أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - أحمد فاضل المعموري - انبثاق الكتلة العلمانية , ضرورة حتمية .














المزيد.....

انبثاق الكتلة العلمانية , ضرورة حتمية .


أحمد فاضل المعموري
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 5616 - 2017 / 8 / 21 - 23:02
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


الدولة الحديثة هي دولة المؤسسات التي استحدثت وفق التطور المجتمعي للشعوب الغربية والمطالبة بالحقوق الدستورية والقانونية بعد صراع مرير بين الشعب والكنيسة في أوربا وتحجيم دور رجال الدين وتقويض سلطاتهم, بعد ان لعب الوعي الاجتماعي والحاجة الانسانية , دور حاسم في انهاء هذا الصراع الديني المدني , اما الدول العربية ظهرت بشكلها بعد استعمار هذه الدول وانهاء الخلافة الاسلامية – العثمانية , وتقسيم مناطق النفوذ ضمن اتفاقية سايكس – بيكو, بين بريطانيا وفرنسا.
أن العلمانية ,هي دعوة لفصل الدين عن السياسة ,وحماية الدولة كمؤسسة مستقلة بحماية المواطن كقيمة إنسانية , سواء كان متدين أو غير متدين من الطغيان الديني والطائفي ,الذي يمارسه رجال الدين بالدفاع عن قيم وموروث تاريخي, مختلف عليه في ظل صراع الاجتهادات الفقهية والتقليد المستند للآراء الفقهاء المختلف بينهم.
بظهور كتلة علمانية جماهيرية شعبية تولد من رحم المعاناة وحاجة المجتمع في الحرية والمساواة والحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية , والتي لا توجد في المجتمعات العربية أو الاسلامية ,وحتى لو وجدت ,فأنها حبر على ورق ,كما يقول المثل , بحكم التراث والتاريخ والواقع الذي نشأت عليه هذه المجتمعات ,وفي ظل فهم الدين على انه السلطة ,دون وجود دولة بالمعنى الصحيح ,وهي تعني المشاركة بين الشعوب لبناء مجتمعاتهم ,والقائمة على المؤسسات المدنية المستقلة عن الرأي الديني أو العقيدة الدينية أو المنهاج الديني أو الرغبة الدينية أو التفسير الديني أو الاجتهاد الديني - التاريخي ,وانما على قيم المشتركة الانسانية ,والحفاظ على مبدأ المساواة, والذي أوضح أول معانيه ومبادئه النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم : (يا أيها الناس: إن ربكم واحد، و إن أباكم واحد، ألا لا فضل لعربي على عجمي و لا عجمي على عربي، و لا لأحمر على أسود و لا لأسود على أحمر إلا بالتقوى، "إن أكرمكم عند الله أتقاكم"، ألا هل بلغت ؟ قالوا: بلى يا رسول الله قال: فيبلغ الشاهد الغائب) . هذي هي المبادئ الصادقة في أطار انساني ,اينما كان الانسان المسلم ,والتي تتوافق مع اليات الحقوق والحريات والواجبات, وهي تتوافق مع معيار الدولة المدنية ,وهو منهاج فاصل بين الدين وبين الدولة ,وان انكار البعض من هذه الكلام عليه مراجعة قراءاته في الممارسات الحياتية وفهمه للدين والتدين والعلاقة بينهما. العلمانية, هي فكرة تكريس حماية المجتمع ,لجميع طوائفه الاسلامية وغير الاسلامية وحتى لا دينية – يجب حمايتها (وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ)- الكهف 29 .
الدولة بمؤسساتها المتعددة والمتنوعة عليها واجب حماية المجتمع, دون الايمان بالدين أو العرق أو المذهب او اللون أو الاصل ,وانما الاصل الانسان (المواطن ) مكرم ,اذا الايمان بالمساوة والايمان بالعدالة الاجتماعية والايمان بتكافؤ الفرص والايمان بالحريات ,ورفض الوصايا والمقدسات التي يضعها الفقهاء المختلف بينهم ,وهي كتلة لثقافة ولبناء مجتمع ومفهوم تفسيري ,يصلح للمطالبة بالمصالح الوطنية ,يعطى المواطن الأمن ,والامل والحرية ,لتحقيق العدالة ولا فرق بين (رجل دين ) سلطة .. ورجل عادي (انسان ) في الحقوق والواجبات ,واعادة الخطاب الوطني بإعادة الايمان بالدور الانساني والمفهوم القانوني ومركزه الاجتماعي والسياسي والاقتصادي في الدولة المدنية وحقوقه وحرياته الدستورية .
الدعوة العلمانية ,هي الاساس في الوعي الجماهيري الذي عاش تجارب الصراعات المريرة ,بين سلب ومصادرة الحقوق, والأثراء على حساب العامة من رجال الدين(كالأحزاب الاسلامية ) بصيغ شتى ,مرة يكون رجل دين خطيب يسلب العقل بالعاطفة ,ومرة يكون رجل سياسة يحرض الجماهير على المشاركة في فعالية أو دور لخدمة مصالحه أو مصالح حزبه وفق فرض السلطة على الناس .
لماذا الان ,قد يسأل سائل لماذا الان تنطلق شرارة التمرد على رجال الدين, الذين يأخذون من الدين منهاج سياسي وايدلوجي (الاسلام السياسي) والذين مثلوا أسوء تجربة مفهوم معاصر ,والجواب لعدم علاقة رجال الدين ببناء الدولة ,وهم لا يعترفون بالدولة ولا يعترفون بالوطن كمصطلح قانوني ,وكمفهوم في أديباتهم وانما الدين رسالة سماوية والدين علاقة بين الانسان ورب العالمين (الله) ,ولا تحتاج الى حزب أو داعية لتعريفه بالمفاهيم الدينية او قبول التوبة أو الاعتراف الديني كما في الدين المسيحي ,اذا الاسلام السياسي ,وجد لمرحلة تاريخية وفشل كواقع حياتي ,ولا يستطيع الاستمرار بتمثيل المجتمعات أو النهوض بالدور الانساني والوطني.
اما الخطاب الديني ,يجب أن يكون في مكان واحد ولا يخرج عن هذا المكان وهو (الجامع) ولا يتم استغلال الخطاب الديني لتحريض او تنكيل او تسويق مفهوم الرؤية للدولة الدينة ,وهي مسألة اجتهاد ديني, يجب أن تنحصر في الوعظ والارشاد ولا تتبنى العقائد الدينية ,في تكفير الاخرين او التحريض على الانتقام أو تبني سياسة ومصادرة حقوق العامة ,والتي هي حصرية بيد الشعب ,وهي تنبع من تقوية المركز الديني على حساب المواطن وحريته, وهي تتعدى مفهوم المساس بالدولة المدنية ,ومؤسساتها ,وتخلط المفاهيم الدينية مع مفاهيم الدولة القائمة على الفصل بين السلطات و التي تتوافق مع القانون والدستور ,وهذا يمثل رغبة المجتمع المجمع عليه.
الحماية لمن ... يجب ان تشمل الحماية كل فئات الشعب المسلم وغير المسلم المؤمنين وغير المؤمنين ,الملحد والكافر ,أن التزام الاخلاقي والوطني والانساني, يجب ان يكون التزام عام قبل أن يكون التزام دستوري وقانوني ,باعتبار الحماية يجب ان يتمتع بها كل مواطن وفق الحقوق والواجبات الذي كفلها الدستور, والشريعة .
كيف تظهر هذه الكتلة العلمانية ,وهي تستجيب لمتطلبات الحالة الوطنية والظرف الآني ,والقاسم المشترك في رؤية اجتماعية للبديل النوعي (للإسلام السياسي ),وهي ليست كتلة تقاس بكميتها ,ولكن بنوعيتها المؤثرة وتبنيها لمشروع الخلاص والخطوط العريضة لحاجات المجتمع بالمبادئ والبرنامج الذي تتبناهٌ...



#أحمد_فاضل_المعموري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البديل القادم للإسلام السياسي ,الدولة العلمانية .
- هدم الدولة بالفساد الحزبي؟.
- الغاء وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ,بحجة الاستقلال الج ...
- مكتب رئيس الجمهورية : يتدخل بسيادة القانون ويصدر قرار تفسيري ...
- النخبة المخملية وتحديات الوجود المجتمعي ؟.
- السياسة الحزبية في العراقية وجرائم دعم الفساد ؟.
- الأغلبية السياسية فكرة طموحة.. ولكن
- كثرة التعديلات في القوانين والتشريعات النافذة , فساد تشريعي ...
- مؤتمر بغداد (للقوى السنية ) ترسيخ لمفهوم ما بعد داعش .
- اقليم كردستان وحق تقرير المصير في الدستور الدائم .
- قرار الاستفتاء في كركوك والمستقبل المجهول .
- التكيف القانوي الصحيح للأجراء الانتخابات التكميلية الخاصة بن ...
- التعليمات فوق الدستور ,نصوص قانونية تعطل الحياة الاجتماعية .
- الخطاب السياسي ,والاصولية الدينية .
- قصة من يوميات محامي , حوار مع موظف حكومي ...
- قصة من يوميات محامي , حوار مع ضابط تحقيق فاسد ؟؟؟...
- أنصافاً للقضاء العراقي النزيه ... اجراءات المحكمة كانت سليمة ...
- قرار مجلس نقابة المحامين العراقيين بزيادة رسوم الانتماء لنقا ...
- التغيير الحتمي والاصلاح النقابي .
- الرأي العام المهني ...مقياس الإصلاح النقابي .


المزيد.....




- فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN ...
- فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا ...
- لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو ...
- المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و ...
- الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية ...
- أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر ...
- -هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت ...
- رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا ...
- يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن 
- نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - أحمد فاضل المعموري - انبثاق الكتلة العلمانية , ضرورة حتمية .