أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي داوود - لماذا نحن عنصريون؟














المزيد.....


لماذا نحن عنصريون؟


علي داوود

الحوار المتمدن-العدد: 5617 - 2017 / 8 / 22 - 21:19
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لماذا نحن عنصريون؟ ومن أين اكتسبنا هذه الصفة؟ وهل صنعناها بأيدينا وأنفسنا؟ أسئلة كثيرة تراود الكثير والكثير عن العنصرية، فما هي الأجوبة الكافية والمقنعة لكل هذا الكم الهائل مما يُسأل عنها.

لماذا نحن عنصريون؟
لن أفتح ملفات هذا السؤال الآن، لكن السؤال الثاني «من أين اكتسبنا هذه الصفة؟» لا بدّ لي أن أقف عنده، وأبحث عن بدايات ظهور هذه الصفة اللعينة، فالجواب برأي الشخصي عنه، يكمن في أن «العنصرية وُلدت في السماء، تحديداً عند الملائكة».
لا بدّ من الاستغراب من جوابي، لكن عند قراءتك عزيزي القارئ لسورة البقرة أو الاستماع إليها، كما فعلت هذا الصباح، ستلاحظ حقيقة ظهور العنصرية، ومَن بدأ بها.
لا أريد أن أكتب الآية الكريمة التي تتحدث عن ذلك، لكن في مغزاها يأتي ما يلي:
بعدما خلق الله تعالى سيدنا وأبانا آدم عليه السلام، أمر الملائكة أن تسجد لآدم، فسجدت الملائكة له، إلا إبليس أبَى واستكبر، ومن خلال الآية الكريمة نستنتج أن إبليس نفسه كان من أحد الملائكة، حينها قال: «لن أسجد لآدم، فهو خلق من الطين، وأنا خلقتُ من النار».
إنه قول عنصري بحت، وهذا الكلام قبل نزول آدم وحواء إلى سطح الأرض، وقبل أن يخلق بني آدم على هذه الأرض، ولم يستغرق الأمر مدّة طويلة لتنزل العنصرية إلى الأرض بعد ما خُلق من آدم وحواء أبناء، لعلّ أول ظهور للنعصرية كانت عند قابيل وهابيل الأخوين، عندما قتل قابيل أخاه هابيل، وظهرت أيضاً بعد ذالك بفترة طويلة نوعاً ما، وبالتحديد عند طوفان سيدنا نوح، حين قام أحد أبناه بإنقاذ القاتل من الغرق وإخفاءه في السفينة، وهذا الابن نفسه تحول لجد لأحد أعظم السفاحين في القدم، عن (نمرود) أتحدث، ملك بابل لـ 400 عام، والذي حكم العالم جميعاً بطغيانه وأساليبه الوحشية في التعامل مع. أقرانه من البشر.

ربما هذه حادثة إنقاذ ذاك القاتل بعيدة قليلاً عن العنصرية، لكن ابن نوح أنقذ القاتل، والقاتل نفسه هو العنصري الذي لا يهتم بشيء سوى نفسه، ولا يهمه مَن يموت ومَن يحيا، وأيضاً أنجب ابناه، وهو بدوره انجب نمرود (استناداً في كلام الكثير من المواقع التي ذكرت أن نمرود ينحدر من أحد أبناء نوح).
.
وهل صنعناه بأيدينا وأنفسنا؟
لا.. ابداً. نحن اكتسبناه من السماء، لكننا كبشر حملنا على عاتقنا عملية تطويرها، فمنذ القِدم ونحن نطور بها إلى عصرنا الحديث المعروف بالقرن الواحد والعشرين، فنحن لم نصنع العنصرية، لكن مجتمعاتنا هي التي صنعت العنصريين، وهناك مثل أو حكمة منسوبة إلى ابن نباتة السعدي، تقول: "تعددت الأسباب والموت واحد"، إذاً العنصرية أيضاً كذالك، لها أسبابها وحتى أنواعها ونتيجة تطويرها دخلت كل مجالات حياتنا الدينية والسياسية والثقافية، وحتى الفن أيضاً، فأصبحنا نحن البشر نتفنن بالعنصرية، فنقول:
(هذه اللوحة لفنان مشهور، لكنها تدل على عنصرية مفرطة. وهذه الكلمات الشعرية رائعة جداً لكنها عنصرية بحتة..). وكم تطورت حتى دخلت المنازل! حيث أصبح الأخ يمارس عنصريته ضد أخيه أو حتى الأب ضد أبناءه، فهي دخلت مجال الأسرة، يمكننا تلخيصها في إحدى أعظم القصص على مر التاريخ، أحد أعظم الشخصيات، بل أعظمها بنظري، قصة عزيز مصر يوزرسيف (يوسف بن يعقوب بن اسحاق)، الذي تجرع طعم الكراهية والعنصرية من أقرب الناس إليه، من عشرة أشخاص، وهم إخوته من بني كنعان، حتى وصل بهم المطاف إلى أن يرموه في قاع الجبّ، وزرف دموع كاذبة ونطق بكلمات كاذبة، قصة يوسف كاملة موجودة في مسلسل يوسف الصديق، أو في القرآن الكريم، السورة التي تحمل اسمه.

هذه باختصار ما اسميه (العنصرية الأسرية)، هذا النوع من العنصرية قد تسبب أزمات نفسية، لكن بالنظر إلى العنصرية الدينية أو السياسية ربما أكثر نتائجها هي السفك بالدماء والقتل والشرد، كحال الكثير من الدول الآن، وعلى رأسها سوريا والعراق و عدّة بلدان أخرى.

أيضاً لا بد من أن أذكر نوع آخر من العنصرية وهي العنصرية الوراثية، فإن سألتك الآن هل أنت عنصري؟ بما ستجيب (نعم أو لا). جوابي على سؤالي الذي طرحته نعم أنا عنصري، وهذه العنصرية ورثتها عن أبي، وأبي عن جدي، وجدي عن جد أبي، أو كان له نظرة خاصة تجاههم، وتحولت هذه النظرة المجردة إلى عنصرية، ثم عنصرية مفرطة، ثم بدأت تتوارث، فوصلت إليّ، اكتفشت كل هذه الأمور عندما بدأت أتعرف جيداً على الحياة كيف تسير وآين نحن منها.

هنا تذكر بمجرد حملك نوعاً من الكره أو نظرة مستخفة تجاه شخص أو حتى شيء فأنت عنصري، لأن العنصرية ليست حكراً على البشر، نحن عنصريون تجاه الحيوان أيضاً، وحتى النبات وحتى الكثير من الأشياء الثابتة.
.
لماذا نحن عنصريون؟
هذا السؤال يستحق كل التفكير، لكن الإجابة عليه سهلة نوعاً ما، باختصار نحن البشر نعبد المصالح والمكاسب سواء كانت مالية أو معنوية، كل صباح وبمجرد​ استيقاظنا من النوم، نبدأ بمعركة بلا اسم، ننتصر أو نخسر، لا احتمال ثالث لهما، وبشكل عام يميل الإنسان إلى الانتصار، والانتصارات لا تأتي من تلقاء نفسها، لا بد من استخدام الحيل والرغبة والحنكة تجاه مَن تواجه، لكن إذا جمعنا الحيل والرغبة في الانتصار والحنكة في المعركة مع بعضها البعض، ألا نحصل على شيء من العنصرية تجاه العدو، الذي هو الآخر الذي لا يشترط أن يكون من البشر دائماً، أحياناً يكون العدو هو الشيء القريب جداً، وأحياناً يكون جزاء منا، أي يكون عضواً في جسدنا، وأهم دليل على ذلك، المعارك الضارية بين العقل والقلب.



#علي_داوود (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- لماذا اتهموا الكواكبي بالعلمانية؟
- ترميم وإصلاح المساجد لاستقبال رمضان في غزة
- قائد بحرية حرس الثورة الاسلامية في ايران :سنرد بقوة على أي ت ...
- دعوة حماس لحشد الطاقات في رمضان لدعم المسجد الأقصى
- تصعيد الاحتلال في الضفة يصل الي القدس والمسجد الاقصي
- مجمع الكرادلة الهيئة التي تنتخب بابا الفاتيكان
- تحديث من الفاتيكان بشأن صحة البابا فرانسيس
- أول صلاة تراويح في المسجد الأقصى بالقدس وسط قيود مشددة وتوتر ...
- مصر.. عضو لجنة الفتوى بالأزهر يعلق على إنتاج مسلسل -معاوية- ...
- مع استقبال رمضان.. شيخ الأزهر يوجه طلبا إلى المسلمين خاصا بف ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي داوود - لماذا نحن عنصريون؟