حيرة الناس مع الأمريكان

نضال حمد

الحوار المتمدن-العدد: 408 - 2003 / 2 / 25 - 02:52
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

 

من الأمور التي تجعل المرء يحتار في أمر القيادات الأمريكية التي تتحكم بالحرب والسلام في عالمنا المعاصر, أن شخص مثل كولن باول الجنرال المجرب والسياسي المدرب, لا يعرف أن أحمد نزال فضل الخلايلة الملقب بأبي مصعب الزرقاوي,والمطارد من التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب ومن المخابرات الأمريكية وكل الأجهزة التجسسية والمخابراتية التي تتحالف وتتعاون معها, أن هذا الشخص أردني وليس أردنيا من أصول فلسطينية كما قال كولن باول في تصريحاته الأخيرة أمام مجلس الأمن الدولي. وقد قالت والدة أبو مصعب أن عائلة الخلايلة أردنية محض وتنحدر من عشائر بني حسن تحديدا. هذا الكلام من والدة المتهم يدعونا لعدم أخذ كلام بول وأركان الإدارة الأمريكية بمحمل الجد, لان المصداقية معدومة والمنطق غير قويم في الاتهامات الأمريكية والتحليلات الغريبة العجيبة والغير منطقية التي يأتي بها هؤلاء القوم بين الفينة والأخرى. فكيف لنا أن نصدق تلك الاتهامات وهي تشمل العشرات من الأبرياء والبشر الذين ينحدرون من أصول عربية وشرقية وإسلامية. فاليوم طالعتنا الأخبار بنبأ اعتقال خلية فلسطينية تابعة للجهاد الإسلامي في أمريكا وبطلب ملاحقة أعضاء آخرين يفترض حسب اتهامات الأمريكان أنهم أعضاء في حركة الجهاد الإسلامي وعلى رأسهم  أمين عام الحركة رمضان عبد الله شلح, طبعاً التهمة جاهزة, الإرهاب وتنفيذ عمليات إرهابية ضد الكيان الإسرائيلي مما أدى لقتل مئة إسرائيلي وجرح المئات أيضا. تصوروا مدى سخافة التهمة ومدى شناعة الجرم ومدى عدائية الذي يَتَهِمْ, لقد غضوا الطرف عن كل الجرائم اليومية التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين منذ نشأتها وحتى يومنا هذا, وبالتحديد منذ اندلاع الانتفاضة الثانية وحتى يومنا هذا,لقد تمت خلال هذه الفترة التي امتدت منذ الثامن والعشرون من سببتمبر الحزين وحتى مذبحة غزة قبل أيام, عملية تطهير وتصفيات واغتيالات وتدمير وقمع وتنكيل واستئصال واستيطان ومصادرة أراضي وتمييز عنصري, رهيبة وكان الدور الأمريكي فيها دورا فاعلا ومساهما عبر تشجيع المجرم على الأجرام والإرهابي على مواصلة الإرهاب, وأكثر من ذلك فقد تبنت إدارة بوش نهج الإرهاب الشاروني واعتمدته طريقا لجعل الفلسطينيين يرضخون لمطالبها التي تعتبر نفس مطالب الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة. فالتجربة علمت الجميع بان مقياس البقاء لأي رئيس أمريكي أو إدارة أمريكية هو من بقاء تفوق الدولة اليهودية ومن استمرار الانحياز الأمريكي الصارخ لجانب إسرائيل ظالمة أو مظلومة.

في كل يوم تطالعنا الأنباء بأن أمريكا تريد سن قانون جديد أو قوانين جديدة في معظمها موجهة وبشكل خاص ضد العرب والمسلمين وفي الأكثرية منها تعتبر انهزاما من الحياة الديمقراطية التي كانت سائدة بشكلها الأمريكي المعتاد لما قبل الثلاثاء العصيبة وما نتج عنها من تحولات عالمية عجيبة. فالقانون الأكثر حداثة و الذي سيكون الأصغر سنا في أمريكا الحديثة, سوف يصدر قريبا وهو يمكن السلطات الأمريكية من سحب الجنسية من مواطنين أمريكان وتسفيرهم خارج البلاد. أما الرزمة الأخرى من القوانين الجائرة فمعظمها يخصنا أو يخص جماعتنا من العرب والمسلمين والمشرقيين, ولا تراعي تلك القوانين أية حرمات, فزمان المحرمات والحرمات مضى منذ تزلزلت  ناطحات السحاب في نيويورك. الآن على المساجد في الولايات المتحدة الأمريكية أن تقدم كشفا بأسماء روادها والمصلون فيها, وعلى المسلم هناك أن يفكر أو يدعو ربه بصوت خافت لا بصوت الأيمان الصادح. وعلى العربي أن لا يهتم بعروبته وأن لا يرد على حملات التضليل والتزوير وألا إسلامية العنصرية التي ستكون قريبا بدلا من ألا سامية اليهودية.

هذا الزمان الغريب والذي لن ينتهي عجبه بالوقت الحاضر ولا في القريب القادم, هو زمان الأمريكان ومن معهم من العربان والأوروبيين من أوروبا القديمة ومن الأخرى الحديثة,أوروبا بأتباع الحرب والعنصرية المنفلتين من برلسكوني الكروي إلى توني بلير القروي.

هذا الزمان الأمريكي يجعلنا كلنا في حيرة من أمر اليانكي..

 ما الذي تريده أمريكا؟

هل تريدنا عبيداً؟

هل انتهت المرحلة بسقوط المجتمع الدولي في وحل السياسة الأمريكية الحالية؟

نعم انتهت المرحلة السابقة ونحن الآن بصدد المواجهة الحقيقية بين عالم الأخيار وعالم الأشرار, فهؤلاء موجودون معنا ومن حولنا ومنهم من يتحكم بمصير البشرية.

 

[email protected]

* تفضلوا بزيارة موقعي الشخصي على الوصلة التالية :

http://home.chello.no/~hnidalm

 

 

#نضال_حمد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات