أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - سليم نزال - فى الباص المتجهة من بولندة الى اوكرانيا !














المزيد.....

فى الباص المتجهة من بولندة الى اوكرانيا !


سليم نزال

الحوار المتمدن-العدد: 5617 - 2017 / 8 / 22 - 10:00
المحور: سيرة ذاتية
    




قالت لى كاتبة مسرح اوكرانية ان من يسافر كثيرا يحمل قصصا كثيرة .افكر بكلماتها و انا اكتب فى صباح اوسلو شبه الماطر .
اعتقد ان الانسان يحتاج لبعض الوقت لكى يهضم ما راها و سمعه .مشاهدة امكنة
جديدة و اشخاص اخرين امر يضيف للمرء الكثير.
و على الرغم من الحاجز اللغوى يكون المرء انطباعات كثيرة عن الاخرين .الثقافات تتنوع لدى البشر .لكن فى نهاية المطاف يظل الانسان فى راى هو الانسان.بقلقه و همومه و تطلعاته و احلامه .اتذكر بائعة الورد العجوز التى حاولت ان تقول ان الحظ سيحالفنى ان اشتريت منها الورد .يا الهى كم كان وجهها جميلا .

اتذكر المترجم االاوكرانى الوحيد الذى كان فى الباص الذى يعرف الانكليزية و .
ان كانت مكسرة لكنه كان يترجم احاديثى مع راهبتين كانا معنا بطريقة طريفة.
طريقته فى الترجمة كانت طريفه فعلا .و احيانا كان يخلط كلمات اوكرانية يظن انها انكليزيه
و كان هناك امراة جميلة تجلس وحدها تنظر من خلال النافذه الى الافق البعيد .قلت لها مازحا لن تكتشفى امريكا من خلال النافذه .ابتسمت و فوجئت انها فهمت
.ما قلته و ردت بانكليزيه مكسرة .
لا اعرف لما تخيلت ان وجهها يشبه وجوه النساء المحتفلات فى نصر معركة بولتوفا التى التى وقعت فى بدايات القرن الثامن عشر بين قوات بطرس الاول و قوات الملك السويدى كارل غوستاف .
و لما وصلننا مديةنة لفوف كان فى المحطة عزف موسيقى و رقص سالتها ان ترقص فقبلت ببعض الخجل .رقصنا لدقائق ثم مضت فى ليل مدينة لفيف !
و على جانبى الطرقات شجر كثيف احيانا و نحيف احينا اخرى .و ظلال الاشجار تمتد كانها ظلال بشر يقفون شهودا على احداث التاريخ.
ما اجمل تامل الليل و هو يهبط على تلك القرى و نحن نتجه من بولندة نحو اوكرانية .

لكم احب تامل القرى التى تقع على الحدود بين البلدان . و انا اعرف من من
الصراعات التى حصلت فى السابق و كيف قررت تلك الصراعات مصير تلك البلاد . .
من المحزن ان افكر ان جل تاريخ البشرية تاريخ قتل و حروب و داعش ليست سوى اضافة فى تاريخ البشرية الحافل بالقتل .
الاكرانيون فى الباص يتحدثون و انا لا اعرف ماذا يقولون .احيانا تراهم يتناقشون بلهجة جدية و احيانا اخرى يضحكون .

و لما توقفنا امام محطة بنزين لنشترى طعاما بدات لى الصبايا هناك و كانهن خرجن من مسرحيات نيقولا غوغل . خطر فى بالى ما قالته احدى شخصيات نيكولاى غوغل فى مسرحية المفتتش انه كلما امعنا النظر فى الامور الطريفه نكتشف كم هى حزينة . . اتامل منظر القرويون و القرويات السائرين فى وقت .الغروب الجميل . انهم يمضون بهدوء و كان كل شىء على ما يرام و على بعد مثات الاميال هناك حرب و .
. فى اوكرانية الغربية
. .انظر من خلال النافذه اتامل الغروب الساحر و القرى الحدودية الهادئة و انا افكر فى الحياة و بمصير البشر .
.
الباص القديم يسير مثل حصان مجهد فى ليل اوكرانيا .
غط معظم الركاب فى النوم اما انا فبقيت اتامل الليل و انظر لللاضواء الخافته القادمة من القرى الاكرانية .النى نعبر بجانبها . .



#سليم_نزال (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن معنى الوجود
- قلم باركر !
- سكن الليل !
- العالم يزداد توحشا و من واجبنا المقاومة
- قصقص ورق ساويهم ناس!
- لوين بدنا نفل.رسالة فيروز للمتقاتلين العرب!
- لا مكان لخطاب الكراهية فى المنتديات الدولية !
- ثمن التطور!
- المجتمع المتصالح مع الذات!
- حول اشكالية تقدم ام عدم تقدم المجتمعات , محاولة للفهم
- هموم اسيوية!
- يا على نحن اهل الجنوب!
- الصراع فى المنطقة الان هو فى الجوهر هو صراع حضارى بين المشرق ...
- حول المجموعة الشعرية (فلسطين فى القلب )
- بين الانثروبولوجيا و الايديولوجيا
- معركة تغيير العقول معركة طويلة لا تنتهى بجيل واحد
- لا مناص من الاشتغال على منطقة الوعى
- القاتل الحقيقى! انى اتهم
- اشخاص يبدعون افكارا فى عالم متصارع!
- • عن لامارتين و العصر الرومانسى!


المزيد.....




- رد فعل غريزي مدهش.. فيلة تشكّل -دائرة تأهب- لحظة وقوع زلزال ...
- -يشمل نزع سلاح غزة-.. مسؤول في حماس يكشف تفاصيل المقترح الإس ...
- مؤتمر دولي حول السودان في غياب طرفي الصراع، وارتفاع الانتهاك ...
- الزائر الأحمر يربك سماء العراق وأكثر من 1800 حالة اختناق
- شركة يابانية تكشف عن ذئب آلي (فيديو)
- عريضة إلى نتنياهو من وحدة السايبر الهجومي والعمليات الخاصة ب ...
- مقتل 19 مدنيا وإصابة 85 آخرين بهجمات أوكرانية على مناطق روسي ...
- غوتيريش يعرب عن قلقه البالغ إثر استهداف مستشفى الأهلي في غزة ...
- الجيش الإسرائيلي يواصل قصف غزة.. قتلى وجرحى وتدهور غير مسبوق ...
- الخارجية اللبنانية: المحادثات مع الرئيس السوري كانت بناءة


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - سليم نزال - فى الباص المتجهة من بولندة الى اوكرانيا !