أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نضال نعيسة - متى يعتذر رسامو الكاريكاتيرات المسلمون؟














المزيد.....

متى يعتذر رسامو الكاريكاتيرات المسلمون؟


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 1458 - 2006 / 2 / 11 - 10:32
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عاش العالم برمته كابوسا مرعبا إثر الثورة العارمة، والاحتجاجات العنيفة في طول العالم الإسلامي وعرضه، والتي أعقبت نشر الصور المسيئة للرسول محمد(ص)، الأمر الذي أظهر عدة جوانب حادة من صراع الحضارات وتباين الثقافات، واختلاف الآراء. وأن الطريق ما زال طويلا، و الهوة ما تزال عميقة، أمام عولمة ثقافية متجانسة، تتيح التفاهم الإنساني الشامل، وتقرب وجهات النظر، تحترم الآخر المختلف، وتتعايش معه، وتتفهمه وتنظر إليه نظرة احترام، و تقدير.

سِيَر الأنبياء، وقصصهم كانت دائما تحمل ذلك المضمون الإنساني الشامل، وفي كتب التاريخ، والإسلامي منها بشكل خاص، هناك، سرد مشوق وطيب، وسيرة عطرة للرسول محمد(ص)، وحكايات، ولا شك، تسر الخاطر عن التسامح، والأمانة، والصدق، وسجايا شخصية أخرى ترسم لوحة ناصعة في أعين الناظرين، وكل من يقرأ هذه السيرة النبوية الشخصية، سيخرج بهذا الانطباع الذي أقل ما يمكن أن يقال عنه بأنه إيجابي.

و لكن، ولنعترف، وبكل هدوء، أن هناك صورا كثيرا مشوهة، وكاريكاتورية، أيضا، يرسمها، مجازياً، بعض من "فناني الكاريكاتير" المسلمين أنفسهم، وعن سوء تقدير، وجهل لما يفعلونه ويقولونه أحيانا، وأصبحت ترتسم، وتقبع بعمق في مخيلة الكثيرين حيال الإسلام والمسلمين. تلك الصور السيئة، والتي لا تعكس صورة الدين الحقيقي، لم تأت من فراغ، ولم تنشأ مطلقا عن قراءة متأنية، فردية، ومجردة، ومن مصادرها الأصلية والتاريخية للسيرة النبوية الشريفة، ولكن تأطرت، و تموضعت، آخذة شكلها النهائي في أذهان الآخرين، من خلال المتابعة المتلاحقة، والممارسات اللامسؤولة أحيانا، واليومية للأحداث الدامية التي تعصف بعالمنا العربي والإسلامي، وما تنقله وتبثه وسائل إعلامية عربية وإسلامية، فيها الكثير من التشويه، والرسائل الخاطئة، والصور السوداء، والتحريض، والقتل والدماء، في ظل تلكؤ وفشل رسمي، أيضا، بالدعم في اتجاه رسم، ونقل صور طيبة للآخرين عن هذه المجتمعات. كما أن ما ينطق به أيضا، بعض من شيوخ التكفير، وما يمارسه بعض المغتربين الذين نقلوا كل أمراض، وعقد، وآفات مجتمعاتهم، والجانب السلبي فقط، والأسوأ منها، للدول التي حطوا رحالهم بها، تساهم، أيضا، في رسم المزيد من الصور "الكاريكاتورية" المشوهة.

فهل يمكن النظر ببراءة، بعد الآن، إلى ما تحرص على بثه الكثير من وسائل إعلامنا الذكية، وأصبح جزءا من سياستها، والتي تعتبره بطولة وجهادا، لتنقلب الصورة، رأسا على عقب، وتترك الانطباع السلبي، عندما يراها المتلقي الآخر، وتترك في قلبه وعقله تلك الآثار والصور المشؤومة التي رأيناها في تفكير الرسام الدانماركي، وهذا ليس بعذر وتبرير له، بأية حال، على فعله الصارخ المشين. ألا يصبح الارتياب نتيجة منطقية، وحقيقة مطلوبة إزاء كل من يمجد أمراء القتل، وشيوخ التكفير، ويروج لهم، ويسوقهم، وينظر إليهم على أنهم أبطال ميامين؟

ويكاد المرء يجزم كليا، حيال كل ذلك، بأن الرسام الدانماركي ذاته، لم يقرأ شيئا من كل تلك السيرة العطرة للنبي، واستلهم رسومه المنكرة من ممارسات وأقوال بعض الجهلة بالدين القويم، من "فناني الكاريكاتير" الذين يرسمون يوميا، عشرات الصور الكاريكاتيرية والمؤلمة عن الإسلام والمسلمين، وتزينها، عن سوء، أو حسن نية، وسائل الإعلام المتخلف الهجين. لا شك هناك الكثير من القضايا العادلة التي تناضل من أجلها الشعوب في هذا الشرق المنكوب والمسكين، ولكن ليس هناك أبأس وأردأ، ولا حتى، أخسر من قضايا عادلة يتولاها محامون فاشلون وخائبون كاريكاتوريون ومضحكون، كصورة أحد "الدعاة" المشهورين، والخطاف بيديه، مهددا، ومتوعدا بإبادة أجناس بشرية كاملة عن الوجود، هل تبقى ثمة مشاهد كاريكاتورية أكثر من هذا؟

ها قد اعتذرت الصحيفة، الآن، وتراجعت "مرغمة" تحت ضغط الشارع، وشدة الاحتجاجات في عموم العالم الإسلامي، و تركت ندوبا وجروحا غائرة وعميقة، وليس من اليسير أن تندمل في وقت قريب. ويبقى السؤال الأهم، والأكثر إلحاحا الآن متى يعتذر بعض "رسامي الكاريكاتير" المسلمين، ويكفون عن نشر آلاف الصور المشوهة أيضا، وبعث آلاف الرسائل الخاطئة بمختلف الاتجاهات، هنا، وهناك، عن الإسلام والمسلمين.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التغيير وكيس الوزير
- البيانوني-خدام:تحالف المصالح الجديد
- من دخل دمشق فهو غير آمن
- وزراء الاعتذار العرب
- الجاهلية السياسية النكراء
- الدويخة..ولغز السيارات السوري
- ماذا لو قاطََََََعَنا الغربُ فعلا؟
- لا تنه عن خلق
- الرد السوري على خدام
- حماس: وداعاً للشعارات
- حماس والاحتلال العقائدي
- في تفسير أزعومة الثوابت
- إعلان مناقصة لتوريد معارضين
- لغز الدكتورعارف دليلة
- حكم النسوان
- نحو استراتيجية أمنية جديدة
- سيمفونية في البرلمان
- يوم المزبلة الوطني
- خدام في المنطقة الحمراء
- بأية فضيحة عدت يا عيد


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نضال نعيسة - متى يعتذر رسامو الكاريكاتيرات المسلمون؟