017 / 8 / 23 - 19:14
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يعتبر سؤال الجامعة المغربية اليوم من الأسئلة المحرقة التي تحتاج لنقاش مجتمعي مفتوح، و الجواب عنه مسألة مفروغا منها. في هذه الورقة العامة الأولية، سنتحدث عن الدخول الجامعي الجديد وأوضاع الطلبة. كما هو معلوم، الطلبة المغاربة يعيشون ظروف مادية وتعليمية جد متدهورة. ففي ظل واقع المديونية والفقر والحاجة، تحول الدخول الجامعي إلى كابوس بالنسبة للعائلات المغربية، يقتل الطموح ويعدم الشهادة التعليمية والجامعية، ويسئ للوطن ومستقبله، نتيجة اليأس والإحباط والمشاكل والعوائق التي تعترض سبل الطلبة بوجه عام والفقراء منهم على وجه الخصوص، خاصة بالنسبة للسكن الجامعي الذي يعد الحصول عليه من طرف الطالبات والطلبة من باب المعجزات التي تراعا فيها المحسوبية والزبونية وتلبية رغبات أصحاب الامتيازات. وعلى ذكر الظروف التعيسة هذه، نذكر ما يتعرض له الطلبة أبناء المغرب العميق من معاناة مزدوجة حقيقية مع المنح التي لا تكفي لتسديد أبسط الخصاص ومصاريف الطالب، بالإضافة إلى مشكل النقل، وغلاء فاتورة الاشتراك. كما يعتبر مشكل التغذية من المشاكل الصادمة للطلبة في غياب مرافق جامعية لتقديم الخدمات الغذائية في كل الوجبات، وهو ما يؤدي للهدر الجامعي، والتخلف المستمر عن متابعة الدراسة في ظروف لا إنسانية، من دون أن نتحدث عن المكتبات وأقسام المطالعة، وفضاءات الرياضة والترفيه. لقد عانت ولا تزال الجامعة المغربية من الارتجال وسياسة التهميش لكل مكونات القطاع الجامعي (أساتذة وطلبة وإدارة)، وتحت يافطة "برامج الإصلاح الهيكلي" المملى من قبل المؤسسات المالية الدولية، وفي مقدمتها، صندوق النقد الدولي والبنك العالمي، نهجت الحكومات المتعاقبة تكريس نهج الانحطاط، وتخريب الجامعة وضرب مصداقيتها، وتمرير برامج بيداغوجية وتربوية وتعليمية لا هدف منها سوى تمييع الشهادة الجامعية، وتشويه سمعة الأستاذ الباحث، وزرع الفتنة والعنف بين الطلبة، وممارسة التطبيق الأعمى للتعليمات التي تكرس الطابع النخبوي والطبقي للتعليم، وتخلق كائنات غريبة عن البحث العلمي وعن الفضاء الجامعي كفضاء لإنتاج القيم والحكمة والتفكير العقلاني والنقدي والتربية على المواطنة وعلى حقوق الإنسان. إن هذا الوضع يعتبر جزء لا يتجزأ من الواقع العام للبلاد، وما يعيشه الطالب المغربي ما هو إلا صورة مصغرة لما تنتجه سياسة الدولة من تهور وميوعة وانهيار لقيم حب المعرفة والبحث العلمي والمنافسة الشريفة المبنية على الكفاءة أولا، وعلى المردودية والإنتاجية ثانيا، وعلى الخلق والإبداع ثالثا. إن السياسات النكوصية والرجعية الفاسدة التي مست الجامعة المغربية في السنوات الأخيرة، تعتبر إجراما في حق أبناء الشعب وفي حق مستقبلهم. لقد آن الأوان كي تمسك الحركة الطلابية بزمام المبادرة وتسترجع أمجادها وتقاليدها وأعرافها الأصيلة، التي جعلت منها عبر التاريخ شوكة في حلق مؤسسات الدولة وسياساتها اللاشعبية واللاديمقراطية. نعم ما عانته الحركة الطلابية من قمع وحصار وتدجين وإقصاء وتهميش، ساهم في تعميق أزمتها وتراجع ريادتها وعطاءاتها النضالية، وهو ما نتج عنه رعب الطلبة وتخويفهم وتخوينهم وتكبيلهم بالعديد من القرارات الفوقية والرجعية. ورغم ذلك، وانطلاقا من طبيعتها الوطنية وهويتها التقدمية وتجربتها الديمقراطية وأهدافها الشعبية، فهي (الحركة الطلابية) مطالبة اليوم وأكثر من أي وقت مضى بإنجاز مهامها التاريخية الملقاة على عاتقها كتوجه ديمقراطي جديد وجدي بنفس المستقبل، فاعل في حركة نضال شعبنا وجماهيره الكادحة. لقد أثب التاريخ أن الحركة الطلابية قادرة على المستحيل، وأن الطالب المغربي حامل للوعي الطبقي الحقيقي في أفق تشكله كوعي وطني ديمقراطي في صفوف أوساط الجماهير الشعبية والشعب المغربي قاطبة، فضلا عن كونه (الطالب المغربي) مطالبا بتجسيم هذا الوعي والالتزام به لنصرة كل القضايا العادلة في المجتمع بعد تخرجه ومغادرته للجامعة. إن الفعل الديمقراطي الجديد بنفس المستقبل، هو التوجه القادر على قيادة الحركة الطلابية بوعي والتزام بعيدا عن الظلامية والعدمية، وتهيئ شروط النقد والنقد الذاتي، والشروط المادية والأدبية لعقد مؤتمر جماهيري- ديمقراطي- تقدمي- حداثي ومنفتح، يمثل طلبة الألفية الثالثة بثوراتها الاجتماعية ورجاتها الثورية السياسية، المعرفية والعلمية والمعلوماتية والرقمية والتواصلية، في ظل عولمة متوحشة قادرة على إنتاج كل وسائل العنف والإرهاب والدمار الشامل. إنها خطوة مستعجلة وضرورية، لتجاوز واقع التفكك والتشرذم والعنف والإحباط و الاختراق. وهي مناسبة لمناشدة كل القوى التقدمية والديمقراطية والوطنية وجمعيات ومنظمات المجتمع المدني آباء وأولياء الطلبة، للمساهمة بدورهم في احتضان الطلبة وتأطير الحركة الطلابية، والالتفاف على كل مطالبهم الجامعية والاجتماعية، وفي مقدمتها رفع الحضر العملي على أنشطتهم الثقافية والإشعاعية والنقابية، وإطلاق سراح كل المعتقلين منهم، ووقف المتابعات في حقهم. إن حركة قادمون وقادرون تلتزم بالدفع النضالي الوحدوي إلى تنسيق المواقف والأهداف، لفرض موازين قوى في صالح الحركة الطلابية والجامعة المغربية بشكل عام، والمساهمة في استرجاع دور الطالب والأستاذ في بناء صرح الدولة الوطنية الديمقراطية. كما تعلن حركة قادمون وقادرون عن استعدادها للدفاع عن المشترك بين كل نشطاء الحركة الطلابية في أفق بعث الجبهة الطلابية الوطنية - الجماهيرية - الديمقراطية- التقدمية والحداثية، ومناصرة النضال المطلبي حول القضايا المباشرة التي لا تقبل التأجيل، وفي مقدمتها المطالبة بإنشاء صندوق خاص بدعم الطلبة، وتقريب الجامعة من المناطق السكنية، وتوسيع النظام التعليمي ليشمل كل المعارف الأكاديمية والمهارات المهنية، واللغات الأجنبية والمعارف الجديدة في مجالات التعليم المجرد، بالإضافة إلى معارف تهم البيئة الطبيعية والاجتماعية والاقتصادية، وفتح آفاق جديدة لربط الجامعة المغربية بالتنمية الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، وربط المقررات والمناهج بفرص العمل والشغل والتقدم الوظيفي والمهني، وتوسيع مدارك الطلبة وتعميق نظرتهم للحياة عموما، وإعدادهم لأجيال جديدة من الأطر والنخب الجديدة من المواطنين الصالحين في الحياة الاقتصادية والاجتماعية، والسياسية، فضلا عن الانخراط الجاد والمسؤول في كل معارك ومصالح الوطن العليا، وحقوق الشعب في الديمقراطية والحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية، انطلاقا من ثوابتنا وأهدافنا ورهاناتنا.
#المريزق_المصطفى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المغرب بلد آمن..ولكن؟
-
من أجل الإنقاذ والمصالحة
-
الى الفنانة سيليا الريفية خلف القضبان
-
المقهى الثقافي بمكناس يختم دورته السنوية 2016/2017
-
رهانات حركة قادمون وقادرون
-
الريف العزة فوق رؤوسنا والذل تحت أقدامنا
-
الرف العزة فوق رؤوسنا والذل تحت أقدامنا
-
من أزمة الديمقراطية التمثيلية إلى حكومة المقاولة السياسية
-
رسالة إلى صديقي اليساري
-
حكومة -المونسينيور العثماني-
-
النيوأصولية والاحتكام للمشترك بيننا
-
مهام النخب وتحديات المستقبل
-
السياسة كفكر وممارسة
-
حسناء أبو زيد في ضيافة المقهى الثقافي بقصر التراب بمكناس
-
عذرا سيدتي...في عيدك الأممي
-
ما نريده لحميد شباط و لحامي الدين
-
من أجل مدن للعيش المشترك وإنتاج قيم المواطنة
-
الصحة وحقوق الانسان
-
أي جواب عن انتمائنا وشرعية وجودنا في ظل هذا الخراب؟
-
ادريس خروز يحاكم السياسة التعليمية في المغرب ويبحث عن تعليم
...
المزيد.....
-
كوب 29.. التوصل إلى اتفاق بقيمة 300 مليار دولار لمواجهة تداع
...
-
-كوب 29-.. تخصيص 300 مليار دولار سنويا للدول الفقيرة لمواجهة
...
-
مدفيديف: لم نخطط لزيادة طويلة الأجل في الإنفاق العسكري في ظل
...
-
القوات الروسية تشن هجوما على بلدة رازدولنوي في جمهورية دونيت
...
-
الخارجية: روسيا لن تضع عراقيل أمام حذف -طالبان- من قائمة الت
...
-
التشيك.. زيلينسكي ناقش مع وزير الخارجية استمرار توريد الذخائ
...
-
الجيش الإسرائيلي يحقق بـ-مزاعم- مقتل رهينة لدى حماس، ومئات ا
...
-
مقتل 15 شخصاً على الأقل وإصابة العشرات في قصف إسرائيلي طال و
...
-
الدفاعات الجوية الروسية تسقط صاروخين و27 طائرة مسيرة أوكراني
...
-
سقوط صاروخ -ستورم شادو- في ميناء برديانسك في زابوروجيه
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|